قمر
10-05-2010, 04:11 AM
علي رضا بن عبد الله بن علي رضا : الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد ..
من علامات الحديث الموضوع أن يكون فيه دعوة إلى ما يضاد العقيدة الإسلامية ؛ مثل الطواف حول القبور أو دعاء غير الله سبحانه وتعالى ، وقد كتبت في هذا حلقة مفردة في ( لا تكذب عليه متعمداً ) بجريدة المدينة ، ثم رأيت أن أعيد أهم ما جاء في تلك المقالة ؛ مع إضافات مفيدة ؛ لما في ذلك من هدم لما يفعله القبوريون والمتصوفة والمبتدعة من تعلق بالميت ، وطواف حول قبره ، ونذر وذبح القرابين - كما هو في بعض البلاد الإسلامية – لأصحاب تلك القبور
فقد روى ابن الجوزي في ( الموضوعات ) برقم ( 513 ) من حديث أبي هريرة مرفوعاً : ( يا أبا هريرة ! علم الناس القرآن وتعلمه ؛ فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق ( ! ) وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك 0 وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدثن في الدين حدثاً برأيك ) !.
وآفة الحديث : محمد بن مجيب أبو همام القرشي ؛ فإنه كذاب عدو الله كما قال ابن معين ! وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث .. فتعقب السيوطي ابن الجوزي - كعادته في أكثر تعقباته الضعيفة !- بأن له طريقاً أخرى عند أبي نعيم ؛ فذكر نحوه إلا أنه قال : ( فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام ) !! ( اللآليء المصنوعة ) 1 / 222
قلت : وهذه زلة من السيوطي ؛ فإن هذا التعقب بهذا الحديث الذي كما يقول شيخنا الألباني : ( هو أشد نكارة عندي من الأول ؛ لما فيه من ذكر الحج إلى القبر ؛ فإنه تعبير لا أصل له في الشرع ، ولم يرد فيه إطلاق الحج إلى شيء مما يزار إلا إلى بيت الله الحرام ، وإنما يطلق الحج إلى القبور المبتدعة الذين يغالون في تعظيم القبور ؛ مثل شد الرحال إليها ، والبيات عندها ، والطواف حولها ، والدعاء والتضرع لديها ، ونحو ذلك مما هو من شعائر الحج ؛ حتى ألف بعضهم كتاباً سماه ( مناسك حج المشاهد والقبور ) على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه 000 ثم قال رحمه الله : اللهم إن القلب يشهد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما صدر منه حرف من هذا ؛ فقبح الله من وضعه ، وأنا أتهم به ابن شبيب هذا 000 ( الضعيفة ) برقم ( 265 )
وأنا أشهد أن هذا الحديث كذب مختلق لم يخرج من مشكاة النبوة قط!
وابن شبيب هذا هو المقريء المشهور المعروف بالأصبهاني الذي يروي عن ورش قراءته المشهورة ؛ لكنه للأسف كأكثر المشتغلين بالقراءة دون التفات إلى الحديث كحفص المقريء المشهور ؛ فإنه متروك الحديث على جلالته في القرآن ! وليس هذا بعجيب كما قد يتبادر إلى أذهان العامة والجهلة ؛ لأنه كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وأحاديثه مناكير كما قال العلماء ؛ لكنه ثبت في القراءة 0 قال الذهبي : كان ثبتاً في القراءة واهياً في الحديث ؛ لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده ، وإلا فهو في نفسه صادق 0 ( الميزان ) 1 / 558
وهكذا الأصبهاني فإنه مجهول في الحديث لكنه إمام في القرآن ؛ وقد روى المناكير كما في ترجمته من ( طبقات المحدثين بأصبهان) لأبي الشيخ ابن حيان 3 / 469 -472 بتحقيق البلوشي.
فمن مناكيره بل موضوعاته : ( من كتب بسم الله الرحمن الرحيم مجودة تعظيماً لله غفر الله له ) ! وهذا وإن لم يكن المتهم به الأصبهاني ؛ فإن مَن دونه في السند : كذابان ومتروك !!! لكنه مما لم يكتبه أبو الشيخ إلا عنه ؛ فهو المتفرد به !.
ومنها : عن طارق بن شهاب قال : ( دخلت على عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم معتكفون على شراب لهم (!) وعندهم قينة (!) - في المطبوع ( قتيبة ) !! ولا معنى لها بل هي ظاهرة في التحريف ! - قلت : أنتم النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فقال أبو مسعود الأنصاري : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رخص لنا في الغناء في العرس ، وفي النوح ( !! ) في المصيبة ) !
وهذه والله هي المصيبة ! أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يجتمعون للشراب مع قينة ( ! ) ثم يكذبون عليه صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون إنه رخص لهم في النوح في المصيبة !!
والله ! إن القلب ليشهد بأن هذا كذب عليهم رضوان الله عليهم !
وليس في إسناده من ينظر فيه إلا الأصبهاني هذا ! والحمل عليه فيه ؛ ولا أدري كيف خفي هذا الهراء على المحقق ؟!
وأما تقليد محقق ( الموضوعات ) لابن عراق في ( تنزيه الشريعة ) 1 / 268 - 269 في أن المتهم بوضع الحديث هو شيخ أبي نعيم : عبد الله بن محمد بن جعفر : فدليل على ضحالته في هذا العلم الشريف ؛ لأن ابن حيان هذا ثقة مصنف وهو المعروف بأبي الشيخ!.
وقد سبق شيخنا الألباني إلى القول في هذا الحديث الحافظ السلفي كما في ( الضعيفة ) فقال : هذا حديث منكر .. أما الذي صنف للمبتدعة كتاباً في ( مناسك حج المشاهد ) فقد وقفت على اسمه في ( الفتاوى ) 27 / 167- 168، 256 وأنه : المفيد بن النعمان الذي كما قال شيخ الإسلام : شبه بيت المخلوق ببيت الخالق!
وكم ألف الرافضة في ( حج المشاهد والقبور ) من كتب دعوا فيها إلى عبادة غير الله تعالى !
اللهم ياولي الإسلام وأهله ! ثبتنا به حتى نلقاك.
من علامات الحديث الموضوع أن يكون فيه دعوة إلى ما يضاد العقيدة الإسلامية ؛ مثل الطواف حول القبور أو دعاء غير الله سبحانه وتعالى ، وقد كتبت في هذا حلقة مفردة في ( لا تكذب عليه متعمداً ) بجريدة المدينة ، ثم رأيت أن أعيد أهم ما جاء في تلك المقالة ؛ مع إضافات مفيدة ؛ لما في ذلك من هدم لما يفعله القبوريون والمتصوفة والمبتدعة من تعلق بالميت ، وطواف حول قبره ، ونذر وذبح القرابين - كما هو في بعض البلاد الإسلامية – لأصحاب تلك القبور
فقد روى ابن الجوزي في ( الموضوعات ) برقم ( 513 ) من حديث أبي هريرة مرفوعاً : ( يا أبا هريرة ! علم الناس القرآن وتعلمه ؛ فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق ( ! ) وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك 0 وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدثن في الدين حدثاً برأيك ) !.
وآفة الحديث : محمد بن مجيب أبو همام القرشي ؛ فإنه كذاب عدو الله كما قال ابن معين ! وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث .. فتعقب السيوطي ابن الجوزي - كعادته في أكثر تعقباته الضعيفة !- بأن له طريقاً أخرى عند أبي نعيم ؛ فذكر نحوه إلا أنه قال : ( فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام ) !! ( اللآليء المصنوعة ) 1 / 222
قلت : وهذه زلة من السيوطي ؛ فإن هذا التعقب بهذا الحديث الذي كما يقول شيخنا الألباني : ( هو أشد نكارة عندي من الأول ؛ لما فيه من ذكر الحج إلى القبر ؛ فإنه تعبير لا أصل له في الشرع ، ولم يرد فيه إطلاق الحج إلى شيء مما يزار إلا إلى بيت الله الحرام ، وإنما يطلق الحج إلى القبور المبتدعة الذين يغالون في تعظيم القبور ؛ مثل شد الرحال إليها ، والبيات عندها ، والطواف حولها ، والدعاء والتضرع لديها ، ونحو ذلك مما هو من شعائر الحج ؛ حتى ألف بعضهم كتاباً سماه ( مناسك حج المشاهد والقبور ) على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه 000 ثم قال رحمه الله : اللهم إن القلب يشهد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما صدر منه حرف من هذا ؛ فقبح الله من وضعه ، وأنا أتهم به ابن شبيب هذا 000 ( الضعيفة ) برقم ( 265 )
وأنا أشهد أن هذا الحديث كذب مختلق لم يخرج من مشكاة النبوة قط!
وابن شبيب هذا هو المقريء المشهور المعروف بالأصبهاني الذي يروي عن ورش قراءته المشهورة ؛ لكنه للأسف كأكثر المشتغلين بالقراءة دون التفات إلى الحديث كحفص المقريء المشهور ؛ فإنه متروك الحديث على جلالته في القرآن ! وليس هذا بعجيب كما قد يتبادر إلى أذهان العامة والجهلة ؛ لأنه كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وأحاديثه مناكير كما قال العلماء ؛ لكنه ثبت في القراءة 0 قال الذهبي : كان ثبتاً في القراءة واهياً في الحديث ؛ لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده ، وإلا فهو في نفسه صادق 0 ( الميزان ) 1 / 558
وهكذا الأصبهاني فإنه مجهول في الحديث لكنه إمام في القرآن ؛ وقد روى المناكير كما في ترجمته من ( طبقات المحدثين بأصبهان) لأبي الشيخ ابن حيان 3 / 469 -472 بتحقيق البلوشي.
فمن مناكيره بل موضوعاته : ( من كتب بسم الله الرحمن الرحيم مجودة تعظيماً لله غفر الله له ) ! وهذا وإن لم يكن المتهم به الأصبهاني ؛ فإن مَن دونه في السند : كذابان ومتروك !!! لكنه مما لم يكتبه أبو الشيخ إلا عنه ؛ فهو المتفرد به !.
ومنها : عن طارق بن شهاب قال : ( دخلت على عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم معتكفون على شراب لهم (!) وعندهم قينة (!) - في المطبوع ( قتيبة ) !! ولا معنى لها بل هي ظاهرة في التحريف ! - قلت : أنتم النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فقال أبو مسعود الأنصاري : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رخص لنا في الغناء في العرس ، وفي النوح ( !! ) في المصيبة ) !
وهذه والله هي المصيبة ! أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يجتمعون للشراب مع قينة ( ! ) ثم يكذبون عليه صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون إنه رخص لهم في النوح في المصيبة !!
والله ! إن القلب ليشهد بأن هذا كذب عليهم رضوان الله عليهم !
وليس في إسناده من ينظر فيه إلا الأصبهاني هذا ! والحمل عليه فيه ؛ ولا أدري كيف خفي هذا الهراء على المحقق ؟!
وأما تقليد محقق ( الموضوعات ) لابن عراق في ( تنزيه الشريعة ) 1 / 268 - 269 في أن المتهم بوضع الحديث هو شيخ أبي نعيم : عبد الله بن محمد بن جعفر : فدليل على ضحالته في هذا العلم الشريف ؛ لأن ابن حيان هذا ثقة مصنف وهو المعروف بأبي الشيخ!.
وقد سبق شيخنا الألباني إلى القول في هذا الحديث الحافظ السلفي كما في ( الضعيفة ) فقال : هذا حديث منكر .. أما الذي صنف للمبتدعة كتاباً في ( مناسك حج المشاهد ) فقد وقفت على اسمه في ( الفتاوى ) 27 / 167- 168، 256 وأنه : المفيد بن النعمان الذي كما قال شيخ الإسلام : شبه بيت المخلوق ببيت الخالق!
وكم ألف الرافضة في ( حج المشاهد والقبور ) من كتب دعوا فيها إلى عبادة غير الله تعالى !
اللهم ياولي الإسلام وأهله ! ثبتنا به حتى نلقاك.