المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من الإفتاء بغير علم ـ الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب


حذيفة النهاري
08-07-2011, 09:01 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور والحمد لله الذي له ما في السموات وما في لأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق وأن الله وحده له الأمر والحكم قال الله عز وجل: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف :54 ] وقال جل ذكره: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[ القصص : 88] فلا خالق الا الله ولا مدبر لشئون العالم العلوي والسفلي الا الله ولا حاكم للخلق ولا حاكم بين الخلق عند الاختلاف إلا الله ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾[الشورى: 10] فالله وحده هو الذي يوجب الشئ ويحرمه وهو الذي يندب إليه ويحلله إما في كتاب الله أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال عن نفسه حين أكل الصحابة رضي الله عنهم من الثوم عام فتح خيبر وكانوا جياعا فأكلوا من الثوم أكلا شديدا ثم راحوا إلى المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها)(1) ولقد أنكر الله على من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالى:﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [يونس: 59-60] وقال جل ذكره: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النحل:116-117] وأنكر الله تعالى على قوم اتخذوا من دون الله شركاء في التشريع فقال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى:21] أيها الناس إن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص عن شئ إنه حلال وهو لا يدري عن حكم الله فيه أو يقول عن الشئ إنه حرام وهو لا يدري أن الله حرمه أو يقول عن الشئ إنه واجب وهو لا يدري أن الله أوجبه أو يقول عن الشئ إنه ليس بواجب وهو لا يدري عن حكم الله تعالى فيه إن هذا لجناية كبيرة وسوء أدب مع الله عز وجل كيف تعلم أن الأمر لله والحكم اليه ثم تقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لا تعلم انه من دينه وشريعته لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:33 ] أيها الناس إن بعض العامة يفتي نفسه أو يفتي غيره بما لا يعلم انه من شريعة الله عز وجل يقول هذا حلال أو هذا حرام أو هذا واجب وهو لا يدري عن ذلك أفلا يعلم هذا أن الله سائله يوم القيامة عما قال أفلا يعلم انه إذا أضل شخصا فقد باء بإثمه وإثم من اتبعه إلى يوم القيامة وإن بعض العامة إذا رأى شخصا يريد أن يستفتي عالما يقول له ما حاجة تستفتي هذا واضح هذا حرام مع أنه في الشرع حلال فيحرمه مما أحل الله له أو يقول هذا واجب مع أنه في الشرع غير واجب فيلزمه بما لم يلزمه الله به أو يقول هذا حلال مع أنه في الشرع حرام فيوقعه فيما حرم الله عليه أو يقول هذا غير واجب مع أنه في الشرع واجب فيحرمه من فعل ما أوجب الله عليه وهذا جنابة على شريعة الله وظلم لنفسه وخيانة لأخيه حيث غره بدون علم أرأيتم لو أن أحدا سئل عن طريق بلد من البلدان فقال الطريق من ها هنا وهو لا يعلم فضاع الرجل أفلا يعد ذلك خيانة وتغريرا هذا مع أن واضع الطريق بشر والبلد من متاع الحياة الدنيا فكيف بمن تكلم بما لا يعلم في شريعة الله التي شرعها لعباده لتوصلهم إلى رضوانه ودار كرامته وإن بعض العامة إذا رأى أحدا يريد أن يسال عالما يقول له قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسْالُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [ المائدة : 101 ] فينزل كلام الله على غير ما أراد الله إن هذه الآية إنما نزلت في وقت التشريع وقت التحليل والتحريم وقت حياة النبي صلى الله عليه وسلم أما بعد ذلك فانه يجب على المرء أن يسال عن دينه حتى يعبد الله على بصيرة وإن بعض العامة ينقلون عن أهل العلم كلاما أو فتوى نعلم إنهم لا يقولون بذلك وأنهم لا يفتون به لكن هؤلاء الناقلين وهموا في النقل إما لكونهم فهموا كلام العالم على غير مراده أو أنهم اساؤا التعبير في سؤالهم فأجابهم العالم بحسب ما فهم من سؤالهم فحصل الخطأ وربما كان لبعضهم قصد سئ فيما نقل عن العالم يريد بذلك تشويه سمعة العالم والتنفير منه لأنه أفتى بفتوى لا توافق هواه أو قال قولا لم يعرفه من قبل وهذا من أعظم الجنايات على الخلق لان التنفير عن أهل العلم ليس تنفيرا عنهم شخصيا بل هو تنفير متضمن للتنفير عن ما يقولونه من الحق فليحذر الإنسان من ذلك وليتب إلى الله عز وجل أفلا علمتم أن المشركين كانوا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يلقبون النبي صلى الله عليه وسلم بالأمين يعتقدون في شخصيته الأمانة والثقة فلما جاء بالحق من عند الله قالوا إن هذا ساحر كذاب فالذين ينالون من أهل العلم والذين ينفرون الناس عن أهل العلم إنما يتضمن تنفيرهم هذا التنفير عن ما يقوله أهل العلم من الحق فليحذر الإنسان من التقول على أهل العلم وليتحرى الدقة والصحة فيما ينقل عنهم وإن من المتعلمين الذين لم يبلغوا مبلغا جيدا في العلم من هؤلاء المتعلمين من يقع فيما يقع فيه بعض العامة من الجرأة على شريعة الله في التحليل والتحريم والإيجاب فيتكلم فيما يجهل ويجمل في الشريعة ويفصل وليس معه من العلم الا كفقير بيده دريهمات إذا سمعت الواحد منهم يتكلم فكأنما ينزل عليه الوحي لجزمه فيما يقول ومجادلته فيما يخالف المنقول والمعقول ولقد أبلغني ثقة عن شخص أنه جادله في إمام صلى الظهر خمسا والمأموم يعلم أنه قد زاد في صلاته فقال هذا الرجل إنه يجب على المأموم أن يتابع الإمام في الزيادة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنما جعل الإمام ليؤتم به )(2) وعلى هذه القاعدة فلو صلى الإمام عشر ركعات لوجب على المأموم أن يأتم به ولكن هذا خطأ هذا الذي قال ذلك أخطأ في فهمه وأخطأ في حكمه أما كونه أخطا في الحكم فلأنه أوجب على المأموم أن يتابع إمامه في الزيادة وهذا معناه أن المأموم يتعمد أن يزيد في صلاته فيقع فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )(3) وأما جهله في الفهم فلأنه لو تأمل النص الذي استدل به لوجد أنه لا يدل على ما يقول لان النبي صلى الله عليه وسلم بين معنى إئتمام المأموم بإمامه بقوله ( فإذا كبر فكبروا إلى أن قال وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون )(4) والفاء في قوله صلى الله عليه وسلم (فإذا كبر )للتفريع فما بعدها تفريع على ما قبلها وإفصاح للمراد به و هذه الفاء تسمى فاء الفصيحة لأنها تبين المراد بالائتمام ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا صلى خمسا فصلوا خمسا أفلا يعلم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)(5) فهل صلاة الظهر خمسا عليها أمر الله ورسوله وإذا لم يكن عليها أمر الله ورسوله فهي باطلة مردودة بمقتضى هذا الحديث وإذا كانت باطلة مردودة فهل يجوز إتباع الغير فيما هو باطل فإذا قام الإمام إلى خامسة في الظهر أو رابعة في المغرب أو ثالثة في الفجر فسبح به وعليه أن يرجع وجوبا أيا كان حتى لو كان قد قام وقرأ فان عليه أن يرجع ويجلس ويتم صلاته ويتشهد ويسلم ثم يسجد سجدتين بعد السلام ولا يجوز للمأموم أن يتابع الإمام إذا قام إلى ركعة زائدة بل عليه إما أن يفارقه ويسلم وإما أن يجلس وينتظر حتى يصل الإمام ويسلم مع الإمام فاتقوا الله عباد الله وتحروا القول الصواب فيما تقولون على الله واحذروا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فان الله يقول في نبيه وهو أتقى الأمة لله وأعلمهم بشريعة الله يقول الله: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقة:44-47] واعلموا انه من العقل والدين والعلم أن يقول الإنسان لا أعلم إذا سئل عن شئ لا يعلمه وان ذلك لا ينقصه شيئا بل يزيده إيمانا وثوابا وثقة عند الناس وطلبا للعلم والله سبحانه ولي التوفيق وفقني الله وإياكم للهدى والصلاح وجعلنا قادة هدى وإصلاح وأعاذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه هو صاحب الفضل والمنن والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب والمحشر وسلم تسليما.
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما وإن من تمام قدرته جل وعلا أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش خلق هذه المخلوقات العظيمة الواسعة المحكمة المتقنة خلقها في ستة أيام سواء للسائلين ومع ذلك فانه قادر على أن يخلقها بلحظة لان أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن ولقد أخبرنا الله عز وجل عن عظيم قدرته في بعث الخلق حيث قال سبحانه وتعالى:﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ [النازعـات:13-14]﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يّـس:53] هكذا يقول الله عز وجل زجرة واحدة يزجر الله بها الخلائق فيقومون من قبورهم لرب العالمين على ظهر الأرض بعد أن كانوا جثثا في أجواف الأرض وما ذلك على الله بعزيز ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يّـس:53] يحضرون إلى الله عز وجل للقضاء بينهم والفصل بين عباده وإذا علمنا ذلك وان الله قد أحاط بكل شيء علما وان الله على كل شئ قدير فانه يتبين لنا انه يعلم ما في قلوبنا ويعلم ما في نفوسنا ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [قّ:16-18] إنك أيها الإنسان لا تلفظ كلمة من الكلمات إلا وعندك رقيب حاضر لا ينفك عنك وسوف يكتب ما تقول حتى تواجه به يوم القيامة كما قال الله عز وجل ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً﴾ [الإسراء:13-14] ما أكثر الكلام الذي نتكلم به ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ( أفلا أدلك على ملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسان نفسه ثم قال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)(6) يا عباد الله انظروا ما تتكلمون به انظروا ماذا تتكلمون به هل تتكلمون بخير فهو لكم أو تتكلمون بشر فهو عليكم أو تتكلمون بلغو فانه خسارة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )(7) فكيف بمن كانوا يطلقون ألسنتهم في عباد الله بالغيبة بالكذب بالشتم بالسب ولقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )(8) فمن سب أخاه المسلم بما ليس فيه أو بما هو فيه عدوانا عليه فانه يكون بذلك فاسقا خارجا عن العدالة أيها المسلمون أحفظوا ألسنتكم عن القول في عباد الله بغير علم أحفظوا ألسنتكم عن غيبة الناس فان الله شبه الغيبة بمن يأكل لحم أخيه ميتا فقال (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال ( ذكرك أخاك بما يكره قالوا أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )(9) أيها المسلمون لقد نص الإمام أحمد رحمه الله على أن الغيبة من كبائر الذنوب وقال أهل العلم إن الكبيرة إذا فعلها الإنسان مرة واحدة ولم يتب منها كان فاسقا خارجا عن العدالة وهذا الفسق يترتب عليه أمور عظيمة فليحذر الإنسان من ذلك وليتق الله ربه وإذا كان قد اغتاب أحدا من الناس فان عليه أن يستحله في الدنيا قبل أن يأخذ ذلك من أعماله الصالحة يوم القيامة فان كان لا يعلم ذلك الذي اغتابه أنه قد اغتابه فليستغفر له وليثني عليه في المجالس التي اغتابه فيها بما هو أهله من صفات الكمال فإن الحسنات يذهبن السيئات ، (اللهم إنا نعوذ بك أن نَضل أو نُضل أو نَذل أو نُذل أو نَظلم أو نُظلم أو نَجهل أو يُجهل علينا )(10) يا رب العالمين اللهم أحفظ ألسنتنا من سوء القول وجوارحنا من سوء العمل وقلوبنا من سوء النيات يا رب العالمين اللهم اجعلنا صالحين مصلحين بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وأبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10] عباد الله ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل:90-91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
---------------------

(1) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الأذان ( 809 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه و أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب المساجد مواضع الصلاة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ( 877 ) واللفظ لمسلم.
(2) أخرجه البخاري في كتاب الأذان ( 647 ) من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وفي رواية من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ( 648 ) وفي رواية من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ( 680 ) وفي رواية من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ( 690 ) وكل هذه عند البخاري وكذلك رواية أخري عند البخاري رضي الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ( 692 ) وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ( 622 ) وفي رواية عند مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنهما ( 623 ) وفي رواية عنده من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه ( 624 ) وفي رواية من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ( 625 ).
(3) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده في باقي الأنصار من حديث عائشة رضي الله تعالى عنهما ( 24298 ) وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الأقضية من حديث عائشة رضي الله تعالى عنهما.
(4) أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الصلاة ( 511 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وابن ماجه في سننه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ( 1229 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(5) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الأقضية ( 3243 ) من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها.
(6) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده الأنصار من حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ( 21008 ) و الترمذي رحمه الله تعالى في سننه في كتاب الإيمان ( 2541) وبن ماجه رحمه الله تعالى في كتاب الفتن ( 3963 ).
(7) أخرجه البخاري في كتاب الدب ( 5559 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ( 60 ) وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان ( 67 - 68 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(8) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان ( 46 ) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان باب بيان قول ( النبي صلى الله عليه وسلم ) ( سباب المسلم فسوق وقتاله ( 97 ) عن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.
(9) وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب البر والصلة والأدب ( 4690 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأخرجه أحمد ( 6849 ) ( 8625 ) ( 8648 ) ( 9522 ) والترمذي ( 1857 ) وأبو داود ( 4231 ) والدارمي ( 2598 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(10) هذا الحديث أخرجه ابو داود رحمه الله تعالى في كتاب الأدب من حديث أم سلحة رضي الله تعالى عنهما ( 4430 ) ذكره الشيخ رحمه الله تعالى من باب الدعاء بمعناه .