عيون المها
11-19-2013, 04:31 PM
الحمد لله ربّ العالمين و صلّى الله و سلّم و بارك على نبيّنا محمد و على آله وصحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمّا بعد فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" و قال جلّ ذكره:"وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"
*قال شيخ الإسلام بن تيميّة رحمه الله تعالى:
" فذكر القرآن وبيّن أنه قدّر فيه من جميع المقاييس والأمثال المضروبة لأجل التذكير فدعى هنا إلى التذكير والاعتبار بما فيه من الأمثال وذلك يتضمن النظر والاستدلال والكلام المشروع "
*وقال السعديّ رحمه الله:
"ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده في كتابه الحلال والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثّه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه".انتهى
وقد أخبر سبحانه أنّ أمثاله المضروبة في كتابه لا يعقلها عنه إلاّ العالمون فقال: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"
*قال الشيخ السعديّ رحمه الله تعالى: "وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ" أي: لأجلهم ولانتفاعهم وتعليمهم، لكونها من الطرق الموضحة للعلوم، ولأنها تقرب الأمور المعقولة بالأمور المحسوسة، فيتضح المعنى المطلوب بسببها، فهي مصلحة لعموم الناس.
"و" لكن "مَا يَعْقِلُهَا" بفهمها وتدبرها، وتطبيقها على ما ضربت له، وعقلها في القلب "إِلا الْعَالِمُونَ"أي: أهل العلم الحقيقي، الذين وصل العلم إلى قلوبهم.
وهذا مدح للأمثال التي يضربها، وحثٌّ على تدبرها وتعقلها، ومدح لمن يعقلها، وأنه عنوان على أنّه من أهل العلم، فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين.
والسبب في ذلك، أنّ الأمثال التي يضربها اللّه في القرآن، إنمّا هي للأمور الكبار، والمطالب العالية، والمسائل الجليلة، فأهل العلم يعرفون أنّها أهم من غيرها، لاعتناء اللّه بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها، فيبذلون جهدهم في معرفتها.
وأما من لم يعقلها، مع أهميتها، فإن ذلك دليل على أنه ليس من أهل العلم، لأنه إذا لم يعرف المسائل المهمة، فعدم معرفته غيرها من باب أولى وأحرى. ولهذا، أكثر ما يضرب اللّه الأمثال في أصول الدين ونحوها".انتهى
*وقال العلاّمة بن القيّم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة:
"الوَجْه الثَّانِي وَالْعشْرُونَ أنّه سُبْحَانَهُ أخبر عَن أمثاله الَّتِي يضْربهَا لِعِبَادِهِ يدلهم على صِحَة مَا أخبر بِهِ أنّ أهل الْعلم هم المنتفعون بهَا المختصون بعلمها فَقَالَ تَعَالَى:" وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ "
وَفِي الْقُرْآن بضعَة وأربعون مثلا وَكَانَ بعض السّلف إِذا مرّ بِمثل لَا يفهمهُ يبكي وَيَقُول لست من الْعَالمين"
و فيما سبق من الكلام كفاية في الحثّ على الاعتناء بهذه الأمثلة المضروبة في القرآن بتعقلّها وتدبرها وبذل الجهد في معرفتها كما قال الشيخ السعديّ رحمه الله تعالى
منقول
*قال شيخ الإسلام بن تيميّة رحمه الله تعالى:
" فذكر القرآن وبيّن أنه قدّر فيه من جميع المقاييس والأمثال المضروبة لأجل التذكير فدعى هنا إلى التذكير والاعتبار بما فيه من الأمثال وذلك يتضمن النظر والاستدلال والكلام المشروع "
*وقال السعديّ رحمه الله:
"ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده في كتابه الحلال والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثّه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه".انتهى
وقد أخبر سبحانه أنّ أمثاله المضروبة في كتابه لا يعقلها عنه إلاّ العالمون فقال: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"
*قال الشيخ السعديّ رحمه الله تعالى: "وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ" أي: لأجلهم ولانتفاعهم وتعليمهم، لكونها من الطرق الموضحة للعلوم، ولأنها تقرب الأمور المعقولة بالأمور المحسوسة، فيتضح المعنى المطلوب بسببها، فهي مصلحة لعموم الناس.
"و" لكن "مَا يَعْقِلُهَا" بفهمها وتدبرها، وتطبيقها على ما ضربت له، وعقلها في القلب "إِلا الْعَالِمُونَ"أي: أهل العلم الحقيقي، الذين وصل العلم إلى قلوبهم.
وهذا مدح للأمثال التي يضربها، وحثٌّ على تدبرها وتعقلها، ومدح لمن يعقلها، وأنه عنوان على أنّه من أهل العلم، فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين.
والسبب في ذلك، أنّ الأمثال التي يضربها اللّه في القرآن، إنمّا هي للأمور الكبار، والمطالب العالية، والمسائل الجليلة، فأهل العلم يعرفون أنّها أهم من غيرها، لاعتناء اللّه بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها، فيبذلون جهدهم في معرفتها.
وأما من لم يعقلها، مع أهميتها، فإن ذلك دليل على أنه ليس من أهل العلم، لأنه إذا لم يعرف المسائل المهمة، فعدم معرفته غيرها من باب أولى وأحرى. ولهذا، أكثر ما يضرب اللّه الأمثال في أصول الدين ونحوها".انتهى
*وقال العلاّمة بن القيّم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة:
"الوَجْه الثَّانِي وَالْعشْرُونَ أنّه سُبْحَانَهُ أخبر عَن أمثاله الَّتِي يضْربهَا لِعِبَادِهِ يدلهم على صِحَة مَا أخبر بِهِ أنّ أهل الْعلم هم المنتفعون بهَا المختصون بعلمها فَقَالَ تَعَالَى:" وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ "
وَفِي الْقُرْآن بضعَة وأربعون مثلا وَكَانَ بعض السّلف إِذا مرّ بِمثل لَا يفهمهُ يبكي وَيَقُول لست من الْعَالمين"
و فيما سبق من الكلام كفاية في الحثّ على الاعتناء بهذه الأمثلة المضروبة في القرآن بتعقلّها وتدبرها وبذل الجهد في معرفتها كما قال الشيخ السعديّ رحمه الله تعالى
منقول