الواثقة بالله
12-30-2014, 08:48 PM
فائدة نفيسة عن الإمام ابن القيم في الشذوذ والرد بالتفرد
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كلام له على حديث تفرد بروايته طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( ...لاترد أحاديث الصحابة وأحاديث الأئمة الثقات بمثل هذا , فكم من حديث تفرد به واحد من الصحابة لم يروه غيره وقبلته الأمة كلهم فلم يرده أحد منهم , وكم من حديث تفرد به من هو دون طاووس بكثير ولم يرده أحد من الأئمة .
ولا نعلم أحداً من أهل العلم قديماً ولا حديثاً قال إن الحديث إذا لم يروه إلا صحابي واحد لم يقبل , وإنما يحكى عن أهل البدع ومن تبعهم في ذلك أقوال لا يعرف بها قائل من الفقهاء .
وقد تفرد الزهري بنحو ستين سنّة لم يروها غيره وعملت بها الأمة ولم يردوها بتفرده .
... إنما الشذوذ أن يخالف الثقات فيما رووه فيشذ عنهم بروايته .
فأما إذا روى الثقة حديثاً منفرداً به لم يرو الثقات خلافه فإن ذلك لا يسمى شاذًّا.
وإن اصطلح على تسميته شاذًّا بهذا المعنى : لم يكن هذا الاصطلاح موجباً لرده ولا مسوغاً له .
قال الشافعي – رحمه الله تعالى - : وليس الشاذ أن ينفرد الثقة برواية الحديث , بل الشاذ أن يروي خلاف مارواه الثقات . قاله في مناظرته لبعض من رد الحديث بتفرد الراوي به .
ثم إن هذ القول لايمكن أحداً من أهل العلم ولا من الأئمة ولا من أتباعهم طرده , ولو طردوه لبطل كثير من أقوالهم وفتاويهم )
إغاثة اللهفان (1/520-522_دار ابن الجوزي)
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كلام له على حديث تفرد بروايته طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( ...لاترد أحاديث الصحابة وأحاديث الأئمة الثقات بمثل هذا , فكم من حديث تفرد به واحد من الصحابة لم يروه غيره وقبلته الأمة كلهم فلم يرده أحد منهم , وكم من حديث تفرد به من هو دون طاووس بكثير ولم يرده أحد من الأئمة .
ولا نعلم أحداً من أهل العلم قديماً ولا حديثاً قال إن الحديث إذا لم يروه إلا صحابي واحد لم يقبل , وإنما يحكى عن أهل البدع ومن تبعهم في ذلك أقوال لا يعرف بها قائل من الفقهاء .
وقد تفرد الزهري بنحو ستين سنّة لم يروها غيره وعملت بها الأمة ولم يردوها بتفرده .
... إنما الشذوذ أن يخالف الثقات فيما رووه فيشذ عنهم بروايته .
فأما إذا روى الثقة حديثاً منفرداً به لم يرو الثقات خلافه فإن ذلك لا يسمى شاذًّا.
وإن اصطلح على تسميته شاذًّا بهذا المعنى : لم يكن هذا الاصطلاح موجباً لرده ولا مسوغاً له .
قال الشافعي – رحمه الله تعالى - : وليس الشاذ أن ينفرد الثقة برواية الحديث , بل الشاذ أن يروي خلاف مارواه الثقات . قاله في مناظرته لبعض من رد الحديث بتفرد الراوي به .
ثم إن هذ القول لايمكن أحداً من أهل العلم ولا من الأئمة ولا من أتباعهم طرده , ولو طردوه لبطل كثير من أقوالهم وفتاويهم )
إغاثة اللهفان (1/520-522_دار ابن الجوزي)