المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - ما حكم من قرأ القرآن للأجر ( أخذ المال على القراءة ) ؟ وكذلك الآذان والإمامة .؟ للعلامة الألباني


طالب العلم
02-06-2014, 04:47 AM
- ما حكم من قرأ القرآن للأجر ( أخذ المال على القراءة ) ؟ وكذلك الآذان والإمامة .؟




س: ما حكم من قرأ القرأن بأجر؟



ج: ليس له أجر . من قرأ القرأن باجر فليس له اجر لا فى الدنيا ولا فى الاخرة ، اعنى لا يستحق الاجر الذى اتفق معه عليه ، ولا هو مأجور فى الاخرة بما ثبت من ادلة الشريعة عموما وخصوصا ان كل عبادة لا يقصد بها وجه الله تبارك وتعالى فهى ليست بعباده مقبولة، لن يكون صاحبها مأجورا من ذلك قوله عز وجل ( وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) الاخلاص لله عز وجل فى القراءة هو مما يدخل فى عموم هذه الايات وكذلك قوله عز و جل: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" [يوسف:108] ومن الاشراك فى العبادة ان يقصد المتعبد لله عز وجل غير وجه الله ..والله عز وجل يقول ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ الكهف:110. قال علماء التفسير كالقرطبى وابن كثير وغيرهما ان هذه الاية تعطينا ان العمل لا يكون صالحا الا بشرطين اثنين : الشرط الاول : ان يكون موافقا للسنه هاهو العمل الصالح لا يكون بعضه صالحا الا اذا كان مطابقا للسنة . والشرط الاخر :ان يكون العامل بهذا العمل الصالح مخلصا فيه لله عز و جل لا يبتغى من وراء ذلك امرا من امور الدنيا ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ الكهف:110. وقد جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال : (اقرءوا القران وتغنوا به قبل ان يأتى قوم يتعجلونه ولا يتأجلونه) يتعجلون اجر القراءة والتلاوة ، ولا يتأجلون اى لا يطلبون الاجر للاجل فى الاخرة وهذا كله دليل قاطع على انه لا يجوز للمسلم ان يقرأ القران للاجر الدنيوى وانما عليه ان يبتغى من وراء ذلك الاجر الاخروى الذى جاء عنه قوله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ القران فله بكل حرف عشر حسنات ، لا اقول الم حرف بل الف حرف لام حرف ميم حرف ) غيره..



س: ماحكم اخذ الاجر على الاذان ؟



الشيخ : نفس الجواب السابق، الاذان عبادة،والامامة عبادة، والخطبة عبادة ، والتعليم الدينى عبادة كل هذه الامور تدخل فى كلامنا السابق ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ الكهف:110. ولكن هنا شىء لا بد من بيانه، اخذ الاجر على العبادة شىء واخذ الراتب شىء اخر ، وينبغى ان لا يختلط الامر على طلاب العلم . الراتب يرتبه الحاكم المسلم يجعله من المكان فى بعض الوظائف الدينية فهذا الراتب هو كالجعالة على من رتب له وجب الا يأخذه اجرا على عبادته وانما يأخده تعويضا وراتبا من دولته له ،ولعلكم تعلمون جميعا ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه حين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصبوه خليفة للمسلمين جعلوا له راتبا لان فى اشتغاله بهذا المنصب العظيم صرفا له عن القيام بطلب الرزق بالوسائل التى كان هو يطلبها من قبل . طبعا مع علمنا بان ابا بكر الصديق رضي الله عنه هو افضل الناس واتقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ذلك ما مضى عليه الا ايام قليلة حتى طلب منهم ان يزيدوه فى راتبه لانه شعر بالتطبيق العملى ان ما رتب له لن يكفيه فزادوه . هذا الراتب ليس اجرا ،فلا ينبغى لطالب العلم اذا كان اماما او كان مؤذنا ان ياخذ ما ياخذ اولا كاجر وقد علمتم ان الاجر على العبادة معصية ، ويوزر ولا يؤجر. وثانيا:ان ياخذه على انه راتب من قبل الدولة . وللدولة لو كانت غنية ان ترتب راتبا ومعاشا لكل فرد من افراد المسلمين- كبيرهم وصغيرهم - هذا ليس مقابل عبادة يقوم بها كل فرد وانما هذا للتيسير على عامة المسلمين ولمساعدتهم على التفرغ لعبادة الله تبارك وتعالى وطاعته كل فى مجاله ، ذاك المتعبد فى عبادته ،وذاك العالم فى تعلمه ،وذاك الطالب للعلم تبارك وتعالى فى طلبه للعلم ،وهكذا والشاهد من هذا الكلام هو: الا تخلطوا بين الاجر الذى لا يجوز اخذه على العبادة وبين الراتب المرتب لطلاب العلم وأهل العلم .




لسماع الصوت


اضغط هنا (http://www.alalbany.net/alalbany/audio/081/081_04.mp3)



منقول



http://www.alalbany.net/search_wp/fatawa_view.php?id=710