المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عظماء الدعوة السلفية


أبوالحسن السلفي
06-27-2011, 10:31 AM
د. محمد تقي الدين الهلالي (رحمه الله)


(1311-1407) هـ


(1892-1987) م


اسمه: محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي نسبة إلى هلال، الجد الحادي عشر وكنيته أبو شكيب حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه «الأمير شكيب أرسلان».
مولده: ولد رحمه الله سنة 1311/1892 بقرية «النيضة القديمة» وهي من بوادي مدينة سلجماسة بالمغرب.
قلت: وهذا العام الذي ولد فيه الشيخ هو نفس العام الذي ولد فيه العلامة محمد حامد الفقي رحمهما الله.
تعليمه: قرأ القرآن على والده وحفظه وهو ابن عشر سنين ثم جوده على الشيخ المقرئ أحمد بن صالح ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي وتفقه على يديه في علوم الشرع حتى صار ينيبه عنه في غيابه لإلقاء الدروس.
حصل على شهادة من جامع القرويين، ثم جاء إلى القاهرة 1340هـ، فالتقى بالشيخ عبد الظاهر أبي السمح إمام الحرم المكي بعد ذلك والشيخ عبد الرزاق حمزة، وقد عمل معه بعد ذلك مدرسا بالحرم المدني بالمدينة كما لقي الشيخ محمد رشيد رضا منشئ «المنار»، والشيخ محمد الرمالي وهو من أول من دعى إلى السلفية في مدينة دمياط، والشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة.
حضر دروس القسم العالي بالأزهر ومكث بمصر سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف، بعد أن كان صوفيا تيجانيا، ولهذا قصة نرجو أن يتسع المقام لذكرها.
ذهب إلى الهند لدراسة الحديث، وهناك أخذ يدرس الحديث والأدب العربي إلى أن أجازه شيخه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري صاحب كتاب «تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي».
وفي عام 1343هـ توجه إلى العراق وفي مدينة البصرة التقى بالعالم السلفي المحدث المحقق محمد بن أمين الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر الفقيه صاحب أضواء البيان، فزوجه ابنته وانتفع كثيرا بمجالسته ومذاكراته، وأقام بالعراق ثلاث سنوات.
ثم توجه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية فأقام بها في ضيافة الملك عبد العزيز، وذلك بعد أن أعطاه الشيخ رشيد رضا وصيته قال فيها: إن محمد تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيد من علمه.
وفي السعودية عين مراقبا للمدرسين بالمسجد النبوي لمدة سنتين، ثم مدرسا في المسجد الحرام والمعهد السعودي لمدة سنة واحدة.
رحل إلى الهند وعين رئيسا لأساتذة الأدب العربي في كلية «ندوة العلماء» «بلكنو» مدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك سافر إلى جنيف ونزل عند الزعيم المجاهد أمير البيان شكيب أرسلان، ولقد كانت لدى الدكتور تقي الدين رغبة في إتمام دراسته الجامعية، فتوسط له الأمير شكيب أرسلان عند صديق له من الألمان فعودلت شهادته الحاصل عليها من القيروان بالشهادة الثانوية وبها التحق بجامعة «بون» الألمانية، فتعلم اللغة الألمانية في عام واحد وعين محاضرا في جامعة بون، كما شغل أثناء إقامته في ألمانيا وظيفة مشرف ومراجع لغوي بالقسم العربي من الإذاعة الألمانية ووجدها فرصة سانحة لفضح جرائم المحتلين لبلده المغرب من الفرنسيين والإنجليز، فأصدرت فرنسا قرارا بنفيه نفيا رسميا من بلده المغرب، كما عملت بريطانيا على نزع جنسيته العراقية التي كان قد تجنس بها سنة 1934م.

في سنة 1941م حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم.

- عين بعد الحرب العالمية الثانية أستاذا بجامعة بغداد كلية الملكة «عالية» إلى أن قام الانقلاب العسكري فغادرها إلى المغرب سنة 1959، سافر إلى تطوان بمساعدة الأستاذ المجاهد عبد الخالق الطريس رئيس حزب الإصلاح الوطني إذ ذاك.
- عين في سنة 1959 أستاذا بجامعة محمد الخامس ثم بفرعها بفاس إلى أن سافر مرة أخرى إلى ألمانيا.
- وفي سنة 1968 تلقى دعوة من سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك للعمل أستاذا بالجامعة فترك المغرب الشيخ الهلالي وبقي يعمل بها إلى سنة 1974م حيث ترك الجامعة الإسلامية وعاد إلى مدينة مكناس بالمغرب للتفرغ للدعوة إلى الله، فصار يلقي الدروس بالمساجد ويجول في أنحاء المغرب ينشر دعوة السلف، كما كان من المواظبين على الكتابة في مجلة «الفتح» لمحب الدين الخطيب ومجلة المنار للشيخ رشيد رضا.
وله كتابات في مجلة الهدي النبوي أشهرها: القول السافر في صلاة المسافر، والعلم المأثور والعلم المشهور، واللواء المنشور في الرد على أصحاب الغرور المستفيدين بالقبور، وقد نشرت زمن رياسة المجلة من الشيخ عبدالرحمن الوكيل.

(صلته بالتيجانية )

نشأ الشيخ تقي الدين الهلالي صوفيا تيجانيا ثم انتقل بفضل الله وتيسيره من التصوف إلى السلفية ومن كبار دعاتها، ومما يحكى عنه في كتابه «تجربة ذاتية» أن الرجل الذي أدخله التيجانية هو الذي أخرجه منها.
- كما ذكر في الكتاب حوادث كثيرة حصلت له في مصر والعراق والمغرب ومحاولات قتله، وحواراته مع الصوفية والمبتدعة.

( أشهر شيوخه )

الشيخ محمد سيدي حبيب الله الشنقيطي، الشيخ عبد الرحمن المباركفوري، الشيخ محمد بن حسن الحديدي الأنصاري اليماني، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (غير صاحب أضواء البيان)، الشيخ محمد رشيد رضا، الشيخ محمد بن إبراهيم، مفتي السعودية، بعض علماء القرويين، بعض علماء الأزهر.

( مؤلفاته وإنتاجه العلمي )

أحب أولا أن أوجه نظر القارئ إلى أن الشيخ الهلالي كان شاعرا مجيدا للشعر، له قصائد كثيرة في كتابه «تجربة حياة».
ومؤلفات الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كثيرة جدا وجمعها ليس بالأمر الهين؛ لأنها ألفت في أزمنة مختلفة وبقاع شتى، ومنها:
الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري، المجلد الأول فقط. والإلهام والإنعام في تفسير الأنعام، ومختصر هدي الخليل في العقائد وعبادة الجليل، والهدية الهادية للطائفة التيجانية، والقاضي العدل في حكم البناء على القبور، والعلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور، آل البيت ما لهم وما عليهم، حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، حاشية على كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب، الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق، دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين، البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية وبرئ من الألوهية، فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني، فضل الكبير المتعال (ديوان شعر)، أسماء الله الحسنى (قصيدة)، الصبح السافر في حكم صلاة المسافر، العقود الدرية في منع تحديد الذرية، الثقافة التي نحتاج إليها (مقال)، تعليم الإناث وتربيتهن (مقال)، ما وقع في القرآن بغير لغة العرب (مقال)، أخلاق الشباب المسلم (مقال)، من وحي الأندلس (قصيدة).
وفاته: في يوم الاثنين 25 شوال 1407هـ الموافق 22 يونيو 198م.

منقـــــــول من مجلة التوحيد