طالب العلم
07-09-2014, 11:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قد خط يراع الشيخ حسن آيت علجت - سلمه الله - مقالا ماتعا، جلى فيه مكمن البركة في شهر الله المبارك رمضان، علقه على جدار (راية الإصلاح) جعل الله حامليها صالحين ومصلحين.
فحفظ الله مشايخ الجزائر وطلابهم، ووفقهم لكل خير.
قد ارتكز مقال الشيخ على حديث: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ؛ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ»، وهو حديث صحيح لغيره [تمام المنة: ص 395].
إلى حد هذه الأحرف: كل شيء واضح.
حتى يطلع علينا الفيسبوك بمقال الكاتب (عبدالحميد العربي) بعنوان:
((التنبيه إلى وهم وقع فيه الأخ الفاضل حسن آيت علجت - وفقه الله لكل خير -))
والوهم الذي نسب إلى الشيخ حسن - سلمه الله - هو أنه نسب تصحيح الحديث بزيادة (شهر مبارك) إلى الإمام الألباني - رحمه الله -.
ثم إن الكاتب قال: (العلامة محمد ناصر الدين الألباني لم يصحح حديث أبي هريرة بلفظ: (شهر مبارك) في جميع مصنفاته)!
ولينظر القارئ فيما يلي:
1. في كتاب "تمام المنة" (ص 395) الذي عزا إليه الشيخ حسن، يقول الإمام الألباني - رحمه الله -: "قلت: "لكنه صحيح لغيره"، فاستدرك - بعد حكمه على الطريق التي أوردها بالانقطاع - حتى لا يظن أن الحديث غير ثابتٍ، بل هو ثابت بمجموع طرقه كما هو مدلول كلام الإمام.
2. أحال الإمام الألباني - رحمه الله - القارئ (والكاتب) إلى "الصحيحة" (1307)، وفيه خرج الشيخ - رحمه الله - الحديث بلفظ: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ؛ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" وهي رواية الإمام مسلم - رحمه الله - من طريق أبي سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وليس فيها "شَهْرٌ مُبَارَكٌ".
ثم خرج الإمام الألباني - رحمه الله - الحديث برقم (1869) بلفظ: "رَمَضَانُ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ" الحديث، وهي رواية النسائي، والإمام أحمد، من طريق عطاء بن السائب، عن عرفجة، عن رجل من الصحابة، وليس فيها: "شَهْرٌ مُبَارَكٌ".
ثم ذكر الإمام الألباني - رحمه الله - أنَّ السيوطي أورد الحديث من هذه الطريق في زيادته على "الجامع الصغير" من رواية أحمد والبيهقي بلفظ: "رَمَضانَ شَهْرٌ مُبارَكٌ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوابُ الجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أبْوابُ السَّعِيرِ وَتُصْفَدُ فيهِ الشَّياطِينُ، وَيُنادِي مُنادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ هَلُمَّ، وَيا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ"، قال الإمام الألباني - رحمه الله -: "فالظاهر أن هذا لفظ البيهقي [(3329)]".
وهذه الرواية من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء، وكان قد اختلط، لذا أشار الشَّيخ الألباني - رحمه الله - إلى دفع هذه الآفة بأن الحديث ثبت عند النسائي من رواية الثوري (2107)، وشعبة (2108) عن عطاء. وليس فيها: "شَهْرٌ مُبَارَكٌ".
ومقصود الإمام الألباني - رحمه الله - تصحيح هذه الزيادة بمجموع الطرق، ولذا قال: "وقد رويت هذه الزِّيادة من طريق أخرى عن أحمد (2 / 425) - [7148] -،
والنسائي [2106] وغيرهما من طريق أبي قلابة عن أبي هريرة مرفوعًا، ورجاله ثقات، لكنه منقطع كما بيَّنه الحافظ المنذري (2 / 69)، وله عنده (2 / 67) شاهد من حديث سلمان - رضي الله عنه -، رواه ابن خزيمة بسندٍ ضعيفٍ، وآخر (2 / 69) من حديث عبادة بن الصامت، رواه الطبراني بسند فيه من لا يعرف".
ولا يفهم من هذا إلا إثبات الشيخ الألباني - رحمه الله - لهذه الزيادة، وهذا من اعتباره - رحمه الله -، فالقوسُ - هنا - هو باريـها، وقد علَّم الشيخ على الحديث - بتلك الزِّيادة - في "صحيح الجامع" (55)، و(3519) بالصِّحَّة.
بعد هذا ليس لك - أيها القاري - إلا أن تقول لمن قال: "العلامة محمد ناصر الدين الألباني لم يصحح حديث أبي هريرة بلفظ: (شهر مبارك) في جميع مصنفاته"، ثم كرر القول ليوهنه: "وخلاصة القول أن العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله لم يصحح الحديث بلفظ: (شهر مبارك)" = أبعدت وجفَوت، ثم إنك (وهمت)، وإن كنت منصفًا! لما قلت في آخر حروفك: "وإن كان شهرُ رمضان مباركا بلا نزاع".
حفظ الله الشيخ حسن، وأصلح الكاتب، وبارك الله لي ولكم في هذا الشهر (المبارك).
منقول من منتديات التصيةوالتربية
قد خط يراع الشيخ حسن آيت علجت - سلمه الله - مقالا ماتعا، جلى فيه مكمن البركة في شهر الله المبارك رمضان، علقه على جدار (راية الإصلاح) جعل الله حامليها صالحين ومصلحين.
فحفظ الله مشايخ الجزائر وطلابهم، ووفقهم لكل خير.
قد ارتكز مقال الشيخ على حديث: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ؛ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ»، وهو حديث صحيح لغيره [تمام المنة: ص 395].
إلى حد هذه الأحرف: كل شيء واضح.
حتى يطلع علينا الفيسبوك بمقال الكاتب (عبدالحميد العربي) بعنوان:
((التنبيه إلى وهم وقع فيه الأخ الفاضل حسن آيت علجت - وفقه الله لكل خير -))
والوهم الذي نسب إلى الشيخ حسن - سلمه الله - هو أنه نسب تصحيح الحديث بزيادة (شهر مبارك) إلى الإمام الألباني - رحمه الله -.
ثم إن الكاتب قال: (العلامة محمد ناصر الدين الألباني لم يصحح حديث أبي هريرة بلفظ: (شهر مبارك) في جميع مصنفاته)!
ولينظر القارئ فيما يلي:
1. في كتاب "تمام المنة" (ص 395) الذي عزا إليه الشيخ حسن، يقول الإمام الألباني - رحمه الله -: "قلت: "لكنه صحيح لغيره"، فاستدرك - بعد حكمه على الطريق التي أوردها بالانقطاع - حتى لا يظن أن الحديث غير ثابتٍ، بل هو ثابت بمجموع طرقه كما هو مدلول كلام الإمام.
2. أحال الإمام الألباني - رحمه الله - القارئ (والكاتب) إلى "الصحيحة" (1307)، وفيه خرج الشيخ - رحمه الله - الحديث بلفظ: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ؛ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" وهي رواية الإمام مسلم - رحمه الله - من طريق أبي سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وليس فيها "شَهْرٌ مُبَارَكٌ".
ثم خرج الإمام الألباني - رحمه الله - الحديث برقم (1869) بلفظ: "رَمَضَانُ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ" الحديث، وهي رواية النسائي، والإمام أحمد، من طريق عطاء بن السائب، عن عرفجة، عن رجل من الصحابة، وليس فيها: "شَهْرٌ مُبَارَكٌ".
ثم ذكر الإمام الألباني - رحمه الله - أنَّ السيوطي أورد الحديث من هذه الطريق في زيادته على "الجامع الصغير" من رواية أحمد والبيهقي بلفظ: "رَمَضانَ شَهْرٌ مُبارَكٌ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوابُ الجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أبْوابُ السَّعِيرِ وَتُصْفَدُ فيهِ الشَّياطِينُ، وَيُنادِي مُنادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ هَلُمَّ، وَيا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ"، قال الإمام الألباني - رحمه الله -: "فالظاهر أن هذا لفظ البيهقي [(3329)]".
وهذه الرواية من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء، وكان قد اختلط، لذا أشار الشَّيخ الألباني - رحمه الله - إلى دفع هذه الآفة بأن الحديث ثبت عند النسائي من رواية الثوري (2107)، وشعبة (2108) عن عطاء. وليس فيها: "شَهْرٌ مُبَارَكٌ".
ومقصود الإمام الألباني - رحمه الله - تصحيح هذه الزيادة بمجموع الطرق، ولذا قال: "وقد رويت هذه الزِّيادة من طريق أخرى عن أحمد (2 / 425) - [7148] -،
والنسائي [2106] وغيرهما من طريق أبي قلابة عن أبي هريرة مرفوعًا، ورجاله ثقات، لكنه منقطع كما بيَّنه الحافظ المنذري (2 / 69)، وله عنده (2 / 67) شاهد من حديث سلمان - رضي الله عنه -، رواه ابن خزيمة بسندٍ ضعيفٍ، وآخر (2 / 69) من حديث عبادة بن الصامت، رواه الطبراني بسند فيه من لا يعرف".
ولا يفهم من هذا إلا إثبات الشيخ الألباني - رحمه الله - لهذه الزيادة، وهذا من اعتباره - رحمه الله -، فالقوسُ - هنا - هو باريـها، وقد علَّم الشيخ على الحديث - بتلك الزِّيادة - في "صحيح الجامع" (55)، و(3519) بالصِّحَّة.
بعد هذا ليس لك - أيها القاري - إلا أن تقول لمن قال: "العلامة محمد ناصر الدين الألباني لم يصحح حديث أبي هريرة بلفظ: (شهر مبارك) في جميع مصنفاته"، ثم كرر القول ليوهنه: "وخلاصة القول أن العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله لم يصحح الحديث بلفظ: (شهر مبارك)" = أبعدت وجفَوت، ثم إنك (وهمت)، وإن كنت منصفًا! لما قلت في آخر حروفك: "وإن كان شهرُ رمضان مباركا بلا نزاع".
حفظ الله الشيخ حسن، وأصلح الكاتب، وبارك الله لي ولكم في هذا الشهر (المبارك).
منقول من منتديات التصيةوالتربية