سراج الدين الأثري
08-23-2011, 11:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله المذكور بكل لسان المشكور على كل إحسان خلق الخلق ليعبدوه وأظهر لهم آياته ليعرفوه ويسر لهم طرق الوصول إليه ليصلوه فهو ذو الفضل العظيم والخير الواسع العميم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحي القيوم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما .
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا كونوا من أولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم كونوا من الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) بذكر الله تطمئن القلوب وتنفرج الكروب بذكر الله يحصل النصر ويثبت الله القلب في مواطن الفزع ولذلك أمر الله بذكره عند مقابلة الأعداء في الحرب فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) إن ذكر الإنسان لله يملأ قلبه سروراً ويكسو وجهه نورا ويذكره الله به يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) ويقول تعالى في الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(سبق المفردون قال:يا رسول الله وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت ) وسئل صلى الله عليه وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال(من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) وقال صلى الله عليه وسلم(من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) وأمر أن يلقن الميت بها عند موته وإن من أكبر ذكر الانسان للشهادة عند موته أن يكون مكثراً لها في حياته فإن من أكثر من شئ ألفه وقال صلى الله عليه وسلم(أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل ) وقال صلى الله عليه وسلم(من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) ولهذا قال العلماء ينبغي أن يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مائة مرة ينبغي أن يقولها في أول النهار لتكون له حرزاً من الشيطان من أول اليوم وقال النبي صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وقال صلى الله عليه وسلم(لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي من ما طلعت عليه الشمس ) وقال صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ) فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال(يسبح الله مائة تسبيحه فتكتب له ألف حسنة ) أيها المسلمون عباد الله أكثروا من هذه المكاسب العظيمة من أعمال يسيره أكثروا من ذكر الله عز وجل بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ليكن ذكر الله تعالى في قلوبكم قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم كونوا دائماً متذكرين لعظمة الله وجلالة وكمال أسمائه وصفاته وأفعاله ففي كل شئ من مخلوقاته في كل شئ من مخلوقاته آية تذكركم به وتبرهن على وحدانيته وعظمته وقدرته وتبرز بها آثار رحمته وحكمته اذكروا الله تعالى بألسنتكم بقول لا إله إلا الله سبحان الله الحمد لله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله واعلموا أن كل قول من الخير تريدون به وجه الله فهو من ذكر الله حتى دراسة العلم وحتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيها المسلمون اذكروا الله تعالى بجوارحكم بفعل الطاعات وترك المعاصي فإن كل فعل أو ترك تقومون به طاعة لله وتقرباً إليه فهو من ذكر الله اذكروا الله تعالى عند طاعته اذكروا تقربكم إليه بهذه الطاعة ورجائكم فضله وثوابه عليها اذكروا الله تعالى إذا أمرتكم أنفسكم الأمارة بالسوء إذا أمرتكم بالمعصية فاذكروا الله عز وجل اذكروا عظمته وخافوا منه حتى تدعوا الهم بتلك المعصية اكثروا من ذكر الله تعالى ولا تكونوا ممن أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا إن الأوقات تضيع وإن الأوقات تقل بركتها بسبب أعراض الإنسان عن ذكر الله أما إذا أدام الإنسان ذكر ربه فإن الله يجعل البركة له في عمره وعمله حتى ينتج عملاً كثيرا واستمع إلى قول الله تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) أيها المسلمون اكثروا من ذكر الله قبل أن يحال بينكم و بينه إما بالموت أو بالعجز أو بحرمانكم منه عقوبة على غفلته لا يشغلنك أيها المسلم عن ذكر الله مال ولا بنون فإنما: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) الباقيات الصالحات كل عمل صالح وعلى رأسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أيها المسلمون اذكروا الله يذكركم اذكروا الله في أنفسكم يذكركم الله تعالى في نفسه اذكروا الله تعالى في ملأ إي في جماعة يذكركم الله تعالى في ملأ خير منهم عباد الله إن ذكر الله ربح وغنيمة وإن الغفلة عن ذكره غرم وخسارة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ) والترة هي النقص والحرمان ولا تظنوا أيها المسلمون أنه إذا انتهت الأيام المعلومات وهي أيام عشر ذي الحجة والأيام المعدودات وهي أيام التشريق لا تظنوا إنها إذا انتهت هذه الأيام التي شرع لكم فيها ذكر الله أن ذكر الله ينتهي بانتهائها فإن الله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ويقول في مدح أولي الألباب: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا في أهلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اللهم اجعلنا من الذين اغتنموا أوقاتهم بالباقيات الصالحات اللهم اعصمنا يا مولانا من الغفلة عن ذكرك ومن التشاغل بما لا يقربنا إليك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلى وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه أجمعين. الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى عباد الله أعلموا أن الله قد شرع لكم ذكره في عدة عبادات من ما شرعها لكم فشرع لكم ذكره عند الوضوء عند بدأه وعند الانتهاء منه فعند ابتداء الإنسان بالوضوء يشرع له أن يسمي الله عليه وعند انتهائه من الوضوء يشرع له أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين فإن من قال ذلك بعد أن يصبغ وضوئه فإنها تفتح له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء وشرع لكم الذكر بعد الصلوات الخمس على وجوه متنوعة فمنها أن يسبح الإنسان ربه ثلاث وثلاثين ويحمد الله ثلاث وثلاثين ويكبر الله ثلاث وثلاثين ومنها أن يفعل ذلك ثم يختم بقوله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ومنها أن يقول ذلك ولكنه يجعل التكبير أربع وثلاثين بدلاً عن قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومنها أن يكبر الله عشراً ويحمد الله عشراً ويسبحه عشرا ومنها أن يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يقولها خمس وعشرين مرة فتكمل مائة كل هذه الأنواع وردت في الذكر بعد الصلاة فينبغي للإنسان أن يعلمها وأن يذكر الله تعالى بها تارة بهذا وتارة بهذا حتى يحصل على السنة كلها أيها المسلمون أكثروا من ذكر الله عز وجل حتى تكون قلوبكم معلقة بالله تعالى لا تذكروا إلا الله وما سواء الله عز وجل فإنما تتخذه وسيلة إلى الوصول إلى طاعة الله وإلى مرضاة الله وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدء فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في أفغانستان وغيرها اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم أخذل من عادهم ومن ناوئهم يا رب العالمين اللهم أنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل أثم والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين يا ربب العالمين اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وأبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
الحمد لله المذكور بكل لسان المشكور على كل إحسان خلق الخلق ليعبدوه وأظهر لهم آياته ليعرفوه ويسر لهم طرق الوصول إليه ليصلوه فهو ذو الفضل العظيم والخير الواسع العميم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحي القيوم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما .
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا كونوا من أولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم كونوا من الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) بذكر الله تطمئن القلوب وتنفرج الكروب بذكر الله يحصل النصر ويثبت الله القلب في مواطن الفزع ولذلك أمر الله بذكره عند مقابلة الأعداء في الحرب فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) إن ذكر الإنسان لله يملأ قلبه سروراً ويكسو وجهه نورا ويذكره الله به يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) ويقول تعالى في الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(سبق المفردون قال:يا رسول الله وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت ) وسئل صلى الله عليه وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال(من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) وقال صلى الله عليه وسلم(من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) وأمر أن يلقن الميت بها عند موته وإن من أكبر ذكر الانسان للشهادة عند موته أن يكون مكثراً لها في حياته فإن من أكثر من شئ ألفه وقال صلى الله عليه وسلم(أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل ) وقال صلى الله عليه وسلم(من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) ولهذا قال العلماء ينبغي أن يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مائة مرة ينبغي أن يقولها في أول النهار لتكون له حرزاً من الشيطان من أول اليوم وقال النبي صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وقال صلى الله عليه وسلم(لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي من ما طلعت عليه الشمس ) وقال صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ) فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال(يسبح الله مائة تسبيحه فتكتب له ألف حسنة ) أيها المسلمون عباد الله أكثروا من هذه المكاسب العظيمة من أعمال يسيره أكثروا من ذكر الله عز وجل بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ليكن ذكر الله تعالى في قلوبكم قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم كونوا دائماً متذكرين لعظمة الله وجلالة وكمال أسمائه وصفاته وأفعاله ففي كل شئ من مخلوقاته في كل شئ من مخلوقاته آية تذكركم به وتبرهن على وحدانيته وعظمته وقدرته وتبرز بها آثار رحمته وحكمته اذكروا الله تعالى بألسنتكم بقول لا إله إلا الله سبحان الله الحمد لله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله واعلموا أن كل قول من الخير تريدون به وجه الله فهو من ذكر الله حتى دراسة العلم وحتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيها المسلمون اذكروا الله تعالى بجوارحكم بفعل الطاعات وترك المعاصي فإن كل فعل أو ترك تقومون به طاعة لله وتقرباً إليه فهو من ذكر الله اذكروا الله تعالى عند طاعته اذكروا تقربكم إليه بهذه الطاعة ورجائكم فضله وثوابه عليها اذكروا الله تعالى إذا أمرتكم أنفسكم الأمارة بالسوء إذا أمرتكم بالمعصية فاذكروا الله عز وجل اذكروا عظمته وخافوا منه حتى تدعوا الهم بتلك المعصية اكثروا من ذكر الله تعالى ولا تكونوا ممن أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا إن الأوقات تضيع وإن الأوقات تقل بركتها بسبب أعراض الإنسان عن ذكر الله أما إذا أدام الإنسان ذكر ربه فإن الله يجعل البركة له في عمره وعمله حتى ينتج عملاً كثيرا واستمع إلى قول الله تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) أيها المسلمون اكثروا من ذكر الله قبل أن يحال بينكم و بينه إما بالموت أو بالعجز أو بحرمانكم منه عقوبة على غفلته لا يشغلنك أيها المسلم عن ذكر الله مال ولا بنون فإنما: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) الباقيات الصالحات كل عمل صالح وعلى رأسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أيها المسلمون اذكروا الله يذكركم اذكروا الله في أنفسكم يذكركم الله تعالى في نفسه اذكروا الله تعالى في ملأ إي في جماعة يذكركم الله تعالى في ملأ خير منهم عباد الله إن ذكر الله ربح وغنيمة وإن الغفلة عن ذكره غرم وخسارة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ) والترة هي النقص والحرمان ولا تظنوا أيها المسلمون أنه إذا انتهت الأيام المعلومات وهي أيام عشر ذي الحجة والأيام المعدودات وهي أيام التشريق لا تظنوا إنها إذا انتهت هذه الأيام التي شرع لكم فيها ذكر الله أن ذكر الله ينتهي بانتهائها فإن الله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ويقول في مدح أولي الألباب: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا في أهلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اللهم اجعلنا من الذين اغتنموا أوقاتهم بالباقيات الصالحات اللهم اعصمنا يا مولانا من الغفلة عن ذكرك ومن التشاغل بما لا يقربنا إليك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلى وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه أجمعين. الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى عباد الله أعلموا أن الله قد شرع لكم ذكره في عدة عبادات من ما شرعها لكم فشرع لكم ذكره عند الوضوء عند بدأه وعند الانتهاء منه فعند ابتداء الإنسان بالوضوء يشرع له أن يسمي الله عليه وعند انتهائه من الوضوء يشرع له أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين فإن من قال ذلك بعد أن يصبغ وضوئه فإنها تفتح له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء وشرع لكم الذكر بعد الصلوات الخمس على وجوه متنوعة فمنها أن يسبح الإنسان ربه ثلاث وثلاثين ويحمد الله ثلاث وثلاثين ويكبر الله ثلاث وثلاثين ومنها أن يفعل ذلك ثم يختم بقوله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ومنها أن يقول ذلك ولكنه يجعل التكبير أربع وثلاثين بدلاً عن قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومنها أن يكبر الله عشراً ويحمد الله عشراً ويسبحه عشرا ومنها أن يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يقولها خمس وعشرين مرة فتكمل مائة كل هذه الأنواع وردت في الذكر بعد الصلاة فينبغي للإنسان أن يعلمها وأن يذكر الله تعالى بها تارة بهذا وتارة بهذا حتى يحصل على السنة كلها أيها المسلمون أكثروا من ذكر الله عز وجل حتى تكون قلوبكم معلقة بالله تعالى لا تذكروا إلا الله وما سواء الله عز وجل فإنما تتخذه وسيلة إلى الوصول إلى طاعة الله وإلى مرضاة الله وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدء فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في أفغانستان وغيرها اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم أخذل من عادهم ومن ناوئهم يا رب العالمين اللهم أنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل أثم والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين يا ربب العالمين اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وأبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون