محمد الفاريابي
08-23-2011, 05:41 AM
من موقع بن عثيمين
تنبيه قبل الخطبة يدخل أناس المسجد والمؤذن يؤذن فيقفون فإذا انتهى المؤذن كبروا فوراً مما يدل على أنهم والله أعلم يقفون وقوفاً بلا متابعة للمؤذن وحتى لو كان للمتابعة فإن كونهم يبادرون بتحية المسجد ليتفرغوا لاستماع الخطبة أفضل من كونهم يقفون حتى إذا أراد الخطيب أن يخطب كبروا واشتغلوا بالصلاة عن استماع الخطبة لأن إجابة المؤذن سنة واستماع الخطبة واجب ولا يمكن أن يسقط الواجب من أجل فعل سنة أرجو الانتباه إذا دخلت المسجد والمؤذن يؤذن يوم الجمعة فكبر وصلي التحية من أجل أن تتفرغ لاستماع الخطبة والله الموفق… إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى إلى العالمين كافة فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وأوصى أمته إلى آخر لحظة من حياته فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله القوي العظيم العزيز الرحيم العليم الحكيم الذي شرع عقوبة المجرمين منعاً للفساد ورحمة بالعباد وكفارة لجرائم الطغاة أهل العناد فالحمد لله على كل حال بل الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم الكامل الجامع بين الرحمة والحكمة رحمة في إصلاح الخلق وحكمة في سلوك الطريق الموصل إلى الإصلاح أيها الناس إن من طبيعة البشر أن تكون لهم أرادات متباينة ونزعات مختلفة فمنها نزعات إلى الحق والخير ومنها نزعات إلى الباطل والشر كما قال الله تعالى: )هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) وقال الله تعالى(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) إي لمتفرق أصحاب الجحيم وأصحاب النعيم ولم كانت النزعات إلى الباطل والشر في ضرورة إلى ما يكبح جماحها ويخفف من حدتها من وازع إيماني أو رادع سلطاني لما كان الأمر كذلك جاءت النصوص الكثيرة بالتحذير من الباطل والشر والترغيب في الحق والخير وبيان ما يترتب على الباطل والشر من المفاسد في الدنيا والعقوبة في الآخرة وما يترتب على الحق والخير من مصالح في الدنيا ومثوبات نعيم في الآخرة ولكن ولكن لما كان هذا الوازع لا يكفي في إصلاح بعض النفوس الشريرة الموقلة في الباطل والشر وكبح جماحها والتخفيف من حدتها فرض رب العالمين برحمته وحكمته عقوبات دنيوية وحدوداً متنوعة بحسب الجرائم لترجع المعتدي وتصلح الفاسد وتقيم الأعوج وتطهر الملة وتقيم الأمة وتكفي وتكفر جريمة المجرم فلا تجتمع له عقوبة الآخرة مع عقوبة الدنيا فرض الله الحدود وهي العقوبات المقدرة بشرع الله على بعض الجرائم المفسدة وأوجب على ولاة الأمور إقامتها على الشريف والوضيع والغني والفقير والذكر والأنثى والقريب والبعيد فولاة الأمور الكبار والصغار مفروض عليهم أن يقيموا الحدود على من وجبت من عباد الله وسوف يسألهم الله تعالى يوم القيامة عن ذلك سوف يسألهم لماذا لم تقيموا الحد على هذا الذي فعل ما يوجب الحد لماذا أقمتم الحد على آخر فعل مثل فعله إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء عنه في الحديث أنه قال ( أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم) واستمعوا إلى هذه القصة العجيبة التي وقعت في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانت امرأة من بني مخزوم من أشرف قبائل العرب كان تستعير المتاع من الناس فتجحده تأتي إلى الإنسان فتقول أعطني قدراً أعطني إناءً استمتع به فأرده إليك ثم بعد ذلك تجحده فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تقطع يدها فأهم قريش شأنها وقالوا كيف تقطع يد امرأة من بني مخزوم هذا أمر عظيم عندهم ثم فتشوا من يشفع إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعله يسقط القطع عنها فرأوا أحق وأجد من يشفع إليه إسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبن حبه إي حبيبه وأبن حبيبه فشفع شفع في هذه المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال (أتشفع في حد من حدود الله ) وهذا الاستفهام استفهام إنكار وتوبيخ فإن حدود الله لا يجوز لأحد أن يشفع فيها إذا بلغت السلطان لأن ذلك مضادة لأمر الله وتعطيل لشريعة الله ثم قام صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاختطب وقال ( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله إي أحلف بالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فاطمة بنت محمد أشرف من هذه المخزومية وأقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها لو سرقت لقطع يدها مع أنها إي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة يقول(لو سرقت لقطعت يدها) هكذا أيها المسلمون هكذا الحق أشرف النساء نسباً فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة ويقسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو الصادق البار أن لو سرقت لقطع يدها أين الثرى من الثريا أين هذا القول وما كان عليه الناس اليوم من المماطلات في إقامة الحدود والتعليلات الباردة والمحاولات الباطلة لمنع إقامة الحد وأن يؤكل الأمر لغير أهله في هذه المسائل المهمة أين هذا من سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أين هذا من شريعة الإسلام إن إقامة الحدود فرض وإن الذي يتولى إثباتها وإقامتها هم الحكام القضاة الذين يحكمون بشريعة الله والذين استأمنتهم الحكومة على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم والذين عندهم علم من شريعة الله هذا هو الواجب وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ) أيها الأخوة إننا نذكر شيئاً على سبيل المثال من الحدود الشرعية فمن ذلك أن الله فرض عقوبة القاذف الذي يرمي الشخص المحصن البعيد عن تهمة الزنا عن تهمة الزنا فيقول يا زاني أو يقول للمرأة يا زانية فمن قال ذلك قيل له إما أن تأتي بالبينة الشرعية على ما قلت فما هي البينة البينة أن يقر المقذوف بذلك أو أن يقيم القاذف أربعة رجال عدول يشهدون بالزنا بأنهم رأوا ذكراً زاني في فرج الزانية قال الله تعالى: (لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) فيقال لهذا القاذف أقم البينة وإلا فحد في ظهرك فإذا لم يأتي فعقوبته ثلاثة أنواع أستمع إليها يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة شهادة أبدا ويحكم بفسقه فيخرج عن العدالة إلى الفسق إلا أن يتوب واستمع إلى هذا الحكم في كتاب الله يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) هذا واحد (وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً ) هذا الثاني )(وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) هذا الثالث (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وإنما أوجب الله العقوبة وإنما أوجب الله العقوبة عقوبة القاذف بتلك العقوبات حماية للأعراض ودفعاً عن تهمة المقذوف البريء البعيد عن التهمة ومن أمثلة الحدود عقوبة الزاني وقد جعلها الله تعالى على نوعين نوعاً بالجلد مائة جلدة أمام الناس ثم ينفى عن البلد لمدة سنة كاملة وذلك فيما إذا لم يسبق له زواج تمتع فيه بنعمة الجماع المباح قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( البكر بالبكر جلدة مائة وتغريب عام) وأما النوع الثاني من عقوبة الزناة وهو الرجم بالحجارة حتى يموت ثم يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالرحمة ويدفن مع المسلمين وهذه العقوبة بل وهذا النوع من العقوبة في من سبق له زواج تمتع فيه بالجماع المباح وإن كان حين فعل الفاحشة لا زوج معه قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم( إن الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان في ما أنزل الله عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم يقول عمر وإن الرجم حق في كتاب على من زان ٍ إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل يعني الحمل أو الاعتراف هكذا أيها المسلمون أعلن أمير المؤمنين عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الملأ حتى لا ينكر الرجم إذا لم توجد آيته في كتاب الله والله تعالى يمحوا ما يشاء ويثبت وقد نسخت آية الرجم تلاوة وبقي حكمها إلى يوم القيامة والحكمة في هذا والله أعلم إي إن الله نسخ تلاوتها دون حكمها من أجل أن يتبين فضل هذه الأمة على بني إسرائيل فإن هذه الأمة تنقاد انقياداً تاماً فترجم الزاني المحصن وإن لم يكن لفظ الحكم موجوداً في القرآن أما بني إسرائيل فكان لفظ الحكم موجوداً في التوراة ومع ذلك كتموه وقالوا لا رجم أيها الأخوة إنما كانت عقوبة الزاني المحصن الزاني المحصن بهذه الصورة المؤلمة دون أن يقتل بالسيف لأن من الناس من يقول لماذا لا نقتله بالسيف أو الرصاص حتى يموت سريعاً لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة) وهذه القتلة أريح له فالجواب أن معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أحسنوا القتلة) يعني اقتلوا على حسب ما جاء في شريعة الله ومنه الرجم لأن هذه العقوبة أعني الزنا لأن هذه العقوبة أعني عقوبة الزنا كفارة للذة محرمة أهتز لها جميع البدن فكان من المناسب والحكمة أن تشمل العقوبة جميع بدنه بألم تلك الحجارة وإن عقوبة الزاني بهذين النوعين من العقوبة لفي غاية الحكمة والمناسبة(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) وإن إيجاب عقوبة الزاني من رجل أو امرأة لعين الرحمة للخلق لما في ذلك من القضاء على مفسدة الزنا المدمر للمجتمعات المفسد للأخلاق والسلوك الموجب لضياع الأنساب واختلاط المياه المحول للمجتمع الإنساني إلى مجتمع بهيمي لا يهتم إلا بملء بطنه وشهوة فجره ولهذا قال الله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) واحفظوا كلمة فاحشة لأنه سيقوم عليها كلام الآن أما اللواط وهو جماع الذكر للذكر فذلكم الفاحشة العظمى والجريمة النكراء اللواط هدم للأخلاق ومحض للرجولة وقتل للمعنوية وجلب للدمار وسبب للخزي والعار وقلب للأوضاع الطبيعية تمتع في غير محله تمتع في غير محله واستحلال في غير حله الفاعل ظالم لنفسه حيث جرها إلى هذه الجريمة والمفعول به مع ذلك مهين لنفسه حيث رضي أن يكون مع الرجال بمنزلة النساء لا تزول ظلمة الذل والهوان من وجهه حتى يتوب حتى يموت أو يتوب توبة نصوحة يستنير بها قلبه ووجهه والفاعل والمفعول به ظالم لمجتمعه حيث نزل بمستوى المجتمع إلى هذه الحال المقلوبة التي لا ترضاها ولا البهائم ومن أجل مفاسده العظيمة أعنى مفاسد اللواط حمى الله مجتمعنا منه من أجل مفاسده العظيمة كانت عقوبته أعظم من عقوبة الزنا ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط) هكذا كررها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) فأمر أن يقتل الفاعل وأمر أن يقتل المفعول به ومن المعلوم أن المفعول به إذا كان مكرهاً فإنه يرتفع عنه الإثم والعقوبة واتفق الصحابة رضي الله عنهم وهم خير هذه الأمة اتفقوا على أن الفاعل والمفعول به كلاهما يقتل واستمعوا إلى نقل العدل الثقة واستمعوا إلى نقل العدل الثقة لهذا الإجماع قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه( لم يختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان فاعلاً أم مفعولاً به ولكن اختلفوا كيف يقتل فقال بعضهم يرجم بالحجارة وقال بعضهم يلقى من أعلى شاهق بالبلد وقال بعضهم يحرق بالنار وإنما كانت هذه عقوبة وإنما كانت هذه عقوبة تلك الفاحشة لأن هذه العقوبة قضاء على تلك الجرثومة الفاسدة التي إذا ظهرت في المجتمع فتوشك أن تدمره تدمير النار للهشيم ففي القضاء على الفاعل والمفعول به مصلحة للجميع وحماية للمجرمين أن يملأ لهم في البقاء في الدنيا فيزدادوا إثماً وطغيانا والله عليم حكيم أيها الأخوة هذه عقوبة اللواط وهو إتيان الذكر الذكر والمسألة عظيمة والخطر كبير ولهذا يجب على أولياء الأمور أن يلاحظوا أولادهم غاية الملاحظة إذا كانوا في سن تقود الفساق إليهم ولا سيما إن كان عليهم شئ من الجمال فإن الواجب ملاحظتهم وحمايتهم من شرار خلق الله من السباع الضارية التي تلتقط كل ضعيف وإنكم مسئولون عنهم أمام الله يوم القيامة وإذا كان الواحد من الناس لو ضاعت له شاة أو عنز لم ينم حتى يجدها أو يتأكد من وجودها فما بالك بالأولاد الذين هم فلذات الأكباد والذين والذين علينا مسئولية فيهم أسال الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يحمى أمتنا عن مساوئ الأخلاق وعن موجبات سخطك وعقابك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن نرعى الأمانة حق رعايتها وأن نخلص في أعمالنا لوجهك وأن نتابع رسولك صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ...
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله حرم عليكم أن تقفوا ما ليس لكم به علم أن تتبعوا شيئاً لا تعلمون صحته ولا سيما فيما يتعلق بالأمور الشرعية فإن الذي يقول بالأمور الشرعية ما لا يعلم يكون قد افترى على الله كذبا: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْم) وما زلنا منذ زمن قديم يدور بيننا بين الفينة والأخرى أوراق تنشر مكذوبة ليس لها أصل ولا صحة من الواقع ولا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنني أحذركم أحذركم من تلقي هذه المنشورات ومن نشرها حتى تعرضوها على أهل العلم ويعرفوا ما فيها ثم يأذنوا لكم بذلك وإن من ما نشر ورقة أعطانيها أخو عند دخول المسجد هناك فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاماً كانت مريضة وقد عجز الأطباء عن علاجها وفي ليلة القدر بكت الفتاة حتى نامت وفي منامها رأت السيدة زينب رضي الله عنها وأعطتها شربة ماء ولما استيقظت الفتاة من نومها وجدت أنها قد شفيت تماماً ووجدت قطعة من قماش مكتوب عليها تنشر ووجدت قطعة من قماش مكتوبٍ هكذا والصواب مكتوباً عليها تنشر هذه الرسالة وتوزع على ثلاثة عشر فرداً يقول على ثلاثة عشر فرد والصواب النصب فرداً ووصلت هذه الرسالة إلى عقيد بحري فوزعها وحصل على ترقية خلال ثلاثة عشرة يوم والصواب يوماً ووصلت إلى تاجر فأهملها فخسر كل ثروته خلال ثلاثة عشرة يوم والصواب يوماً ووصلت إلى عامل فوزعها فحصل على ترقية و وحلت جميع مشاكله خلال ثلاثة عشر يوماً وكتب في الآخر أرجو منك يا أخي المسلم أن تقوم بنشرها وتوزيعها على ثلاثة عشرة فرداً الرجاء عدم الإهمال وهذه قصة مكذوبة لا يحل لأحد أن يوزعها ولا أن يعتقدها ولا أن يخبرها إلا رجل يريد أن يبين للناس بطلانها فهي باطلة لا أصل لها ولا حقيقة لها وانتبهوا لأمثالها مما يوزعه الجهال أو المقرضون أو المبتدعون أو الذين يريدون أن يصدوا الناس عن سبيل الله نرجو الله أن يكفي المسلمين شرهم واعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعظم الله لكم بها أجرا فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا أخي المسلم أتدري ما تعني إذا قلت اللهم صلى على محمد إنك تعني أنك تسأل الله عز وجل أن يثني على رسوله في الملأ الأعلى فإذا قلت ذلك مرة واحدة أثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم من أبغض واحد من هؤلاء الخلفاء فأنزل به باسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين وأفسد عليه أمره يا رب العالمين اللهم أرضى عن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم إنا نسألك أن تكون في نحور الذين يعتدون على المسلمين في أي مكان اللهم كن في نحورهم وأكفنا شرورهم يا رب العالمين اللهم من أراد بالمسلمين سوءاً فأجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده يا رب العالمين ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون وإنني أنبهكم إلى تنبيه مهم وهو أنه يوجد في الأسفل في الخلوة يوجد سعة ولكن لا يكون فيها أحد مع إن الناس يتزاحمون في الخارج وربما يصلى بعض الناس خارج المسجد مع وجود مكان له فانتبهوا لهذا وأنزلوا إلى الأسفل حتى يمتلئ ثم صلوا حيث ما أدركتم الصلاة.
تنبيه قبل الخطبة يدخل أناس المسجد والمؤذن يؤذن فيقفون فإذا انتهى المؤذن كبروا فوراً مما يدل على أنهم والله أعلم يقفون وقوفاً بلا متابعة للمؤذن وحتى لو كان للمتابعة فإن كونهم يبادرون بتحية المسجد ليتفرغوا لاستماع الخطبة أفضل من كونهم يقفون حتى إذا أراد الخطيب أن يخطب كبروا واشتغلوا بالصلاة عن استماع الخطبة لأن إجابة المؤذن سنة واستماع الخطبة واجب ولا يمكن أن يسقط الواجب من أجل فعل سنة أرجو الانتباه إذا دخلت المسجد والمؤذن يؤذن يوم الجمعة فكبر وصلي التحية من أجل أن تتفرغ لاستماع الخطبة والله الموفق… إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى إلى العالمين كافة فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وأوصى أمته إلى آخر لحظة من حياته فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله القوي العظيم العزيز الرحيم العليم الحكيم الذي شرع عقوبة المجرمين منعاً للفساد ورحمة بالعباد وكفارة لجرائم الطغاة أهل العناد فالحمد لله على كل حال بل الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم الكامل الجامع بين الرحمة والحكمة رحمة في إصلاح الخلق وحكمة في سلوك الطريق الموصل إلى الإصلاح أيها الناس إن من طبيعة البشر أن تكون لهم أرادات متباينة ونزعات مختلفة فمنها نزعات إلى الحق والخير ومنها نزعات إلى الباطل والشر كما قال الله تعالى: )هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) وقال الله تعالى(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) إي لمتفرق أصحاب الجحيم وأصحاب النعيم ولم كانت النزعات إلى الباطل والشر في ضرورة إلى ما يكبح جماحها ويخفف من حدتها من وازع إيماني أو رادع سلطاني لما كان الأمر كذلك جاءت النصوص الكثيرة بالتحذير من الباطل والشر والترغيب في الحق والخير وبيان ما يترتب على الباطل والشر من المفاسد في الدنيا والعقوبة في الآخرة وما يترتب على الحق والخير من مصالح في الدنيا ومثوبات نعيم في الآخرة ولكن ولكن لما كان هذا الوازع لا يكفي في إصلاح بعض النفوس الشريرة الموقلة في الباطل والشر وكبح جماحها والتخفيف من حدتها فرض رب العالمين برحمته وحكمته عقوبات دنيوية وحدوداً متنوعة بحسب الجرائم لترجع المعتدي وتصلح الفاسد وتقيم الأعوج وتطهر الملة وتقيم الأمة وتكفي وتكفر جريمة المجرم فلا تجتمع له عقوبة الآخرة مع عقوبة الدنيا فرض الله الحدود وهي العقوبات المقدرة بشرع الله على بعض الجرائم المفسدة وأوجب على ولاة الأمور إقامتها على الشريف والوضيع والغني والفقير والذكر والأنثى والقريب والبعيد فولاة الأمور الكبار والصغار مفروض عليهم أن يقيموا الحدود على من وجبت من عباد الله وسوف يسألهم الله تعالى يوم القيامة عن ذلك سوف يسألهم لماذا لم تقيموا الحد على هذا الذي فعل ما يوجب الحد لماذا أقمتم الحد على آخر فعل مثل فعله إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء عنه في الحديث أنه قال ( أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم) واستمعوا إلى هذه القصة العجيبة التي وقعت في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانت امرأة من بني مخزوم من أشرف قبائل العرب كان تستعير المتاع من الناس فتجحده تأتي إلى الإنسان فتقول أعطني قدراً أعطني إناءً استمتع به فأرده إليك ثم بعد ذلك تجحده فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تقطع يدها فأهم قريش شأنها وقالوا كيف تقطع يد امرأة من بني مخزوم هذا أمر عظيم عندهم ثم فتشوا من يشفع إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعله يسقط القطع عنها فرأوا أحق وأجد من يشفع إليه إسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبن حبه إي حبيبه وأبن حبيبه فشفع شفع في هذه المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال (أتشفع في حد من حدود الله ) وهذا الاستفهام استفهام إنكار وتوبيخ فإن حدود الله لا يجوز لأحد أن يشفع فيها إذا بلغت السلطان لأن ذلك مضادة لأمر الله وتعطيل لشريعة الله ثم قام صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاختطب وقال ( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله إي أحلف بالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فاطمة بنت محمد أشرف من هذه المخزومية وأقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها لو سرقت لقطع يدها مع أنها إي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة يقول(لو سرقت لقطعت يدها) هكذا أيها المسلمون هكذا الحق أشرف النساء نسباً فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة ويقسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو الصادق البار أن لو سرقت لقطع يدها أين الثرى من الثريا أين هذا القول وما كان عليه الناس اليوم من المماطلات في إقامة الحدود والتعليلات الباردة والمحاولات الباطلة لمنع إقامة الحد وأن يؤكل الأمر لغير أهله في هذه المسائل المهمة أين هذا من سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أين هذا من شريعة الإسلام إن إقامة الحدود فرض وإن الذي يتولى إثباتها وإقامتها هم الحكام القضاة الذين يحكمون بشريعة الله والذين استأمنتهم الحكومة على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم والذين عندهم علم من شريعة الله هذا هو الواجب وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ) أيها الأخوة إننا نذكر شيئاً على سبيل المثال من الحدود الشرعية فمن ذلك أن الله فرض عقوبة القاذف الذي يرمي الشخص المحصن البعيد عن تهمة الزنا عن تهمة الزنا فيقول يا زاني أو يقول للمرأة يا زانية فمن قال ذلك قيل له إما أن تأتي بالبينة الشرعية على ما قلت فما هي البينة البينة أن يقر المقذوف بذلك أو أن يقيم القاذف أربعة رجال عدول يشهدون بالزنا بأنهم رأوا ذكراً زاني في فرج الزانية قال الله تعالى: (لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) فيقال لهذا القاذف أقم البينة وإلا فحد في ظهرك فإذا لم يأتي فعقوبته ثلاثة أنواع أستمع إليها يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة شهادة أبدا ويحكم بفسقه فيخرج عن العدالة إلى الفسق إلا أن يتوب واستمع إلى هذا الحكم في كتاب الله يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) هذا واحد (وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً ) هذا الثاني )(وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) هذا الثالث (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وإنما أوجب الله العقوبة وإنما أوجب الله العقوبة عقوبة القاذف بتلك العقوبات حماية للأعراض ودفعاً عن تهمة المقذوف البريء البعيد عن التهمة ومن أمثلة الحدود عقوبة الزاني وقد جعلها الله تعالى على نوعين نوعاً بالجلد مائة جلدة أمام الناس ثم ينفى عن البلد لمدة سنة كاملة وذلك فيما إذا لم يسبق له زواج تمتع فيه بنعمة الجماع المباح قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( البكر بالبكر جلدة مائة وتغريب عام) وأما النوع الثاني من عقوبة الزناة وهو الرجم بالحجارة حتى يموت ثم يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالرحمة ويدفن مع المسلمين وهذه العقوبة بل وهذا النوع من العقوبة في من سبق له زواج تمتع فيه بالجماع المباح وإن كان حين فعل الفاحشة لا زوج معه قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم( إن الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان في ما أنزل الله عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم يقول عمر وإن الرجم حق في كتاب على من زان ٍ إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل يعني الحمل أو الاعتراف هكذا أيها المسلمون أعلن أمير المؤمنين عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الملأ حتى لا ينكر الرجم إذا لم توجد آيته في كتاب الله والله تعالى يمحوا ما يشاء ويثبت وقد نسخت آية الرجم تلاوة وبقي حكمها إلى يوم القيامة والحكمة في هذا والله أعلم إي إن الله نسخ تلاوتها دون حكمها من أجل أن يتبين فضل هذه الأمة على بني إسرائيل فإن هذه الأمة تنقاد انقياداً تاماً فترجم الزاني المحصن وإن لم يكن لفظ الحكم موجوداً في القرآن أما بني إسرائيل فكان لفظ الحكم موجوداً في التوراة ومع ذلك كتموه وقالوا لا رجم أيها الأخوة إنما كانت عقوبة الزاني المحصن الزاني المحصن بهذه الصورة المؤلمة دون أن يقتل بالسيف لأن من الناس من يقول لماذا لا نقتله بالسيف أو الرصاص حتى يموت سريعاً لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة) وهذه القتلة أريح له فالجواب أن معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أحسنوا القتلة) يعني اقتلوا على حسب ما جاء في شريعة الله ومنه الرجم لأن هذه العقوبة أعني الزنا لأن هذه العقوبة أعني عقوبة الزنا كفارة للذة محرمة أهتز لها جميع البدن فكان من المناسب والحكمة أن تشمل العقوبة جميع بدنه بألم تلك الحجارة وإن عقوبة الزاني بهذين النوعين من العقوبة لفي غاية الحكمة والمناسبة(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) وإن إيجاب عقوبة الزاني من رجل أو امرأة لعين الرحمة للخلق لما في ذلك من القضاء على مفسدة الزنا المدمر للمجتمعات المفسد للأخلاق والسلوك الموجب لضياع الأنساب واختلاط المياه المحول للمجتمع الإنساني إلى مجتمع بهيمي لا يهتم إلا بملء بطنه وشهوة فجره ولهذا قال الله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) واحفظوا كلمة فاحشة لأنه سيقوم عليها كلام الآن أما اللواط وهو جماع الذكر للذكر فذلكم الفاحشة العظمى والجريمة النكراء اللواط هدم للأخلاق ومحض للرجولة وقتل للمعنوية وجلب للدمار وسبب للخزي والعار وقلب للأوضاع الطبيعية تمتع في غير محله تمتع في غير محله واستحلال في غير حله الفاعل ظالم لنفسه حيث جرها إلى هذه الجريمة والمفعول به مع ذلك مهين لنفسه حيث رضي أن يكون مع الرجال بمنزلة النساء لا تزول ظلمة الذل والهوان من وجهه حتى يتوب حتى يموت أو يتوب توبة نصوحة يستنير بها قلبه ووجهه والفاعل والمفعول به ظالم لمجتمعه حيث نزل بمستوى المجتمع إلى هذه الحال المقلوبة التي لا ترضاها ولا البهائم ومن أجل مفاسده العظيمة أعنى مفاسد اللواط حمى الله مجتمعنا منه من أجل مفاسده العظيمة كانت عقوبته أعظم من عقوبة الزنا ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط) هكذا كررها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) فأمر أن يقتل الفاعل وأمر أن يقتل المفعول به ومن المعلوم أن المفعول به إذا كان مكرهاً فإنه يرتفع عنه الإثم والعقوبة واتفق الصحابة رضي الله عنهم وهم خير هذه الأمة اتفقوا على أن الفاعل والمفعول به كلاهما يقتل واستمعوا إلى نقل العدل الثقة واستمعوا إلى نقل العدل الثقة لهذا الإجماع قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه( لم يختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان فاعلاً أم مفعولاً به ولكن اختلفوا كيف يقتل فقال بعضهم يرجم بالحجارة وقال بعضهم يلقى من أعلى شاهق بالبلد وقال بعضهم يحرق بالنار وإنما كانت هذه عقوبة وإنما كانت هذه عقوبة تلك الفاحشة لأن هذه العقوبة قضاء على تلك الجرثومة الفاسدة التي إذا ظهرت في المجتمع فتوشك أن تدمره تدمير النار للهشيم ففي القضاء على الفاعل والمفعول به مصلحة للجميع وحماية للمجرمين أن يملأ لهم في البقاء في الدنيا فيزدادوا إثماً وطغيانا والله عليم حكيم أيها الأخوة هذه عقوبة اللواط وهو إتيان الذكر الذكر والمسألة عظيمة والخطر كبير ولهذا يجب على أولياء الأمور أن يلاحظوا أولادهم غاية الملاحظة إذا كانوا في سن تقود الفساق إليهم ولا سيما إن كان عليهم شئ من الجمال فإن الواجب ملاحظتهم وحمايتهم من شرار خلق الله من السباع الضارية التي تلتقط كل ضعيف وإنكم مسئولون عنهم أمام الله يوم القيامة وإذا كان الواحد من الناس لو ضاعت له شاة أو عنز لم ينم حتى يجدها أو يتأكد من وجودها فما بالك بالأولاد الذين هم فلذات الأكباد والذين والذين علينا مسئولية فيهم أسال الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يحمى أمتنا عن مساوئ الأخلاق وعن موجبات سخطك وعقابك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن نرعى الأمانة حق رعايتها وأن نخلص في أعمالنا لوجهك وأن نتابع رسولك صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ...
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله حرم عليكم أن تقفوا ما ليس لكم به علم أن تتبعوا شيئاً لا تعلمون صحته ولا سيما فيما يتعلق بالأمور الشرعية فإن الذي يقول بالأمور الشرعية ما لا يعلم يكون قد افترى على الله كذبا: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْم) وما زلنا منذ زمن قديم يدور بيننا بين الفينة والأخرى أوراق تنشر مكذوبة ليس لها أصل ولا صحة من الواقع ولا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنني أحذركم أحذركم من تلقي هذه المنشورات ومن نشرها حتى تعرضوها على أهل العلم ويعرفوا ما فيها ثم يأذنوا لكم بذلك وإن من ما نشر ورقة أعطانيها أخو عند دخول المسجد هناك فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاماً كانت مريضة وقد عجز الأطباء عن علاجها وفي ليلة القدر بكت الفتاة حتى نامت وفي منامها رأت السيدة زينب رضي الله عنها وأعطتها شربة ماء ولما استيقظت الفتاة من نومها وجدت أنها قد شفيت تماماً ووجدت قطعة من قماش مكتوب عليها تنشر ووجدت قطعة من قماش مكتوبٍ هكذا والصواب مكتوباً عليها تنشر هذه الرسالة وتوزع على ثلاثة عشر فرداً يقول على ثلاثة عشر فرد والصواب النصب فرداً ووصلت هذه الرسالة إلى عقيد بحري فوزعها وحصل على ترقية خلال ثلاثة عشرة يوم والصواب يوماً ووصلت إلى تاجر فأهملها فخسر كل ثروته خلال ثلاثة عشرة يوم والصواب يوماً ووصلت إلى عامل فوزعها فحصل على ترقية و وحلت جميع مشاكله خلال ثلاثة عشر يوماً وكتب في الآخر أرجو منك يا أخي المسلم أن تقوم بنشرها وتوزيعها على ثلاثة عشرة فرداً الرجاء عدم الإهمال وهذه قصة مكذوبة لا يحل لأحد أن يوزعها ولا أن يعتقدها ولا أن يخبرها إلا رجل يريد أن يبين للناس بطلانها فهي باطلة لا أصل لها ولا حقيقة لها وانتبهوا لأمثالها مما يوزعه الجهال أو المقرضون أو المبتدعون أو الذين يريدون أن يصدوا الناس عن سبيل الله نرجو الله أن يكفي المسلمين شرهم واعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعظم الله لكم بها أجرا فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا أخي المسلم أتدري ما تعني إذا قلت اللهم صلى على محمد إنك تعني أنك تسأل الله عز وجل أن يثني على رسوله في الملأ الأعلى فإذا قلت ذلك مرة واحدة أثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم من أبغض واحد من هؤلاء الخلفاء فأنزل به باسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين وأفسد عليه أمره يا رب العالمين اللهم أرضى عن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم إنا نسألك أن تكون في نحور الذين يعتدون على المسلمين في أي مكان اللهم كن في نحورهم وأكفنا شرورهم يا رب العالمين اللهم من أراد بالمسلمين سوءاً فأجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده يا رب العالمين ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون وإنني أنبهكم إلى تنبيه مهم وهو أنه يوجد في الأسفل في الخلوة يوجد سعة ولكن لا يكون فيها أحد مع إن الناس يتزاحمون في الخارج وربما يصلى بعض الناس خارج المسجد مع وجود مكان له فانتبهوا لهذا وأنزلوا إلى الأسفل حتى يمتلئ ثم صلوا حيث ما أدركتم الصلاة.