أبوالحسن السلفي
07-18-2011, 07:11 PM
قال في المقال:
*الرد على شبهة فلان على خير أو من أهل السنة أو نحو هذا لأن العالم الفلاني قد زكاه
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد
فأقول وبالله التوفيق ردا على هذه الشبهة :
1-بعض الناس ينقل فتوى عن العلماء بحسب مايرى هو فيأخذ من قوله مايوافق رأيه
ويدافع عن هذا القول بشدة .
2-وفي مقابل هذا يترك أقواله الأخرى التي تخالف رأيه وهذا ولاشك طريقة أهل البدع ،
قد قال بعض اهل السنة : (أهل البدع يأخذون مالهم ويتركون ماعليهم وأهل السنة يأخذون مالهم وماعليهم )
3-ونحن نقول : إن كان الرجل صادقا وأراد أن ينقل عن العالم قولا فلينقل عنه ماكان من قوله الأخير لامن أقواله المتقدمة التي توافق رأي الناقل لها .
وهنا أسئلة والجواب عنها فيما يتعلق بتزكية العالم الثقة :
*ماهي طرق تزكية العالم الثقة للرجل المسؤول عنه أو الفرقة ؟
وللجواب أقول :
1-العالم الثقة يزكي الرجل أو الفرقة بحسب ماظهر له من حاله .
2-وقد يزكيه من مجلس واحد أو من شريط واحد سمعه له وقد كان هذا في السلف المتقدمين (وانظر ماكتبه العلامة المعلمي عن أهل الحديث وطريقة تزكيتهم للرواة فيما نقله في التنكيل عن ابن معين بل وحكاه عن كل علماء الحديث أنهم قد يزكون الراوي من مجلس واحد بل ومن حديث واحد بينما غير ذلك العالم –وهم كثر – يذمونه ).وهذا تفسير لما قد يحصل من بعض علماء عصرنا الثقات .
3-وقد يزكيه لاستفاضة شهرته ، وهذا أيضا سبيل معروف عند علماء الحديث الأولين لمن راجع كتبهم وسبرها ومثله في عصرنا كما حصل من الشيخ ابن باز في تزكية لسيد قطب فقد مر فيها بمراحل عدة :
1-مرة يزكيه تزكية عاطرة فيقول إذا سئل عنه: مثله مثل الترمذي (ونحو هذا )
2-ومرة يرد على أقواله وبشدة بحسب مايناسب حالها من التغليظ .
3-ومرة يبين أنه حكم عليه بحسب ماوصل إليه من حاله ففي شريط له لما بين له بعض مافي كتبه ذكر : (أنه لم يقرأ له إلا في موضعين اثنين فقط وقد جاءه من وجوه عديدة أن عنده أخطاء في العقيدة )بنحو ماتقدم عنه- رحمه الله –
-وكذا مانقل عن الشيخ الألباني في ثنائه على سيد قطب وفعلا قد امتدحه في مواطن مع بيانه أن الرجل كاتب وليس عالما ثم أخيرا مما نقل عنه –بعد قراءة كتب شيخنا ربيع في الرد على أقواله –ذكر : أن الرجل جاهل في أصول الدين وفروعه . وهل من قيل فيه مثل ذلك يؤخذ منه بعد ذلك شيئا من العلم ؟ !!
4- وقد يزكيه بحسب ماينقله بعض من حول العالم وهم على أنواع :
1- فمنهم المتعصب للشخص المسؤول عنه فيأتي بكلام للشيخ موافق للحق فيحكم الشيخ بما وصل إلى علمه وكما في الحديث : ((لعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ماأسمع ))رواه البخاري في الصحيح .وقد يدفع الشيخ للطعن فيمن خالف ذلك المسؤول عنه
1-وهذا كما حصل للشيخ الألباني حينما زكى سفرا وسلمان حيث اثنى عليهما بعض جلسائه
-مثل مافعله علي خشان – وطعن فيمن يطعنون فيهم فقال الشيخ فيهم : هم على طريقنا ونحو هذا من تزكيات لهم من الشيخ فتحمل على تلك الصورة غالبا .
2-وإذا ترك الشيخ لسماع مخالفاتهم يكون رده عليهم بقوة فرد مرة على سلمان في قوله أن إلصاق القدم بالقدم إنما المقصود به التناظر او قال التسامت قال الشيخ اخشى ان هؤلاء يميعون السنة . وسمع له كلاما أيضا في موضع آخر فقال الشيخ أخشى أن هؤلاء يميعون الولاء والبراء وأخيرا ذكر لعلي حسن كلاما ومنه : لعل إخواننا في المدينة (على حق ) وقد علموا عن سفر وسلمان مالم نعلم وأيدهم بل ورد على سفر الحوالي ردودا قوية كما في ردوده عليه في كتابه ظاهرة الإرجاء الذي طعن فيه في الشيخ اللباني وقال عنه مرجيء وقال عن قوله وقول الشيخ ابن باز في مسألة الحكم بغير ماأنزل الله أن من يتبعهم فيه فهي زلة عالم .
وبهذا تفسر تلك التزكيات على وجهها الصحيح لابالهوى والعياذ بالله .
2-ومنهم من قد يكون طالب علم أو عاميا لايعلم بحال المسؤول عنه وليس هو ممن يميز النحل والآراء ويكون أيضا ممن قد تأثر بما يسمع من تزكية للمسؤول عنه –فردا او فرقة فيجيب الشيخ بحسب سؤال السائل .
3- وقد يرى الشيخ أن السائل متعند ويطلب من الشيخ رأيا يريده في الرجل وقد يكون الرأي فيه شدة فلا يوافقه الشيخ في رأيه مثل ماحصل من الألباني حينما سأله سائل فقال تريدني أن أكفر سيد قطب ؟ أو بهذا المعنى .
4- وقد يجمل العالم في في مكان فيفهم منه مدح الشيخ للمسؤول عنه –فردا أو فرقة –
ويفصل في مكان آخر وكل حينها يأخذ من الشيخ ماأراد .
5- وقد يجيب الشيخ عن رأيه في الشخص فيزكيه في مسالة بعينها أو قضية معينة ولايقصد مدحه بإطلاق وإنما هو مدح نسبي وهذا معروف من علماء الحديث المتقدمين، وكذا حين يسأل العالم عن الشخص مع آخرين فيثني عليه بالنسبة لهؤلاء المسؤول عنهم فيكون هو أحسن حالا منهم فيما يظهر للشيخ .
*ماهو سبب تغير رأي العالم في الرجل المسؤول عنه او الفرقة ؟
وللجواب عن هذا نقول وبالله التوفيق :
يكون الشيخ قد زكاه حسب ماسمع من حاله كما قلنا :فألخص ماقلت سابقا وأزيد فأقول : زكاه لما جاء عنه :
1-سماعا
2-أو ثناء عليه ممن حوله
3-أو لااستفاضة شهرته
4-أو قرأ له بحثا طيبا وقدم له فزكاه حسب ماكتبه في بحثه
5-أو لم يات عنه مايذم لأجله وظن الشيخ أن من ذمه قد غلا مثل ماحصل من الشيخ في فتواه عن جماعة التبليغ : فقد مرت فتواه فيهم بثلاث مراحل :
أولها : مدحه لهم والدفاع عنهم كما فتواه عام 1408هـ ورده على سعد الحصين بشدة وتلك هي مايروجها التبليغيون ولايبينون فتاويه الاخرى وان أظهرها أحد تاولوها أن الشيخ أفتى على نحو من نقل عنهم خطأ أو ان الفتوى غير واضحة ونحو هذا .
ثانيها : فتواه عام 1414هـ وقوله لايخرج معهم إلا طالب علم يبين لهم ويعلمهم
ولهم أخطاء في العقيدة ونحو هذا مما كان في فتواه تلك .
ثالثها : فتواه عام 1417هـ حين حكم عليهم هم والأخوان أنهم من الثنتين والسبعين فرقة الهالكة .
وبيان ذلك ان نقول : أن الشيخ قد بين لبعض خواصه انه لم يظهر له في فتواه اول مرة فأفتى بحسب مانقل له عنهم وكان الناقلون له عن حالهم من التبليغيين أنفسهم
ولاشك أنهم لن ينقلوا للشيخ إلا ماكان من حسن حالهم مما يتعلث بنشاطهم في الدعوة وحبهم لها وتأثيرهم على الناس وسرعة استجابة الناس لهم فيفتي الشيخ بحسب ماوصل إليه علمه .ويظن الشيخ ان غيرهم لم يتكلم فيهم إلا من باب التحامل
وهذا كله معروف عند علماء الحديث فيما تقدم فليس الامر وتاويل ذلك أنك قد تجد عالم الحديث له قولان في الراوي أو ثلاثة وهذا يحمل على أنه قد تغير قوله فيه بحسب ماوصل إليه علمه وهكذا فقل في تزكية علمائنا وتغيرها من مدح إلى ذم .وفي مثل ذلك نبرز لهم التاريخ كصنيع اهل الحديث الوائل مع أهل البدع .
ومن هذا الباب ايضا : فتوى الشيخ ابن عثيمين فله فتوى منشورة يمدح فيها التبليغ ثم تبث عنه ذمهم هم والاخوان وقال عنهما انهم من اهل البدع فيما نقله عنه الشيخ عمر الحركان وكان في المجلس طلبة علم آخرين شهدوا بمثل هذا . والتبليغيون يلبسون على الناس فينقلون فتوى الشيخ المكتوبة ويكذبون هذي ويقولون لانريد إلا شيئا مكتوبا وقد جهلوا او تجاهلوا طرق نقل الخبر وتصديق الثقات وبالذات لو كان لها قرائن من كلام العالم نفسه تؤيدها كما فعل الشيخ ابن عثمين في رده على بدعهم في عدة مواطن من فتاويه .
-وأمر آخر أيضا قد يكون له قولان ولامرجح لهما بمعرفة تاريخ كل فتوى وحينها قد يكون من باب تعارضا فتساقطا .
- وقد يخطيء الشيخ في مدحه لمن سئل عنه فليس الشيخ بالمعصوم وليس كل قول له حجة فماخالف الكتاب والسنة –وإن لم يتقصده الشيخ –فلا عبرة به .وهنا ينفعنا أن نعود لرأي الشيخ في اقوالهم وذمها لها بشدة كما كان من الشيخ ابن عثيمين مع التبليغ ومع سفر وسلمان حينما مدحهم اول مرة ثم حين نرجع إلى رده على أقوالهم نجد الرد الشديد بما يناسب حالها ولما يذكر الشخص من هؤلاء لهم يزكونه فقد يكون لشهرته او لكثرة اتباعه ويخشى الشيخ الفتنة على الناس منهم وكما قيل فما كل حق يقال وما كل حق حضر اهله ولكن بحمد الله الحق يقال أيضا ولو بعد حين وقد قال الشيخ ابن عثيمين كلمته فيهم في أجوبته للمقاتلين الجزائريين : حين سئل هل نسمع لهم فقال : لا. اسمع للفوزان ولفلان وأشار للعلماء الكبار ثم ذكر السبب فقال : لاتسمع لهل الفكر الثوري .
(وتصحيح العبارة هكذا -جزى الله خيرا من نفعنا بذلك : لا؛ أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز، أشرطة الشيخ الألباني، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال، و عدم الثورة الفكرية!!")
- وقد يعارض قول عالم آخر ثقة ذم المسؤول عنه –أفرادا أو فرقا -وقد فسر العالم الآخر جرحه فمعروف عند أهل العلم الأخذ بمن فسر ويقال في مثل تلك الحالة : من جرح فمعه زيادة علم أو قد يكون من باب المثبت مقدم على النافي ونحو هذا والله اعلم
6-وقد يكون المسؤول عنه ممن عرف الشيخ حاله و ينتظر عليه ويتألفه .
• هل تنفع تزكية العالم الثقة لمن زكاه ؟
وللجواب عليه أقول وبالله التوفيق :
1-تنفعه ولاشك إن كان مازكاه به حقا فيه ولم يكن هناك أمر آخر يذم به ولايعلمه ذلك العالم .ولعله زكاه في امر معين فقط ولم يزكيه مطلقا فمثل هذا يحمل على تلك الحالة فقط بعينها .
2- تنفعه ايضا إن استمر على حاله ولم يتغير عما زكاه به ذلك العالم وهذا مثل ما زكى بعض الصحابة رضي الله عنهم –كعمر ومعاوية وغيرهما – ابن ملجم ولكنه تغير بعد ذلك فهل نفعته تلك التزكيات ؟ وفي عصرنا مثل تزكية الشيخ الألباني للشيخ مقبل والشيخ ربيع فلا يقال حينها لم قبلتم تزكية الشيخ في هؤلاء ولم تقبلوا تزكيته في غيرهم ؟ وهكذا ماجاء من تزكية الشيخ ابن باز وابن عثيمين في مثل تلك الأحوال .
منقول
*الرد على شبهة فلان على خير أو من أهل السنة أو نحو هذا لأن العالم الفلاني قد زكاه
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد
فأقول وبالله التوفيق ردا على هذه الشبهة :
1-بعض الناس ينقل فتوى عن العلماء بحسب مايرى هو فيأخذ من قوله مايوافق رأيه
ويدافع عن هذا القول بشدة .
2-وفي مقابل هذا يترك أقواله الأخرى التي تخالف رأيه وهذا ولاشك طريقة أهل البدع ،
قد قال بعض اهل السنة : (أهل البدع يأخذون مالهم ويتركون ماعليهم وأهل السنة يأخذون مالهم وماعليهم )
3-ونحن نقول : إن كان الرجل صادقا وأراد أن ينقل عن العالم قولا فلينقل عنه ماكان من قوله الأخير لامن أقواله المتقدمة التي توافق رأي الناقل لها .
وهنا أسئلة والجواب عنها فيما يتعلق بتزكية العالم الثقة :
*ماهي طرق تزكية العالم الثقة للرجل المسؤول عنه أو الفرقة ؟
وللجواب أقول :
1-العالم الثقة يزكي الرجل أو الفرقة بحسب ماظهر له من حاله .
2-وقد يزكيه من مجلس واحد أو من شريط واحد سمعه له وقد كان هذا في السلف المتقدمين (وانظر ماكتبه العلامة المعلمي عن أهل الحديث وطريقة تزكيتهم للرواة فيما نقله في التنكيل عن ابن معين بل وحكاه عن كل علماء الحديث أنهم قد يزكون الراوي من مجلس واحد بل ومن حديث واحد بينما غير ذلك العالم –وهم كثر – يذمونه ).وهذا تفسير لما قد يحصل من بعض علماء عصرنا الثقات .
3-وقد يزكيه لاستفاضة شهرته ، وهذا أيضا سبيل معروف عند علماء الحديث الأولين لمن راجع كتبهم وسبرها ومثله في عصرنا كما حصل من الشيخ ابن باز في تزكية لسيد قطب فقد مر فيها بمراحل عدة :
1-مرة يزكيه تزكية عاطرة فيقول إذا سئل عنه: مثله مثل الترمذي (ونحو هذا )
2-ومرة يرد على أقواله وبشدة بحسب مايناسب حالها من التغليظ .
3-ومرة يبين أنه حكم عليه بحسب ماوصل إليه من حاله ففي شريط له لما بين له بعض مافي كتبه ذكر : (أنه لم يقرأ له إلا في موضعين اثنين فقط وقد جاءه من وجوه عديدة أن عنده أخطاء في العقيدة )بنحو ماتقدم عنه- رحمه الله –
-وكذا مانقل عن الشيخ الألباني في ثنائه على سيد قطب وفعلا قد امتدحه في مواطن مع بيانه أن الرجل كاتب وليس عالما ثم أخيرا مما نقل عنه –بعد قراءة كتب شيخنا ربيع في الرد على أقواله –ذكر : أن الرجل جاهل في أصول الدين وفروعه . وهل من قيل فيه مثل ذلك يؤخذ منه بعد ذلك شيئا من العلم ؟ !!
4- وقد يزكيه بحسب ماينقله بعض من حول العالم وهم على أنواع :
1- فمنهم المتعصب للشخص المسؤول عنه فيأتي بكلام للشيخ موافق للحق فيحكم الشيخ بما وصل إلى علمه وكما في الحديث : ((لعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ماأسمع ))رواه البخاري في الصحيح .وقد يدفع الشيخ للطعن فيمن خالف ذلك المسؤول عنه
1-وهذا كما حصل للشيخ الألباني حينما زكى سفرا وسلمان حيث اثنى عليهما بعض جلسائه
-مثل مافعله علي خشان – وطعن فيمن يطعنون فيهم فقال الشيخ فيهم : هم على طريقنا ونحو هذا من تزكيات لهم من الشيخ فتحمل على تلك الصورة غالبا .
2-وإذا ترك الشيخ لسماع مخالفاتهم يكون رده عليهم بقوة فرد مرة على سلمان في قوله أن إلصاق القدم بالقدم إنما المقصود به التناظر او قال التسامت قال الشيخ اخشى ان هؤلاء يميعون السنة . وسمع له كلاما أيضا في موضع آخر فقال الشيخ أخشى أن هؤلاء يميعون الولاء والبراء وأخيرا ذكر لعلي حسن كلاما ومنه : لعل إخواننا في المدينة (على حق ) وقد علموا عن سفر وسلمان مالم نعلم وأيدهم بل ورد على سفر الحوالي ردودا قوية كما في ردوده عليه في كتابه ظاهرة الإرجاء الذي طعن فيه في الشيخ اللباني وقال عنه مرجيء وقال عن قوله وقول الشيخ ابن باز في مسألة الحكم بغير ماأنزل الله أن من يتبعهم فيه فهي زلة عالم .
وبهذا تفسر تلك التزكيات على وجهها الصحيح لابالهوى والعياذ بالله .
2-ومنهم من قد يكون طالب علم أو عاميا لايعلم بحال المسؤول عنه وليس هو ممن يميز النحل والآراء ويكون أيضا ممن قد تأثر بما يسمع من تزكية للمسؤول عنه –فردا او فرقة فيجيب الشيخ بحسب سؤال السائل .
3- وقد يرى الشيخ أن السائل متعند ويطلب من الشيخ رأيا يريده في الرجل وقد يكون الرأي فيه شدة فلا يوافقه الشيخ في رأيه مثل ماحصل من الألباني حينما سأله سائل فقال تريدني أن أكفر سيد قطب ؟ أو بهذا المعنى .
4- وقد يجمل العالم في في مكان فيفهم منه مدح الشيخ للمسؤول عنه –فردا أو فرقة –
ويفصل في مكان آخر وكل حينها يأخذ من الشيخ ماأراد .
5- وقد يجيب الشيخ عن رأيه في الشخص فيزكيه في مسالة بعينها أو قضية معينة ولايقصد مدحه بإطلاق وإنما هو مدح نسبي وهذا معروف من علماء الحديث المتقدمين، وكذا حين يسأل العالم عن الشخص مع آخرين فيثني عليه بالنسبة لهؤلاء المسؤول عنهم فيكون هو أحسن حالا منهم فيما يظهر للشيخ .
*ماهو سبب تغير رأي العالم في الرجل المسؤول عنه او الفرقة ؟
وللجواب عن هذا نقول وبالله التوفيق :
يكون الشيخ قد زكاه حسب ماسمع من حاله كما قلنا :فألخص ماقلت سابقا وأزيد فأقول : زكاه لما جاء عنه :
1-سماعا
2-أو ثناء عليه ممن حوله
3-أو لااستفاضة شهرته
4-أو قرأ له بحثا طيبا وقدم له فزكاه حسب ماكتبه في بحثه
5-أو لم يات عنه مايذم لأجله وظن الشيخ أن من ذمه قد غلا مثل ماحصل من الشيخ في فتواه عن جماعة التبليغ : فقد مرت فتواه فيهم بثلاث مراحل :
أولها : مدحه لهم والدفاع عنهم كما فتواه عام 1408هـ ورده على سعد الحصين بشدة وتلك هي مايروجها التبليغيون ولايبينون فتاويه الاخرى وان أظهرها أحد تاولوها أن الشيخ أفتى على نحو من نقل عنهم خطأ أو ان الفتوى غير واضحة ونحو هذا .
ثانيها : فتواه عام 1414هـ وقوله لايخرج معهم إلا طالب علم يبين لهم ويعلمهم
ولهم أخطاء في العقيدة ونحو هذا مما كان في فتواه تلك .
ثالثها : فتواه عام 1417هـ حين حكم عليهم هم والأخوان أنهم من الثنتين والسبعين فرقة الهالكة .
وبيان ذلك ان نقول : أن الشيخ قد بين لبعض خواصه انه لم يظهر له في فتواه اول مرة فأفتى بحسب مانقل له عنهم وكان الناقلون له عن حالهم من التبليغيين أنفسهم
ولاشك أنهم لن ينقلوا للشيخ إلا ماكان من حسن حالهم مما يتعلث بنشاطهم في الدعوة وحبهم لها وتأثيرهم على الناس وسرعة استجابة الناس لهم فيفتي الشيخ بحسب ماوصل إليه علمه .ويظن الشيخ ان غيرهم لم يتكلم فيهم إلا من باب التحامل
وهذا كله معروف عند علماء الحديث فيما تقدم فليس الامر وتاويل ذلك أنك قد تجد عالم الحديث له قولان في الراوي أو ثلاثة وهذا يحمل على أنه قد تغير قوله فيه بحسب ماوصل إليه علمه وهكذا فقل في تزكية علمائنا وتغيرها من مدح إلى ذم .وفي مثل ذلك نبرز لهم التاريخ كصنيع اهل الحديث الوائل مع أهل البدع .
ومن هذا الباب ايضا : فتوى الشيخ ابن عثيمين فله فتوى منشورة يمدح فيها التبليغ ثم تبث عنه ذمهم هم والاخوان وقال عنهما انهم من اهل البدع فيما نقله عنه الشيخ عمر الحركان وكان في المجلس طلبة علم آخرين شهدوا بمثل هذا . والتبليغيون يلبسون على الناس فينقلون فتوى الشيخ المكتوبة ويكذبون هذي ويقولون لانريد إلا شيئا مكتوبا وقد جهلوا او تجاهلوا طرق نقل الخبر وتصديق الثقات وبالذات لو كان لها قرائن من كلام العالم نفسه تؤيدها كما فعل الشيخ ابن عثمين في رده على بدعهم في عدة مواطن من فتاويه .
-وأمر آخر أيضا قد يكون له قولان ولامرجح لهما بمعرفة تاريخ كل فتوى وحينها قد يكون من باب تعارضا فتساقطا .
- وقد يخطيء الشيخ في مدحه لمن سئل عنه فليس الشيخ بالمعصوم وليس كل قول له حجة فماخالف الكتاب والسنة –وإن لم يتقصده الشيخ –فلا عبرة به .وهنا ينفعنا أن نعود لرأي الشيخ في اقوالهم وذمها لها بشدة كما كان من الشيخ ابن عثيمين مع التبليغ ومع سفر وسلمان حينما مدحهم اول مرة ثم حين نرجع إلى رده على أقوالهم نجد الرد الشديد بما يناسب حالها ولما يذكر الشخص من هؤلاء لهم يزكونه فقد يكون لشهرته او لكثرة اتباعه ويخشى الشيخ الفتنة على الناس منهم وكما قيل فما كل حق يقال وما كل حق حضر اهله ولكن بحمد الله الحق يقال أيضا ولو بعد حين وقد قال الشيخ ابن عثيمين كلمته فيهم في أجوبته للمقاتلين الجزائريين : حين سئل هل نسمع لهم فقال : لا. اسمع للفوزان ولفلان وأشار للعلماء الكبار ثم ذكر السبب فقال : لاتسمع لهل الفكر الثوري .
(وتصحيح العبارة هكذا -جزى الله خيرا من نفعنا بذلك : لا؛ أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز، أشرطة الشيخ الألباني، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال، و عدم الثورة الفكرية!!")
- وقد يعارض قول عالم آخر ثقة ذم المسؤول عنه –أفرادا أو فرقا -وقد فسر العالم الآخر جرحه فمعروف عند أهل العلم الأخذ بمن فسر ويقال في مثل تلك الحالة : من جرح فمعه زيادة علم أو قد يكون من باب المثبت مقدم على النافي ونحو هذا والله اعلم
6-وقد يكون المسؤول عنه ممن عرف الشيخ حاله و ينتظر عليه ويتألفه .
• هل تنفع تزكية العالم الثقة لمن زكاه ؟
وللجواب عليه أقول وبالله التوفيق :
1-تنفعه ولاشك إن كان مازكاه به حقا فيه ولم يكن هناك أمر آخر يذم به ولايعلمه ذلك العالم .ولعله زكاه في امر معين فقط ولم يزكيه مطلقا فمثل هذا يحمل على تلك الحالة فقط بعينها .
2- تنفعه ايضا إن استمر على حاله ولم يتغير عما زكاه به ذلك العالم وهذا مثل ما زكى بعض الصحابة رضي الله عنهم –كعمر ومعاوية وغيرهما – ابن ملجم ولكنه تغير بعد ذلك فهل نفعته تلك التزكيات ؟ وفي عصرنا مثل تزكية الشيخ الألباني للشيخ مقبل والشيخ ربيع فلا يقال حينها لم قبلتم تزكية الشيخ في هؤلاء ولم تقبلوا تزكيته في غيرهم ؟ وهكذا ماجاء من تزكية الشيخ ابن باز وابن عثيمين في مثل تلك الأحوال .
منقول