آمنة
10-06-2013, 11:40 PM
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
سُورَةُ الْفَجْرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي
اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالْفَجْرِ ، فَقِيلَ : انْفِجَارُ النَّهَارِ مِنْ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ .
وَقِيلَ : صَلَاةُ الْفَجْرِ .
وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لَهُ شَاهَدٌ مِنَ الْقُرْآنِ . أَمَّا انْفِجَارُ النَّهَارِ ، فَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [81 \ 18] .
وَأَمَّا صَلَاةُ الْفَجْرِ فَكَمَا فِي قَوْلِهِ : وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [17 \ 78] ، وَلَكِنْ فِي السِّيَاقِ مَا يُقَرِّبُ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، إِذْ هُوَ فِي الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي : " الْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، " اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي " ، وَكُلُّهَا آيَاتٌ زَمَنِيَّةٌ أُنْسِبَ لَهَا انْفِجَارُ النَّهَارِ .
بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَيِّ الْفَجْرِ عَنَى هُنَا ؟ فَقِيلَ بِالْعُمُومِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَقِيلَ : بِالْخُصُوصِ . وَالْأَوَّلُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - .
وَعَلَى الثَّانِي ، فَقِيلَ : خُصُوصُ الْفَجْرِ يَوْمَ النَّحْرِ . وَقِيلَ : أَوَّلُ يَوْمِ الْمُحَرَّمِ ، وَلَيْسَ هُنَاكَ نَصٌّ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ . إِلَّا أَنَّ فَجْرَ يَوْمِ النَّحْرِ أَقْرَبُ إِلَى اللَّيَالِي الْعَشْرِ ، إِنْ قُلْنَا : هِيَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى مَا يَأْتِي . إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
أَمَّا اللَّيَالِي الْعَشْرُ : فَأَقْوَالُ الْمُفَسِّرِينَ مَحْصُورَةٌ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، وَعَشْرِ الْمُحَرَّمِ ، وَالْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ . وَالْأَوَّلُ : جَاءَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهَا الْعَشْرُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ " [7 \ 142] ، وَكُلُّهَا الْأَقْوَالُ الثَّلَاثَةُ مَرْوِيَّةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ نَصٌّ بِعَيْنِهَا .
وَفِي السُّنَّةِ بَيَانُ فَضِيلَةِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، وَعَشْرِ رَمَضَانَ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ ، فَإِنَّ جَعْلَ الْفَجْرِ خَاصًّا بِيَوْمِ النَّحْرِ ، كَانَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ أَقْرَبَ لِلسِّيَاقِ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي رحمة الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
سُورَةُ الْفَجْرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي
اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالْفَجْرِ ، فَقِيلَ : انْفِجَارُ النَّهَارِ مِنْ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ .
وَقِيلَ : صَلَاةُ الْفَجْرِ .
وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لَهُ شَاهَدٌ مِنَ الْقُرْآنِ . أَمَّا انْفِجَارُ النَّهَارِ ، فَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [81 \ 18] .
وَأَمَّا صَلَاةُ الْفَجْرِ فَكَمَا فِي قَوْلِهِ : وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [17 \ 78] ، وَلَكِنْ فِي السِّيَاقِ مَا يُقَرِّبُ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، إِذْ هُوَ فِي الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي : " الْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، " اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي " ، وَكُلُّهَا آيَاتٌ زَمَنِيَّةٌ أُنْسِبَ لَهَا انْفِجَارُ النَّهَارِ .
بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَيِّ الْفَجْرِ عَنَى هُنَا ؟ فَقِيلَ بِالْعُمُومِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَقِيلَ : بِالْخُصُوصِ . وَالْأَوَّلُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - .
وَعَلَى الثَّانِي ، فَقِيلَ : خُصُوصُ الْفَجْرِ يَوْمَ النَّحْرِ . وَقِيلَ : أَوَّلُ يَوْمِ الْمُحَرَّمِ ، وَلَيْسَ هُنَاكَ نَصٌّ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ . إِلَّا أَنَّ فَجْرَ يَوْمِ النَّحْرِ أَقْرَبُ إِلَى اللَّيَالِي الْعَشْرِ ، إِنْ قُلْنَا : هِيَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى مَا يَأْتِي . إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
أَمَّا اللَّيَالِي الْعَشْرُ : فَأَقْوَالُ الْمُفَسِّرِينَ مَحْصُورَةٌ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، وَعَشْرِ الْمُحَرَّمِ ، وَالْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ . وَالْأَوَّلُ : جَاءَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهَا الْعَشْرُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ " [7 \ 142] ، وَكُلُّهَا الْأَقْوَالُ الثَّلَاثَةُ مَرْوِيَّةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ نَصٌّ بِعَيْنِهَا .
وَفِي السُّنَّةِ بَيَانُ فَضِيلَةِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، وَعَشْرِ رَمَضَانَ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ ، فَإِنَّ جَعْلَ الْفَجْرِ خَاصًّا بِيَوْمِ النَّحْرِ ، كَانَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ أَقْرَبَ لِلسِّيَاقِ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي رحمة الله