الجوهرة
07-05-2013, 02:32 AM
الحمد وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد يا نبلاء - جملكم الله بالتوحيد والسلامة من الشرك حتى تلقوه-:
لا ريب أن جميعكم لا يخفى عليه أن الشرك في عبادة الله أعظم ذنب عصي الله به وأكبر سيئة وأظلم خطيئة وأن من لقي الله وهو من أهله فالجنة محرمة عليه والنار مأواه خالدا فيها.
وتعلمون - سلمكم الله - أن هذا الشرك يقع بصرف أي عبادة لغير الله تعالى سواء كانت عبادة دعاء أو ذبح أو نذر أو طواف أو غيرها.
وتعرفون - ثبتكم الله - أن من أكثر صور الشرك المنتشرة بين كثير من الناس صرف عبادة الدعاء لغير الله تعالى.
حيث يصرف كثير من الناس عبادة الدعاء لغير الله تعالى.
فهذا يصرفها لرسول الله فيقول:"فرج عني يا رسول الله" وذاك يصرفها للبدوي فيقول:" مدد يا بدوي" وآخر يصرفها للجيلاني فيقول:"أغثني يا جيلاني" وهذه تصرفها للحسين فتقول:"اشفني يا حسين" وأخرى تصرفها لزينب فتقول:"ادفعي عني يا زينب" وهكذا.
والله تعالى قد نهاهم وزجرهم جميعا عن ذلك فقال سبحانه: { فلا تدعوا مع الله أحدا }.
أي: لا تدعوا معه أي أحد لا ملكا ولا نبيا ولا صالحا ولا صنما ولا غيرهم.
وقد من الله تعالى عليكم وأنعم وأكرم فعرفكم هذا الشرك وخطره فاجتنبتموه وأبغضتموه وحذرتموه وحذرتم منه فله الحمد أولا وآخرا ظاهرا وباطنا.
ودونكم - سددكم الله - بعض أقوال من عرف قدر هذه النعمة الكبيرة والمنة الجليلة وشكر هذا الفضل الجزيل والخير الرفيع لتزيدكم سرورا وثباتا وشكرا فتأملوها وطيبوا بها نفسا:
أولا: قال الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف -عليه السلام- ممتنا لربه وشاكرا:
{ ﻭاﺗﺒﻌﺖ ﻣﻠﺔ ﺁﺑﺎﺋﻲ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ }.
ثانيا: قال الصحابي الفقيه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -:
(( ﻭاﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻨﺪ ﺁﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺷﻲء ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺧﻴﺮا ﺃﻭ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻪ ﺳﻮءا ﺇﻻ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ )).
رواه ابن أبي شيبة "34533" وأبو داود في الزهد"150".
وسنده صحيح.
ثالثا: قال خليل الرحمان إبراهيم - عليه السلام - داعيا ربه لنفسه وبنيه:
{ واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس }.
رابعا: قال الإمام الجبل سفيان الثوري - رحمه الله-:
(( ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺽ ﻭﺃﻣﻮﺕ ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻠﻴﺘﻨﻲ ﻣﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﻷﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﻮﻝ ﻋﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ { ﻭاﺟﻨﺒﻨﻲ ﻭﺑﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ اﻷﺻﻨﺎﻡ })).
المصدر:
التمهيد "18/ 149".
وكتبه أخوكم ومحبكم:
عبد القادر بن محمد الجنيد
http://ar.miraath.net/article/6150
منقول
وبعد يا نبلاء - جملكم الله بالتوحيد والسلامة من الشرك حتى تلقوه-:
لا ريب أن جميعكم لا يخفى عليه أن الشرك في عبادة الله أعظم ذنب عصي الله به وأكبر سيئة وأظلم خطيئة وأن من لقي الله وهو من أهله فالجنة محرمة عليه والنار مأواه خالدا فيها.
وتعلمون - سلمكم الله - أن هذا الشرك يقع بصرف أي عبادة لغير الله تعالى سواء كانت عبادة دعاء أو ذبح أو نذر أو طواف أو غيرها.
وتعرفون - ثبتكم الله - أن من أكثر صور الشرك المنتشرة بين كثير من الناس صرف عبادة الدعاء لغير الله تعالى.
حيث يصرف كثير من الناس عبادة الدعاء لغير الله تعالى.
فهذا يصرفها لرسول الله فيقول:"فرج عني يا رسول الله" وذاك يصرفها للبدوي فيقول:" مدد يا بدوي" وآخر يصرفها للجيلاني فيقول:"أغثني يا جيلاني" وهذه تصرفها للحسين فتقول:"اشفني يا حسين" وأخرى تصرفها لزينب فتقول:"ادفعي عني يا زينب" وهكذا.
والله تعالى قد نهاهم وزجرهم جميعا عن ذلك فقال سبحانه: { فلا تدعوا مع الله أحدا }.
أي: لا تدعوا معه أي أحد لا ملكا ولا نبيا ولا صالحا ولا صنما ولا غيرهم.
وقد من الله تعالى عليكم وأنعم وأكرم فعرفكم هذا الشرك وخطره فاجتنبتموه وأبغضتموه وحذرتموه وحذرتم منه فله الحمد أولا وآخرا ظاهرا وباطنا.
ودونكم - سددكم الله - بعض أقوال من عرف قدر هذه النعمة الكبيرة والمنة الجليلة وشكر هذا الفضل الجزيل والخير الرفيع لتزيدكم سرورا وثباتا وشكرا فتأملوها وطيبوا بها نفسا:
أولا: قال الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف -عليه السلام- ممتنا لربه وشاكرا:
{ ﻭاﺗﺒﻌﺖ ﻣﻠﺔ ﺁﺑﺎﺋﻲ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺸﻜﺮﻭﻥ }.
ثانيا: قال الصحابي الفقيه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -:
(( ﻭاﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻨﺪ ﺁﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺷﻲء ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺧﻴﺮا ﺃﻭ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻪ ﺳﻮءا ﺇﻻ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ )).
رواه ابن أبي شيبة "34533" وأبو داود في الزهد"150".
وسنده صحيح.
ثالثا: قال خليل الرحمان إبراهيم - عليه السلام - داعيا ربه لنفسه وبنيه:
{ واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس }.
رابعا: قال الإمام الجبل سفيان الثوري - رحمه الله-:
(( ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺽ ﻭﺃﻣﻮﺕ ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻠﻴﺘﻨﻲ ﻣﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﻷﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﻮﻝ ﻋﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ { ﻭاﺟﻨﺒﻨﻲ ﻭﺑﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ اﻷﺻﻨﺎﻡ })).
المصدر:
التمهيد "18/ 149".
وكتبه أخوكم ومحبكم:
عبد القادر بن محمد الجنيد
http://ar.miraath.net/article/6150
منقول