admin
08-22-2011, 06:57 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلما تسليما
أما بعد
فقد قال الله تعالى والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً هكذا أيها المسلمون المؤمنون يقرر الله تعالى هذه الكلية العامة الشاملة لكل إنسان أن كل إنسان خلق ضعيفا فالإنسان ضعيف في نشأته خلقه الله من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين هو ضعيف في علمه وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً الإنسان لا يعلم الغيب ولا يعلم المستقبل حتى في تصرفاته الخاصة وما تدري نفس ماذا تكسب غداً الإنسان ضعيفاً في تصوره وإدراكه قد يتصور القريب بعيداً والبعيد قريبا والضار نافعاً والنافع ضارا ولا يدرك النتائج التي تنتج عن تصرفاته وأعماله ومن أجل هذا الضعف ومن أجل كون الإنسان ضعيفاً أرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فيسيروا على صراط الله المستقيم وتثبت شرائع الله بين الناس فلا يحتاجون إلى تشريعات من عند أنفسهم يسلكون بها مسالك المتاهات في الظلم والجور والنزاع والخلاف فجاءت شرائع الله منظمة للناس ليس في العبادة فقط ولكن في العبادة والمعاملة والآداب والأخلاق وكان أكمل تلك الشرائع أكمل تلك الشرائع وأشملها و أرعاها لمصالح العباد في كل زمان ومكان هذه الشريعة التي ختم الله بها الشرائع لتكون شريعة للخلق كافة ومنهج حياة شاملاً إلى يوم القيامة وهي الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ورسول الله إلى الخلق اجمعين فجاءت هذه الشريعة تنظم للناس العبادات والمعاملات والآداب والأخلاق ولقد ظل قوم ممن ينتسبون إليها ظل قوم ممن ينتسبون إليها فعموا أو تعاموا عن الحق حيث زعموا أن هذا الشريعة إنما تنظم للناس العبادات والأخلاق دون جانب المعاملة وتنظيم الحياة فاتبعوا أهواءهم في معاملاتهم واتبعوا القوانين التي وضعها شياطين الخلق ليضلوا بها الناس عن شريعة ربهم أفلم يعلم هؤلاء أفلم يعلم هؤلاء الذين عموا أو تعاموا إن في الشريعة الإسلامية نصوصاً كثيرة وافية في تنظيم المعاملات في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل إني أقول لكم إن أطول آية في القرآن كانت في المعاملة بين الناس في بيعهم وشرائهم الحاضر والمؤجل وبيان وسائل حفظ ذلك من كتابة وأشهاد ورهن و أقرأوها إن شئتم في آخر سورة البقرة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) الآية أفليس هذا أكبر دليل على أن الشريعة تنظيم للعبادة وتنظيم للمعاملة ففي العبادات أمر ونهي وفي المعاملات أمر ونهي وفي العبادات ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وفي المعاملات كذلك ترغيب وترهيب ووعد ووعيد و ( أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنهم يخسرون ) أيها المسلمون المؤمنون كما أن عليكم أن تسيروا في عباداتكم على الحدود الشرعية من غير تجاوز ولا تقصير فإن عليكم أن تسيروا في معاملاتكم على الحدود الشرعية في معاملة الناس من بيع وشراء وتأجير واستئجار و أرهان وارتهان وبذل وأخذ وغير ذلك لأن الكل شريعة الله فلإنسان مسئول عن معاملته كما هو مسئول عن عبادته لربه يقول الله تعالى (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ) (لأعراف:7) فاتقوا الله عباد الله واجملوا في طلب المال سيروا في طلبه على هدي ربكم لا على أهواء أنفسكم ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك:22) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعط الدنيا من يجب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه اسأل أن يجعلني وإياكم من هؤلاء من أعطاه الدين فقد أحبه قال صلى الله عليه وسلم (ولا والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا نبي الله قال غسله وظلمه وما يكسب عبداً مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحوا السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث) أيها المسلمون إن في هذا الحديث لعبرة لمن كان له قلب إنه يدل بوضوح على أن كثرة الدنيا وتنعيم العبد بها ليس علامة على أن الله يحبه فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وهاهم الكفار يتمتعون بما يتمتعون به من الدنيا وهم أعداء الله وموضع سخطه وبغضه ولكن العلامة على محبة الله للعبد هو الدين الذي يلتزم به العبد شرائع الله في عباداته ومعاملاته وآدابه وأخلاقه فإذا رأيت الرجل ذا دين فإن الله يحبه لأن الله لا يعطي الدين إلا من يحب قال الله تعالى(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)(آل عمران:من الآية31)وهذا الحديث يدل بوضوح على أن من كسب مالاً على وجه محرم فهو خاسر مهما ربح لأنه إما أن ينفق هذا المال في حاجاته الدنيوية وإما أن يتصدق به لطلب الثواب في الآخرة وإما أن يبقى بعده بدون إنفاق ولا صدقة وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم هذه الثلاث بأنه إن أنفقه لم يبارك له فيه وإن تصدق به لم يقبل منه وإن بقي بعده كان زاده إلى النار هذه نتائج من اكتسب المال بطريق محرم أضف إلى هذه النتائج الثلاثة نتيجة الطمع وانحراف القلب في طلب المال استمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم (إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من ما يخرج الله لكم من بركات الأرض قيل وما بركات الأرض يا رسول الله قال زهرة الدنيا ثم قال صلى الله عليه وسلم إن هذا المال خضرة حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه أوقال ومن لم يأخذه بحقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة) أخذ المال بحقه أن يكتسبه بطريق مباح وأخذ المال بغير حقه أن يأخذه بطريق غير مباح والميزان لكون الطريق مباحا أو غير مباح ليس هو الهوى النفسي ولا القانون الوضعي وإنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما أحله الله ورسوله فهو الحق وما حرمه الله ورسوله فهو الباطل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرهنت الوقائع على صدقه فإن الناس يشاهدون من يكتسب المال بالطرق المحرمة قد ملأ صدره الطمع وأحرق نفسه الشح أيديهم مملوءة من المال وقلوبهم خالية منه يقول الناس إنهم أغنياء وهم أشد في طلب المال من الفقراء لأنهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كالذي يأكل ولا يشبع يشاهدون من يأكل الربا لا يقلع عن الربا ولا يهجر في طلبه يشاهدون من يتحيل على أكل الربا وقد زين له سوء علمه فراءه حسنا يشاهدونهم لا يدعون تحيلهم ولا يتوانون في ذلك يشاهدون من يكذب في السلعة أو ثمنها يشاهدونه منهمكا في عادته السيئة لا يقلع عنها يشاهدون من يعامل بالغش والتغرير والتمويه على الناس لا يزال مستمراً في عمله يشاهدون من يأخذ الرشوة على أعماله الملزم بها من قبل الوظيفة فيتوانى بالقيام بعمله حتى يضطر الناس إلى بذل الرشوة له يشاهدونه مشغوفاً بهذا العمل ومنهمكاً فيه يشاهدون من يربحون من وراء المناجشات في المساهمات العقارية في الأراضي وغيرها لا يتورعون عن الكسب بهذه الطريق المحرمة يرى الواحد منهم يزيد في قطع الأراضي من الأرض التي له فيها شركة لا لغرض في القطعة ولكن من أجل رفع ثمنها ليزيد ربحه الذي هو في الحقيقة خسران عليه فكيف يليق بالمؤمن وهو يعلم بهذه العقوبات ويشاهد تلك النتائج أن يسعى لكسب المال من طريق محرم كيف يرضى أن يخسر دينه من أجل الكسب الظاهري في دنياه كيف يليق به أن يجعل الوسيلة غاية والغاية وسيلة ألم يعلم أن المال وسيلة لقيام الدين والدنيا وأن اكتسابه بطريق محرم هدم للدين والدنيا فاتقوا الله أيها المؤمنون وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون اسأل الله تعالى في مقامي هذا أن يوفقني وإياكم للبصيرة في دينه والعمل بما يرضيه وأن يحمينا من أسباب سخطه ومعاصيه وأن يقينا شح أنفسنا وأن يوفقنا لما فيه خير ديننا ودنيانا وأن يغفر لنا لوالدينا وللمسلمين جميعاً إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس فإنه بمناسبة استقبال الهدم الذي يكون في بعض الأماكن من هذا البلد أود أن اذكركم بأمر ذكرناكم به من قبل ألا وهو الأشياء التي تكون في هذه البيوت من المراوح وأسلاك الكهرباء وغيرها فإنه لا يجوز لأحد لا صاحب البيت ولا غيره أن يأخذ منها شيئا وقع عليه التثمين وكل ما دخل في التثمين من الأبواب وأسلاك الكهرباء واللمبات والمراوح وغيرها كله ملك للدولة لا يحل لأحد أن يأخذ منه شيئاً إلا بثمن وذلك لأنه قد جرى عليه التثمين فلا يمكن أن يأخذه صاحب البيت فيجمع بين العوض والمعوض فانتبهوا لهذا الأمر رحمكم الله ولا تأخذوا شيئاً لا يحل لكم أصله فإنكم سمعتم في الخطبة الأولى ما يجري لمن يكتسبون المال على وجه محرم وأعلموا أنه ستقام صلاة الاستسقاء غداًَ إن شاء الله وذلك امتثالاًَ لأمر ولاة الأمور عندنا وامتثال أوامر ولاة الأمور إذا لم تكـن في معصية الله هي امتثال لأمر عز وجل هو امتثال لأمر الله عز وجـل لأن الله تعالى يقـول ( يا أيها الذين أمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) لاسيما وقد أمروا بعبادة من عبادة الله إلا وهي صلاة الاستسقاء وصلاة الاستسقاء مشروعة كلما أجدبت أرض المسلمين فإنه لا يجيب المضطر إلا الله ولا يكشف السوء إلا الله ولا ينزل الغيث إلا الله ولا ينبت الأرض إلا الله ولا يفرج كربة المكروبين إلا الله ولا يغيث المستغيثين إلا الله فهو ربنا وإلهنا وخالقنا لذلك كانت صلاة الاستسقاء عبادة من أفضل العبادات لأنها صلاة والصلاة خير موضوع وفيها دعاء وإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يقول بعض الناس إن بلادنا قد امطرت ولله الحمد فنقول إنه إذا امطرت منطقة من مناطق المسلمين وبقية الأراضي مجدبة فإنه يسن الاستسقاء للمسلمين الذين لم تمطر أرضهم يقول بعض الناس أيضاً إننا قد استسقينا قريباً فنقول لهم وهذا أيضاً غير مانع لأن الاستسقاء ليس إلا عبادة لله عز وجل ودعاء له والله سبحانه وتعالى يحب المتعبدين له ويحب الملحين في الدعاء والإنسان قد لا يستجاب دعاؤه في أول مرة ولا في ثاني مرة ولا في ثالث مرة حكمة من الله عز وجل ليعلم سبحانه من ينيب إليه ومن يتضرع إليه ومن لا يأوي إلا إليه فيجيبه تبارك وتعالى فأخرجوا أيها المسلمون إلى مصلى العيد غداً إن شاء الله وستكون إقامة الصلاة بحول الله ومشيئته في تمام الساعة الثالثة بالتوقيت العربي الموافق للساعة الثامنة وعشر دقائق في التوقيت الإفرنجي هذا هو موعد الصلاة إن شاء الله وإنما أخرناها لأن الوقت براد ولا ضرر علينا إذا تأخرنا إلى هذا الوقت واسأل الله أن يلحق الجميع ما يتمناه من خير الدنيا والآخرة وأن يجيب دعوة العباد وأن يغيث قلوبهم بالإيمان والعلم النافع وبالأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله فإن الإنسان إذا تقرب إلى ربه واتقاه أغدق الله عليه نعم الدين والدنيا قال الله عز وجل ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) (لأعراف: من الآية96)وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعملوا أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم امتثالاً لأمر ربكم وزيادة في إيمانكم وقياماً بحق نبيكم عليكم فإنه أعظم الناس حقاً عليكم اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم أحشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن أولاده الغر الميامين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن خلفائه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أجمع كلمتهم على الحق اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم هيئ لهم من أمرهم رشدا اللهم أصلح لهم ولاتهم اللهم أصلح للمسلمين ولاتهم اللهم هيئ للمسلمين في أقطار الأرض ولاة صالحين يقودونهم بكتابك وسنة نبيك يحكمون فيهم بشريعتك لا يبالون بمن لامهم على ذلك يا رب العالمين اللهم وأصلح بطانة ولاة أمور المسلمين اللهم من كان من بطانتهم يدلهم على الخير ويزجرهم عن الشر ويفتح لهم أبواب المصالح اللهم فثبته وأيده وأبقه معهم ومن كان من بطانتهم على غير هذا الوضع لا يريد إلا مصلحة نفسه ولا يتبع إلا هواه دون هداه اللهم فأبعده عن ولاة أمور المسلمين وأرزقهم بغضه وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم ارزقنا المودة بيننا والألفة والمحبة والتناصح والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
منقول من بن عثيمين
أما بعد
فقد قال الله تعالى والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً هكذا أيها المسلمون المؤمنون يقرر الله تعالى هذه الكلية العامة الشاملة لكل إنسان أن كل إنسان خلق ضعيفا فالإنسان ضعيف في نشأته خلقه الله من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين هو ضعيف في علمه وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً الإنسان لا يعلم الغيب ولا يعلم المستقبل حتى في تصرفاته الخاصة وما تدري نفس ماذا تكسب غداً الإنسان ضعيفاً في تصوره وإدراكه قد يتصور القريب بعيداً والبعيد قريبا والضار نافعاً والنافع ضارا ولا يدرك النتائج التي تنتج عن تصرفاته وأعماله ومن أجل هذا الضعف ومن أجل كون الإنسان ضعيفاً أرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فيسيروا على صراط الله المستقيم وتثبت شرائع الله بين الناس فلا يحتاجون إلى تشريعات من عند أنفسهم يسلكون بها مسالك المتاهات في الظلم والجور والنزاع والخلاف فجاءت شرائع الله منظمة للناس ليس في العبادة فقط ولكن في العبادة والمعاملة والآداب والأخلاق وكان أكمل تلك الشرائع أكمل تلك الشرائع وأشملها و أرعاها لمصالح العباد في كل زمان ومكان هذه الشريعة التي ختم الله بها الشرائع لتكون شريعة للخلق كافة ومنهج حياة شاملاً إلى يوم القيامة وهي الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ورسول الله إلى الخلق اجمعين فجاءت هذه الشريعة تنظم للناس العبادات والمعاملات والآداب والأخلاق ولقد ظل قوم ممن ينتسبون إليها ظل قوم ممن ينتسبون إليها فعموا أو تعاموا عن الحق حيث زعموا أن هذا الشريعة إنما تنظم للناس العبادات والأخلاق دون جانب المعاملة وتنظيم الحياة فاتبعوا أهواءهم في معاملاتهم واتبعوا القوانين التي وضعها شياطين الخلق ليضلوا بها الناس عن شريعة ربهم أفلم يعلم هؤلاء أفلم يعلم هؤلاء الذين عموا أو تعاموا إن في الشريعة الإسلامية نصوصاً كثيرة وافية في تنظيم المعاملات في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل إني أقول لكم إن أطول آية في القرآن كانت في المعاملة بين الناس في بيعهم وشرائهم الحاضر والمؤجل وبيان وسائل حفظ ذلك من كتابة وأشهاد ورهن و أقرأوها إن شئتم في آخر سورة البقرة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) الآية أفليس هذا أكبر دليل على أن الشريعة تنظيم للعبادة وتنظيم للمعاملة ففي العبادات أمر ونهي وفي المعاملات أمر ونهي وفي العبادات ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وفي المعاملات كذلك ترغيب وترهيب ووعد ووعيد و ( أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنهم يخسرون ) أيها المسلمون المؤمنون كما أن عليكم أن تسيروا في عباداتكم على الحدود الشرعية من غير تجاوز ولا تقصير فإن عليكم أن تسيروا في معاملاتكم على الحدود الشرعية في معاملة الناس من بيع وشراء وتأجير واستئجار و أرهان وارتهان وبذل وأخذ وغير ذلك لأن الكل شريعة الله فلإنسان مسئول عن معاملته كما هو مسئول عن عبادته لربه يقول الله تعالى (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ) (لأعراف:7) فاتقوا الله عباد الله واجملوا في طلب المال سيروا في طلبه على هدي ربكم لا على أهواء أنفسكم ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك:22) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعط الدنيا من يجب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه اسأل أن يجعلني وإياكم من هؤلاء من أعطاه الدين فقد أحبه قال صلى الله عليه وسلم (ولا والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا نبي الله قال غسله وظلمه وما يكسب عبداً مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحوا السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث) أيها المسلمون إن في هذا الحديث لعبرة لمن كان له قلب إنه يدل بوضوح على أن كثرة الدنيا وتنعيم العبد بها ليس علامة على أن الله يحبه فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وهاهم الكفار يتمتعون بما يتمتعون به من الدنيا وهم أعداء الله وموضع سخطه وبغضه ولكن العلامة على محبة الله للعبد هو الدين الذي يلتزم به العبد شرائع الله في عباداته ومعاملاته وآدابه وأخلاقه فإذا رأيت الرجل ذا دين فإن الله يحبه لأن الله لا يعطي الدين إلا من يحب قال الله تعالى(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)(آل عمران:من الآية31)وهذا الحديث يدل بوضوح على أن من كسب مالاً على وجه محرم فهو خاسر مهما ربح لأنه إما أن ينفق هذا المال في حاجاته الدنيوية وإما أن يتصدق به لطلب الثواب في الآخرة وإما أن يبقى بعده بدون إنفاق ولا صدقة وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم هذه الثلاث بأنه إن أنفقه لم يبارك له فيه وإن تصدق به لم يقبل منه وإن بقي بعده كان زاده إلى النار هذه نتائج من اكتسب المال بطريق محرم أضف إلى هذه النتائج الثلاثة نتيجة الطمع وانحراف القلب في طلب المال استمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم (إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من ما يخرج الله لكم من بركات الأرض قيل وما بركات الأرض يا رسول الله قال زهرة الدنيا ثم قال صلى الله عليه وسلم إن هذا المال خضرة حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه أوقال ومن لم يأخذه بحقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة) أخذ المال بحقه أن يكتسبه بطريق مباح وأخذ المال بغير حقه أن يأخذه بطريق غير مباح والميزان لكون الطريق مباحا أو غير مباح ليس هو الهوى النفسي ولا القانون الوضعي وإنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما أحله الله ورسوله فهو الحق وما حرمه الله ورسوله فهو الباطل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرهنت الوقائع على صدقه فإن الناس يشاهدون من يكتسب المال بالطرق المحرمة قد ملأ صدره الطمع وأحرق نفسه الشح أيديهم مملوءة من المال وقلوبهم خالية منه يقول الناس إنهم أغنياء وهم أشد في طلب المال من الفقراء لأنهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كالذي يأكل ولا يشبع يشاهدون من يأكل الربا لا يقلع عن الربا ولا يهجر في طلبه يشاهدون من يتحيل على أكل الربا وقد زين له سوء علمه فراءه حسنا يشاهدونهم لا يدعون تحيلهم ولا يتوانون في ذلك يشاهدون من يكذب في السلعة أو ثمنها يشاهدونه منهمكا في عادته السيئة لا يقلع عنها يشاهدون من يعامل بالغش والتغرير والتمويه على الناس لا يزال مستمراً في عمله يشاهدون من يأخذ الرشوة على أعماله الملزم بها من قبل الوظيفة فيتوانى بالقيام بعمله حتى يضطر الناس إلى بذل الرشوة له يشاهدونه مشغوفاً بهذا العمل ومنهمكاً فيه يشاهدون من يربحون من وراء المناجشات في المساهمات العقارية في الأراضي وغيرها لا يتورعون عن الكسب بهذه الطريق المحرمة يرى الواحد منهم يزيد في قطع الأراضي من الأرض التي له فيها شركة لا لغرض في القطعة ولكن من أجل رفع ثمنها ليزيد ربحه الذي هو في الحقيقة خسران عليه فكيف يليق بالمؤمن وهو يعلم بهذه العقوبات ويشاهد تلك النتائج أن يسعى لكسب المال من طريق محرم كيف يرضى أن يخسر دينه من أجل الكسب الظاهري في دنياه كيف يليق به أن يجعل الوسيلة غاية والغاية وسيلة ألم يعلم أن المال وسيلة لقيام الدين والدنيا وأن اكتسابه بطريق محرم هدم للدين والدنيا فاتقوا الله أيها المؤمنون وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون اسأل الله تعالى في مقامي هذا أن يوفقني وإياكم للبصيرة في دينه والعمل بما يرضيه وأن يحمينا من أسباب سخطه ومعاصيه وأن يقينا شح أنفسنا وأن يوفقنا لما فيه خير ديننا ودنيانا وأن يغفر لنا لوالدينا وللمسلمين جميعاً إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس فإنه بمناسبة استقبال الهدم الذي يكون في بعض الأماكن من هذا البلد أود أن اذكركم بأمر ذكرناكم به من قبل ألا وهو الأشياء التي تكون في هذه البيوت من المراوح وأسلاك الكهرباء وغيرها فإنه لا يجوز لأحد لا صاحب البيت ولا غيره أن يأخذ منها شيئا وقع عليه التثمين وكل ما دخل في التثمين من الأبواب وأسلاك الكهرباء واللمبات والمراوح وغيرها كله ملك للدولة لا يحل لأحد أن يأخذ منه شيئاً إلا بثمن وذلك لأنه قد جرى عليه التثمين فلا يمكن أن يأخذه صاحب البيت فيجمع بين العوض والمعوض فانتبهوا لهذا الأمر رحمكم الله ولا تأخذوا شيئاً لا يحل لكم أصله فإنكم سمعتم في الخطبة الأولى ما يجري لمن يكتسبون المال على وجه محرم وأعلموا أنه ستقام صلاة الاستسقاء غداًَ إن شاء الله وذلك امتثالاًَ لأمر ولاة الأمور عندنا وامتثال أوامر ولاة الأمور إذا لم تكـن في معصية الله هي امتثال لأمر عز وجل هو امتثال لأمر الله عز وجـل لأن الله تعالى يقـول ( يا أيها الذين أمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) لاسيما وقد أمروا بعبادة من عبادة الله إلا وهي صلاة الاستسقاء وصلاة الاستسقاء مشروعة كلما أجدبت أرض المسلمين فإنه لا يجيب المضطر إلا الله ولا يكشف السوء إلا الله ولا ينزل الغيث إلا الله ولا ينبت الأرض إلا الله ولا يفرج كربة المكروبين إلا الله ولا يغيث المستغيثين إلا الله فهو ربنا وإلهنا وخالقنا لذلك كانت صلاة الاستسقاء عبادة من أفضل العبادات لأنها صلاة والصلاة خير موضوع وفيها دعاء وإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يقول بعض الناس إن بلادنا قد امطرت ولله الحمد فنقول إنه إذا امطرت منطقة من مناطق المسلمين وبقية الأراضي مجدبة فإنه يسن الاستسقاء للمسلمين الذين لم تمطر أرضهم يقول بعض الناس أيضاً إننا قد استسقينا قريباً فنقول لهم وهذا أيضاً غير مانع لأن الاستسقاء ليس إلا عبادة لله عز وجل ودعاء له والله سبحانه وتعالى يحب المتعبدين له ويحب الملحين في الدعاء والإنسان قد لا يستجاب دعاؤه في أول مرة ولا في ثاني مرة ولا في ثالث مرة حكمة من الله عز وجل ليعلم سبحانه من ينيب إليه ومن يتضرع إليه ومن لا يأوي إلا إليه فيجيبه تبارك وتعالى فأخرجوا أيها المسلمون إلى مصلى العيد غداً إن شاء الله وستكون إقامة الصلاة بحول الله ومشيئته في تمام الساعة الثالثة بالتوقيت العربي الموافق للساعة الثامنة وعشر دقائق في التوقيت الإفرنجي هذا هو موعد الصلاة إن شاء الله وإنما أخرناها لأن الوقت براد ولا ضرر علينا إذا تأخرنا إلى هذا الوقت واسأل الله أن يلحق الجميع ما يتمناه من خير الدنيا والآخرة وأن يجيب دعوة العباد وأن يغيث قلوبهم بالإيمان والعلم النافع وبالأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله فإن الإنسان إذا تقرب إلى ربه واتقاه أغدق الله عليه نعم الدين والدنيا قال الله عز وجل ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) (لأعراف: من الآية96)وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعملوا أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم امتثالاً لأمر ربكم وزيادة في إيمانكم وقياماً بحق نبيكم عليكم فإنه أعظم الناس حقاً عليكم اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم أحشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن أولاده الغر الميامين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن خلفائه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أجمع كلمتهم على الحق اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم هيئ لهم من أمرهم رشدا اللهم أصلح لهم ولاتهم اللهم أصلح للمسلمين ولاتهم اللهم هيئ للمسلمين في أقطار الأرض ولاة صالحين يقودونهم بكتابك وسنة نبيك يحكمون فيهم بشريعتك لا يبالون بمن لامهم على ذلك يا رب العالمين اللهم وأصلح بطانة ولاة أمور المسلمين اللهم من كان من بطانتهم يدلهم على الخير ويزجرهم عن الشر ويفتح لهم أبواب المصالح اللهم فثبته وأيده وأبقه معهم ومن كان من بطانتهم على غير هذا الوضع لا يريد إلا مصلحة نفسه ولا يتبع إلا هواه دون هداه اللهم فأبعده عن ولاة أمور المسلمين وأرزقهم بغضه وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم ارزقنا المودة بيننا والألفة والمحبة والتناصح والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
منقول من بن عثيمين