ادهم
08-08-2011, 06:06 PM
الحمد لله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا أنزله قيما يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر به قوما لدا خصمين حججا وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة ينال بها مخلصها من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أقوم الناس في عبادة ربه وأسدهم منهجا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى فنجا وسلم تسليما كثيرا...
أما بعد
ففي الجمعة الماضي تكلمنا على القران الكريم وحفظه وحثثنا فيه على إلحاق الأبناء والبنات في حلق تحفيظ القرآن وبينا فوائد ذلك إن كتاب الله عز وجل كما قاله المتكلم به سبحانه ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) اللهم اجعله شفاء لما في صدورنا واجعله هدى ورحمة لنا يا رب العالمين ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ايها الناس إن هذه الموعظة التي جاءتكم من ربكم هو كتاب الله وما تضمنه من أخبار صادقة نافعة وأحكام عادلة مصلحة للخلق ليست مصلح في الدنيا فقط ولا في الدين فقط ولكنها مصلحة في الدين والدنيا إن هذا القرآن موعظة إن هذا القرآن موعظة يتعظ بها العبد فيستقيم على أمر الله ويسير على صراط الله وشريعته إنه شفاء لما في الصدور وهي القلوب شفاء لها من مرض الشك والجحود والاستكبار عن الحق أو على الخلق إنه شفاء لما في الصدور من الرياء والنفاق والحسد والغل والحقد والبغضاء والعداوة للمؤمنين إنه شفاء لما في الصدور من الهم والغم والقلق والنكد فلا عيش أطيب من عيش المتعظين بهذا القران المهتدين به ولا نعيم أتم من نعيمهم ولهذا قال بعض السلف: ( لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف) يعنون بذلك ما هم فيه من شرح الصدور والسرور بطاعة الله وعبادته إن هذا القرآن هدى ومنار للسالكين يخرجون به من الظلمات الى النور ويهتدون به الى خالقهم والى دار كرامته فهو هدى علم وتوفيق ورحمة ولكن للمؤمنين به أما المكذبون به أو الشاكون فيه أو المستكبرون عنه فانه لا يزيدهم الا خسارا يقول الله عز وجل ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) وقال الله عز وجل ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا) وقال الله عز وجل (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون) اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم قال الله عز وجل (وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون) ايها الاخوة إنكم قد تتساءلون كيف يكون الكلام الواحد لقوم هدى وشفاء ورحمة ولقوم آخرين ضلالا وعمى وخسارة ورجسا والجواب على هذا أن نقول إن هذا ما نطق به القرآن وما نطق به القرآن فلا يحل لإنسان أن يضرب القران بعضه ببعض فيقول كيف يكون كذا وكيف يكون كذا لانك إن اهتديت الى التوفيق فهذا من توفيق الله لك وإن لم تهتد لذلك فاعلم أنه من عند الله عز وجل (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) وإننا لنرى وإننا لنرى في الأمور الحسية ما يشهد لهذا الأمر المعنوي نرى بعض الطعام يكون لشخص غذاء ويزداد به جسمه صحة ويزداد به جسمه صحة ونموا ويكون لشخص آخر داء يزداد به جسمه مرضا وضعفا فهكذا الأمور المعنوية فالقران إذا قرأه المؤمن ازداد به إيمانا لانه يصدق أخباره ويعتبر بقصصه ويطبق أحكامه امتثالا لأمر الله واجتنابا لنهيه فيزداد بذلك علما وهدى وصلاحا أما إذا قرأه ضعيف الايمان ومن في قلبه مرض ازداد رجسا الى رجسه لتشككه في صحة أخباره أو غفلته عن الاعتبار بقصصه فيمر بها كأنها قصص عابرة وأساطير أمم غابرة لا توقظ له ضميرا ولا تحرك له إرادة أو يكون في قلبه استكبار عن تطبيق أحكام القران فيتهاون بها فلا يمتثل أمر الله ولا يجتنب نهيه تقديما لهواه على طاعة مولاه فيكون القران خسارة له لأن الحق قد بان له فخالفه فكان بذلك خاسرا أيها الناس سمعتم الله عز وجل يقول في الآية الأولى مما سقناه ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يعني أن ما يحصل للعبد من فضل الله ورحمته بهذا القران العظيم من الهدى والرحمة والموعظة وشفاء ما في الصدور لهو الجدير أن يفرح به العبد لانه سعادة الدنيا والآخرة وليس من الجدير بالعبد ولا باللائق به أن يفرح بحطام من الدنيا يحصله على حساب عمل الآخرة إن المال ليس مخلدا لأصحابه وإن أصحابه ليسوا مخلدين له أما ما يحصل من فضل الله ورحمته بهذا القران الكريم فهو الخالد الباقي لاصحابه وهو خير مما يجمعون من الدنيا كلها لان غايته الوصول الى الجنة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها) هكذا يقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أعلم الخلق بما عند الله وأنصح الخلق للخلق هو الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه موضع السوط في الجنة وهو مقدار متر فأقل خير من الدنيا وما فيها ليس الدنيا التي عشت فيها أيها الإنسان ولكنها الدنيا من أولها لآخرها موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها اللهم بوئنا من الجنة نزلا اللهم بوئنا من الجنة نزلا اللهم بوئنا من الجنة نزلا مع الذين أنعمت عليهم يا رب العالمين إن مكان موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها لان الدنيا وما فيها متاع زائل كحلم نائم أما ما في الجنة فباق لا يزول قال الله عز وجل ( بل تؤثرون الحياة الدنيا* والآخرة خير وأبقى) أيها الناس إن كثيرا من بني آدم يسمعون ما يتلى من كتاب الله تعالى وما يؤثر من سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأخبار الصادقة والأحكام العادلة يسمعون ذلك من الخطباء ومن الوعاظ ومن الفقهاء في المساجد وغير المساجد ولكنهم للأسف الشديد لا يزدادون بذلك إيمانا ولا قبولا للحق ولا انقيادا لطاعة الله وربما يصرحون بأنهم لا يفعلون ما به يؤمرون ولا يتركون ما عنه يزجرون فيصرون على الإثم وهم يعلمون فسبحان الله سبحان الله أهذه أيها الاخوة حال من يزعم أنه مؤمن بالله واليوم الآخر أهذه حال من يوقن بالثواب والعقاب أهذه حال مسلم والإسلام هو الاستسلام لله ظاهرا وباطنا والانقياد لطاعته أفيريد هؤلاء أن تكون أحكام الله وشرائعه تابعة لأغراضهم وما يشتهون أم يريدون أن يكونوا ممن (قالوا سمعنا وهم لا يسمعون*فإن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون* ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) أفيرضى هؤلاء الذين يعدون أنهم مسلمون أن يشابهوا من قال الله فيهم ( يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ) أفيرضى هؤلاء أن يخرجوا عن طريق المؤمنين الذين (قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) أفلا يتعظ هؤلاء بقول الله عز وجل (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) ايها الناس إن كثيرا من بني آدم يسمعون أوامر الله ورسوله في الصلاة وما يتعلق بها وفي الزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام يعني الأقارب وحسن الجوار والعدل في معاملة الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسمعون أوامر الله في ذلك كله ويسمعون التوجيهات الشرعية في البيع والإجارة والنكاح والطلاق والخصومات وغيرها ويتجاهلون كل ما يسمعون من تلك الأوامر وهذه التوجيهات ويسيرون على ما تمليه عليهم أهواؤهم فيكونون في ذلك ممن اتخذ إلهه هواه كثير من بني آدم يسمعون نواهي الله ورسوله عن التهاون بشأن الصلاة والزكاة والصيام والحج ويسمعون نهي الله ورسوله عن عقوق الوالدين وعن قطيعة الأرحام وعن إساءة الجوار وعن الجور في معاملة الناس بالكذب والغش وغيرهما وعن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن الربا والتحيل عليه وعن الميسر والمكاسب المحرمة يسمعون هذا كله يسمعون هذا كله ولكنهم يتجاهلون ما يسمعون ويتجاسرون على فعل ما عنه يزجرون متناسين بذلك عظمة من عصوه وشدة عقابه كأنهم لم يقرءوا قول الله عز وجل (ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب ) مغترين بإمهال الله لهم واستدراجه إياهم بنعمه كأنهم لم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) وتلى قول الله عز وجل ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه اليم شديد ) إن هؤلاء الذين يسمعون الحق ويعرضون عنه محرومون من قول الله عز وجل ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )ولهم نصيب من قول الله عز وجل ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا* ونحشره يوم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) فيا أيها الناس أيها الناس عباد الله اتقوا الله عز وجل اخضعوا لأوامره وإن خالفت أهواءكم اجتنبوا نواهيه وإن وافقت أهواءكم لا تريدون أن تجعلوا الحق تابعا لاهوائكم بل اجعلوا أهواءكم تبعا للحق وهوا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فان ذلك الخير والبركة والصلاح والرشد قال الله عز وجل ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم بل هم عن ذكرهم معرضون) لو اتبع الحق أهواء الناس لصارت أمورهم فوضى كل واحد يريد أن يستقل برأيه ويكون متبوعا ولكن الله تعالى بين الحق في كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأوجب الرجوع الى ذلك عند التنازع فقال جل ذكره ( فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) اللهم اجعلنا ممن اختاروا الهدى على الهوى اللهم اجعلنا ممن رضوا بشريعتك واطمأنوا بها انشرحت لها صدورهم ولم يبغوا عنها حولا ولم يرضوا بها بديلا اللهم ارن الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم حبب إلينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر الفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم لا تجعلنا ممن زين له سوء عمله فرآه حسنا فأصبح من الخاسرين اللهم أهدنا صراطك المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم اجعلنا متعاونين بالبر والتقوى متناهين عن الإثم والعدوان يا رب العالمين اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا واجعلنا من دعاة الحق وأنصاره يا رب العالمين اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب اليه واستغفره وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى على حين فترة من الرسل وانقطاع من السبل فبين الحق ودعا الى الحق وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ....
أما بعد
أيها الاخوة إن القران الكريم كما قال الله عنه تبارك وتعالى يهدي للتي هي أقوم إنه يهدي الى البر وينهى عن الإثم يهدي إلى الصدق وينهى عن الكذب يهدي إلى العدل وينهى عن الجور يهدي الى النصح وينهى عن الغش إنه يهدي لكل أقوم الطرق وأيسرها وأصلحها للعباد والبلاد فاتبعوه لعلكم تهتدون إياكم أن تقرأوا القران وتعرضوا عنه أن تقرأوه وهو يذمكم ويلعنكم فان بعض الناس يقرأ القران ويقرأ (ألا لعنة الله على الظالمين) وما أشبهها من الآيات الكريمة ولكنه يكون من الظالمين....
والحمد لله نزل القرآن الكريم على قلب النبي صلى الله عليه على آله وسلم على القلب الذي هو محل الوعي فوعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتكفل الله عز وجل بأن عليه بيانه فقال الله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه ) أي قرأه جبريل ( فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبادر جبريل بقراءة القرآن حرصا عليه وشفقة ولكن الله تعالى نهاه أن يستعجل بذلك فقال لا تحرك به لسانك لتعجل به حتى اذا قراه جبريل قراه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تماما كما قرأه جبريل ثم القاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى أمته من غير نقص ولا زيادة لان الله تعالى تكفل ببيانه فقال ( ثم إن علينا بيانه ) والحمد لله نزل القرآن الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوعاه وأداه الى أمته حرفا بحرف كلمة بكلمة بدون زيادة ولا نقص وتلقاه الصحابة رضي الله عنهم وأدوه الى من بعدهم من غير زيادة ولا نقص ولله الحمد وتواتر نقله بين الأمة الإسلامية من أولها الى يومنا هذا والى أن يأذن الله تعالى برفعه من الأرض ولهذا كان القدح في الصحابة رضي الله عنهم قدحا في القرآن الكريم وقدحا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدحا في حكمة الله تبارك وتعالى فهو يتضمن أعني القدح في الصحابة وسب الصحابة ولعن الصحابة يتضمن أربعة أمور خطيرة الأول القدح في الصحابة رضي الله عنهم ولعمر الله إن هذا لكبيرة من كبائر الذنوب بل إذا شمل القدح فيهم جميعا كان كفرا وردة عن الإسلام الثاني القدح بهذه الشريعة لان هذه الشريعة انما جاءتنا عن طريقهم فإذا لم يكونوا على عدالة وثقة كانت الشريعة مشكوكا فيها وصار ذلك طعنا فيها بلا شك وهو أيضا طعن في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف يكون عنده هؤلاء الأصحاب الذين هم فجرة عند بعض الناس الذين يقدحون في الصحابة رضي الله عنهم ولعمر الله إن القرين بالمقارن يقتدي كيف يليق أن يكون محمد رسول الله أشرف الخلق عند الله عز وجل له اصحاب محل قدح وذم حاشا لله عز وجل هو أيضا طعن في حكمة الله عز وجل أن يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم مثل هؤلاء القوم الذين هم محل القدح والذم الا قاتل الله من قدح في الصحابة الا قاتل الله من قدح في الصحابة الا قاتل الله من قدح في الصحابة وأفسد عليهم أمرهم وأذلهم في الدنيا والآخرة إنه على كل شئ قدير ايها الاخوة إن هذا القران الذي جاءنا من قبل الصحابة متواترا تواترا لفظيا ومعنويا لم يشبه ولله الحمد شبهة ولا شك إنه كله كلام الله عز وجل لم ينقص منه شئ أبدا حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا من أنكر حرفا واحدا مما اتفق عليه القراء السبعة فانه كافر لانه أنكر القرآن ولا يمكن لأحد أن يقر ببعض القران دون بعض لا ن هذا كفر بالجميع فمن آمن ببعض الرسالة دون بعضها فهو كافر بها كلها ومن آمن ببعض الرسل دون بعض فهو كافر بهم كلهم كما قال الله تعالى (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا )انظر الى هذا الحكم الإلهي الرباني ( أولئك هم الكافرون حقا ) كيف أكد هذه الجملة الاسمية بضمير الفصل الدال على الحصر والتوكيد ثم أكد ذلك تأكيدا آخر بقوله حقا أي لا مرية في ذلك وبناء على هذا نقول إن النصارى كافرون حقا إن اليهود كافرون حقا إن كل من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كافر حقا وإن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقران الكريم ولا يمكن أن يكون على وجه البسيطة دينان كلاهما حق عند الله عز وجل ( فماذا بعد الحق الا الضلال فأنى تصرفون) ولقد خاب وخسر من داهن أعداء الله ودعا الى توحيد الأديان فقد خاب وخسر وكفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن الله تعالى يقول (إن الدين عند الله الإسلام) وهذه جملة اسمية تدل على الحصر التام ويقول عز وجل ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) إن دين الله في أرضه دين واحد لا يقبل الله من أحد سواه فلا تغتروا بمداهنة المداهنين الذين ضعف إيمانهم أو فقد من قلوبهم نسال الله تعالى أن يوفقهم للهدى والتقى وأن يهدي المسلمين إلى طريق الحق والسداد إنه على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد
ففي الجمعة الماضي تكلمنا على القران الكريم وحفظه وحثثنا فيه على إلحاق الأبناء والبنات في حلق تحفيظ القرآن وبينا فوائد ذلك إن كتاب الله عز وجل كما قاله المتكلم به سبحانه ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) اللهم اجعله شفاء لما في صدورنا واجعله هدى ورحمة لنا يا رب العالمين ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ايها الناس إن هذه الموعظة التي جاءتكم من ربكم هو كتاب الله وما تضمنه من أخبار صادقة نافعة وأحكام عادلة مصلحة للخلق ليست مصلح في الدنيا فقط ولا في الدين فقط ولكنها مصلحة في الدين والدنيا إن هذا القرآن موعظة إن هذا القرآن موعظة يتعظ بها العبد فيستقيم على أمر الله ويسير على صراط الله وشريعته إنه شفاء لما في الصدور وهي القلوب شفاء لها من مرض الشك والجحود والاستكبار عن الحق أو على الخلق إنه شفاء لما في الصدور من الرياء والنفاق والحسد والغل والحقد والبغضاء والعداوة للمؤمنين إنه شفاء لما في الصدور من الهم والغم والقلق والنكد فلا عيش أطيب من عيش المتعظين بهذا القران المهتدين به ولا نعيم أتم من نعيمهم ولهذا قال بعض السلف: ( لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف) يعنون بذلك ما هم فيه من شرح الصدور والسرور بطاعة الله وعبادته إن هذا القرآن هدى ومنار للسالكين يخرجون به من الظلمات الى النور ويهتدون به الى خالقهم والى دار كرامته فهو هدى علم وتوفيق ورحمة ولكن للمؤمنين به أما المكذبون به أو الشاكون فيه أو المستكبرون عنه فانه لا يزيدهم الا خسارا يقول الله عز وجل ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) وقال الله عز وجل ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا) وقال الله عز وجل (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون) اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم قال الله عز وجل (وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون) ايها الاخوة إنكم قد تتساءلون كيف يكون الكلام الواحد لقوم هدى وشفاء ورحمة ولقوم آخرين ضلالا وعمى وخسارة ورجسا والجواب على هذا أن نقول إن هذا ما نطق به القرآن وما نطق به القرآن فلا يحل لإنسان أن يضرب القران بعضه ببعض فيقول كيف يكون كذا وكيف يكون كذا لانك إن اهتديت الى التوفيق فهذا من توفيق الله لك وإن لم تهتد لذلك فاعلم أنه من عند الله عز وجل (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) وإننا لنرى وإننا لنرى في الأمور الحسية ما يشهد لهذا الأمر المعنوي نرى بعض الطعام يكون لشخص غذاء ويزداد به جسمه صحة ويزداد به جسمه صحة ونموا ويكون لشخص آخر داء يزداد به جسمه مرضا وضعفا فهكذا الأمور المعنوية فالقران إذا قرأه المؤمن ازداد به إيمانا لانه يصدق أخباره ويعتبر بقصصه ويطبق أحكامه امتثالا لأمر الله واجتنابا لنهيه فيزداد بذلك علما وهدى وصلاحا أما إذا قرأه ضعيف الايمان ومن في قلبه مرض ازداد رجسا الى رجسه لتشككه في صحة أخباره أو غفلته عن الاعتبار بقصصه فيمر بها كأنها قصص عابرة وأساطير أمم غابرة لا توقظ له ضميرا ولا تحرك له إرادة أو يكون في قلبه استكبار عن تطبيق أحكام القران فيتهاون بها فلا يمتثل أمر الله ولا يجتنب نهيه تقديما لهواه على طاعة مولاه فيكون القران خسارة له لأن الحق قد بان له فخالفه فكان بذلك خاسرا أيها الناس سمعتم الله عز وجل يقول في الآية الأولى مما سقناه ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يعني أن ما يحصل للعبد من فضل الله ورحمته بهذا القران العظيم من الهدى والرحمة والموعظة وشفاء ما في الصدور لهو الجدير أن يفرح به العبد لانه سعادة الدنيا والآخرة وليس من الجدير بالعبد ولا باللائق به أن يفرح بحطام من الدنيا يحصله على حساب عمل الآخرة إن المال ليس مخلدا لأصحابه وإن أصحابه ليسوا مخلدين له أما ما يحصل من فضل الله ورحمته بهذا القران الكريم فهو الخالد الباقي لاصحابه وهو خير مما يجمعون من الدنيا كلها لان غايته الوصول الى الجنة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها) هكذا يقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أعلم الخلق بما عند الله وأنصح الخلق للخلق هو الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه موضع السوط في الجنة وهو مقدار متر فأقل خير من الدنيا وما فيها ليس الدنيا التي عشت فيها أيها الإنسان ولكنها الدنيا من أولها لآخرها موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها اللهم بوئنا من الجنة نزلا اللهم بوئنا من الجنة نزلا اللهم بوئنا من الجنة نزلا مع الذين أنعمت عليهم يا رب العالمين إن مكان موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها لان الدنيا وما فيها متاع زائل كحلم نائم أما ما في الجنة فباق لا يزول قال الله عز وجل ( بل تؤثرون الحياة الدنيا* والآخرة خير وأبقى) أيها الناس إن كثيرا من بني آدم يسمعون ما يتلى من كتاب الله تعالى وما يؤثر من سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأخبار الصادقة والأحكام العادلة يسمعون ذلك من الخطباء ومن الوعاظ ومن الفقهاء في المساجد وغير المساجد ولكنهم للأسف الشديد لا يزدادون بذلك إيمانا ولا قبولا للحق ولا انقيادا لطاعة الله وربما يصرحون بأنهم لا يفعلون ما به يؤمرون ولا يتركون ما عنه يزجرون فيصرون على الإثم وهم يعلمون فسبحان الله سبحان الله أهذه أيها الاخوة حال من يزعم أنه مؤمن بالله واليوم الآخر أهذه حال من يوقن بالثواب والعقاب أهذه حال مسلم والإسلام هو الاستسلام لله ظاهرا وباطنا والانقياد لطاعته أفيريد هؤلاء أن تكون أحكام الله وشرائعه تابعة لأغراضهم وما يشتهون أم يريدون أن يكونوا ممن (قالوا سمعنا وهم لا يسمعون*فإن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون* ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) أفيرضى هؤلاء الذين يعدون أنهم مسلمون أن يشابهوا من قال الله فيهم ( يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ) أفيرضى هؤلاء أن يخرجوا عن طريق المؤمنين الذين (قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) أفلا يتعظ هؤلاء بقول الله عز وجل (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) ايها الناس إن كثيرا من بني آدم يسمعون أوامر الله ورسوله في الصلاة وما يتعلق بها وفي الزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام يعني الأقارب وحسن الجوار والعدل في معاملة الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسمعون أوامر الله في ذلك كله ويسمعون التوجيهات الشرعية في البيع والإجارة والنكاح والطلاق والخصومات وغيرها ويتجاهلون كل ما يسمعون من تلك الأوامر وهذه التوجيهات ويسيرون على ما تمليه عليهم أهواؤهم فيكونون في ذلك ممن اتخذ إلهه هواه كثير من بني آدم يسمعون نواهي الله ورسوله عن التهاون بشأن الصلاة والزكاة والصيام والحج ويسمعون نهي الله ورسوله عن عقوق الوالدين وعن قطيعة الأرحام وعن إساءة الجوار وعن الجور في معاملة الناس بالكذب والغش وغيرهما وعن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن الربا والتحيل عليه وعن الميسر والمكاسب المحرمة يسمعون هذا كله يسمعون هذا كله ولكنهم يتجاهلون ما يسمعون ويتجاسرون على فعل ما عنه يزجرون متناسين بذلك عظمة من عصوه وشدة عقابه كأنهم لم يقرءوا قول الله عز وجل (ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب ) مغترين بإمهال الله لهم واستدراجه إياهم بنعمه كأنهم لم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) وتلى قول الله عز وجل ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه اليم شديد ) إن هؤلاء الذين يسمعون الحق ويعرضون عنه محرومون من قول الله عز وجل ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )ولهم نصيب من قول الله عز وجل ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا* ونحشره يوم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) فيا أيها الناس أيها الناس عباد الله اتقوا الله عز وجل اخضعوا لأوامره وإن خالفت أهواءكم اجتنبوا نواهيه وإن وافقت أهواءكم لا تريدون أن تجعلوا الحق تابعا لاهوائكم بل اجعلوا أهواءكم تبعا للحق وهوا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فان ذلك الخير والبركة والصلاح والرشد قال الله عز وجل ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم بل هم عن ذكرهم معرضون) لو اتبع الحق أهواء الناس لصارت أمورهم فوضى كل واحد يريد أن يستقل برأيه ويكون متبوعا ولكن الله تعالى بين الحق في كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأوجب الرجوع الى ذلك عند التنازع فقال جل ذكره ( فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) اللهم اجعلنا ممن اختاروا الهدى على الهوى اللهم اجعلنا ممن رضوا بشريعتك واطمأنوا بها انشرحت لها صدورهم ولم يبغوا عنها حولا ولم يرضوا بها بديلا اللهم ارن الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم حبب إلينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر الفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم لا تجعلنا ممن زين له سوء عمله فرآه حسنا فأصبح من الخاسرين اللهم أهدنا صراطك المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم اجعلنا متعاونين بالبر والتقوى متناهين عن الإثم والعدوان يا رب العالمين اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا واجعلنا من دعاة الحق وأنصاره يا رب العالمين اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب اليه واستغفره وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى على حين فترة من الرسل وانقطاع من السبل فبين الحق ودعا الى الحق وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ....
أما بعد
أيها الاخوة إن القران الكريم كما قال الله عنه تبارك وتعالى يهدي للتي هي أقوم إنه يهدي الى البر وينهى عن الإثم يهدي إلى الصدق وينهى عن الكذب يهدي إلى العدل وينهى عن الجور يهدي الى النصح وينهى عن الغش إنه يهدي لكل أقوم الطرق وأيسرها وأصلحها للعباد والبلاد فاتبعوه لعلكم تهتدون إياكم أن تقرأوا القران وتعرضوا عنه أن تقرأوه وهو يذمكم ويلعنكم فان بعض الناس يقرأ القران ويقرأ (ألا لعنة الله على الظالمين) وما أشبهها من الآيات الكريمة ولكنه يكون من الظالمين....
والحمد لله نزل القرآن الكريم على قلب النبي صلى الله عليه على آله وسلم على القلب الذي هو محل الوعي فوعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتكفل الله عز وجل بأن عليه بيانه فقال الله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه ) أي قرأه جبريل ( فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبادر جبريل بقراءة القرآن حرصا عليه وشفقة ولكن الله تعالى نهاه أن يستعجل بذلك فقال لا تحرك به لسانك لتعجل به حتى اذا قراه جبريل قراه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تماما كما قرأه جبريل ثم القاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى أمته من غير نقص ولا زيادة لان الله تعالى تكفل ببيانه فقال ( ثم إن علينا بيانه ) والحمد لله نزل القرآن الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوعاه وأداه الى أمته حرفا بحرف كلمة بكلمة بدون زيادة ولا نقص وتلقاه الصحابة رضي الله عنهم وأدوه الى من بعدهم من غير زيادة ولا نقص ولله الحمد وتواتر نقله بين الأمة الإسلامية من أولها الى يومنا هذا والى أن يأذن الله تعالى برفعه من الأرض ولهذا كان القدح في الصحابة رضي الله عنهم قدحا في القرآن الكريم وقدحا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدحا في حكمة الله تبارك وتعالى فهو يتضمن أعني القدح في الصحابة وسب الصحابة ولعن الصحابة يتضمن أربعة أمور خطيرة الأول القدح في الصحابة رضي الله عنهم ولعمر الله إن هذا لكبيرة من كبائر الذنوب بل إذا شمل القدح فيهم جميعا كان كفرا وردة عن الإسلام الثاني القدح بهذه الشريعة لان هذه الشريعة انما جاءتنا عن طريقهم فإذا لم يكونوا على عدالة وثقة كانت الشريعة مشكوكا فيها وصار ذلك طعنا فيها بلا شك وهو أيضا طعن في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف يكون عنده هؤلاء الأصحاب الذين هم فجرة عند بعض الناس الذين يقدحون في الصحابة رضي الله عنهم ولعمر الله إن القرين بالمقارن يقتدي كيف يليق أن يكون محمد رسول الله أشرف الخلق عند الله عز وجل له اصحاب محل قدح وذم حاشا لله عز وجل هو أيضا طعن في حكمة الله عز وجل أن يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم مثل هؤلاء القوم الذين هم محل القدح والذم الا قاتل الله من قدح في الصحابة الا قاتل الله من قدح في الصحابة الا قاتل الله من قدح في الصحابة وأفسد عليهم أمرهم وأذلهم في الدنيا والآخرة إنه على كل شئ قدير ايها الاخوة إن هذا القران الذي جاءنا من قبل الصحابة متواترا تواترا لفظيا ومعنويا لم يشبه ولله الحمد شبهة ولا شك إنه كله كلام الله عز وجل لم ينقص منه شئ أبدا حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا من أنكر حرفا واحدا مما اتفق عليه القراء السبعة فانه كافر لانه أنكر القرآن ولا يمكن لأحد أن يقر ببعض القران دون بعض لا ن هذا كفر بالجميع فمن آمن ببعض الرسالة دون بعضها فهو كافر بها كلها ومن آمن ببعض الرسل دون بعض فهو كافر بهم كلهم كما قال الله تعالى (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا )انظر الى هذا الحكم الإلهي الرباني ( أولئك هم الكافرون حقا ) كيف أكد هذه الجملة الاسمية بضمير الفصل الدال على الحصر والتوكيد ثم أكد ذلك تأكيدا آخر بقوله حقا أي لا مرية في ذلك وبناء على هذا نقول إن النصارى كافرون حقا إن اليهود كافرون حقا إن كل من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كافر حقا وإن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقران الكريم ولا يمكن أن يكون على وجه البسيطة دينان كلاهما حق عند الله عز وجل ( فماذا بعد الحق الا الضلال فأنى تصرفون) ولقد خاب وخسر من داهن أعداء الله ودعا الى توحيد الأديان فقد خاب وخسر وكفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن الله تعالى يقول (إن الدين عند الله الإسلام) وهذه جملة اسمية تدل على الحصر التام ويقول عز وجل ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) إن دين الله في أرضه دين واحد لا يقبل الله من أحد سواه فلا تغتروا بمداهنة المداهنين الذين ضعف إيمانهم أو فقد من قلوبهم نسال الله تعالى أن يوفقهم للهدى والتقى وأن يهدي المسلمين إلى طريق الحق والسداد إنه على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...