المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الأسباب التي تجعل عند الإنسان شوقا كبيرا في النظر إلى الله تعالى


الواثقة بالله
01-06-2015, 03:34 PM
السؤال:شيخنا حفظكم الله هذا آخر سؤال يقول السائل: ما هي الأسباب التي تجعل عند الإنسان شوقا كبيرا في النظر إلى الله تعالى حتى بعدها يصبح من المشمرين والمؤهلين إلى النظر إلى الله تعالى.

الجواب:أولا الإخلاص لله عز وجل ؛مجاهدة النفس على الإخلاص لله تبارك وتعالى ومجاهدة النفس على دراسة القرآن وفهمه وتدبره؛فإن الله تبارك وتعالى يقول:[إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون] الأنفال:6

والجد في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة؛ومنها الصلاة؛وعلى رأسها صلاة الفجر وصلاة العصر؛فإن ذلك مما يزيد الإيمان؛ويزيد من الشوق إلى لقاء الله تبارك وتعالى؛والخير يجر إلى الخير والشر يجر إلى الشر؛البعد عن المعاصي؛البعد عن الرياء؛تربية النفس على الإخلاص لله عز وجل؛وعلى الخصال الحميدة:من الصدق؛والأمانة؛والتواضع؛و الحلم؛والأدب؛والأخلاق التي تخلق بها رسول الله عليه الصلاة والسلام،والله يقول:[لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر] الأحزاب:61.

اقرؤوا الحديث كثيرا،وحاولوا أن تطبقوا كل حديث حتى إن أحمد ابن حنبل ما سمع حديثا إلا وحاول أن يعمل به،فأنتم تعلموا القرآن وتعلموا السنة للعمل،لا للخصومات والجدل وإنما-يا إخوة-بعض الناس يبحث في النصوص وكذا ليجادل وليخاصم،لا،أولا وقبل كل شيء للإيمان،ثانيا للعمل،وفقكم الله

وتنافسوا في الخير والأعمال الصالحة،[وفي ذلك فليتنافس المتنافسون]المطففين:26
تنافسوا في العلم والعمل؛فإن هذا أمر محمود؛{لا حسد إلا في اثنتين:رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق} يعني:ينفق وينفق يمينا وشمالا في سبيل الله حتى يهلك هذا المال،{ورجل أتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس ويقضي بها بين الناس}،الحكمة:هي السنة،كله للعمل.
الآن الهرج كثير،والكلام كثير،والقال والقيل كثير،وذلك مما يقسي القلوب.
وفقنا الله وإياكم للإيمان الصادق،والعمل الصالح،وأوصيكم -يا إخوتاه- بالتآخي فيما بينكم،والبعد عن أسباب الشقاق والخلافات،لا تثر أنت مسألة تؤدي إلى الخلاف،وأنت لا يجرك الشيطان بمجرد أن يخطئ أخوك يجرك إلى الخلاف والخصومة،تعلموا الصبر،تعلموا الحكمة،أنتم الآن في هذا لوقت بأشد الحاجة إلى الحلم والصبر والحكمة واللطف..لا نقول:أسكت وجامل وداهن،انصح واصبر واحلم لوجه الله تبارك وتعالى،والله ستستقيم أموركم يا أبناءنا وتتلاحمون وتتآخون فيما بينكم.

أنا أوصيكم-يا إخوة- بتقوى الله ومراقبته،والتآخي والتعاون على البر والتقوى،والبعد عن أسباب الفتن وأسباب الخلافات.


الذريعة
إلى بيان مقاصد الشريعة
للإمام المحدث أبي بكر محمد بن الحسين الآجري
تأليف
فضيلة الشيخ العلامة
ربيع بن هادي عمير المدخلي
ص575