المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات علمية اقتطفتها أثناء مطالعاتي


الواثقة بالله
06-07-2013, 10:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ،،
فهذه مجموعة فوائد مختصرة كنت أدونها إثناء قراءتي لكتاب الله ومن تفسير ابن كثير في رمضان الماضى أعاد الله علينا هذا الشهر بالخير واليمن ، وهذه الفوائد بإمكانكم ارسالها للأحبة والأصدقاء كرسائل نصية أو مجموعات الواتساب ،وأحببت نشرها للأستفادة وكتابة الأجر من الله .
وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص فيهما .




قال النبي صلى الله عليه: [ من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله ]




وقوله : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) أي : هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم ، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس ، من تحريم ما حرموا عليهم ، من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وتحليل الميتة والدم والقمار ، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة ، التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم ، من التحليل والتحريم ، والعبادات الباطلة ، والأقوال الفاسدة .

ابن كثير/الشورى



(واجب الداعي الي الله دعوة الناس للهدى وماكلفنا بإجبارهم لأن الهداية القلبيه إنما هي لله )

قول الله تعالى: ( وما أنت عليهم بجبار ) أي : ولست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى ، وليس ذلك ما كلفت به ثم قال تعالى :

( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) أي : بلغ أنت رسالة ربك ، فإنما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده

ابن كثير /ق



ومن كل شيء خلقنا زوجين ) أي : جميع المخلوقات أزواج : سماء وأرض ، وليل ونهار ، وشمس وقمر ، وبر وبحر ، وضياء وظلام ، وإيمان وكفر ، وموت وحياة ، وشقاء وسعادة ، وجنة ونار ، حتى الحيوانات [ جن وإنس ، ذكور وإناث ] والنباتات ، ولهذا قال : ( لعلكم تذكرون ) أي : لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له

ابن كثير/الذاريات



فالطور هو : الجبل الذي يكون فيه أشجار ، مثل الذي كلم الله عليه موسى ، وأرسل منه عيسى ، وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورا ، إنما يقال له : جبل

ابن كثير/الطور



قال ابن كثير رحمه الله عند تفسيره سورة النجم أول سورة أنزلت فيها سجدة : ( والنجم ) ،



والنجم اذا هوى

قال الشعبي وغيره : الخالق يقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق . النجم



الراشد تابع للحق ليس بضال ، والجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم ، والغاوي : هو العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره

ابن كثير النجم



أفراءيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى

 للات " صخرة بيضاء منقوشة ، وعليها بيت بالطائف له أستار وسدنة ، وحوله فناء معظم عند أهل الطائف

" مناة "، بين مكة والمدينة - وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتها يعظمونها ، ويهلون منها للحج إلى الكعبة

وقال مسلم في صحيحه : حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا الليث ، عن يزيد [ ص: 463 ] بن أبي حبيب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : سميت ابنتي برة ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم ، وسميت برة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تزكوا أنفسكم ، إن الله أعلم بأهل البر منكم " . فقالوا : بم نسميها ؟ قال : " سموها زينب " .

، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا هذه الآية : ( ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، قال : " نزلت في أناس من أمتي يكونون في آخر الزمان يكذبون بقدر الله

ابن كثير القمر



قال العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه العجاب "معجم المناهي اللفظية" ص251 :

(الخلق عيال الله: هذا لفظ منتشر في مؤلفات بعض اهل العلم ومنه كتاب باسم "عيال الله" للحافظ أحمد بن حرب النيسابوري -م سنة 234هـ-.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في مبحث: إهداء القرب للأموات والإحسان إليهم من كتاب "الروح":

(والخلق عيال الله فاحبهم إليه أنفعه لعياله وإذاكان سبحان يحب من ينفع عياله بشربة ماء ومذة لبن وكسرة خبز فكيف بمن ينفعهم في حال ضعفهم وفقرهم وانقطاع أعمالهم؟..) أ.هـ

ولعل هذا اللفظ سرى إليهم؛ لوجوده من حديث ابن مسعود وغيره أن رسول الله قال: « الخلق كلهم عيال الله، فأقربهم إليه أنفعهم لعياله » رواه أبو يعلى والبزار والطبراني لكنه ضعيف جداً.

وعليه: فالتوقي من هذا اللفظ أولى وإن تجوَّز بالتعبير به بعض الأكابر. والله أعلم.)

حديث ((عيال الله )) أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله . رواه أبو يعلى 65/6 و الطبراني في المعجم الكبير 86/10 و القضاعي في مسند الشهاب 255/2 ورواه الحارث في مسنده أيضاً 857/2

ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (1900).



( ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ) أي : ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب ، واستسلم لقضاء الله ، هدى الله قلبه ، وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ، ويقينا صادقا ، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ، أو خيرا منه .

ابن كثير التغابن



قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يعني : يهد قلبه لليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .

ابن كثير التغابن



قال : ( فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) أي : إن نكلتم عن العمل فإنما عليه ما حمل من البلاغ ، وعليكم ما حملتم من السمع والطاعة .

قال الزهري : من الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم



وقوله : ( واسمعوا وأطيعوا ) أي : كونوا منقادين لما يأمركم الله به ورسوله ، ولا تحيدوا عنه يمنة ولا يسرة ،التغابن



تفسير قوله تعالى " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة "

مسألة: الجزء الثامن التحليل الموضوعي

[ ص: 142 ] تفسير سورة الطلاق وهي مدنية .

بسم الله الرحمن الرحيم

( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ( 1 ) )

خوطب النبي - صلى الله عليه وسلم - أولا تشريفا وتكريما ، ثم خاطب الأمة تبعا فقال : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن ثواب بن سعيد الهباري ، حدثنا أسباط بن محمد ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس قال : طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة فأتت أهلها ، فأنزل الله ، عز وجل : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ) فقيل له : راجعها فإنها صوامة قوامة ، وهي من أزواجك ونسائك في الجنة .

ورواه ابن جرير ، عن ابن بشار ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد ، عن قتادة . . . فذكره مرسلا ، وقد ورد من غير وجه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة ثم راجعها .

وقال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، وعقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني ، سالم : أن عبد الله بن عمر أخبره : أنه طلق امرأة له وهي حائض ، فذكر عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتغيظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : " ليراجعها ، ثم يمسكها حتى تطهر ، ثم تحيض فتطهر ، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها ، فتلك العدة التي أمر الله ، عز وجل "

هكذا رواه البخاري ها هنا وقد رواه في مواضع من كتابه ومسلم ولفظه : " فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء "

ورواه أصحاب الكتب والمسانيد من طرق متعددة وألفاظ كثيرة ، ومواضع استقصائها كتب الأحكام .

[ ص: 143 ]

وأمس لفظ يورد ها هنا ما رواه مسلم في صحيحه ، من طريق ابن جريج : أخبرني أبو الزبير : أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن - مولى عزة يسأل ابن عمر - وأبو الزبير يسمع ذلك : كيف ترى في رجل طلق امرأته حائضا ؟ فقال : طلق ابن عمر امرأته حائضا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليراجعها " فردها ، وقال : " إذا طهرت فليطلق أو يمسك " . قال ابن عمر : وقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ) .

وقال الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله في قوله : ( فطلقوهن لعدتهن ) قال : الطهر من غير جماع وروي عن ابن عمر ، وعطاء ، ومجاهد ، والحسن ، ، وابن سيرين ، وقتادة ، وميمون بن مهران ، ومقاتل بن حيان مثل ذلك ، وهو رواية عن عكرمة ، والضحاك .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( فطلقوهن لعدتهن ) قال : لا يطلقها وهي حائض ولا في طهر قد جامعها فيه ، ولكن : تتركها حتى إذا حاضت وطهرت طلقها تطليقة .

وقال عكرمة : ( فطلقوهن لعدتهن ) العدة : الطهر ، والقرء الحيضة ، أن يطلقها حبلى مستبينا حملها ، ولا يطلقها وقد طاف عليها ، ولا يدري حبلى هي أم لا .

ومن ها هنا أخذ الفقهاء أحكام الطلاق وقسموه إلى طلاق سنة وطلاق بدعة ، فطلاق السنة : أن يطلقها طاهرا من غير جماع ، أو حاملا قد استبان حملها . والبدعي : هو أن يطلقها في حال الحيض ، أو في طهر قد جامعها فيه ، ولا يدري أحملت أم لا ؟ وطلاق ثالث لا سنة فيه ولا بدعة ، وهو طلاق الصغيرة والآيسة ، وغير المدخول بها ، وتحرير الكلام في ذلك وما يتعلق به مستقصى في كتب الفروع ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

وقوله ( وأحصوا العدة ) أي : احفظوها واعرفوا ابتداءها وانتهاءها ; لئلا تطول العدة على المرأة فتمتنع من الأزواج . ( واتقوا الله ربكم ) أي : في ذلك .

وقوله : ( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن ) أي : في مدة العدة لها حق السكنى على الزوج ما دامت معتدة منه ، فليس للرجل أن يخرجها ، ولا يجوز لها أيضا الخروج لأنها معتقلة لحق الزوج أيضا .

وقوله : ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) أي : لا يخرجن من بيوتهن إلا أن ترتكب المرأة فاحشة مبينة ، فتخرج من المنزل ، والفاحشة المبينة تشمل الزنا ، كما قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، والشعبي ، والحسن ، وابن سيرين ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وأبو قلابة ، وأبو صالح ، والضحاك ، وزيد بن أسلم ، وعطاء الخراساني ، والسدي ، وسعيد بن [ ص: 144 ] أبي هلال ، وغيرهم ، وتشمل ما إذا نشزت المرأة أو بذت على أهل الرجل وآذتهم في الكلام والفعال ، كما قاله أبي بن كعب ، وابن عباس ، وعكرمة ، وغيرهم .

وقوله : ( وتلك حدود الله ) أي : شرائعه ومحارمه ( ومن يتعد حدود الله ) أي : يخرج عنها ويتجاوزها إلى غيرها ولا يأتمر بها ( فقد ظلم نفسه ) أي : بفعل ذلك .

وقوله : ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) أي : إنما أبقينا المطلقة في منزل الزوج في مدة العدة ، لعل الزوج يندم على طلاقها ويخلق الله في قلبه رجعتها ، فيكون ذلك أيسر وأسهل .

قال الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن فاطمة بنت قيس في قوله : ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) قال : هي الرجعة . وكذا قال الشعبي ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، والثوري . ومن ها هنا ذهب من ذهب من السلف ، ومن تابعهم كالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أنه لا تجب السكنى للمبتوتة ، وكذا المتوفى عنها زوجها ، واعتمدوا أيضا على حديث فاطمة بنت قيس الفهرية حين طلقها زوجها أبو عمرو بن حفص آخر ثلاث تطليقات ، وكان غائبا عنها باليمن فأرسل إليها بذلك ، فأرسل إليها وكيله بشعير - يعني نفقة - فتسخطته فقال : والله ليس لك علينا نفقة . فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ليس لك عليه نفقة " . ولمسلم : ولا سكنى ، وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال : " تلك امرأة يغشاها أصحابي ، اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك " الحديث

وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر ، فقال :

حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا مجالد ، حدثنا عامر ، قال : قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس ، فحدثتني أن زوجها طلقها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية . قالت : فقال لي أخوه : اخرجي من الدار . فقلت : إن لي نفقة وسكنى حتى يحل الأجل . قال : لا . قالت : فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إن فلانا طلقني ، وإن أخاه أخرجني ومنعني السكنى والنفقة ، فأرسل إليه فقال : " ما لك ولابنة آل قيس " ، قال : يا رسول الله ، إن أخي طلقها ثلاثا جميعا . قالت : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " انظري يا بنت آل قيس ، إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كان له عليها رجعة ، فإذا لم يكن له عليها رجعة فلا نفقة ولا سكنى . اخرجي فانزلي على فلانة " . ثم قال : " إنه يتحدث إليها ، انزلي على ابن أم مكتوم فإنه أعمى لا يراك " وذكر تمام الحديث

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن عبد الله البزار التستري ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف ، حدثنا بكر بن بكار ، حدثنا سعيد بن يزيد البجلي ، حدثنا عامر الشعبي : أنه دخل على فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس القرشي وزوجها أبو عمرو بن حفص بن المغيرة [ ص: 145 ] المخزومي فقالت : إن أبا عمرو بن حفص أرسل إلي وهو منطلق في جيش إلى اليمن بطلاقي ، فسألت أولياءه النفقة علي والسكنى ، فقالوا : ما أرسل إلينا في ذلك شيئا ، ولا أوصانا به . فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، إن أبا عمرو بن حفص أرسل إلي بطلاقي ، فطلبت السكنى والنفقة علي ، فقال : أولياؤه : لم يرسل إلينا في ذلك بشيء . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنما النفقة والسكنى للمرأة إذا كان لزوجها عليها رجعة ، فإذا كانت لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فلا نفقة لها ولا سكنى " .

وكذا رواه النسائي ، عن أحمد بن يحيى الصوفي ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن سعيد بن يزيد ، وهو الأحمسي البجلي الكوفي . قال أبو حاتم الرازي : وهو شيخ ، يروي عنه



وصف الله لسرر أهل الجنة وقوله : ( على سرر موضونة ) قال ابن عباس : أي مرمولة بالذهب ، يعني : منسوجة به

ابن كثير/الواقعة



وقوله : ( وأما إن كان من أصحاب اليمين ) أي : وأما إن كان المحتضر من أصحاب اليمين ، ( فسلام لك من أصحاب اليمين ) أي : تبشرهم الملائكة بذلك ، تقول لأحدهم : سلام لك ، أي : لا بأس عليك ، أنت إلى سلامة ، أنت من أصحاب اليمين



تفسير قوله تعالى " فأما إن كان من المقربين "

مسألة: الجزء السابع التحليل الموضوعي

( فأما إن كان من المقربين ( 88 ) فروح وريحان وجنة نعيم ( 89 ) وأما إن كان من أصحاب اليمين ( 90 ) فسلام لك من أصحاب اليمين ( 91 ) وأما إن كان من المكذبين الضالين ( 92 ) فنزل من حميم ( 93 ) وتصلية جحيم ( 94 ) إن هذا لهو حق اليقين ( 95 ) فسبح باسم ربك العظيم ( 96 ) ) .

هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند احتضارهم : إما أن يكون من المقربين ، أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين . وإما أن يكون من المكذبين الضالين عن الهدى ، الجاهلين بأمر الله ; ولهذا قال تعالى : ( فأما إن كان ) أي : المحتضر ، ( من المقربين ) ، وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات ، وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات ، ( فروح وريحان وجنة نعيم ) أي : فلهم روح وريحان ، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت ، كما تقدم في حديث البراء : أن ملائكة الرحمة تقول : " أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان " .

قال علي بن طلحة ، عن ابن عباس : ( فروح ) يقول : راحة وريحان ، يقول : مستراحة . [ ص: 549 ] وكذا قال مجاهد : إن الروح : الاستراحة .

وقال أبو حزرة : الراحة من الدنيا . وقال سعيد بن جبير ، والسدي : الروح : الفرح . وعن مجاهد : ( فروح وريحان ) : جنة ورخاء . وقال قتادة : فروح ورحمة . وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير : ( وريحان ) : ورزق .

وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة ، فإن من مات مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة ، والفرح والسرور والرزق الحسن ، ( وجنة نعيم ) .

وقال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة ، فيقبض روحه فيه .

وقال محمد بن كعب : لا يموت أحد من الناس حتى يعلم أمن أهل الجنة هو أم [ من ] أهل النار ؟

وقد قدمنا أحاديث الاحتضار عند قوله تعالى في سورة إبراهيم : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت [ في الحياة الدنيا وفي الآخرة ] ) [ إبراهيم : 27 ] ، ، ولو كتبت هاهنا لكان حسنا ! ومن جملتها حديث تميم الداري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يقول الله لملك الموت : انطلق إلى فلان فأتني به ، فإنه قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب ، ائتني به فلأريحنه ، قال : فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ، معهم أكفان وحنوط من الجنة ، ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك " .

وذكر تمام الحديث بطوله كما تقدم ، وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه الآية : قال الإمام أحمد :

حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا هارون ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : " فروح وريحان " برفع الراء .

وكذا رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من حديث هارون - وهو ابن موسى الأعور - به ، وقال الترمذي : لا نعرفه إلا من حديثه .

وهذه القراءة هي قراءة يعقوب وحده ، وخالفه الباقون فقرءوا : ( فروح ) بفتح الراء .

[ ص: 550 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل : أنه سمع درة بنت معاذ تحدث عن أم هانئ : أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تكون النسم طيرا يعلق بالشجر ، حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها " .

هذا الحديث فيه بشارة لكل مؤمن ، ومعنى " يعلق " : يأكل ، ويشهد له بالصحة أيضا ما رواه الإمام أحمد ، عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، عن الإمام مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " . وهذا إسناد عظيم ، ومتن قويم .

وفي الصحيح : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش " الحديث .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، حدثنا عطاء بن السائب قال : كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى : رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار ، وهو يتبع جنازة ، فسمعته يقول : حدثني فلان بن فلان ، سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " . قال : فأكب القوم يبكون فقال : " ما يبكيكم ؟ " فقالوا : إنا نكره الموت . قال : " ليس ذاك ، ولكنه إذا حضر ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ) ، فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله عز وجل للقائه أحب ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم [ وتصلية جحيم ] ) فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ، والله للقائه أكره .

هكذا رواه الإمام أحمد ، وفي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - شاهد لمعناه .

وقوله : ( وأما إن كان من أصحاب اليمين ) أي : وأما إن كان المحتضر من أصحاب اليمين ، ( فسلام لك من أصحاب اليمين ) أي : تبشرهم الملائكة بذلك ، تقول لأحدهم : سلام لك ، أي : لا بأس عليك ، أنت إلى سلامة ، أنت من أصحاب اليمين .

وقال قتادة وابن زيد : سلم من عذاب الله ، وسلمت عليه ملائكة الله . كما قال عكرمة تسلم عليه الملائكة ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين .

[ ص: 551 ] وهذا معنى حسن ويكون ذلك كقوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ) [ فصلت : 30 - 32 ] .

وقال البخاري : ( فسلام لك ) أي : مسلم لك ، أنك من أصحاب اليمين . وألغيت " إن " وهو : معناها ، كما تقول : أنت مصدق مسافر عن قليل . إذا كان قد قال : إني مسافر عن قليل . وقد يكون كالدعاء له ، كقولك : سقيا لك من الرجال ، إن رفعت " السلام " فهو من الدعاء .

وقد حكاه ابن جرير هكذا عن بعض أهل العربية ، ومال إليه ، والله أعلم .

وقوله : ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ) أي : وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق ، الضالين عن الهدى ، ( فنزل ) أي : فضيافة ) من حميم ) وهو المذاب الذي يصهر به ما في بطونهم والجلود ، ( وتصلية جحيم ) أي : وتقرير له في النار التي تغمره من جميع جهاته .

ثم قال تعالى : ( إن هذا لهو حق اليقين ) أي : إن هذا الخبر لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه ، ولا محيد لأحد عنه .

( فسبح باسم ربك العظيم ) قال أحمد :

حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا موسى بن أيوب الغافقي ، حدثني عمي إياس بن عامر ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فسبح باسم ربك العظيم ) قال : " اجعلوها في ركوعكم " ولما نزلت : ( سبح اسم ربك الأعلى ) [ الأعلى : 1 ] ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اجعلوها في سجودكم " .

وكذا رواه أبو داود ، وابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن أيوب به .

وقال روح بن عبادة : حدثنا حجاج الصواف ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال : سبحان الله العظيم وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة " .

هكذا رواه الترمذي من حديث روح ، ورواه هو والنسائي أيضا من حديث حماد بن سلمة ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير .

[ ص: 552 ] وقال البخاري في آخر كتابه : حدثنا أحمد بن إشكاب ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .

ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده مثله .

( ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب 

هذه وصية من الله - عز وجل - لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد [ الله ] تعالى من ضل عن سبيله ، وتناسى يوم الحساب ، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد .ابن كثير/ص

ما ثبت في الصحيحين ، عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور - أو : النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "

ابن كثير /س الانعام:ايه

قول تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) أي : بالمعجزات ، والحجج الباهرات ، والدلائل القاطعات ، ( وأنزلنا معهم الكتاب ) وهو : النقل المصدق ) والميزان ) وهو : العدل . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما . وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة ، : ( ليقوم الناس بالقسط ) أي : بالحق والعدل وهو : اتباع الرسل فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا به ، فإن الذي جاءوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق ، ] .

وقوله : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) أي : وجعلنا الحديد رادعا لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه ; ولهذا أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان ودلائل ، فلما قامت الحجة على من [ خالف ، شرع الله الهجرة ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده .

، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم "

ولهذا قال تعالى : ( فيه بأس شديد ) يعني : السلاح كالسيوف ، والحراب ، والسنان ، والنصال ، والدروع ، ونحوها . ( ومنافع للناس ) أي : في معايشهم كالسكة ، والفأس ، والقدوم ، والمنشار ، والإزميل ، والمجرفة ، والآلات التي يستعان بها في الحراثة ، والحياكة ، والطبخ ، والخبز ، وما لا قوام للناس بدونه ، وغير ذلك .



يقول تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) أي : بالمعجزات ، والحجج الباهرات ، والدلائل القاطعات ، ( وأنزلنا معهم الكتاب ) وهو : النقل المصدق ) والميزان ) وهو : العدل . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما . وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة ، : ( ليقوم الناس بالقسط ) أي : بالحق والعدل وهو : اتباع الرسل فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا به ، فإن الذي جاءوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق ، ] .

**********************************88

وقوله : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) أي : وجعلنا الحديد رادعا لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه ; ولهذا أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان ودلائل ، فلما قامت الحجة على من [ خالف ، شرع الله الهجرة ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده .

، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم "

*************************************

ولهذا قال تعالى : ( فيه بأس شديد ) يعني : السلاح كالسيوف ، والحراب ، والسنان ، والنصال ، والدروع ، ونحوها . ( ومنافع للناس ) أي : في معايشهم كالسكة ، والفأس ، والقدوم ، والمنشار ، والإزميل ، والمجرفة ، والآلات التي يستعان بها في الحراثة ، والحياكة ، والطبخ ، والخبز ، وما لا قوام للناس بدونه ، وغير ذلك .

**********************************

جاء في القرآن الكريم آيات تدل على أن عمل الإنسان وسعيه في هذه الدنيا له وحده، وأنه لا ينفع الإنسان إلا عمله وتحصيله فحسب. من ذلك قوله تعالى: { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } (النجم:39) فالآية صريحة في أن الإنسان لا ينفعه إلا كسبه، ويفهم منها أنه لا ينتفع أحد بعمل أحد .

وبالمقابل، فقد جاءت آيات أُخر، تدل على أن الإنسان ربما انتفع بعمل غيره؛ من ذلك قوله تعالى: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء } (الطور:21) فَرَفْعُ درجات الذرية - سواء قلنا: إنهم الكبار أو الصغار - نفع حاصل لهم، وإنما حصل لهم بعمل آبائهم لا بعمل أنفسهم. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يبدو أن ثمة تعارضًا بين مدلول الآيتين الكريمتين .

وإذا رجعنا إلى تفسير قوله تعالى: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء } نجد أن حاصل معنى الآية الكريمة: أن المؤمنين بالله حق الإيمان، وكانت ذريتهم متبعين لهم في نهجهم القويم، وسائرين على دربهم المستقيم، فإنهم سوف يلحقون بآبائهم يوم القيامة، ويكون الجميع سوية في درجات الجنة، وإن قصرت أعمال الأبناء عن أعمال الآباء؛ وذلك إكرامًا لآبائهم، وقرة عين لهم، دون أن ينقص ذلك من أجر الآباء شيئًا .

ويدل على هذا المعنى، ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية، قال: إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمن ذريته، وإن كانوا دونه في العمل؛ ليقر الله بهم عينه؛ وفي رواية أخرى عنه: قال: إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل؛ ليقر بهم عينه .

فمعنى آية الطور إذن، أن الذين آمنوا بالله، تتبعهم ذريتهم المؤمنة، وتكون معهم في الجنة إتمامًا لسعادتهم، وإكرامًا لمكانتهم، إذ من تمام سرور المؤمن وكمال سعادته، أن يكون قريبًا من أقربائه، وأقرباؤه قريبين منه .

أما آية النجم { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } فيفيد ظاهرها، أنه ليس للإنسان إلا أجر سعيه وجهده، وجزاء عمله وتحصيله، ولا ينفع أحداً عملُ أحد؛ فالآية بيان لعدم إثابة الإنسان بعمل غيره، مهما كان هذا الغير. وقد جاءت هذه الآية إثر آية بينت عدم مؤاخذة الإنسان بذنب غيره، وهي قوله تعالى: { ألا تزر وازرة وزر أخرى } (النجم:3http://www.ajurry.com/vb/images/smilies/icon_cool.gif أي: لا يفيد الإنسان إلا سعيه وعمله، ولا يحاسب الإنسان بعمل غيره. فهذا المعنى الإجمالي للآيتين الكريمتين .

والآية التي معنا قد وردت أدلة توضح المقصود منها، وتبين أن الإنسان قد يستفيد وينتفع بأعمال غيره، من ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } قال: أنزل الله بعد هذا: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } قال: فأدخل الأبناء بصلاح الآباء الجنة .

وقد ثبت بالنصوص المتواترة، وإجماع سلف الأمة، أن المؤمن ينتفع بما ليس من سعيه في بعض الأعمال والطاعات؛ كالدعاء له والاستغفار، كما في قوله تعالى: { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا } (غافر:7) وأيضًا دعاء النبيين والمؤمنين واستغفارهم، كما في قوله تعالى: { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم }(التوبة:) وقوله سبحانه: { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } (محمد:19) .



*********************************

و اعلمْ يا طالبَ العلمِ أنّ من يجب عليكَ أن تصون العلم عنهم أصنافٌ ، و شرّهم من كانت له من مخالطة أهل العلم أغراضٌ خسيسة كأغراض اليهود و المنافقين ، فاعرفهم بفطنتك ، و إيّاك إيّاك أن تذلّ و تضعف مع من شممتَ في أخلاقهم شبهًا من أخلاق المغضوب عليهم ، فصُن العلمَ عن إفشائه إليهم و أكرمْ نفسكَ عن مخالطتهم ، و تيقّن أنّهم إن أبدَوا – أحيانًا - رغبةً في ما عندك من علم الشّرع ، فإنّما ذلك منهم لأطماعٍ دنيوية دنيئة من حبّ التّفكّه و الإستهزاء بأهل الاستقامة ، و هم في الحقيقة يبحثون عن إشباع شهوة خفيّة في نفوسهم من تمنّي التفوّق و الظّهور على أهلالدّين ، حسدًا من عند أنفسهم ، فهم أهلُ دنيا .

***********************************
( اترك الخلق للخالق ) أو ( دع الخلق للخالق ) أو ( وليترك الخلق للخالق ) .. ..

مقولة اشتهر بها السلبيون في المجتمعات الإسلامية .. .. ..

وهي مقولة أتتنا من قبل " النصارى " عن طريق أبواق الإستعمار الغربي " نصارى الشام " ، وللأسف رددها البعض في المجتمعات الإسلامية بدون علم أو معرفة كترديد الببغاوات .. ..

وهي مقولة منتشرة بين دعاة التصوف ، والمجتمعات الغربيه لانهم لا يأمرون بالمعروف ولا يتناهون عن المنكر .

قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) .سورة التوبة ، الآية 71 .

و قال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) سورة المائدة ، الاية 78 ــ 79 .

وقال تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) سورة آل عمران ، الآية 110 .

وقال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) .

وقال تعالى : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ) سورة الإسراء ، الآية 16 .

وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) .

وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) . رواه مسلم

وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( إن من كان قبلكم كانوا إذا عمل فيهم العامل بالخطيئة جاءه الناهي تعذيراً فقال : يا هذا اتق الله ، فإذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم ) .

وهذا التناقض سنة أهل الأهواء كما قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (2/ 32http://www.ajurry.com/vb/images/smilies/icon_cool.gif :" ما تكبر إبليس أن يسجد لأدم ورأى أن ذلك يغض منه ثم رضي أن يكون قوادا لكل عاص وفاسق

وكما أبى عباد الأصنام أن يكون النبي المرسل إليهم بشرا ثم رضوا أن يكون إلههم ومعبودهم حجرا

وكما نزهت النصارى بتاركتهم عن الولد والصاحبة ولم يتحاشوا من نسبة ذلك إلى الله سبحانه وتعالى وكما نزهت الفرعونية من الجهمية الرب سبحانه أن يكون مستويا على عرشه لئلا يلزم الحصر ثم جعلوه سبحانه في الآبار والحانات وأجواف الحيوانات"


********************

قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ".

العلا‌مة صالح الفوزان حفظه الله :

*ما رأيكم فيما يسمى الآ‌ن بالربيع العربي ؟

الجواب:

والله ما شفنا ربيع ما شفنا إلا قتل والا شفنا الا فتن والا شفنا ... ما هو بربيع هذا ، هذا دهر . نعم اللي مسَمّنيه بهذا الكفار ... المسلمين ما سموه هذا الربيع مسمّينه الفتن والشرور نعم .

هو صحيح إنه ربيع للكفار لأ‌نهم يضرون به المسلمين وهم يسرهم ما يضر المسلمين يسرهم هذا هو ربيعهم . نعم .

.اقوال المذاهب الاربعه علي تحريم الصلاة في المساجد التي فيها قبر:-

مذهب الشافعية انه كبيرة

قال الفقيه ابن حجر الهيتمي في « الزواجر عن اقتراف الكبائر » ( 1 / 120 ) : " الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون : اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السرج عليها ، واتخاذها أوثاناً ، والطواف بها ، واستلامها ، والصلاة إليها



مذهب الحنفية الكراهة التحريمية

والكراهة بهذا المعنى الشرعي قد قال به هنا الحنفية فقال الإمام محمد تلميذ أبي حنيفة في كتابه « الآثار » ( ص 45 ) :

" لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر ، ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجداً " .

والكراهة عن الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم ، كما هو معروف لديهم 



مذهب المالكية التحريم

وقال القرطبي في تفسيره ( 10 / 38 ) بعد أن ذكر الحديث الخامس :

" قال علماؤنا : وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد "

4. مذهب الحنابلة التحريم

ومذهب الحنابلة التحريم أيضا كما في « شرح المنتهى » ( 1 / 353 ) وغيره ، بل نص بعضهم على بطلان الصلاة في المساجد المبنية على القبور ، ووجوب هدهما


************************

قال ابن القيم -رحمه الله-:

الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر.

الفوائد ص٣١

قال ابن تيمية: (هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ؛ بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم...)

[الفتاوى: 35/ 149]

قال شيخ الإسلام:

(الرافضة أمة ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول،

ولا دنيا منصورة، بل هم من أعظم الطوائف كذبا وجهلا ودينهم يُدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد،

كما دخل فيهم النصيرية والإسماعيلية وغيرهم)

[الفتاوى 4/ 471-472]

وقال ابن تيميه :

(النصيرية من أعظم الناس كفرا... وهم مرتدون من أسوأ الناس ردة، تُقتل مقاتلتهم وتُغنَم أموالهم...) [الفتاوى: 28/ 553]

وفيكن أخياتي بارك ربي ونفع ..

هناك حديث سمعت فية ولا أدري هل هو صحيح او ضعيف .....

[ أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل] ,,

أتمنى من لديها علم عن هذا الحديث أن تفيدنا...

حديث : " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل "

هذا الحديث حسن .. مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه ..

للفائدة :

حسّنه الألباني في صحيح الجامع 4431 وقال عنه : إسناده حسن ورجاله ثقات في السلسلة الصحيحة 1647

ومحمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة 229

والسيوطي في الجامع الصغير 6168

وأعلّ ابن حبان والدارقطني والقيسراني سنده "ولم يقدحوا في المتن" لأن فيه عباد بن كثير وهو متروك الحديث ، وقال ابن حجر في سنده : فيه كثير بن مروان وهو متروك ..

المصدر بتصرف من : الدرر السنيّة (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%82%D9%8A%D9%84%D9%88%D8%A7+%D9%81%D8%A5%D9%86+ %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86+% D9%84%D8%A7+%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%84/+p) .

********************88


قال الحافظ ابن كثير معلقا على قول الله تعالى:( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) 44. ــ"و ذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهي غيره عنها، و هذا ضعيف،و أضعف منه تمسكهم بهذه الآية, فإنه لا حجة لهم فيها. و الصحيح: أن العالم يأمر بالمعروف و إن لم يفعله،و ينهى عن المنكر و إن ارتكبه.

قال مالك:عن ربيعة عن سعيد بن جبير يقول:لو كان المرء لا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحد بالمعروف ،ولا نهى أحد عن المنكر.

قال مالك:"وصدق،من ذا الذي ليس فيه شيء؟!"

قلت: لكنه و الحالة هذه مذموم على ترك الطاعة و فعله المعصية لعلمه بها و مخالفته على بصيرة فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم، ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذالك"

ــ تفسير القرآن العظيم ــ لإبن كثير(1/85)

منقول

العالم يأمر بالمعروف و إن لم يفعله،و ينهى عن المنكر و إن ارتكبه

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :

أحببت التنبيه على سنتين مهجورتين في الصلاة للاهتمام بفعلهما ولترك كثير من المصلين لهما ولقلة من نبه عليهما:-

1. ألا يشرع المأموم بالسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض كما جاء في الحديث

عن البراء بن عازب قال : كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قال (سمع الله لمن حمده) لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض .متفق عليه، خ (77http://www.ajurry.com/vb/images/smilies/icon_cool.gif ، م (1062).

وفي رواية عند مسلم (لم نزل قياما حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض ثم نتبعه )، (1064).

قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى-:

( وفي هذا الحديث هذا الأدب من آداب الصلاة وهو أن السنة أن لا ينحني المأموم للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض إلا أن يعلم من حاله أنه لو أخر إلى هذا الحد لرفع الإمام من السجود قبل سجوده قال أصحابنا رحمهم الله تعالى في هذا الحديث وغيره ما يقتضى مجموعة أن السنة للمأموم التأخر عن الإمام قليلا بحيث يشرع في الركن بعد شروعه وقبل فراغه منه والله أعلم) المنهاج (4/414).

قلت : وهذا في جميع أفعال الصلاة كما قال الشافعية لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون)متفق عليه ، خ(689) ، م(929) .

2. أن يهوي المصلي إلى الأرض مجافياً يديه عن جنبيه ثم يسجد .

قال الإمام الألباني –رحمه الله- :

(وهنا سنة مهجورة ينبغي التنبيه عليها للاهتمام بفعلها وهي ما جاء في حديث أبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان . . يهوي إلى الأرض مجافيا يديه عن جنبيه ثم يسجد

وقالوا جميعا : صدقت هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي.

رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 317 - 318 ) بسند صحيح وغيره

إذا عرفت هذا وتأملت معي معنى ( الهوي ) الذي هو السقوط مع مجافاة اليدين عن الجنبين تبين لك بوضوح لا غموض فيه أن ذلك لا يمكن عادة إلا بتلقي الأرض باليدين وليس بالركبتين ) تمام المنة (195).والله أعلم

لعقيدة

علم النجوم

هل يجوز لنا قراءة علامات النجوم.

الحمد لله

قال البخاري في صحيحه : قال قتادة : " خلق الله هذه النجوم لثلاث : زينةً للسماء ، ورجوماً للشياطين ، وعلاماتٍ يُهتدى بها ، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وكُلف ما لا علم له به " . انتهى صحيح البخاري – باب في النجوم . (2/420)

وعلم النجوم ينقسم إلى قسمين :

أولاً : علم التأثير .

ثانياً : علم التسيير .

فأما علم التأثير فهو على ثلاثة أقسام :

1- أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور فهذا شرك أكبر ؛ لأن من ادعى أن مع الله خالقاً فهو مشركٌ شركاً أكبر ، وقد جعل المخلوق المُسَخََََّر خالقاً مُسَخِراً .

2- أن يجعلها سبباً يدَّعي به علم الغيب فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا لأن النجم الفلاني صار كذا وكذا . كأن يقول : هذا الإنسان ستكون حياته شقاء ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني ، وهذا حياته ستكون سعيدة ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني . فهذا الشخص اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب وادعاء علم الغيب كفرٌ مُخرجٌ عن الملة لأن الله يقول : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } النمل 65 ، وهذا من أقوى أنواع الحصر لأنه حصرٌ بالنفي والاستثناء ، فإذا ادعى علم الغيب فقد كذب القرآن .

3 - أن يعتقدها سبباً لحدوث الخير والشر فهذا شرك أصغر ، أي أنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم . ( ولا ينسب إلى النجوم شيئاً إلا بعد وقوعه ) والقاعدة أن من اعتقد شيئا سببا لشيء ، ولم يجعله الله كذلك فقد تعدى على الله لأن مسبب الأسباب هو الله وحده . كمن يستشفي بربط خيط ما ، ويقول أنا أعتقد أن الشفاء بيد الله وهذا الخيط هو مجرد سبب فنقول له : نجوت من الشرك الأكبر ، ووقعت في الشرك الأصغر لأن الله لم يجعل الخيط سببا ظاهرا للشفاء ، وأنت بفعلك هذا قد اعتديت على مقام الربوبية بجعل شيء سببا لشيء والله لم يجعله كذلك . وهكذا من جعل النجوم سبب لنزول المطر وليست كذلك والدليل ما أخرجه البخاري ( 801 ) ومسلم ( 104 ) عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَب " فحكم على من نسب المطر إلى النجوم نسبة سبب .

الثاني : علم التسيير . وهو على قسمين :

1- أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية فهذا مطلوب ، وإذا كان يُعين على مصالح دينية واجبة كان تعلُمُهَا واجباً كأن يستدل بالنجوم على جهة القبلة .

2- أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية ، فهذا لا بأس به وهو نوعان :

الأول : أن يستدل بها على الجهات ، كمعرفة أن القطب يقع شمالاً ، والجدي – وهو قريب منه – يدور حوله شمالاً ... فهذا جائز ، قال تعالى : { وعلامات وبالنجم هم يهتدون } ( النحل 16) .

الثاني : أن يستدل بها على الفصول ، وهو ما يُعرف بتعلم منازل القمر فهذا كرهه بعض السلف ، وأباحه آخرون ، والصحيح أنه جائز وليس فيه كراهه ؛ لأنه لا شرك فيه إلا إن تعلمها ليضيف إليها نزول المطر وحصول البرد ، وأنها هي الجالبة لذلك فهذا نوعٌ من الشرك ، أما مجرد معرفة الوقت بها هل هو الربيع أو الخريف أو الشتاء فهذا لا بأس به .

انظر القول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله (2/102) .



وعن ابن مسعود مرفوعا: الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل رواه أبو داود والترمذي وصححه . وجعل آخره من قول ابن مسعود

قوله: الطيرة شرك، الطيرة شرك . هاتان الجملتان يؤكد بعضهما بعضا من باب التوكيد اللفظي.

وقوله: ( شرك ). أي: إنها من أنواع الشرك، وليست الشرك كله، وإلا لقال: الطيرة شرك.

وهل المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج من الملة، أو أنها نوع من أنواع الشرك؟

نقول: هي نوع من أنواع الشرك، كقوله صلى الله عليه وسلم: اثنتان في الناس هما بهم كفر ، أي: ليس الكفر المخرج عن الملة، وإلا، لقال: ( هما بهم الكفر )، بل هما نوع من الكفر.

لكن في ترك الصلاة قال: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ، فقال: ( الكفر )، فيجب أن نعرف الفرق بين ( أل ) المعرفة أو الدالة [ ج- 9][ص-575] على الاستغراق، وبين خلو اللفظ منها، فإذا قيل: هذا كفر، فالمراد أنه نوع من الكفر لا يخرج من الملة، وإذا قيل: هذا الكفر، فهو المخرج من الملة.

فإذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه، فإنه لا يعد مشركا شركا يخرجه من الملة، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببا، وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة، وبذلك يعتبر شركا من هذه الناحية، والقاعدة: ( إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا، فإنه مشركا شركا أصغر ).

وهذا نوع من الإشراك مع الله، إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيا، وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيا، لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله، فهو مشركا شركا أكبر؛ لأنه جعل لله شريكا في الخلق والإيجاد.

قوله: ( وما منا ). ( منا ): جار ومجرور خبر لمبتدأ محذوف، إما قبل ( إلا ) إن قدرت ما بعد إلا فعلا، أي: وما منا إلا تطير، أو بعد ( إلا )، أي: وما منا إلا متطير.

والمعنى: ما منا إنسان يسلم من التطير، فالإنسان يسمع شيئا فيتشاءم، أو يبدأ في فعل، فيجد أوله ليس بالسهل فيتشاءم ويتركه.

والتوكل: صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله، وفعل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا.

فلا يكفي صدق الاعتماد فقط، بل لا بد أن تثق به؛ لأنه سبحانه يقول: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ !

المصدر :

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين » كتاب التوحيد » باب ما جاء في النشرة » الطيرة شرك

ج- 9 ] [ص- 574]

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق» [حسنه الألباني].

قال ابن رجب: "ومن لطائف اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، تعلق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه، كما قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}" [من كتاب جامع العلوم والحكم].


( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص ( 36 ) إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( 37 ) ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ( 38 ) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ( 39 ) ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ( 40 ) )

**************

يقول تعالى : وكم أهلكنا قبل هؤلاء المنكرين : ( من قرن هم أشد منهم بطشا ) أي : كانوا أكثر منهم وأشد قوة ، وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ; ولهذا قال هاهنا : ( فنقبوا في البلاد ) قال ابن عباس : أثروا فيها . وقال مجاهد : ( فنقبوا في البلاد ) : ضربوا في الأرض . وقال قتادة : فساروا في البلاد ، أي ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمتاجر والمكاسب أكثر مما طفتم أنتم فيها ويقال لمن طوف في البلاد : نقب فيها . قال امرؤ القيس :

لقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب

****************

[ ص: 409 ] وقوله : ( هل من محيص ) أي : هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره ؟ وهل نفعهم ما جمعوه ورد عنهم عذاب الله إذ جاءهم لما كذبوا الرسل ؟ فأنتم أيضا لا مفر لكم ولا محيد ولا مناص ولا محيص .

وقوله : ( إن في ذلك لذكرى ) أي : لعبرة ( لمن كان له قلب ) أي : لب يعي به . وقال مجاهد : عقل ( أو ألقى السمع وهو شهيد ) أي : استمع الكلام فوعاه ، وتعقله بقلبه وتفهمه بلبه .

وقال مجاهد : ( أو ألقى السمع ) يعني : لا يحدث نفسه بغيره ، ( وهو شهيد ) وقال : شاهد بالقلب .

وقال الضحاك : العرب تقول : ألقى فلان سمعه : إذا استمع بأذنيه وهو شاهد ، يقول : غير غائب . وهكذا قال الثوري وغير واحد .

*******************

وقوله : ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) : فيه تقرير المعاد ; لأن من قدر على خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يحيي الموتى بطريق الأولى والأحرى .

وقال قتادة : قالت اليهود - عليهم لعائن الله - : خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ، ثم استراح في اليوم السابع ، وهو يوم السبت ، وهم يسمونه يوم الراحة ، فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه : ( وما مسنا من لغوب ) أي : من إعياء ولا نصب ولا تعب ، كما قال في الآية الأخرى : ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) [ الأحقاف : 33 ] ، وكما قال : ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) [ غافر : 57 ] وقال ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ) [ النازعات : 27 ] .

********************

وقوله : ( فاصبر على ما يقولون ) يعني : المكذبين ، اصبر عليهم واهجرهم هجرا جميلا ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) ، وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء ثنتين قبل طلوع الشمس في وقت الفجر ، وقبل الغروب في وقت العصر ، وقيام الليل كان واجبا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه . ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات ، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر ، فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : " أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر ، لا تضامون فيه ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، فافعلوا " ثم قرأ : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب )

[ ص: 410 ] ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة ، من حديث إسماعيل ، به .

****************

وقوله : ( ومن الليل فسبحه ) أي : فصل له ، كقوله : ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) [ الإسراء : 79 ] .

******************************

( وأدبار السجود ) قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : هو التسبيح بعد الصلاة .

ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم . فقال : " وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ! قال : " أفلا أعلمكم شيئا إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين " . قال : فقالوا : يا رسول الله ، سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ، ففعلوا مثله . قال : " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " .

والقول الثاني : أن المراد بقوله : ( وأدبار السجود ) هما الركعتان بعد المغرب ، روي ذلك عن عمر وعلي ، وابنه الحسن وابن عباس ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة ، وبه يقول مجاهد ، وعكرمة ، والشعبي ، والنخعي والحسن ، وقتادة وغيرهم .

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع وعبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على أثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر . وقال عبد الرحمن : دبر كل صلاة .

ورواه أبو داود والنسائي ، من حديث سفيان الثوري ، به . زاد النسائي : ومطرف ، عن أبي إسحاق ، به .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، حدثنا ابن فضيل ، عن رشدين بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : بت ليلة عند رسول - صلى الله عليه وسلم - فصلى ركعتين خفيفتين ، اللتين قبل الفجر . ثم خرج إلى الصلاة فقال : " يابن عباس ، ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم ، وركعتين بعد المغرب إدبار السجود " .

ورواه الترمذي عن أبي هشام الرفاعي ، عن محمد بن فضيل ، به . وقال : غريب لا نعرفه إلا [ ص: 411 ] من هذا الوجه .

وحديث ابن عباس ، وأنه بات في بيت خالته ميمونة وصلى تلك الليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة ركعة ، ثابت في الصحيحين وغيرهما ، فأما هذه الزيادة فغريبة [ و ] لا تعرف إلا من هذا الوجه ، ورشدين بن كريب ضعيف ، ولعله من كلام ابن عباس موقوفا عليه ، والله أعلم .

( واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب ( 41 ) يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ( 42 ) إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير ( 43 ) يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير ( 44 ) نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ( 45 ) )

يقول تعالى : ( واستمع ) يا محمد ( يوم ينادي المناد من مكان قريب ) قال قتادة : قال كعب الأحبار : يأمر الله [ تعالى ] ملكا أن ينادي على صخرة بيت المقدس : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء .

( يوم يسمعون الصيحة بالحق ) يعني : النفخة في الصور التي تأتي بالحق الذي كان أكثرهم فيه يمترون . ( ذلك يوم الخروج ) أي : من الأجداث .

( إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير ) أي : هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ، وهو أهون عليه ، وإليه مصير الخلائق كلهم ، فيجازي كلا بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .

وقوله : ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ) : وذلك أن الله تعالى ينزل مطرا من السماء تنبت به أجساد الخلائق في قبورها ، كما ينبت الحب في الثرى بالماء ، فإذا تكاملت الأجساد أمر الله إسرافيل فينفخ في الصور ، وقد أودعت الأرواح في ثقب في الصور ، فإذا نفخ إسرافيل فيه خرجت الأرواح تتوهج بين السماء والأرض ، فيقول الله عز وجل : وعزتي وجلالي ، لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره ، فترجع كل روح إلى جسدها ، فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ وتنشق الأرض عنهم ، فيقومون إلى موقف الحساب سراعا ، مبادرين إلى أمر الله عز وجل ، ( مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ) [ القمر : 8 ] ، وقال الله تعالى : ( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ) [ الإسراء : 52 ] ، وفي صحيح مسلم عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أول من تنشق عنه الأرض " .

[ ص: 412 ] وقوله : ( ذلك حشر علينا يسير ) أي : تلك إعادة سهلة علينا يسيرة لدينا ، كما قال تعالى : ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) [ القمر : 50 ] ، وقال تعالى : ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير ) [ لقمان : 28 ] .

وقوله : ( نحن أعلم بما يقولون ) أي : نحن علمنا محيط بما يقول لك المشركون من التكذيب فلا يهيدنك ذلك ، كقوله [ تعالى ] : ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) [ الحجر : 97 - 99 ] .

وقوله : ( وما أنت عليهم بجبار ) أي : ولست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى ، وليس ذلك ما كلفت به .

وقال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك : ( وما أنت عليهم بجبار ) أي : لا تتجبر عليهم .

والقول الأول أولى ، ولو أراد ما قالوه لقال : ولا تكن جبارا عليهم ، وإنما قال : ( وما أنت عليهم بجبار ) بمعنى : وما أنت بمجبرهم على الإيمان إنما أنت مبلغ .

قال الفراء : سمعت العرب تقول : جبر فلان فلانا على كذا ، بمعنى أجبره .

ثم قال تعالى : ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) أي : بلغ أنت رسالة ربك ، فإنما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده ، كقوله [ تعالى ] : ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) [ الرعد : 40 ] ، وقوله : ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) [ الغاشية : 21 ، 22 ] ، ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) [ البقرة : 272 ] ، ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) [ القصص : 56 ] ، ولهذا قال هاهنا : ( وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) كان قتادة يقول : اللهم ، اجعلنا ممن يخاف وعيدك ، ويرجو موعودك ، يا بار ، يا رحيم .

آخر تفسير سورة ( ق ) ، والحمد لله وحده ، وحسبنا الله ونعم الوكيل





جاء رجل إلى الربيع بن عبد الرحمن، فسأله أن يكلم الأمير في حاجة له، فبكى الربيع، ثم قال: أي أخي، "اقصد إلى الله في أمرك تجده سريعا قريبا، فإني ما ظاهرت أحدًا في أمرٍ أريده إلا الله عز وجل، فأجده كريما قريبا لمن قصده وأراده وتوكل عليه" [كتاب التوكل على الله لابن الدنيا.

استدل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله علي عدم صحة تاريخ ميلاد عيسى ابن مريم بقوله تعالى (وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)وشهر ديسمبر ويناير ليس وقت الرطب

>>>>>>

قال الشيخ العلامة

ابن عثيمين رحمه الله:

المواضع الأربعة التي ترفع فيها

اليدان في الصلاة هي:

عند تكبيرة الإحرام

وعند الركوع

وعند الرفع من الركوع

وعند القيام من التشهد الأول.

المصدر:

(فتاوى في الطهارة والصلاة / ج1 / ص652).

قال الرسول لرجل"كُفّ عنّا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" د ت وحسّنه الألباني‎

********************

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع متابعة أمته للأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس ، وليس هذا – بلا شك – من المدح لفعلهم هذا بل هو من الذم والوعيد ، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ " ، رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 ) .‎


****************

من أقوال السلف رحمهم الله



قا ال بعض السلف: "إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم".



• قال النيسابوري في تفسير سورة العصر من غرائب القرآن: (( لا شيء أنفس من العمر ))



• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان". مجموع الفتاوى (28 /31)



السؤال: ما معنى الآيتين الكريمتين في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم‏:‏ آية 39‏]‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏سورة الطور‏:‏ آية 22‏]‏ وهل بينهما نسخ أو تعارض وماذا نستفيد منهما‏؟‏

الإجابة: ليس بين الآيتين إشكال ذلك أن الآية الأولى فيها أن الإنسان لا يملك إلا سعيه، ولا يملك سعي غيره، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فملكيته محصورة في سعيه لا ينفعه إلا سعيه، بينما الآية الأخرى فيها أن الذرية إذا آمنت فإنها تلحق بآبائها في الجنة، وتكون معهم في درجتهم وإن لم تكن عملت عملهم، فالذرية إذن استفادت من عمل غيرها‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏سورة الطور‏:‏ آية 22‏]‏ الآية الكريمة تدل على أن الذرية يلحقون بآبائهم في درجاتهم، ويرفعون في درجاتهم، وإن لم يكن عملهم كعمل آبائهم‏.‏

فظاهر الآية أنهم انتفعوا بعمل غيرهم وسعي غيرهم بينما الآية الأخرى تفيد أن الإنسان لا ينفعه إلا سعيه، وقد أجاب العلماء عن هذا الإشكال بعدة أجوبة الجواب الأول‏:‏ أن الآية الأولى‏:‏ ‏{‏وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى‏}‏ مطلقة والآية الثانية‏:‏ ‏{‏أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ‏}‏ مقيدة، والمطلق يحمل على المقيد كما هو مقرر في علم الأصول‏.‏

والقول الثاني‏:‏ أن الآية الأولى‏:‏ تخبر أن الإنسان لا يملك إلا سعيه ولا ينفعه إلا سعيه ولكنها لم تنف أن الإنسان ينتفع بعمل غيره من غير تملك له، فالآية الأولى في الملكية، والآية الثانية في الانتفاع‏.‏

إن الإنسان قد ينتفع بعمل غيره وإن لم يكن ملكه، ولهذا ينفعه إذا تصدق عنه وينفعه إذا استغفر له ودعا له، فالإنسان يستفيد من دعاء غيره ومن عمل غيره وهو ميت، والانتفاع غير الملكية، فالآية الأولى في نوع، والآية الثانية في نوع آخر، ولا تعارض بينهما‏.‏ وهذا الجواب أحسن من الأول‏.‏

وهناك جواب ثالث هو أن الآية الأولى منسوخة، لأنها في شرع من قبلنا لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى، أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم‏:‏ الآيات 36-39‏]‏ فهذه تحكي ما كان في صحف موسى وصحف إبراهيم عليهما السلام‏.‏ لكن جاءت شريعتنا بأن الإنسان ينتفع بعمل غيره فيكون ذلك نسخًا، وهذا الجواب ضعيف، والجواب الذي قبله أرجح في نظري‏.‏

الشيخ العلامة صالح الفوزان



قال شيخ الإسلام :الدنيا تدوم مع العدل والكفر ، ولا تدوم مع الظلم والإسلام.



الاستقامة ( 2 / 255ً).



قال الشيخ العثيمين

-رحمه الله-: " ولهذا يُنكر على بعض الناس في تعبيره بقوله: الفكر الإسلامي، بل الواجب أن يقال: الدين الإسلامي أو العقيدة الإسلامية، ولا بأس بقول المفكِّر الإسلامي؛ لأنه وصف للشخص نفسه لا الدين الذي هو عليه. " [ القول المفيد على كتاب التوحيد 1/158 ]



قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: " فاحرص أيها المسلم! على أن تعرف إسلامك من كتاب ربك، وسنة نبيك،

ولا تقل: قال فلان؛ فإن الحق لا يعرف بالرجال، بل اعرف الحق تعرف الرجال، ورحمة الله على من قال:

العلمُ قالَ اللهُ قالَ رسولهُ ** قالَ الصحابةُ ليس بالتَّمْويهِ

ما العلمُ نَصْبَكَ للخلافِ سفاهةً ** بينَ الرسولِ وبينَ رأيِ فقيهِ

كلَّا ولا جَحْدَ الصفاتِ ونفيَها ** حَذَراً منَ التمثيلِ والتشبيهِ

" [ السلسلة الصحيحة 1/193 

اشتهر تفسير المهيمن ب( المسيطر ) ولا أصل لهذا عند السلف

قال الطبري في تفسيره 12119 :

حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع

وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي عن سفيان وإسرائيل، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير:"ومهيمنًا عليه" قال: مؤتمنًا على ما قبله من الكتب.

12120 : حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء قال: سألت الحسين عن قوله: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدِّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه ، قال: مصدقًا لهذه الكتب، وأمينا عليها.

وسئل عنها عكرمة وأنا أسمع فقال: مؤتمنًا عليه.

وهذا هو عين تفسير ( المهيمن ) في أسماء الله الحسنى




*************
عندما قرأ قتادة الآية اذهبا إلى فرعون إنه طغى, فقولا له قولاَ ليّنا) قال: سبحانك ربي ما أحلمك ما أعظمك ، إذا كان هذا حلمك بفرعون الذي قال : أنا ربكم الأعلى ، فكيف حلمك بعبد قال : سبحان ربي الأعلى.؟

***********

عن داود بن قيس قال : سمعت ابن كعب يقول : إن الأرض تبكي من رجل وتبكي على رجل ، تبكي لمن كان يعمل على ظهرها بطاعة الله تعالى ، وتبكي ممن يعمل على ظهرها بمعصية الله تعالى قد أثقلها ، ثم قرأ : " فَما بكتْ عليهِمُ السَّماءُ والأرضُ وما كانُوا مُنْظَرِين" (الدخان:29) (حلية الأولياء 3/214‎


**************
قال أبو بكر محمد بن جعفر:

سمعت ابن خزيمة وسئل من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له) وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا

تذكرة الحفاظ (2/721

********

قال جابر بن عبدالله : رأى عمر بن الخطاب لحماً معلقاً في يدي فقال : ما هذا يا جابر ؟ ، قلت : اشتهيت لحماً فاشتريته ، فقال عمر : أو كلما اشتهيتَ شيئاً يا جابر اشتريت ، أما تخاف هذه الآية :" أذهبتُم طيِّباتِكُم في حَياتِكُم الدُّنيا " (الأحقاف:20) (تفسير البغوي 4 /169 ) .‎


***************

وقوله : ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ) : وذلك أن الله تعالى ينزل مطرا من السماء تنبت به أجساد الخلائق في قبورها ، كما ينبت الحب في الثرى بالماء ، فإذا تكاملت الأجساد أمر الله إسرافيل فينفخ في الصور ، وقد أودعت الأرواح في ثقب في الصور ، فإذا نفخ إسرافيل فيه خرجت الأرواح تتوهج بين السماءوالأرض ،فترجع كل روح إلى جسدها‎


إ



وقوله : ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض )



أي : لو أعطاهم فوق حاجتهم من

الرزق ، لحملهم ذلك على البغي والطغيان من بعضهم على بعض ، أشرا وبطرا .

وقال قتادة : (كان يقال : خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك)

تفسير ابن كثير سورةالشورى أية ٢٨

. وذكر قتادة حديث : " إنما أخاف عليكم ما يخرج الله من زهرة الحياة الدنيا " وسؤال السائل : أيأتي الخير بالشر ؟ الحديث .



وقوله : ( ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ) أي : ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم ، وهو أعلم بذلك فيغني من يستحق الغنى ، ويفقر من يستحق الفقر . كما جاء في الحديث المروي : " إن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الغنى ، ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه ، وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الفقر ، ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه "

تفسير ابن كثير سورةالشورى أية ٢٨

فوائد الواتس اب

قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا» [رواه أبو داود وصححه الألباني].



قوله تعالى : وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا

قوله تعالى : وإن من قرية إلا نحن مهلكوها أي مخربوها .

قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا قال مقاتل : أما الصالحة فبالموت ، وأما الطالحة فبالعذاب . وقال ابن مسعود : إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكهم . فقيل : المعنى وإن من قرية ظالمة ; يقوي ذلك قوله : وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون . أي فليتق المشركون ، فإنه ما من قرية كافرة إلا سيحل بها العذاب .

كان ذلك في الكتاب أي في اللوح

مسطورا أي مكتوبا .

تفسير القرطبي لسورة الاسراء



( رب المشرقين ورب المغربين ) يعني مشرقي الصيف والشتاء ، ومغربي الصيف والشتاء . وقال في الآية الأخرى : ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) [ المعارج : 40 ] ، وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم ، وبروزها منه إلى الناس

ت/ابن كثير /النجم



سئل أحمد عن معنى وضع اليد اليمين على الشمال في الصلاة؟

فقال:ذل بين يدي عز

[طبقات الحنابلة1-84]

قال سفيان بن عيينة:

من كانت معصيته في الشهوة فأرج له،ومن كانت معصيته في الكبر فأخش عليه؛فإن آدم عصا مشتهيا فغفر له، وإبليس عصا متكبرا فلعن.

------------

في الحديث الصحيح:

"أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل"

الألباني في " السلسلة الصحيحة"

2/684





ذكر الحافظ ابن حجر :(أن الحكمة في تقدم أشراط الساعة إيقاظ الغافلين وحثهم على التوبة والأستعداد)

فتح الباري(٣٥٧/١١).



والنجم اذا هوى 

استدل به العلماء في ان الحلف بالمخلوقات هو من اختصاص الله عز وجل. وقال الشعبي وغيره : الخالق يقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق



وقوله : ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) ،فإذا كان هذا في حق الملائكة المقربين ، فكيف ترجون أيها الجاهلون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند الله ، وهو لم يشرع عبادتها ولا أذن فيها ، بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله ، وأنزل بالنهي عن ذلك جميع كتبه ؟ وعبادة القبور وكل ماعبد من دون الله هي طواغيت



وقوله : ( فلا تزكوا أنفسكم ) أي : تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم ، ( هو أعلم بمن اتقى ) ،

وقال مسلم في صحيحه، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : سميت ابنتي برة ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم ، وسميت برة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تزكوا أنفسكم ، إن الله أعلم بأهل البر منكم " . فقالوا : بم نسميها ؟ قال : " سموها زينب " .



فائدة

كانت عقد السحر التي سحر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي ١٢عقدة ,فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية فانحلت بكل آية عقدة .



(تعريف مصطلحات

(الحزن:)ألم يصيب القلب بأمور ماضيه .

(هم):ألم يصيب القلب بأمور مستقبليه .

(غم):الم بالقلب متعلق بواقع الانسان وحاضره .

المصدر فقه الادعيه والاذكار /عبدالرزاق البدر



وقال عكرمة : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا .

ت/ابن كثير/الحديد



وقوله : ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي : أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها ، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها ، لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم ، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم ، فلا تأسوا على ما فاتكم ، فإنه لو قدر شيء لكان ( ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي : جاءكم ، ويقرأ : " آتاكم " أي : أعطاكم . وكلاهما متلازمان ، أي : لا تفخروا على الناس بما أنعم الله به عليكم ، فإن ذلك ليس بسعيكم ولا كدكم ، وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم ، فلا تتخذوا نعم الله أشرا وبطرا ، تفخرون بها على الناس ; ولهذا قال : ( والله لا يحب كل مختال فخور ) أي : مختال في نفسه متكبر فخور ، أي : على غيره .



يقول تعالى معظما لأمر القرآن ، ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب ، وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) أي : فإن كان الجبل في غلظته وقساوته ، لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه ، لخشع وتصدع من خوف الله ، عز وجل ، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع ، وتتصدع من خشية الله ، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه ؟ ولهذا قال تعالى : ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .



1- القسم بذاته المقدسة وذلك في مواضيع عديدة من القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ) ( قل بلى وربّي لتبعثن ) ( فوربك لنسألنهم أجمعين ) ( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ) .

2- القسم بالقرآن الكريم والكتاب المبين.

( يس والقرآن الحكيم ) ( ص, والقرآن ذي الذكر ) (ق, والقرآن المجيد ) (حم, والكتاب المبين ) وغير ذلك.

وقد اقسم تعالى بكتابه لبيان عظمة وقدسيته التي تجلت في آيات عديدة كقوله تعالى:( قدجاءكم من الله نور ) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وغير ذلك من الآيات.

3- الحلف ببعض الأزمنة.

كما في قوله تعالى: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ( والضحى والليل إذا سجى ) (والفجر وليال عشر) وغير ذلك.

4- الحلف ببعض الأمكنة.

كما في قوله تعالى: ( وطور سنيين وهذا البلد الأمين...) ( والبيت المعمور ).

5- الحلف بملائكته.

كما في قوله تعالى: ( والنازعات غرقى, والناشطات نشطا, والسابحات سبحا, فالسابقات سبقا, فالمدبرات أمرا ) ، كما في سورة الصافات, والذاريات, والمرسلات.

6- الحلف بالمخلوقات والظواهر السماوية.

كقوله تعالى ( والشمس وضحاها, والقمر إذا تلاها.. ) ( والنجم إذا هوى ..) (والسماء ذات البروج..)

7- الحلف بمخلوقاته الأرضية:

( والتين والزيتون..) أقسم بهما لما فيهما من فؤائد جمة. وإن كان من باب المثال.

( ووالد وما ولد ) والمراد بهما إبراهيم الخليل (ع) وإسماعيل (ع). ( ونفس وما سواها ) وغير ذلك .

8- القسم بالنبي (ص) وذلك في موردين .

أ- ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .

فالله يحلف بحياة النبي (ص) أن قوم لوط في سكرتهم وإنغمارهم في المنكر في ضلال لا يهتدون .

ب- (...وشاهد ومشهود )ورد في التفاسير أن المراد به بالشاهد هو النبي (ص) بقرينة الآيات الأخرى.

9- الحلف بالقيامة.

كما في قوله تعالى (... واليوم الموعود ) ( لا أقسم بيوم القيامة )

( وشاهد ومشهود) والمشهود هو يوم القيامة بقرينة قوله تعالى ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. )

لطائف القسم :

ذكرنا سابقا" الغرض من القسم وأنه لبيان فضيلة المقسم له أومنفعته ولكن تبقى هناك علاقة قائمة بين المقسم به والمقسم عليه استدعت إقترانهما , وفي كل مورد من موراد القسم نجد تناسبا" خاصا" بين الطرفين المذكورين يزيد في جمالية التعبير القرآني ويؤدي إلى إيصال الفكرة مستساغة دونما تكلف وعناء ولذلك فكل يراد إيصالها بقسم ما , تستدعي مقسما" به خاصا" , وفي ما يلي نعرض لذلك ببيان مثالين اثنين يتجلى بهما ما أردنا بيانه .

مثال أول: قوله تعالى : ( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ...)

وقد ذكر المفسرون في سبب نزولها أنه احتبس الوحي عنه (ص) لأيام فقال المشركون إن محمدا" قد ودعه ربه وقلاه. ( وإن كان التأخير أمرا" طبيعيا" يقتضيه نزول القرآن تدرجيا" )

أما المقسم به فهو الضحى أي صدر النهار وقت إرتفاع الشمس , والليل إذا سجى وسكن .

أما المقسم عليه إن رب محمد لم يتركه ولم يبغضه , ووجه العلاقة بين الأمرين واضح إذ أن نزول الوحي يناسب الضحى , ونور الضحى الذي يوافي بعد ظلام الليل يناسب نور الوحي نجوما" وبعد احتباس يتلاءم وتعاقب الليل والنهار ولو أبدل تعالى المقسم به هنا بآخر لما برزت هذة اللمحة الجمالية وهذا التناسق البياني ولما لامست الفكرة الوعي الإنساني بهذا الوضوح .

مثال آخر : ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وماغوى ) ، اقسم تعالى بالنجم أي الكوكب الطالع الذي يضئ في السماء ثم يسقط نحو الغروب . أما المقسم به فهو نفي الضلالة والغي عن النبي (ص) ووجه الصلة بينهما أن النجم عند الهوي والميل يهتدي به الساري كما أن النبي يهتدي به الناس لأنه لا ينطلق عن الهوى بل هو وحي يوحى.

- وقفة مع ( لا أقسم ).

كثر في موراد عديدة من القسم القرآني , سبق (لا ) على ( اقسم ) كما في قوله تعالى ( لا أقسم بيوم القيامة ) (فلا أقسم بمواقع النجوم ) ( لاأقسم بهذا البلد ...) وغير ذلك من الآ يات , فما المقصود باللام ولما ذكرت ؟

اختلف المفسرون في ذلك على أقوال : أحدها: أنّ لا أقسم كلمة قسم وإن العرب تزيد كلمة لا في القسم كما في قول الشاعر : لا وأبيك ابنة العامري لا يدعي قوم أني اقرّ . فعلى هذا المعنى ( لا ) زائدة , ولكن هل هذا مقبول في كتاب الله ؟ محل خلاف

ثانيها : أنها نافية , أي أنها تنفي كلاما" سابقا" قد تقدم , فهم في سورة القيامة مثلا" عندما أنكروا البعث قيل لهم ليس الأمر كذلك ثم اقسم تعالى بيوم القيامة وبالنفس اللوامة أن البعث حق .

ثالثها : أنها للنفي كما في قوله تعالى : ( لااقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد) كمثال , قال الطبرسي : معناه لا اقسم بهذا البلد وأنت حلّ فيه منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلم يبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك .

هذا ما أردنا بيانه في هذا البحث المختصر حول القسم القرآني وقد أغفلنا ذكر بعض الفروع والتفاصيل التي تعرض لها بعض المفسرين وأرباب علوم القرآن توخيا" للإختصار ومخافة التطويل .

ملاحظة وتنبه : رغم تعدد الأقسام في السور المتعددة ولكنها تتفاوت في ما بينها وضوحا" : ففي حين يستكمل القسم أركانه في موارد عديدة وتتبادر إلى الذهن الفكرة مباشرة وبوضوح كما في قوله تعالى : ( والعصر إن الانسان لفي خسر ) إلا أنه في موارد أخرى ليس بهذا الموضوح ويحتاج الأمر إلى إعمال الفكر كما في قوله تعالى : ( ص, والقرآن ذي الذكر ) ففي هذا القسم لم يذكر جواب القسم , ولكن الحلف بالقرآن الكريم المكاشف والدال على تعظيمه , ووصفه بأنه مذكر للعباد يدل على الجواب وهو أنه منزل من عنده سبحانه لا ريب فيه ولا شك يعتريه .

الحلف بغير الله تعالى :

يثار هذا التساؤل حول جواز الحلف بغير الله تعالى على الرغم من وروده في موارد كثيرة في القرآن الكريم , كما ورد ذلك في السنة النبوية الشريفة وحجة البعض في المنع أن الحلف بغير الله من الشرك بالله , واعتمادا على بعض المرويات حتى أن البعض ذهب إلى تقدير مضاف تفصيا" وخروجا" عن الإشكال فيكون بالتين والزيتون ( مثلا" ) قسما" برب التين والزيتون.

ولكن وروده في القرآن الكريم وحلفه تعالى بكثير من مخلوقاته يفيد أن هذا أمر سائغ ولا يمت إلى الشرك بصلة ولو كان فيه شائبة ذلك لما اعتمده تعالى أسلوبا ولكان كلامه تعالى أولى بالتحرز منه خصوصا" مع حرص المؤمنين على الاستفادة من القرآن الكريم حتى في استخدام أساليبه, أما ما رووا من أحاديث المنع ( على القول بسلامتها من النقد ) فهي معارضة بأحاديث أخرى تثبت الجواز والمرجع حينئذ هو الكتاب العزيز المثبت للجواز .

نعم لا بد في القضاء ورفع الخصومات من الخلف بالله تعالى أو صفاته وذلك لقيام الأدلة على ذلك2

الله أقسم بالكثير من مخلوقاته : القلم ، السماء ، النجم، الملائكة ، القيامة

مثال

والنازِعات غرقاً (1) والناشطات نشطاً (2) والسابِحات سبحاً (3) فالسابقات سبقاً (4) فالمدبرات أَمرًا (5)

سورة النازعات

1 - (والنازعات) الملائكة تنزع أرواح الكفار (غرقا) نزعا بشدة

2 - (والناشطات نشطا) الملائكة تنشط أرواح المؤمنين أي تسلها برفق

3 - (والسابحات سبحا) الملائكة تسبح من السماء بأمره تعالى أي تنزل

4 - (فالسابقات سبقا) الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة

5 - (فالمدبرات أمرا) الملائكة تدبر أمر الدنيا أي تنزل بتدبيره وجواب هذه الأقسام محذوف أي لتبعثن يا كفار مكة



ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ) قال مجاهد : معناه : لا تعذبنا بأيديهم ، ولا بعذاب من عندك ، فيقولوا : لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذاوقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لا تسلطهم علينا فيفتنونا .



، عن ابن عباس : أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه . فلما بعثه الله من العرب كفروا به ، وجحدوا ما كانوا يقولون فيه . فقال لهم معاذ بن جبل ، وبشر بن البراء بن معرور ، أخو بني سلمة يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحن أهل شرك ، وتخبروننا بأنه مبعوث ، وتصفونه لنا بصفته . فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالذي كنا نذكر لكم ، فأنزل الله في ذلك من قولهم : ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )

ت/ابن كثير/البقره



غيرهم ( فباءوا بغضب على غضب ) قال ابن عباس : فالغضب على الغضب ، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم ، وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي أحدث الله إليهم . ابن كثير



( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) فيه تهديد ووعيد شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى ، بعد ما علموا من القرآن والسنة ، عياذا بالله من ذلك ، فإن الخطاب مع الرسول ، والأمر لأمته .

ابن كثير /البقره



قال النبي صلى الله عليه و سلم :

" من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال : الله ربي لا شريك له ،كشف ذلك عنه"

حسنه الألباني”



قال كثير من العلماء : بعث الله كل نبي من الأنبياء بمعجزة تناسب أهل زمانه ، فكان الغالب على زمان موسى ، عليه السلام ، السحر وتعظيم السحرة . فبعثه الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحار ، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام ، وصاروا من الأبرار . وأما عيسى ، عليه السلام ، فبعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة ، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه ، إلا أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة . فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد ، أو على مداواة الأكمه والأبرص ، وبعث من هو في قبره رهين إلى يوم التناد ؟ وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعثه [ الله ] في زمن الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء ، فأتاهم بكتاب من الله ، عز وجل ، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ، أو بعشر سور من مثله ، أو بسورة من مثله لم يستطيعوا أبدا ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، وما ذاك إلا لأن كلام الرب لا يشبهه كلام الخلق أبدا .



مسألة: الجزء الثالث التحليل الموضوعي

( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ( 4 ) فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ( 5 ) ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( 6 ) )

يقول تعالى مخبرا عن المشركين المكذبين المعاندين : إنهم مهما أتتهم ) من آية ) أي : دلالة ومعجزة وحجة ، من الدلالات على وحدانية الرب ، عز وجل ، وصدق رسله الكرام ، فإنهم يعرضون عنها ، فلا ينظرون فيها ولا يبالون بها .

قال الله تعالى : ( فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ) وهذا تهديد لهم ووعيد شديد على تكذيبهم بالحق ، بأنه لا بد أن يأتيهم خبر ما هم فيه من التكذيب ، وليجدن غبه ، وليذوقن وباله .

ثم قال تعالى واعظا ومحذرا لهم أن يصيبهم من العذاب والنكال الدنيوي ما حل بأشباههم ونظرائهم من القرون السالفة الذين كانوا أشد منهم قوة ، وأكثر جمعا ، وأكثر أموالا وأولادا واستغلالا للأرض وعمارة لها ، فقال ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ) أي : من الأموال والأولاد والأعمار ، والجاه العريض ، والسعة والجنود ( وأرسلنا السماء عليهم مدرارا ) [ ص: 241 ] أي : شيئا بعد شيء ( وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم ) أي : أكثرنا عليهم أمطار السماء وينابيع الأرض ، أي : استدراجا وإملاء لهم ( فأهلكناهم بذنوبهم ) أي : بخطاياهم وسيئاتهم التي اجترموها ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) أي : فذهب الأولون كأمس الذاهب وجعلناهم أحاديث ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) أي : جيلا آخر لنختبرهم ، فعملوا مثل أعمالهم فهلكوا كهلاكهم . فاحذروا أيها المخاطبون أن يصيبكم [ مثل ] ما أصابهم ، فما أنتم بأعز على الله منهم ، والرسول الذي كذبتموه أكرم على الله من رسولهم ، فأنتم أولى بالعذاب ومعاجلة العقوبة منهم ، لولا لطفه وإحسانه .



وقال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وغير واحد من السلف : أولياء الله الذين إذا رءوا ذكر الله .

ابن كثير سورة يونس/:/( واتبع ما يوحى إليك واصبر ) أي : تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه واصبر على مخالفة من خالفك من الناس ، ( حتى يحكم الله ) أي يفتح بينك وبينهم//////قال الله تعالى: ( وقدره ) أي : القمر ( وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) فبالشمس تعرف الأيام ، وبسير القمر تعرف الشهور والأعوام .

************

فوائد من الواتساب الثاني



قال سفيان الثوري: كثرة أصدقاء المرء من سخافة دينه

قال الإمام الخطابي معلقاً:يريد أنه ما لم يداهنهم ولم يحابهم لم يكثروا لأن الكثرة إنما هي في أهل الريبة وإذا كان الرجل صلب الدين لم يصحب إلا الأبرار الأتقياء.



علامة عدم الإخلاص: حبُّ الثناء]

قال سفيان الثوري رضي اللّه عنه: 

«إذا قيل لك بئس الرجل أنت تغضب! فأنت بئس الرجل!» 

وقال آخر:

«لا يزال فيك خير ما لم ترَ أن فيك خيراً!» 

وسئل بعض العلماء:

«ما علامة النفاق؟ قال:

«الذي إذا مدح بما ليس فيه ارتاح لذلك قلبه!»

وكان سفيان رضي اللّه عنه يقول:

«إذا رأيت الرجل يحب أن يحبه الناس كلهم ويكره أن يذكره أحد بسوء فاعلم أنه منافق!...»

قوت القلوب (1/293)



البخل والاسرف

يقول تعالى آمرا بالاقتصاد في العيش ذاما للبخل ناهيا عن السرف ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) أي لا تكن بخيلا منوعا لا تعطي أحدا شيئا ] أي نسبوه إلى البخل تعالى وتقدس الكريم الوهاب وقوله : ( ولا تبسطها كل البسط ) أي ولا تسرف في الإنفاق فتعطي فوق طاقتك وتخرج أكثر من دخلك فتقعد ملوما محسورا.



العلامة ابن القيم رحمه الله : " ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصلُ كل بلية وشر ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد أمور العامةوالخاصة ، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المهلكة ، ولما اختلط البغايا بعسكر موسى عليه السلام ، وفشت فيهم الفاحشة ؛ أرسل الله تعالى عليهم الطاعون ؛ فمات في يوم واحد سبعون ألفًا "



فوائد من سورةالرعد

وقوله : ( إن الله لا يخلف الميعاد ) أي : لا ينقض وعده لرسله بالنصرة لهم ولأتباعهم في الدنيا والآخرة ، ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ) [ إبراهيم : 47 ] .



وقال الأوزاعي : كان ابن أبي زكريا يقول : من قال حين يسمع الرعد : سبحان الله وبحمده ، لم تصبه صاعقة .

ت:ابن كثير:س الرعد



وثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من نبي إلا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " معناه : أن معجزة كل نبي انقرضت بموته ، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد ، لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ، هو الفصل ليس بالهزل . من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله



عن ابن عباس قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله ، فإنه لا يصيب ذاكرا



وقوله : ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ) أي : يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء ، ولهذا تكثر في آخر الزمان ، كما قال الإمام أحمد :



سبب نزول سورة الرعد

، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال : " اذهب فادعه لي " . قال : فذهب إليه فقال : يدعوك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له : من رسول الله ؟ وما الله ؟ أمن ذهب هو ؟ أم من فضة هو ؟ أم من نحاس هو ؟ قال : فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال : يا رسول الله ، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، [ قال لي كذا وكذا . فقال : " ارجع إليه الثانية " . أراه ، فذهب فقال له مثلها . فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك . قال : " ارجع إليه فادعه " . فرجع إليه الثالثة . قال : فأعاد عليه ذلك الكلام . فبينا هو يكلمه ، إذ بعث الله ، عز وجل ، سحابة حيال رأسه ، فرعدت ، فوقعت منها صاعقة ، فذهب بقحف رأسه فأنزل الله : ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال )



وثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من نبي إلا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " معناه : أن معجزة كل نبي انقرضت بموته ، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد ، لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ، هو الفصل ليس بالهزل . من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله



تفسير قوله تعالى " أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها "

مسألة: الجزء الرابع التحليل الموضوعي

( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ( 17 ) )

اشتملت هذه الآية الكريمة على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه ، والباطل في اضمحلاله وفنائه ، فقال تعالى : ( أنزل من السماء ماء ) أي : مطرا ، ( فسالت أودية بقدرها ) أي : أخذ كل واد بحسبه ، فهذا كبير وسع كثيرا من الماء ، وهذا صغير فوسع بقدره ، وهو إشارة إلى القلوب وتفاوتها ، فمنها ما يسع علما كثيرا ، ومنها ما لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها ، ( فاحتمل السيل زبدا رابيا ) أي : فجاء على وجه الماء الذي سال في هذه الأودية زبد عال عليه ، هذا مثل ، وقوله : ( ومما يوقدون عليه في النار ) هذا هو المثل الثاني ، وهو ما يسبك في النار من ذهب أو فضة ( ابتغاء حلية ) أي : ليجعل حلية أو نحاسا أو حديدا ، فيجعل متاعا فإنه يعلوه زبد منه ، كما يعلو ذلك زبد منه . ( كذلك يضرب الله الحق والباطل ) أي : إذا اجتمعا لا ثبات للباطل ولا دوام له ، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء ، ولا مع الذهب ونحوه مما يسبك في النار ، بل يذهب ويضمحل; ولهذا قال : ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) أي : لا ينتفع به ، بل يتفرق ويتمزق ويذهب في جانبي الوادي ، ويعلق بالشجر وتنسفه الرياح . وكذلك خبث الذهب والفضة والحديد والنحاس يذهب ، لا يرجع منه شيء ، ولا يبقى إلا الماء وذلك الذهب ونحوه ينتفع به; ولهذا قال : ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ) كما قال تعالى : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) [ العنكبوت : 43 ] .

قال بعض السلف : كنت إذا قرأت مثلا من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي; لأن الله تعالى يقول : ( وما يعقلها إلا العالمون )

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله تعالى : ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) [ ص: 448 ] هذا مثل ضربه الله ، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها ، فأما الشك فلا ينفع معه العمل ، وأما اليقين فينفع الله به أهله . وهو قوله : ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) [ وهو الشك ] ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) وهو اليقين ، وكما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبثه في النار; فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : قوله : ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ) يقول : احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة ( ومما يوقدون عليه في النار ) فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع والنحاس والحديد ، فللنحاس والحديد خبث ، فجعل الله مثل خبثه كزبد الماء ، فأما ما ينفع الناس فالذهب والفضة ، وأما ما ينفع الأرض فما شربت من الماء فأنبتت . فجعل ذاك مثل العمل الصالح يبقى لأهله ، والعمل السيئ يضمحل عن أهله ، كما يذهب هذا الزبد ، فكذلك الهدى والحق جاءا من عند الله ، فمن عمل بالحق كان له ، ويبقى كما يبقى ما ينفع الناس في الأرض . وكذلك الحديد لا يستطاع أن يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل في النار فتأكل خبثه ، ويخرج جيده فينتفع به . كذلك يضمحل الباطل إذا كان يوم القيامة ، وأقيم الناس ، وعرضت الأعمال ، فيزيغ الباطل ويهلك ، وينتفع أهل الحق بالحق .

وكذلك روي في تفسيرها عن مجاهد ، والحسن البصري ، وعطاء ، وقتادة ، وغير واحد من السلف والخلف .

وقد ضرب الله ، سبحانه وتعالى ، في أول سورة البقرة للمنافقين مثلين ناريا ومائيا ، وهما قوله : ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ) الآية [ البقرة : 17 ] ، ثم قال : ( أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ) الآية [ البقرة : 19 ] . وهكذا ضرب للكافرين في سورة النور مثلين ، أحدهما : قوله : ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ) [ النور : 39 ] الآية ، والسراب إنما يكون في شدة الحر; ولهذا جاء في الصحيحين : " فيقال لليهود يوم القيامة : فما تريدون ؟ فيقولون : أي ربنا ، عطشنا فاسقنا . فيقال : ألا تردون ؟ فيردون النار فإذا هي كالسراب يحطم بعضها بعضا " .

ثم قال في المثل الآخر : ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ) الآية [ النور : 40 ] . وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل غيث أصاب أرضا ، فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا ، وأصابت طائفة منها [ أخرى ] إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من [ ص: 449 ] فقه في دين الله ونفعه الله بما بعثني ونفع به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " .

فهذا مثل مائي ، وقال في الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد :

حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " مثلي ومثلكم ، كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها " . قال : " فذلكم مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار ، هلم عن النار [ هلم عن النار ، هلم ] فتغلبوني فتقتحمون فيها " . وأخرجاه في الصحيحين أيضا فهذا مثل ناري .



ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها

يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الذي قهر كل شيء ، ودان له كل شيء . ولهذا يسجد له كل شيء طوعا من المؤمنين ، وكرها من المشركين ،



وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : ما نقصت من تسعة وما زاد عليها .



وقال مكحول : الجنين في بطن أمه لا يطلب ، ولا يحزن ولا يغتم ، وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض الحامل . فإذا وقع إلى الأرض استهل ، واستهلاله استنكار لمكانه ، فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثديي أمه حتى لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم ، ثم يصير طفلا يتناول الشيء بكفه فيأكله ، فإذا هو بلغ قال : هو الموت أو القتل ، أنى لي بالرزق ؟ فيقول مكحول : يا ويلك ! غذاك وأنت في بطن أمك ، وأنت طفل صغير ، حتى إذا اشتددت وعقلت قلت : هو الموت أو القتل ، أنى لي بالرزق ؟ ثم قرأ مكحول : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار )

عن ابن عمر ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " .



توبيخ الله لأهل الشرك والكفر في عبادتهم لغير الله ويدخل ذلك كل ماعبد من دون الله كالقبور والاصنام ..وقوله : ( فما لكم كيف تحكمون ) فما بالكم يذهب بعقولكم ، كيف سويتم بين الله وبين خلقه ، وعدلتم هذا بهذا ، وعبدتم هذا وهذا ؟ وهلا أفردتم الرب جل جلاله المالك الحاكم الهادي من الضلالة بالعبادة وحده ، وأخلصتم إليه الدعوة والإنابة .

ت/ابن كثير/س يونس/آية٣٥



فوائد من سورة الانعام

(ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا)وقال ابن جريج : كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض ، فيقول : " أعوذ بكبير هذا الوادي " : فذلك استمتاعهم ، فاعتذروا يوم القيامة

وأما استمتاع الجن بالإنس فإنه كان ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم فيقولون قد سدنا الإنس والجن .



وقوله : ( فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ) قال علي بن أبي طلحة ، والعوفي ، عن ابن عباس ; أنه قال في تفسير هذه الآية : إن أعداء الله كانوا إذا حرثوا حرثا ، أو كانت لهم ثمرة ، جعلوا لله منه جزءا وللوثن جزءا ، فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه . وإن سقط منه شيء فيما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن . وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن . فسقى شيئا جعلوه لله ؛ جعلوا ذلك للوثن . وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله ، فاختلط بالذي جعلوه للوثن ، قالوا : هذا فقير . ولم يردوه إلى ما جعلوه لله . وإن سبقهم الماء الذي جعلوه لله . فسقى ما سمي للوثن تركوه للوثن ، وكانوا يحرمون من أموالهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، فيجعلونه للأوثان ، ويزعمون أنهم يحرمونه لله ، فقال الله عز وجل ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) الآية



( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)

يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين ، وإن كان فيه مصلحة ، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها ، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين ، وهو الله لا إله إلا هو .



(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)

، عن ابن عباس في هذه الآية : قالوا : يا محمد ، لتنتهين عن سبك آلهتنا ، أو لنهجون ربك ، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم ،

( فيسبوا الله عدوا بغير علم ) .

ت:ابن كثير/الانعام



فوائد من سورة الاعرف

عن ابن عباس : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ) أي : من المال . وفي رواية : لعلمت إذا اشتريت شيئا ما أربح فيه ، فلا أبيع شيئا إلا ربحت فيه ، وما مسني السوء ، قال : ولا يصيبني الفقر .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( وما مسني السوء ) قال : لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون ، واتقيته .

ابن كثير/الاعراف



من صفات المنافقين:-

( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات)

وهذه أيضا من صفات المنافقين : لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا : هذا مراء ، وإن جاء بشيء يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا/ابن كثير /التوبة



أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ( 78 )

هذه الآية دخل فيها أوقات الصلاة الخمسة فمن قوله : ( لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) وهو : ظلامه ، وقيل : غروب الشمس ، أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وقوله [ تعالى ] : ( وقرآن الفجر ) يعني صلاة الفجر .

ابن كثير /الاسراء



قال الربيع بن أنس : إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها

ابن كثير /الكهف



وقد أجمع الفقهاء على قول الله : (وجعلني مباركا أين ما كنت ) وقيل : ما بركته ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان .

ابن كثير /مريم



وقال مجاهد : كل شيء في القرآن " إن " فهو إنكار

ابن كثير/الأنبياء



اتباع أهل الأهواء سبيل الشيطان

ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ( 3 )

وهذا حال أهل الضلال والبدع ، المعرضين عن الحق ، المتبعين للباطل ، يتركون ما أنزله الله على رسوله من الحق المبين ، ويتبعون أقوال رءوس الضلالة ، الدعاة إلى البدع بالأهواء والآراء ، ولهذا قال في شأنهم وأشباههم : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ) ، أي : علم صحيح ، ( ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه ) قال مجاهد : يعني الشيطان ، يعني : كتب عليه كتابة قدرية ( أنه من تولاه ) أي : اتبعه وقلده ( فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير )

ابن كثير/الحج



قال بعض المفسرين في قوله : ( وهدوا إلى الطيب من القول ) أي : القرآن . وقيل : لا إله إلا الله . وقيل : الأذكار المشروعة ، ( وهدوا إلى صراط الحميد ) أي : الطريق المستقيم في الدنياالحج



وقال الثوري : ( وبشر المخبتين ) قال : المطمئنين الراضين بقضاء الله ، المستسلمين له . [ ص: 425 ] الحج



قال مجاهد : ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) قال : يظاهر الشيطان على معصية الله ، يعينه

ابن كثير /الفرقان



فوائد من سورة الزمر

من ثمرات التوحيد ونيذ الشرك :-

(( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي ( 17 )

من اجتنب عبادة الأوثان ، وأناب إلى عبادة الرحمن . فهؤلاء هم الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

ابن كثير/الزمر



قال سعيد بن جبير ، وعامر الشعبي عند قول الله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض :

أن كل ماء في الأرض فأصله من السماء .ابن كثير/الزمر



ويخوفونك بالذين من دونه ) يعني : المشركين يخوفون الرسول ويتوعدونه بأصنامهم وآلهتهم التي يدعونها من دونه ; جهلا منهم وضلالا

ابن كثير/الزمر



عن محمد بن كعب القرظي ، حدثنا ابن عباس [ رضي الله عنهما ] - رفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق [ منه ] بما في يديه ، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله " .



عن ابن عباس ، رضي الله عنهما [ في ] قوله : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) إلى آخر الآية ، قال : قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله ، ومن زعم أن المسيح هو ابن الله ، ومن زعم أن عزيرا ابن الله ، ومن زعم أن الله فقير ، ومن زعم أن يد الله مغلولة ، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة ، يقول الله تعالى لهؤلاء : ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) [ المائدة : 74 ] ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء ، من قال : ( أنا ربكم الأعلى ) [ النازعات : 24 ] ، وقال ( ما علمت لكم من إله غيري ) [ القصص : 38 ] . قال ابن عباس [ رضي الله عنهما ] من آيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله ، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه .

ابن كثير/الزمر

****************




من اوصاف فاكهة الجنة وقوله : ( قطوفها دانية ) قال البراء بن عازب : أي قريبة ، يتناولها أحدهم ، وهو نائم على سريره . ابن كثير الحاقة



عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اعملوا وسددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة " . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل



(ويؤخركم إلى أجل مسمى )

قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية يستدل بها: إن الطاعة والبر وصلة الرحم ، يزاد بها في العمر حقيقة ; كما ورد به الحديث : " صلة الرحم تزيد في العمر " .ابن كثير /نوح



ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) [ الأعراف : 96 ] وعلى هذا يكون معنى قوله : ( لنفتنهم فيه ) أي : لنختبرهم ، كما قال مالك ، عن زيد بن أسلم : ( لنفتنهم ) لنبتليهم ، من يستمر على الهداية ممن يرتد إلى الغواية ؟ .



قال العلامة صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : يجب طرد المبتدعة وطرد الخرافيين والمشركين من المساجد

http://ia701201.us.archive.org/9/items/YajibTardLmobtadi3aWalkhorafiene/YajibTardLmobtadi3aWalkhorafiene.mp3 (http://ia701201.us.archive.org/9/items/YajibTardLmobtadi3aWalkhorafiene/YajibTardLmobtadi3aWalkhorafiene.mp3)



قال صلي عليه وسلم : " المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين العرش ، الذين يعدلون في /حكمهم وأهاليهم وما ولوا



قال تعالى( إنما المؤمنون إخوة ) أي الجميع إخوة في الدين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه " .

**********************************************

قال ابن رجب - رحمه الله - :

يمر السحاب في بلدة بماء معين من المعصرات يريد النزول فلا يستطيع لما حل بها من المنكرات



16 - (1717)

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان)

مسلم



قال بن تيمية:

وأماالمخلوق فكماقيل:

احتج إلى من شئت تكن أسيره

واستغن عمن شئت تكن نظيره

وأحسن الى من شئت تكن أميره

مجموع الفتاوى٣٩/١



استدل ابن عباس بقوله: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} قال: "هو قول الرجل: ما شاء الله وشئت، لولا الله وأنت، لولا كُليبة هذا لأتانا اللصوص وما أشبه ذلك"، فسّرها بالشرك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله"الروافض شر من الخوارج في الإعتقاد،ولكن الخوارج أجرأ على السيف والقتال منهم".



قال أكثم بن صيفي: لا يكون الرجل حليماً حتى يقول السفيه أنه لضعيف مستذل، ولا يكون مخلصاً حتى يقول الأحمق أنه لمفسد.



كن مع السلطان المسلم: قال التستري: هذه الأمة ثلاث وسبعون فِرقة: اثنان وسبعون هالكة، كلهم يبغض السلطان، والناجية هذه الواحدة التي مع السلطان!



قال شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - في آخر حياته:"وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن".[ذيل طبقات الحنابلة 2/402]


منقول

بدور
07-06-2013, 11:07 PM
http://www.lakii.com/img/all/Mar09/HiwSfC03020532.gif

آصال
07-08-2013, 09:54 PM
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSOGmHcehqaiZbq_V3bPGdnBeN6IwJ5-2I4_5OsxjsJgZ6fkglXWQ