المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحـدود الشرعية


محمد الفاريابي
08-23-2011, 06:44 AM
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادئ له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله الله تعالي بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا لله بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح الأمة وتركها على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله اشكروا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم ثم اشكروا نعمة الله عليكم إن جعلكم من أتباعه وأضل عنه كثيرا من الناس فهو أفضل نعمة انعم الله بها انعم الله بها على عباده قال الله عز وجل: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فاسأل الله تعالي اسأل الله تعالي بفضله ورحمته الذي من علينا بهذا الدين القويم أن يثبتنا عليه إلي الممات حتى نلقي الله به عز وجل أيها الناس تعلمون أن البشر يتفاوتون يتفاوتون في علومهم ويتفاوتون في معارفهم ويتفاوتون في عباداتهم ويتفاوتون في أخلاقهم ويتفاوتون في معاملاتهم ويتفاوتون في أجسامهم ويتفاوتون في جميع أحوالهم مما يدل على عظمة البارئ وقدرته وأنه على كل شئ قدير وانظروا إلي الثمرات تسقي بماء واحد وفي ارض واحدة ويفضل الله بعضها على بعض في الاكل هكذا بنوا آدم خلقوا من طين من تراب من نسل واحد وهم مختلفون اختلافات عظيمة قال الله عز وجل ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) وقال الله تعالي: ( إن سعيكم لشتي فأما من أعطي واتقي وصدق بالحسنى فسنيسره لليسري ) اللهم اجعلنا من من أعطي واتقي وصدق بالحسنى ويسرته لليسري يا رب العالمين ولما كانت النزعات إلي الباطل والشر في ضرورة لما يكبح جماحها ويخفف من حدتها من وازع إيماني أو رادع سلطاني جاءت النصوص الكثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وعلى اله وسلم جاءت بالتحذير من الباطل والشر والترغيب في الحق والخير وبيان ما يترتب على الباطل والشر من مفاسد في الدنيا وعقوبات في الآخرة وما يترتب على الحق والخير من مصالح في الدنيا ومثوبات في الآخرة ولكن لما كان هذا الوازع لا يكفي في إصلاح بعض النفوس الشريرة الموغلة في الباطل والشر وكبح جماحها والتخفيف من حدتها فرض رب العالمين بحكمته ورحمته عقوبات عقوبات دنيوية وحدود مختلفة بحسب الجرائم لتردع المعتدي وتصلح الفاسد وتقيم الأعوج وتظهر الملة وتستقيم الأمة وتكفر جريمة المجرم فلا يجتمع له عقوبة الدنيا والآخرة فرض الله الحدود أي العقوبات وأوجب على ولاة الأمور إقامتها على الشريف والوضيع والغني والفقير والذكر والانثي و القريب منهم والبعيد وفي الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم انه قال: ( أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم ) وإن ولي الأمر لما وجه لربه عز وجل كما قال الله تعالي: ( يا أيها الإنسان انك كادح لربك كدحا فملاقيه ) فلينظر إذا حاب القريب أو حاب الغني أو حاب الشريف فلينظر ماذا يجيب به ربه إذا لقاه يوم القيامة ولهذا قال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم لأسامة بن زيد وأسامة بن زيد رضي الله عنهما في منزلة عظيمة في محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم قال النبي صلي الله عليه وسلم لأسامة حين شفع اليه في امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاع فتجحده فأمر النبي صلي الله عليه وسلم بقطع يدها فاهم ذلك قريشا واهتموا له اهتماما عظيما أن تنقطع يد امرأة من شرفائهم فلما شفع فيها أسامة أنكر عليه النبي صلي الله عليه وسلم وقال: ( أتشفع في حد من حدود الله ثم قام صلي الله عليه وعلى اله وسلم فاخططب الناس إنما اهلك الذين من قبلكم إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ثم اقسم صلي الله عليه وسلم انه أن فاطمة بنت محمد وهى اشرف من هذه المخزومية لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) متفق عليه هكذا اقسم النبي صلي الله عليه وسلم وهو اصدق الخلق وإبراهيم عليه الصلاة والسلام أن لو سرقت ابنته لقطع يدها وظاهر الحديث انه يباشر قطع يدها بيده صلوات الله وسلامه عليه أين هذا القول وما كان عليه بعض الناس اليوم من المماطلات في إقامة الحدود والتعليلات الباردة والمحاولات الباطلة لمنع إقامة الحدود وفي الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: ( من حالت شفعته دون حد من حدود الله فقد راد الله في أمره ) وإننا نذكر من الحدود نماذج فمن ذلك عقوبة فمن ذلك حد القاذف وهو الذي يرمي الشخص المحصن البعيد عن تهمة الزنا فيرميه بالزنا مثل يقول يا زاني أو يا زانية أو ما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على هذا المعني فمن قال ذلك قيل له أما أن تأتي بالبينة الشرعية على ما قلت أما حد في ظهرك والبينة هنا من اشد البينات وأغلظها شهود أربعة عدول يشهدون بالزنا صريحا بدون تلميح فان لم يأتي بذلك فانه يحد في ظهره فان لم يأتي بذلك فإنه يحد في ظهره أي يجلد ثمانين جلده ومع ذلك يعاقب بعقوبات أخري هي ثلاث عقوبات يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة أبدا ويحكم بفسقه فيخرج عن العدالة ولا يتولى نكاح احد من بناته ولا تقبل له إمامة عند كثير من العلماء إلي غير ذلك مما يترتب على الفسق الا أن يتوب ويصلح واسمع قول الله عز وجل: ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة) هذه واحدة (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا) هذه الثانية (وأولئك هم الفاسقون) هذه الثالثة قال الله تعالي: ( الا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان الله غفور رحيم ) وهذا الاستثناء لا يعود على الاول لا يعود على العقوبة الأولي بالاتفاق ويعود على الجملة الأخيرة بالاتفاق واختلف العلماء هل يتناول العقوبة الوسطي وهي رد الشهادة على قولين لأهل العلم وإنما أوجب الله تعالي عقوبته بتلك العقوبات حماية للأعراض ودفع عن تهمة المقذوف البرئ البعيد عن التهمة ولهذا أيها الاخوة يجب علينا أن نطهر ألسنتنا من الاذي فلا نقول لأحد يا زاني أو يا قحبة أو ما أشبه ذلك مما فيه رمي بالزنا أو اللواط أما المثال الثاني للعقوبة لعقوبة الحد فهي عقوبة الزاني وهي فريضة وجعلها الله تعالي علي نوعين والنوع الاول جلد مائة جلدة أمام الناس ثم النفي عن البلد لمدة سنة كاملة وهذا فيمن لم يسبق له زواج وتمتع فيه بنعمة الجماع المباح اسمعوا قول الله: ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهم رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) وقال النبي صلي الله عليه وسلم: ( البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ) أما النوع الثاني من عقوبة الزنا فهو الرجم بالحجارة حتى يموت الزاني ثم يغسل ويكفن ويصلي عليه ويدعي له بالرحمة ويدفن مع المسلمين وهذه العقوبة فيمن سبق له زواج تمتع فيه بالجماع المباح حتى وإن فارق الزوجة بعد ذلك ثم زني فان الرجم ثابت عليه يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم يقول رضي الله عنه: ( إن الله تعالي بعث محمد بالحق وانزل عليه الكتاب وكان فيما انزل الله عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلي الله عليه وسلم ورجمنا بعده فاخشي عن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة انزلها الله وإن الرجم حق في كتاب الله على من زني إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل يعني الحمل أو الاعتراف) هكذا أعلن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم على الملأ حتى لا ينكر الرجل إذا لم توجد الآية في كتاب الله والله سبحانه وتعالي يمحو ما يشاء ويثبت وقد نسخت آية الرجم من القرآن لفظا وبقي حكمها إلي يوم القيامة وذلك والله اعلم لتتميز هذه الأمة عن بني إسرائيل العتاة الطغاة بالانقياد التام أي تتميز هذه الأمة بالانقياد التام فان بني إسرائيل فرض عليهم رجم الزاني إذا أحصن ونصه في التوراة صريح ولكن لما كثر ذلك في ساداتهم وشرفائهم حاولوا إخفاءه حين قراءه قارئهم التوراة عند رسول الله صلي الله عليه وسلم أما هذه الأمة ولله الحمد فقد نسخ الله تعالي لفظ آية الرجم فلا توجد في القرآن لفظا ولكنها باقية حكما فعمل بها المسلمون فعمل بها المسلمون ولله الحمد ونفذوا حكم الله تعالي في كل من كانت هذه عقوبته أيها الاخوة قد يقول قائل لماذا لا نقتل الزاني المحصن بالسيف ونريحه من هذه العقوبة الشديدة فنقول هذه العقوبة هي الموافقة للحكمة تماما وذلك لان هذا الرجل تمتع بالشهوة المحرمة وشملت جميع بدنه فكان من المناسب والحكمة أن تشمل العقوبة جميع بدنه بتلك الحجارة فان قال قائل أفلا نرحمه ونرأف به قلنا إن الله تعالي يقول: (ولا تأخذكم بهم رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ) أيها الاخوة إن أيجاب عقوبة الزنا إن إيجاد عقوبة الزاني من رجل أو امرأة لهي عين الرحمة للخلق لما فيه من القضاء على مفسدة الزنا المدمر للمجتمعات المفسد للأخلاق والسلوك الموجب لضياع الأنساب واختلاط المياة المحول للمجتمع الإنساني إلي مجتمع بهيمي لا يهتم لا يهتم الا بملء بطنه وشهوة فرجه يقول الله تعالي: ( ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ) أما اللواط وهو جماع الذكر للذكر فذالكم الفاحشة العظمي والجريمة النكري هو هدم للأخلاق ومحو للرجولة وقتل للمعنوية وجلب للدمار وسبب للخذي والعار وقلب للأوضاع الطبيعية تمتع في غير محله واستحلال في غير حله الفاعل ظالم لنفسه بحيث جرها لهذه الجريمة والمفعول به مع ذلك مهين لنفسه حيث رضي أن يكون مع الرجال بمنزلة النسوان لا تزول ظلمة الذل والهوان من وجهه حتى يموت أو يتوب توبة نصوحا يستنير بها قلبه ووجهه وكلهما الفاعل والمفعول به ظالم لمجتمعه حيث نزلوا بمستوي المجتمع إلي هذه الحال المغلوبة التي لا ترضاها ولا البهائم ومن اجل مفسدة اللواط هذه المفسدة العظيمة كانت عقوبته أعظم من عقوبة الزنا ففي الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: ( ملعون من عمل عَمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ) وقال صلي الله عليه وعلي اله وسلم: ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتل الفاعل والمفعول به وإن لم يكونا قد تزوجا إذا كانا بالغين عاقلين قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله: ( لم يختلف أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في قتله سواء كان فاعلا أو مفعولا به لكن اختلفوا كيف يقتل فقال بعضهم يرجم بالحجارة وقال بعضهم يلقي من اعلي شاهق في البلد وقال بعضهم يحرق بالنار وإنما كانت هذه عقوبة تلك الفاحشة اعني اللواط لأنها قضاء على تلك الجرثومة الفاسدة التي إذا ظهرت في المجتمع فتوشك أن تدمره تدمير النار للهشيم ففي القضاء عليها مصلحة للجميع وحماية المجرمين أن يملا لهم في البقاء في الدنيا فيزدادوا إثما وطغيانا والله عليم حكيم وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه يجب على الآباء أن يراعوا أولادهم أين ذهبوا ومن صحبوا حتى يكونوا علي بينة من الأمر وان منعوهم من التأخر في الليل حتى يأتوا إلي بيوتهم مبكرين ويسلموا من الإثم والعدوان اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تحمينا وامتنا عن مساوئ الأخلاق وعن موجبات سخطك وعقابك ونسألك اللهم أن تهب لنا منك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . الحمد لله وكفي وسلام على عباده الذين اصطفي واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولي واشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفي وخليله المجتبي صلي الله عليه وعلى اله و أصحابه ومن بهداهم اهتدي وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا عباد الله سمعتم عقوبات الزنا واللواط وإنها عقوبات عظيمة وان الزنا واللواط مفسد للمجتمع ما هي الأسباب التي فما هي الأسباب التي توجب هذه الجرائم عن الأسباب كثيرة وأعظمها الفراغ والغني والشباب كما قال الشاعر إن الشباب والفراغ والجدة يعني الغني مفسدة للمرء أي مفسدة وهذه موجودة كثيرة في كثير من البلدان نسألك أن تحمي المسلمين من الشر ومن الأسباب أيضا هذه القنوات الفضائية التي يعبر عنها بالدش وقد تكلمنا على ذلك قبل سنة وشهر من الآن أي في الخامس والعشرين من شهر ربيع الاول عام سبعة عشر وأربعمائة وألف وبينا خطورة هذه القنوات وإنها يخشى أن يكون الإنسان الذي يقر أهله علي ما فيها من الفساد والشر مما يدخلون في قول النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم: ( ما من رجل استرعاه الله أو يسير الله له على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها الا حرم الله عليه الجنة ) وإنني أتساءل هل الرجل استرعاه الله على رعيته هل الرجل استرعاه الله على رعية هم أهله؟؟ الجواب نعم دل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وعلى اله وسلم أما كتاب الله فلقد الزمنا أن نصلح أنفسنا وأهلينا فقال: ( يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) وأما سنة النبي صلي الله عليه وسلم فقد قال صلي الله عليه وعلى اله وسلم: (الرجل راعي في أهله ومسئول عن رعيته) وحينئذ يكون الرجل راعيا على أهله بدلالة كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم فإذا جلب لهم هذه الآلة التي فيها تدمير الأخلاق وتدمير العادات وتدمير الديانات وقد نسمع عنها الكثير من الشرور العظيمة التي لا أستطيع أن أتكلم بها من على هذا المنبر فظائع منكرات دعارة كل سوء وكل شر إذا جلب لهم هذه الآلة التي يشاهدون فيها فاني أسالكم اهو ناصح لأهله أم هو غاش لهم ؟؟ إن كل إنسان لايمكن أن يقول انه ناصح لهم بل كل إنسان وبإجماع العقلاء يقول انه غاش لهم فإذا مات على هذا فانه يصدق عليه أن الله استرعاه على رعية وانه مات حين مات وهو غاش لها وان كل معصية تترتب على ذلك بعد موته فانه سوف يعذب عليها لأنه هو السبب فيكون معذبا في قبره معاقبا على هذه الجريمة وهو لا يشعر لأنه السبب في تحصيلها فان قال قائل إذا كان الأب أو الراعي علي البيت لم يأتي بها هو لكنه مكنهم مكن أهل البيت أن يأتوا بها مع قدرته على منعهم فإننا نقول هذا مثل الذي جلبها لهم ولا فرق هم سواء في الإثم وعلى هذا أيها الاخوة فانه يجب عليكم الآن قبل أن يدرككم الموت ولا تستطيعون يجب عليكم أن تبعدوا هذه عن بيوتكم ولا يمكن أن تبيعوها لأنكم إذا بعتموها تبيعونها على من يستعملها في المعصية فتكونون بذلك معنيين على الإثم والعدوان وقد نهاكم الله عن هذا فقال: ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ولا يمكن أن تهدوها لان المهدي اليه سوف يستعملها في المحرم فتكونون معينين له على الإثم ولا طريق إلي ذلك الا أن تكسروها طلبا لرضي الله وتجنب لمعصيته واعلموا إنكم إذا فعلتم ذلك فان الله تعالي سوف يخلف عليكم ما هو خير منها وإنكم إذا فعلتم ذلك سوف تذوقون حلاوة الإيمان حلاوة لا يعادلها حلاوة لأنكم كسرتموها ابتغاء رضوان الله ولقد قال كثير من العلماء في قوله تبارك وتعالي عن سليمان عليه الصلاة والسلام وهو احد الرسل الكرام انه تلهى ذات يوم في الخيل حتى غربت الشمس فلم يصلي العصر فقال ردوها علىّ فردوها عليه فطفق مسح بالسوق والأعناق أي يعقر بعضها ويقتل بعضها قال بعض العلماء فسخر الله له ما هو خير منها سخر له الريح يركب عليها في بساط هو صحبه فتجري بهم بأمر الله عز وجل بسرعة عظيمة لكنها رخاء حيث أصاب فانظر كيف حصل لسليمان عليه الصلاة والسلام حين دمر ما ألهاه عن طاعة الله حصل له ما هو خير من ذلك وانظروا إلي إبراهيم الخليل عليه السلام حين رأي في المنام انه يذبح ابنه إسماعيل وهو ابنه الوحيد أتاه على كبر فامتثل أمر الله عز وجل وقال له : (يا بني إني أري في المنام إني أذبحك فانظر ماذا تري) ليختبر الابن هل يصبر على هذا الأمر أو لا يصبر فكان الابن صلي الله عليه وسلم كان من اشد الناس صبرا قال: ( يا ابتي افعل ما تأمر) لم يقل اذبحني بل قال افعل ما تؤمر لينبه إن المقصود هو الإخلاص لله وفعل أمر الله عز وجل ستجدني إنشاء الله من الصابرين فلما اسلم أي استسلم لتنفيذ أمر الله وتله إبراهيم على جبينه أي على وجهه الا لا يري وجهه وهو يصوب وهو يصوب السكين إلي حلقه جاء الفرج من رب العالمين فقال الله تعالي: ( يا إبراهيم قد صدقت الرؤية إنا كذلك نجزئ المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين ) لكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليلا لله عز وجل حيث كانت محبة الله تعالي مقدمة عنده على محبة الولد الذي ليس له سواه والذي أتاه على كبر أيها الاخوة إن تكسيركم لهذه الآلة المدمرة ابتغاء وجه الله يزيد في إيمانكم ويخلف الله عليكم ويصلح الله لكم الذرية والعائلة فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله قبل أن يفاجئكم الموت والموت لا ينتظر أحد متي جاء الأجل انتقل الإنسان من دار العمل إلي دار الجزاء ولا يدري الإنسان ربما يخرج من بيته ولا يرجع إليه إلا محمولا جنازة وربما يكون على مكتبه وربما يكون على فراشه فيفاجئه الموت اسأل الله ليّ ولكم التوبة قبل الممات وان يعيننا على أنفسنا قد يقول قائل إن تكسيرها إضاعة مال ونقول نعم هو إضاعة مال لكن في طاعة الله وإضاعة المال في طاعة الله ليس إضاعة بل هو والله الربح التام السنا نذبح الضحايا السنا نذبح الهدايا السنا نفعل الأشياء الكثيرة التي تتوقف علي المال من طاعة الله ولا يعد هذا إضاعة للمال كذلك إتلاف المال تفاديا للمحرمات ليس هو إضاعة مال إنني أيها الاخوة أحذركم من هذا الحديث الذي ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم في صحيح مسلم: ( ما من رجل يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ) احذروا أن تدخلوا في هذا الحديث توبوا إلي الله فمن تاب من الذنب كمن لا ذنب له أقول إن مشاهدة الأفلام في هذه الآلة الخبيثة المدمرة من أسباب الزنا ومن أسباب اللواط لان الذين يعرضون هذه الأفلام أي في القنوات الفضائية لا يهمهم أن يعرضوا أي شئ لأنهم يريدون أن يدمروا أخلاق المسلمين وإذا دمرت أخلاق المسلمين فسدت أديانهم وفسد كيانهم وإنما الأمم الأخلاق فإذا زالت الأخلاق فانه تزول هيبتهم وعزتهم وكرامتهم أيها الاخوة اكرر عليك هذا نصيحة لله وإبراء للذمة أن يكسر أحدكم ما عنده من هذه الدشوش ويبشر بالخير والخلف العاجل فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون اللهم جنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء و الأدواء يا رب العالمين اللهم أعنا على أنفسنا اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المفلحين واعلموا أيها الاخوة أن اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار واعلموا إن الله أمركم بأمر بداءه بنفسه فقال جل من قائل عليما: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم اجعلنا من أتباعه ظاهرا وباطنا الهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضي عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين وبطانتهم يا رب العالمين ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

من موقع بن عثيمين