طالب العلم
05-23-2014, 04:41 PM
هو: الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل بن عبدالله بن عبدالكريم آل عقيل.
مولده:
ولــد الشيـــخ عبــدالله في مــدينة عــنيزة عــام 1335 هـ.
نسبه :
قال رحمه الله : ((المعروف المتعارف بين أفراد قبيلتنا وغيرهم من كبار السن السابقين أننا من الأنصار من قبيلة الخزرج، ومنشؤنا في المدينة المنورة، ثم مؤخرا نشط بعض أفراد أسرتنا وبحثوا في الموضوع، وذكروا أنهم وجدوا وثائق رسمية وحجج شرعية على أملاك الأجداد في المدينة المنورة تدل على أننا ننحدر نسبا من آل عقيل الأشراف، وأوردوا عليه من البراهين ما يؤيدون ذلك، وموقفي من هذا التوقف، فإن ثبت فلا مجال لإنكاره، وإلا فالأصل بقاء ما كان على ما كان، والله المستعان)).
تعلمه وشيوخه:
نشأ في كنف والده الشيخ عبدالعزيز العقيل، الذي يعتبر من رجالات عنيزة المشهورين، ومن أدبائها وشعرائها، فكان والده هو معلمه الأول.
وقد هيأ الله -عز وجل- للشيخ عبدالله بن عقيل بيت علم، فإلى جانب والده الشيخ عبدالعزيز، فإن أخاه الأكبر هو الشيخ عقيل بن عبدالعزيز وهو من حملة العلم، وكان قاضيًا لمدينة العارضة في منطقة جيران جنوبي المملكة، كما أن عمه هو الشيخ عبدالرحمن بن عقيل الذي عين قاضيًا لمدينة جازان.
درس الشيخ عبدالله العلوم الأولية في مدرسة الأستاذ ابن صالح، ثم في مدرسة الداعية المصلح الشيخ عبدالله القرعاوي.حفظ الشيخ عبدالله بن عقيل القرآن الكريم، وعددًا من المتون التي كان طلبة العلم يحفظونها في ذلك الوقت ويتدارسونها، مثل: عمدة الحديث، ومتن زاد المستقنع، وألفية ابن مالك في النحو... وغيرها.
وبعد اجتيازه لهذه المرحلة -بتفوق- التحق بحلقات شيخ عنيزة وعلّامة القصيم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- وقد لازمه ملازمة تامة؛ فتعلم عليه القرآن الكريم، والتفسير، والتوحيد، والحديث، والفقه، واللغة ... وغيرها.
كما استفاد الشيخ عبدالله من مشايخ عنيزة الموجودين في ذلك الوقت مثل: الشيخ المحدث المعمر علي بن ناصر أبو وادي؛ فقرأ عليه: الصحيحين، والسنن، ومسند أحمد، ومشكاة المصابيح، وأخذ عنه الإجازة بها بسنده العالي عن شيخه محدّث الهند نذير حسين (ت 1299هـ) .
وفي الوقت الذي عمل فيه الشيخ عبدالله قاضيًا في مدينة الرياض لم يأل الشيخ جهدا في الاستفادة من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- فلازمه واستفاد منه علميا؛ حيث انضم إلى حلقاته التي كان يعقدها في فنون العلم المتعددة.
كما استفاد الشيخ عبدالله من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أثناء العمل معه عضوًا في دار الإفتاء لمدة خـمسة عشر عامًا؛ فاستفاد من أخلاقه، وحسن تدبيره، وسياسته مع الناس.
واستفاد الشيخ عبدالله -أيضًا- من العلماء الأجلاء الوافدين لمدينة الرياض للتدريس في كلية الشريعة، أمثال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان (ت: 1393هـ) ، والشيخ عبدالرزاق عفيفي (ت: 1415هـ) وغيرهما.
أسانيده ومروياته وما يتعلق بذلك:
أولا: شيوخ الرواية:
تلقى -حفظه الله- الإجازة العامة من مجموعة من الشيوخ، وهم المشايخ الأجلاء الفضلاء:1) علي بن ناصر أبو وادي العنزي. (1273/1361)، رحمه الله.
2) وعبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي العُمري الهندي ثم المكي. (1302/1392)، رحمه الله.
3) وعبد الله بن محمد المطرودي العُنزي. (1311/1361)، رحمه الله.
4) وعبد الله بن محمد القرعاوي العُنزي. (1315/1389)، رحمه الله.
5) ومحمد بن أحمد بن سعيد. (1322 تقريبا/1423)، رحمه الله، أجاز شيخنا في مكة.
6) ومصطفى بن أحمد الزرقا الحلبي. (1325 تقريبا/1420)، رحمه الله، أجاز في الرياض: 27 رجب 1419.
وحصل التدبيج في الرواية مع المشايخ الفضلاء:
7) إسماعيل بن محمد الأنصاري (1340/1417)، رحمه الله. وتاريخ إجازته: 25/5/1392.
8) وعبد الرحمن بن سعد العياف، نزيل الطائف، حفظه الله، كتب الإجازة على ثبته: (إتحاف المريد بعالي الأسانيد) لدى زيارة شيخنا له في منزله بالطائف يوم الثلاثاء 13/6/1414، ثم أجاز شيخنا ابن عقيل الشيخ العياف، فتدبجا.
9) وأحمد بن يحيى النّجمي، رحمه الله. وتاريخ إجازته: 14/1/1417، ثم أرسل ثبته المسمى: (إنالة الطالبين بأسانيد كتب المحدثين)، وعليه إجازته بتاريخ: 23/5/1423.
10) وعبد القادر الأرنؤوط الدمشقي، رحمه الله. أجاز من دمشق: 21/8/1420، ثم أجاز شيخنا ابن عقيل الشيخَ الأرنؤوط، فتدبجا.
11) وعبد الغني بن محمد بن علي الدَّقر الدمشقي (1335/1423)، رحمه الله. أجاز من دمشق: 24/8/1420.
12) ومحمد بن الأمين بوخبزة الحسني التّطواني، حفظه الله. وحصلت الإجازة عند زيارة شيخنا ابن عقيل له في بيته بمدينة تطوان في: رجب 1421.
13) ومحمد زهير بن مصطفى الشاويش الحسيني الدمشقي ثم البيروتي الحازمي، حفظه الله. كتب له الإجازة من جدة يوم الثلاثاء: 25/11/1423.
14) ومحمد بن لطفي الصبّاغ الدمشقي، نزيل الرياض، حفظه الله. وذلك في منزل الشيخ ابن عقيل بالرياض، ليلة الخميس: 22/2/1424.
15) وبكري بن عبد المجيد الطرابيشي الدمشقي، حفظه الله، وذلك في منزل شيخنا ابن عقيل بالرياض، يوم الأحد 21/2/1425.
16) ويحيى بن عثمان المدرس، حفظه الله.
17) وعبد القيوم الرحماني الهندي، رحمه الله. حصل التدبج بينهما بتاريخ: 28/10/1428هـ.
18) وربيع بن هادي المدخلي، حفظه الله. أجازه شيخنا ابن عقيل ببيته بمكة المكرمة، ثم أجازه الشيخ ربيع بتاريخ: 13/3/1430هـ، فتدبجا.
كما استجيز للشيخ من المشايخ:19) أحمد نصيب المحاميد الدمشقي (1330/1421)، رحمه الله، أجاز من دمشق 24، ثم: 29/8/1420.
20) ومحمد بن أحمد الشاطري الحضرمي ثم الجُدِّي (1331/1422)، رحمه الله، أجاز من جدة بتاريخ: 15/4/1422.
21) وإدريس بن محمد بن جعفر الكتّاني الفاسي.
22) ومحضار بن علي الحبشي الحضرمي.
23) ومحمد بن عبد الرحمن آل الشيخ.
24) وعَلَويّة بنت عبد الرحمن الحبشي الحضرمية.
25) وثناء الله بن عيسى خان المدني.
26) ومحمد إسرائيل السلفي الندوي، وسمع منه الأولية بالهاتف.
وظائفه العملية:
اختير الشيخ عبدالله وهو في مطلع شبابه -في عام 1353هـ - مع المشايخ الذين أمر الملك عبدالعزيز بابتعاثهم قضاة ومرشدين في منطقة جيزان، فكان نصيب الشيخ عبدالله مع عمه الشيخ عبدالرحمن بن عقيل -قاضي جازان- أن عمل ملازمًا وكاتبًا، مع ما كان يقوم به من الإمامة، والخطابة، والحسبة، والوعظ، والتدريس.
وفي تــلك الفــترة وأثنــاء مكـــوثه في جـــازان خرج مع الهيئة التي قامت بتحديد الحدود بين المملكة واليمن، حيث ظلت تتجول بين الحدود والقبائل الحدودية بضعة أشهــر من سنة 1355هـ.
وفي عام 1357هـ رجع الشيخ عبدالله إلى وطنه عنيزة، ولازم شيخه ابن سعدي مرة أخرى بحضور دروسه ومحاضراته حتى عام 1358هـ، حيث جاءت برقية من الملك عبدالعزيز لأمير عنيزة بتعيين الشيخ لرئاسة محكمة جازان خلفا لعمه عبدالرحمن، فاعتذر الشيخ عن ذلك؛ فلم يقبل عذره، فاقترح على الشيخ عمر بن سليم التوسط بنقل الشيخ محمد بن عبدالله التويجري من أبو عريش إلى جازان، ويكون هو في أبو عريش، فهي أصغر حجمًا وأخف عملًا، فراقت هذه الفكرة للشيخ عمر بن سليم؛ فكتب للملك عبدالعزيز، الذي أصدر أوامره بذلك.ومن ثَمَّ سافر الشيخ عبدالله إلى أبوعريش مباشرًا عمله الجديد في محكمتها مع القيام بالتدريس والوعظ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ذلك في رمضان من سنة 1358هـ.
وفي سنة 1359هـ نقل الشيخ عبدالله إلى محكمة فرسان، لكنه لم يدم هناك طويلا، فما لبث أن أعيد إلى محكمة أبو عريش مرة أخرى ليمكث فيها قاضيا مدة خـمس سنوات متتالية.
وفي رمضان سنة 1365هـ نقل الشيخ بأمر من الملك عبدالعزيز إلى محكمة الخرج، وذلك باقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ولم يدم مكوث الشيخ عبدالله في محكمة الخرج إلا قرابة السنة، حيث تم نقله إلى المحكمة الكبرى في الرياض، وقد كان ذلك في شوال سنة 1366هـ.
ظل الشيخ عبدالله بن عقيل قاضيا في الرياض حتى سنة (1370هـ) ، إلى أن أمر الملك عبدالعزيز بنقله قاضيا لعنيزة مسقط رأسه، ومقر شيخه عبدالرحمن بن سعدي، حيث لم يمنعه موقعه -وهو قاضي عنيزة- من متابعة دروسه العلمية، والاستفادة منه طيلة المدة التي مكث فيها: بعنيزة. وقد أشرف خلال هذه الفترة على إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة عنيزة.
وقد ظل الشيخ قاضيًا لعنيزة حتى سنة 1375هـ.وفي تلك الأثناء افتتحت دار الإفتاء في الرياض برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعين الشيخ عبدالله بن عقيل عضوًا فيها بأمر الملك سعود وباشر عمله في رمضان سنة 1375هـ.
وكان تعيين الشيخ في دار الإفتاء فرصة عظيمة له لملازمة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والاستمرار في الاستفادة منه.
وأثناء عمل الشيخ عبدالله في دار الإفتاء أصدر مجموعة من العلماء برئاسة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم صحيفة إسلامية سميت بالدعوة، وكان فيها صفحة للفتاوى، تولى الإجابة عليها أَوَّلَ أمرِها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم وكّل للشيخ عبدالله بن عقيل تحريرها، والإجابة على الفتاوى التي تَرِدُ من القراء، وقد كان من نتاجها هذه الفتاوى التي تطبع لأول مرة.
وبعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رئيس القضاة- أمر الملك فيصل بتشكيل لجنة للنظر في المعاملات الموجودة في مكتبه؛ كرئيس للقضاة فترأس الشيخ عبدالله تلك اللجنة، التي سميت اللجنة العلمية. وقد ضمت في عضويتها كلاً من الشيخ محمد بن عودة، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ عمر المترك.وما إن أنهت اللجنة العلمية أعمالها حتى انتقل الشيخ عبدالله بن عقيل- في عام 1391هـ - بأمر من الملك فيصل إلى عضوية هيئة التمييز، بمعية كل من الشيخ محمد بن جبير، والشيخ محمد البواردي، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن سليم، ورئيسهم الشيخ عبدالعزيز ابن ناصر الرشيد.
وفي عام 1392هـ تشكلت الهيئة القضائية العليا برئاسة الشيخ محمد ابن جبير، وعضوية الشيخ عبدالله بن عقيل، والشيخ عبدالمجيد بن حسن، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ غنيم المبارك.ومن الهيئة القضائية العليا انتقل عمل الشيخ إلى مجلس القضاء الأعلى الذي تشكل برئاسة وزير العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان، حيث تعين فيه الشيــخ عبدالله عضوًا، إضافة إلى عضويته في الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى، وذلك في أواخر عام 1392هـ.
ثم عين الشيخ رئيسا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى إثر انتقال الشيخ محمد الحركان إلى رابطة العالم الإسلامي، وتعيين الشيخ عبدالله بن حميد خلفًا له في رئاسة المجلس، كما كان الشيخ عبدالله بن عقيل يترأس المجلس الأعلى للقضاء نيابة عن الشيخ عبدالله بن حميد أيام انتدابه، وأيام سفره للعلاج.
وقد اختير الشيخ عبدالله بن عقيل لعضوية مجلس الأوقاف الأعلى إبّان إنشائه في سنة 1387هــ، واستمر في عضويته إلى جانب أعماله التي تقلدها حتى بلغ السن النظامي للتقاعد في سنة 1405هـ.وقد تولى أمانة هذه اللجنة الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ عبدالله بن عقيل.
ولما عرض على هيئة كبار العلماء بالمملكة موضوع تحديد حرم المدينة النبوية، رأى المجلس الاكتفاء بقرار اللجنة العلمية الأسبق المؤيَّد من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، والتي كان الشيخ عبدالله بن عقيل مندوبا عنه فيها، وقد رأى مجلس كبار العلماء تشكيل لجنة جديدة لتعيين الحدود على الطبيعة تضم -بالإضافة إلى الشيخ عبدالله بن عقيل- كلًّا من الشيخ عبدالله البسام، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ أبو بكر الجزائري، والسيد حبيب محمود أحمد، وقد تولى الشيخ عبدالله رئاسة هذه اللجنة، كما تولى سكرتارية اللجنة الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ عبدالله بن عقيل.وقد فرَّغ الشيخ عبدالله نفسه -منذ أن تقاعد عن العمل الرسمي- للعلم وأهله وطلبته، فلا تكاد تجده إلا مشغولًا بالعلم تعلمًا وتعليمًا، بالإضافة إلى إجابة المستفتين حضوريًّا وعلى الهاتف، حفظه الله وأثابه، ومتع به على طاعته، وأحسن خاتمته.
آثاره العلمية:
لم يشتغل سماحة الشيخ بالتصنيف نظرا لكثرة تنقلاته وانهماكه في الأعمال الوظيفية، والتدريس، ومراجعة المناهج التعليمية، وتأسيس الأنظمة القضائية والعدلية، ورغم هذا الانشغال إلاّ أنّ لسماحته بعض الآثار.
فمن آثار سماحته المطبوعة:
• فتاوى ابن عقيل، في مجلدين.
• الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة. وهي الرسائل الشخصية العلمية المرسلة من الشيخ عبد الرحمن السعدي إلى تلميذه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، ومسائل أخرى. اعتنى بها: هيثم بن جواد الحدّاد.
• كشكول ابن عقيل، حكم ونوادر وألغاز وأقاويل. اعتنى بإخراجه: عبد الرحمن بن علي العسكر.
• مجموع فيه من آثار سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل في الذكريات والتاريخ والتراجم. جمع وإعداد: محمد زياد التكلة.
• إدراك المطالب بحاشية ابن عقيل على دليل الطالب. جمع وترتيب: الدكتور وليد المنيس.
• تحفة القافلة في حكم الصّلاة على الرّاحلة. اعتنى بها: عبد الرحمن بن علي العسكر.
• الشّيخ عبد الرّحمن السّعدي كما عرفتُه. اعتنى بها: عبد الرحمن بن علي العسكر.
• الإجازة الوفية بالأسانيد اليمنية العلمية لعالم الديار النجدية. وهي إجازة الشيخ القاضي المعمر عبد الله بن علي العمودي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل. باعتناء: محمد زياد بن عمر التكلة.
• التراث في ما ورد في عدد السبع والثلاث. اعتنى بها: راشد بن خليفة الكليب.
ومن آثار سماحته المخطوطة:
• ترجمة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عقيل.
• مراسلات ابن عقيل. (وهي مراسلات سماحته مع الملوك والعلماء والقضاة والأمراء والوزراء والأدباء وغيرهم.)
• الترجمة الذاتية. (وهي ترجمة موسعة لسماحته.)
• شرح كتاب: (منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين) لشيخه عبد الرحمن السعدي.
• مجموع الفوائد المنثورة. ( وهي فوائد علمية في مختلف الفنون)، دون الشيخ أكثرها أثناء طلبه العلم على شيخه ابن سعدي.)
ومما خُرِّج لسماحته من الأجزاء الحديثية:
• جزء: الأربعون في فضل المساجد وعمارتها مما رواه شيخ الحنابلة عبد الله بن عقيل بأسانيده عن شيوخه. تخريج: محمَّد بن ناصر العجمي.
• جزء: النوافح المسكيّة من الأربعين المكيّة. تخريج: محمَّد زياد التكلة.
• جزء: النجم البادي في عوالي مقروءات العلاّمة ابن عقيل على شيخه المحدّث علي أبو وادي. تخريج: بلال بن محمود الجزائري.
• جزء: الأوائل العقيلية. انتخبها له: بدر بن علي العتيبي.
التقديم للكتب:
من أشهر الكتب التي قدّم لها سماحته، وغيرها كثير:
تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان، لشيخه العلاّمة عبد الرحمن ابن سعدي.
منهج السّالكين وتوضيح الفقه في الدّين. للشيخ ابن سعدي.
الأجوبة السّعدية عن المسائل الكويتيّة.
الأجوبة السّعدية على المسائل القصيميّة.
تنزيه الدّين وحملته ورجاله عما افتراه القصيميّ في أغلاله. للشيخ ابن سعدي.
فتح الرّحيم الملك العلاّم في علم العقائد والتّوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن. للشيخ ابن سعدي.
شرح عمدة الأحكام من أمالي العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي؛ بتحقيق حفيده أنس بن عبد الرحمن العقيل.
من ثناء العلماء على سماحته:
((فيك بركة، وقد تولى القضاء مَن هُم دونك)). عمر بن محمَّد بن سليم 1358هـ.
((من المحبّ عبد الرحمن الناصر السّعدي إلى جناب الولد النجيب ذي الأخلاق المرضية والشمائل الزكية، من نسأل الله تعالى أن يرقيه في درج الكمال، ويوصله إلى [أعلى] المقامات، بما مَنَّ الله عليه من علم نافع وعمل صالح وعمل متعدي: المكرّم عبد الله بن عبد العزيز العقيل المحترم، حفظه الله وتولاه..)). عبد الرحمن بن ناصر السّعدي. سنة 1358هـ.
((من المحبّ عبد الرحمن الناصر السعدي إلى جناب الولد المكرّم، ذي الأخلاق الجميلة والآداب الحسنة، والشمائل المستحسنة: عبد الله العبد العزيز العقيل المحترم، حفظه الله وتولاه، وأصلح له دينه ودنياه، آمين..)). عبد الرحمن بن ناصر السّعدي. 1359هـ.
((الأخ المكرم المحب الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل..)). عبد العزيز بن عبد الله بن باز. 1365هـ.
((حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الفاضل، ابن عنيزة البار وقاضيها العادل، قاضي الجنة، فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، أسبغ الله عليه وافر النعمة، ووفقه للخير في جميع أحواله...)). محمد خليل هراس، محمد كامل مراد، وعبد الحميد عبد الشافي. 1371هـ
((إلى حضرة العلاّمة الأوحد والفهامة الأمجد الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، قاضي عنيزة، سدّد الله أحكامه، وجعل الحق مقَاله، آمين)). محمّد بن عبد العزيز بن مانع. 1372هـ.
((إلى جناب الأفخم العالم الفاضل الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، حفظه الله)). محمَّد بن عبد العزيز بن مانع. 1378هـ.
((الشيخ الفاضل العلاّمة سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل..)). عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي. 1380هـ تقريبا.
((إن الشيخ عبد الله بن عقيل من المشايخ العلماء الذين لهم حق الإكرام والتقدير..)). محمد بن إبراهيم آل الشيخ. 1385هـ.
((شيخ المذهب الآن عبد الله بن عقيل)). عبد الله بن دهيش. 1385هـ.
((من محمد الصالح العثيمين إلى صاحب الفضيلة والوفاء: الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله تعالى...)). الجمعة 24 من ذي القعدة سنة 1419هـ.
((.. وكان لا ينقطع عنا، فكان نِعْمَ الزميل: طيب المعشر، ذا أخلاق جميلة، وصفات حميدة، وهو مع ذلك لا ينقطع عنا بالزيارة والمناقشة في الأمور العلمية، نسأل الله لنا وله حسن الختام، إنه نِعْمَ المولى و نِعْمَ النصير)). محمّد بن سليمان البسام. 1424هـ.
((سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل من خيرة من زاملتهم في حياتي العملية، وهو علم من أعلام وقته: تقى، وأمانة، وعلما، وفقها، وأدبا، وظرفا)). محمّد بن عبد الله بن عودة. 1424هـ.((صاحب الفضيلة وصاحب العلم الواسع الغزير، بل صاحب الفنون العلمية المتعددة. وهو أكثر كفاية للتأليف، وأكثر علما من كثير ممن عرفناهم قد ألفوا....، وكان العلماء ينظرون إليه على أنه قاض، وأنه عالم، وأنه واسع المعرفة)). الرّحّالة محمّد بن ناصر العبودي. 1424هـ.((الشيخ عبد الله شيخ عصرنا الآن في الفقه)). عبد القادر الأرناؤوط. 1425هـ.
((بقيّة السّلف)). ربيع بن هادي المدخلي 1428هـ. وقال أيضا بعد مكالمة هاتفية مع سماحته: ((الله أكبر!، لو كان الناس في مثل أخلاق الشيخ عبد الله لكانت الدنيا على خير)). 1428هـ.
[ هذه الترجمة مدبجة من عدة مواقع ، وقد صدر كتاب يترجم للشيخ رحمه الله ، اسمه : فتح الجليل بترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل) جمع وتخريج: محمّد زياد بن عمر التكلة ، وفي مقدمة فتاوى الشيخ توجد ترجمة له أيضا ]
وقد توفي الشيخ رحمه الله ظهر هذا اليوم ، الثلاثاء ، الثامن من شوال من عام 1432 هـ ، نسأل الله أن يجعل مثواه الجنان ، وأن يأجرنا في مصيبتنا .
منقول من مجالس الذكر
مولده:
ولــد الشيـــخ عبــدالله في مــدينة عــنيزة عــام 1335 هـ.
نسبه :
قال رحمه الله : ((المعروف المتعارف بين أفراد قبيلتنا وغيرهم من كبار السن السابقين أننا من الأنصار من قبيلة الخزرج، ومنشؤنا في المدينة المنورة، ثم مؤخرا نشط بعض أفراد أسرتنا وبحثوا في الموضوع، وذكروا أنهم وجدوا وثائق رسمية وحجج شرعية على أملاك الأجداد في المدينة المنورة تدل على أننا ننحدر نسبا من آل عقيل الأشراف، وأوردوا عليه من البراهين ما يؤيدون ذلك، وموقفي من هذا التوقف، فإن ثبت فلا مجال لإنكاره، وإلا فالأصل بقاء ما كان على ما كان، والله المستعان)).
تعلمه وشيوخه:
نشأ في كنف والده الشيخ عبدالعزيز العقيل، الذي يعتبر من رجالات عنيزة المشهورين، ومن أدبائها وشعرائها، فكان والده هو معلمه الأول.
وقد هيأ الله -عز وجل- للشيخ عبدالله بن عقيل بيت علم، فإلى جانب والده الشيخ عبدالعزيز، فإن أخاه الأكبر هو الشيخ عقيل بن عبدالعزيز وهو من حملة العلم، وكان قاضيًا لمدينة العارضة في منطقة جيران جنوبي المملكة، كما أن عمه هو الشيخ عبدالرحمن بن عقيل الذي عين قاضيًا لمدينة جازان.
درس الشيخ عبدالله العلوم الأولية في مدرسة الأستاذ ابن صالح، ثم في مدرسة الداعية المصلح الشيخ عبدالله القرعاوي.حفظ الشيخ عبدالله بن عقيل القرآن الكريم، وعددًا من المتون التي كان طلبة العلم يحفظونها في ذلك الوقت ويتدارسونها، مثل: عمدة الحديث، ومتن زاد المستقنع، وألفية ابن مالك في النحو... وغيرها.
وبعد اجتيازه لهذه المرحلة -بتفوق- التحق بحلقات شيخ عنيزة وعلّامة القصيم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- وقد لازمه ملازمة تامة؛ فتعلم عليه القرآن الكريم، والتفسير، والتوحيد، والحديث، والفقه، واللغة ... وغيرها.
كما استفاد الشيخ عبدالله من مشايخ عنيزة الموجودين في ذلك الوقت مثل: الشيخ المحدث المعمر علي بن ناصر أبو وادي؛ فقرأ عليه: الصحيحين، والسنن، ومسند أحمد، ومشكاة المصابيح، وأخذ عنه الإجازة بها بسنده العالي عن شيخه محدّث الهند نذير حسين (ت 1299هـ) .
وفي الوقت الذي عمل فيه الشيخ عبدالله قاضيًا في مدينة الرياض لم يأل الشيخ جهدا في الاستفادة من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- فلازمه واستفاد منه علميا؛ حيث انضم إلى حلقاته التي كان يعقدها في فنون العلم المتعددة.
كما استفاد الشيخ عبدالله من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أثناء العمل معه عضوًا في دار الإفتاء لمدة خـمسة عشر عامًا؛ فاستفاد من أخلاقه، وحسن تدبيره، وسياسته مع الناس.
واستفاد الشيخ عبدالله -أيضًا- من العلماء الأجلاء الوافدين لمدينة الرياض للتدريس في كلية الشريعة، أمثال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان (ت: 1393هـ) ، والشيخ عبدالرزاق عفيفي (ت: 1415هـ) وغيرهما.
أسانيده ومروياته وما يتعلق بذلك:
أولا: شيوخ الرواية:
تلقى -حفظه الله- الإجازة العامة من مجموعة من الشيوخ، وهم المشايخ الأجلاء الفضلاء:1) علي بن ناصر أبو وادي العنزي. (1273/1361)، رحمه الله.
2) وعبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي العُمري الهندي ثم المكي. (1302/1392)، رحمه الله.
3) وعبد الله بن محمد المطرودي العُنزي. (1311/1361)، رحمه الله.
4) وعبد الله بن محمد القرعاوي العُنزي. (1315/1389)، رحمه الله.
5) ومحمد بن أحمد بن سعيد. (1322 تقريبا/1423)، رحمه الله، أجاز شيخنا في مكة.
6) ومصطفى بن أحمد الزرقا الحلبي. (1325 تقريبا/1420)، رحمه الله، أجاز في الرياض: 27 رجب 1419.
وحصل التدبيج في الرواية مع المشايخ الفضلاء:
7) إسماعيل بن محمد الأنصاري (1340/1417)، رحمه الله. وتاريخ إجازته: 25/5/1392.
8) وعبد الرحمن بن سعد العياف، نزيل الطائف، حفظه الله، كتب الإجازة على ثبته: (إتحاف المريد بعالي الأسانيد) لدى زيارة شيخنا له في منزله بالطائف يوم الثلاثاء 13/6/1414، ثم أجاز شيخنا ابن عقيل الشيخ العياف، فتدبجا.
9) وأحمد بن يحيى النّجمي، رحمه الله. وتاريخ إجازته: 14/1/1417، ثم أرسل ثبته المسمى: (إنالة الطالبين بأسانيد كتب المحدثين)، وعليه إجازته بتاريخ: 23/5/1423.
10) وعبد القادر الأرنؤوط الدمشقي، رحمه الله. أجاز من دمشق: 21/8/1420، ثم أجاز شيخنا ابن عقيل الشيخَ الأرنؤوط، فتدبجا.
11) وعبد الغني بن محمد بن علي الدَّقر الدمشقي (1335/1423)، رحمه الله. أجاز من دمشق: 24/8/1420.
12) ومحمد بن الأمين بوخبزة الحسني التّطواني، حفظه الله. وحصلت الإجازة عند زيارة شيخنا ابن عقيل له في بيته بمدينة تطوان في: رجب 1421.
13) ومحمد زهير بن مصطفى الشاويش الحسيني الدمشقي ثم البيروتي الحازمي، حفظه الله. كتب له الإجازة من جدة يوم الثلاثاء: 25/11/1423.
14) ومحمد بن لطفي الصبّاغ الدمشقي، نزيل الرياض، حفظه الله. وذلك في منزل الشيخ ابن عقيل بالرياض، ليلة الخميس: 22/2/1424.
15) وبكري بن عبد المجيد الطرابيشي الدمشقي، حفظه الله، وذلك في منزل شيخنا ابن عقيل بالرياض، يوم الأحد 21/2/1425.
16) ويحيى بن عثمان المدرس، حفظه الله.
17) وعبد القيوم الرحماني الهندي، رحمه الله. حصل التدبج بينهما بتاريخ: 28/10/1428هـ.
18) وربيع بن هادي المدخلي، حفظه الله. أجازه شيخنا ابن عقيل ببيته بمكة المكرمة، ثم أجازه الشيخ ربيع بتاريخ: 13/3/1430هـ، فتدبجا.
كما استجيز للشيخ من المشايخ:19) أحمد نصيب المحاميد الدمشقي (1330/1421)، رحمه الله، أجاز من دمشق 24، ثم: 29/8/1420.
20) ومحمد بن أحمد الشاطري الحضرمي ثم الجُدِّي (1331/1422)، رحمه الله، أجاز من جدة بتاريخ: 15/4/1422.
21) وإدريس بن محمد بن جعفر الكتّاني الفاسي.
22) ومحضار بن علي الحبشي الحضرمي.
23) ومحمد بن عبد الرحمن آل الشيخ.
24) وعَلَويّة بنت عبد الرحمن الحبشي الحضرمية.
25) وثناء الله بن عيسى خان المدني.
26) ومحمد إسرائيل السلفي الندوي، وسمع منه الأولية بالهاتف.
وظائفه العملية:
اختير الشيخ عبدالله وهو في مطلع شبابه -في عام 1353هـ - مع المشايخ الذين أمر الملك عبدالعزيز بابتعاثهم قضاة ومرشدين في منطقة جيزان، فكان نصيب الشيخ عبدالله مع عمه الشيخ عبدالرحمن بن عقيل -قاضي جازان- أن عمل ملازمًا وكاتبًا، مع ما كان يقوم به من الإمامة، والخطابة، والحسبة، والوعظ، والتدريس.
وفي تــلك الفــترة وأثنــاء مكـــوثه في جـــازان خرج مع الهيئة التي قامت بتحديد الحدود بين المملكة واليمن، حيث ظلت تتجول بين الحدود والقبائل الحدودية بضعة أشهــر من سنة 1355هـ.
وفي عام 1357هـ رجع الشيخ عبدالله إلى وطنه عنيزة، ولازم شيخه ابن سعدي مرة أخرى بحضور دروسه ومحاضراته حتى عام 1358هـ، حيث جاءت برقية من الملك عبدالعزيز لأمير عنيزة بتعيين الشيخ لرئاسة محكمة جازان خلفا لعمه عبدالرحمن، فاعتذر الشيخ عن ذلك؛ فلم يقبل عذره، فاقترح على الشيخ عمر بن سليم التوسط بنقل الشيخ محمد بن عبدالله التويجري من أبو عريش إلى جازان، ويكون هو في أبو عريش، فهي أصغر حجمًا وأخف عملًا، فراقت هذه الفكرة للشيخ عمر بن سليم؛ فكتب للملك عبدالعزيز، الذي أصدر أوامره بذلك.ومن ثَمَّ سافر الشيخ عبدالله إلى أبوعريش مباشرًا عمله الجديد في محكمتها مع القيام بالتدريس والوعظ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ذلك في رمضان من سنة 1358هـ.
وفي سنة 1359هـ نقل الشيخ عبدالله إلى محكمة فرسان، لكنه لم يدم هناك طويلا، فما لبث أن أعيد إلى محكمة أبو عريش مرة أخرى ليمكث فيها قاضيا مدة خـمس سنوات متتالية.
وفي رمضان سنة 1365هـ نقل الشيخ بأمر من الملك عبدالعزيز إلى محكمة الخرج، وذلك باقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ولم يدم مكوث الشيخ عبدالله في محكمة الخرج إلا قرابة السنة، حيث تم نقله إلى المحكمة الكبرى في الرياض، وقد كان ذلك في شوال سنة 1366هـ.
ظل الشيخ عبدالله بن عقيل قاضيا في الرياض حتى سنة (1370هـ) ، إلى أن أمر الملك عبدالعزيز بنقله قاضيا لعنيزة مسقط رأسه، ومقر شيخه عبدالرحمن بن سعدي، حيث لم يمنعه موقعه -وهو قاضي عنيزة- من متابعة دروسه العلمية، والاستفادة منه طيلة المدة التي مكث فيها: بعنيزة. وقد أشرف خلال هذه الفترة على إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة عنيزة.
وقد ظل الشيخ قاضيًا لعنيزة حتى سنة 1375هـ.وفي تلك الأثناء افتتحت دار الإفتاء في الرياض برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعين الشيخ عبدالله بن عقيل عضوًا فيها بأمر الملك سعود وباشر عمله في رمضان سنة 1375هـ.
وكان تعيين الشيخ في دار الإفتاء فرصة عظيمة له لملازمة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والاستمرار في الاستفادة منه.
وأثناء عمل الشيخ عبدالله في دار الإفتاء أصدر مجموعة من العلماء برئاسة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم صحيفة إسلامية سميت بالدعوة، وكان فيها صفحة للفتاوى، تولى الإجابة عليها أَوَّلَ أمرِها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم وكّل للشيخ عبدالله بن عقيل تحريرها، والإجابة على الفتاوى التي تَرِدُ من القراء، وقد كان من نتاجها هذه الفتاوى التي تطبع لأول مرة.
وبعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رئيس القضاة- أمر الملك فيصل بتشكيل لجنة للنظر في المعاملات الموجودة في مكتبه؛ كرئيس للقضاة فترأس الشيخ عبدالله تلك اللجنة، التي سميت اللجنة العلمية. وقد ضمت في عضويتها كلاً من الشيخ محمد بن عودة، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ عمر المترك.وما إن أنهت اللجنة العلمية أعمالها حتى انتقل الشيخ عبدالله بن عقيل- في عام 1391هـ - بأمر من الملك فيصل إلى عضوية هيئة التمييز، بمعية كل من الشيخ محمد بن جبير، والشيخ محمد البواردي، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن سليم، ورئيسهم الشيخ عبدالعزيز ابن ناصر الرشيد.
وفي عام 1392هـ تشكلت الهيئة القضائية العليا برئاسة الشيخ محمد ابن جبير، وعضوية الشيخ عبدالله بن عقيل، والشيخ عبدالمجيد بن حسن، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ غنيم المبارك.ومن الهيئة القضائية العليا انتقل عمل الشيخ إلى مجلس القضاء الأعلى الذي تشكل برئاسة وزير العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان، حيث تعين فيه الشيــخ عبدالله عضوًا، إضافة إلى عضويته في الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى، وذلك في أواخر عام 1392هـ.
ثم عين الشيخ رئيسا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى إثر انتقال الشيخ محمد الحركان إلى رابطة العالم الإسلامي، وتعيين الشيخ عبدالله بن حميد خلفًا له في رئاسة المجلس، كما كان الشيخ عبدالله بن عقيل يترأس المجلس الأعلى للقضاء نيابة عن الشيخ عبدالله بن حميد أيام انتدابه، وأيام سفره للعلاج.
وقد اختير الشيخ عبدالله بن عقيل لعضوية مجلس الأوقاف الأعلى إبّان إنشائه في سنة 1387هــ، واستمر في عضويته إلى جانب أعماله التي تقلدها حتى بلغ السن النظامي للتقاعد في سنة 1405هـ.وقد تولى أمانة هذه اللجنة الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ عبدالله بن عقيل.
ولما عرض على هيئة كبار العلماء بالمملكة موضوع تحديد حرم المدينة النبوية، رأى المجلس الاكتفاء بقرار اللجنة العلمية الأسبق المؤيَّد من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، والتي كان الشيخ عبدالله بن عقيل مندوبا عنه فيها، وقد رأى مجلس كبار العلماء تشكيل لجنة جديدة لتعيين الحدود على الطبيعة تضم -بالإضافة إلى الشيخ عبدالله بن عقيل- كلًّا من الشيخ عبدالله البسام، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ أبو بكر الجزائري، والسيد حبيب محمود أحمد، وقد تولى الشيخ عبدالله رئاسة هذه اللجنة، كما تولى سكرتارية اللجنة الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ عبدالله بن عقيل.وقد فرَّغ الشيخ عبدالله نفسه -منذ أن تقاعد عن العمل الرسمي- للعلم وأهله وطلبته، فلا تكاد تجده إلا مشغولًا بالعلم تعلمًا وتعليمًا، بالإضافة إلى إجابة المستفتين حضوريًّا وعلى الهاتف، حفظه الله وأثابه، ومتع به على طاعته، وأحسن خاتمته.
آثاره العلمية:
لم يشتغل سماحة الشيخ بالتصنيف نظرا لكثرة تنقلاته وانهماكه في الأعمال الوظيفية، والتدريس، ومراجعة المناهج التعليمية، وتأسيس الأنظمة القضائية والعدلية، ورغم هذا الانشغال إلاّ أنّ لسماحته بعض الآثار.
فمن آثار سماحته المطبوعة:
• فتاوى ابن عقيل، في مجلدين.
• الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة. وهي الرسائل الشخصية العلمية المرسلة من الشيخ عبد الرحمن السعدي إلى تلميذه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، ومسائل أخرى. اعتنى بها: هيثم بن جواد الحدّاد.
• كشكول ابن عقيل، حكم ونوادر وألغاز وأقاويل. اعتنى بإخراجه: عبد الرحمن بن علي العسكر.
• مجموع فيه من آثار سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل في الذكريات والتاريخ والتراجم. جمع وإعداد: محمد زياد التكلة.
• إدراك المطالب بحاشية ابن عقيل على دليل الطالب. جمع وترتيب: الدكتور وليد المنيس.
• تحفة القافلة في حكم الصّلاة على الرّاحلة. اعتنى بها: عبد الرحمن بن علي العسكر.
• الشّيخ عبد الرّحمن السّعدي كما عرفتُه. اعتنى بها: عبد الرحمن بن علي العسكر.
• الإجازة الوفية بالأسانيد اليمنية العلمية لعالم الديار النجدية. وهي إجازة الشيخ القاضي المعمر عبد الله بن علي العمودي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل. باعتناء: محمد زياد بن عمر التكلة.
• التراث في ما ورد في عدد السبع والثلاث. اعتنى بها: راشد بن خليفة الكليب.
ومن آثار سماحته المخطوطة:
• ترجمة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عقيل.
• مراسلات ابن عقيل. (وهي مراسلات سماحته مع الملوك والعلماء والقضاة والأمراء والوزراء والأدباء وغيرهم.)
• الترجمة الذاتية. (وهي ترجمة موسعة لسماحته.)
• شرح كتاب: (منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين) لشيخه عبد الرحمن السعدي.
• مجموع الفوائد المنثورة. ( وهي فوائد علمية في مختلف الفنون)، دون الشيخ أكثرها أثناء طلبه العلم على شيخه ابن سعدي.)
ومما خُرِّج لسماحته من الأجزاء الحديثية:
• جزء: الأربعون في فضل المساجد وعمارتها مما رواه شيخ الحنابلة عبد الله بن عقيل بأسانيده عن شيوخه. تخريج: محمَّد بن ناصر العجمي.
• جزء: النوافح المسكيّة من الأربعين المكيّة. تخريج: محمَّد زياد التكلة.
• جزء: النجم البادي في عوالي مقروءات العلاّمة ابن عقيل على شيخه المحدّث علي أبو وادي. تخريج: بلال بن محمود الجزائري.
• جزء: الأوائل العقيلية. انتخبها له: بدر بن علي العتيبي.
التقديم للكتب:
من أشهر الكتب التي قدّم لها سماحته، وغيرها كثير:
تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان، لشيخه العلاّمة عبد الرحمن ابن سعدي.
منهج السّالكين وتوضيح الفقه في الدّين. للشيخ ابن سعدي.
الأجوبة السّعدية عن المسائل الكويتيّة.
الأجوبة السّعدية على المسائل القصيميّة.
تنزيه الدّين وحملته ورجاله عما افتراه القصيميّ في أغلاله. للشيخ ابن سعدي.
فتح الرّحيم الملك العلاّم في علم العقائد والتّوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن. للشيخ ابن سعدي.
شرح عمدة الأحكام من أمالي العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي؛ بتحقيق حفيده أنس بن عبد الرحمن العقيل.
من ثناء العلماء على سماحته:
((فيك بركة، وقد تولى القضاء مَن هُم دونك)). عمر بن محمَّد بن سليم 1358هـ.
((من المحبّ عبد الرحمن الناصر السّعدي إلى جناب الولد النجيب ذي الأخلاق المرضية والشمائل الزكية، من نسأل الله تعالى أن يرقيه في درج الكمال، ويوصله إلى [أعلى] المقامات، بما مَنَّ الله عليه من علم نافع وعمل صالح وعمل متعدي: المكرّم عبد الله بن عبد العزيز العقيل المحترم، حفظه الله وتولاه..)). عبد الرحمن بن ناصر السّعدي. سنة 1358هـ.
((من المحبّ عبد الرحمن الناصر السعدي إلى جناب الولد المكرّم، ذي الأخلاق الجميلة والآداب الحسنة، والشمائل المستحسنة: عبد الله العبد العزيز العقيل المحترم، حفظه الله وتولاه، وأصلح له دينه ودنياه، آمين..)). عبد الرحمن بن ناصر السّعدي. 1359هـ.
((الأخ المكرم المحب الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل..)). عبد العزيز بن عبد الله بن باز. 1365هـ.
((حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الفاضل، ابن عنيزة البار وقاضيها العادل، قاضي الجنة، فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، أسبغ الله عليه وافر النعمة، ووفقه للخير في جميع أحواله...)). محمد خليل هراس، محمد كامل مراد، وعبد الحميد عبد الشافي. 1371هـ
((إلى حضرة العلاّمة الأوحد والفهامة الأمجد الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، قاضي عنيزة، سدّد الله أحكامه، وجعل الحق مقَاله، آمين)). محمّد بن عبد العزيز بن مانع. 1372هـ.
((إلى جناب الأفخم العالم الفاضل الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، حفظه الله)). محمَّد بن عبد العزيز بن مانع. 1378هـ.
((الشيخ الفاضل العلاّمة سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل..)). عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي. 1380هـ تقريبا.
((إن الشيخ عبد الله بن عقيل من المشايخ العلماء الذين لهم حق الإكرام والتقدير..)). محمد بن إبراهيم آل الشيخ. 1385هـ.
((شيخ المذهب الآن عبد الله بن عقيل)). عبد الله بن دهيش. 1385هـ.
((من محمد الصالح العثيمين إلى صاحب الفضيلة والوفاء: الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله تعالى...)). الجمعة 24 من ذي القعدة سنة 1419هـ.
((.. وكان لا ينقطع عنا، فكان نِعْمَ الزميل: طيب المعشر، ذا أخلاق جميلة، وصفات حميدة، وهو مع ذلك لا ينقطع عنا بالزيارة والمناقشة في الأمور العلمية، نسأل الله لنا وله حسن الختام، إنه نِعْمَ المولى و نِعْمَ النصير)). محمّد بن سليمان البسام. 1424هـ.
((سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل من خيرة من زاملتهم في حياتي العملية، وهو علم من أعلام وقته: تقى، وأمانة، وعلما، وفقها، وأدبا، وظرفا)). محمّد بن عبد الله بن عودة. 1424هـ.((صاحب الفضيلة وصاحب العلم الواسع الغزير، بل صاحب الفنون العلمية المتعددة. وهو أكثر كفاية للتأليف، وأكثر علما من كثير ممن عرفناهم قد ألفوا....، وكان العلماء ينظرون إليه على أنه قاض، وأنه عالم، وأنه واسع المعرفة)). الرّحّالة محمّد بن ناصر العبودي. 1424هـ.((الشيخ عبد الله شيخ عصرنا الآن في الفقه)). عبد القادر الأرناؤوط. 1425هـ.
((بقيّة السّلف)). ربيع بن هادي المدخلي 1428هـ. وقال أيضا بعد مكالمة هاتفية مع سماحته: ((الله أكبر!، لو كان الناس في مثل أخلاق الشيخ عبد الله لكانت الدنيا على خير)). 1428هـ.
[ هذه الترجمة مدبجة من عدة مواقع ، وقد صدر كتاب يترجم للشيخ رحمه الله ، اسمه : فتح الجليل بترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل) جمع وتخريج: محمّد زياد بن عمر التكلة ، وفي مقدمة فتاوى الشيخ توجد ترجمة له أيضا ]
وقد توفي الشيخ رحمه الله ظهر هذا اليوم ، الثلاثاء ، الثامن من شوال من عام 1432 هـ ، نسأل الله أن يجعل مثواه الجنان ، وأن يأجرنا في مصيبتنا .
منقول من مجالس الذكر