سراج الدين الأثري
08-24-2011, 09:58 PM
الحمد الذي أحاط بكل شي علما وقضى بما يريد حكمة وحكما أنعم بالنعم ابتلاء وامتحان فمن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي شهيد وأشهد أن محمد عبده ورسوله أفضل الرسل وخلاصة العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الرشد والتسديد وسلم تسليما كثيرا...
أما بعد...
فيا أيها الناس يا أيها الناس يا أيها الناس اتقوا الله تعالى وقيدوا نعمه عليكم بشكرها وحسن التصرف فيها فإن بالشكر ازدياد النعم وبحسن التصرف فيها تتمخض نعما أما إذا كفرت النعم فإن ذلك سبب زوالها ومعول هدمها قال الله عز وجل (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ *فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيل*ٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) وقال جل ذكره (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) أيها الناس من أين تلونا هذه الآيات أننا تلونها من كلام ربنا وهو أصدق القائلين وأحكم الحاكمين أن الله قص علينا هذه القصة من أجل أن نعلم أن سنة الله تعالى في خلقه واحدة وأن نحذر مما وقع فيه هولا أنها أن هذين لمثلان لبلدين أنعم الله عليهما بنضارة الدنيا ورقد العيش بدلوا نعمة الله كفر فأعرضوا عن دين الله وارتكبوا محارم الله فأبدلهم الله بنعمه نغما وبرغد العيش نكدا أفتظنون، أفتظنون أنكم إذا كفرتم بنعم الله ناجون من عذاب الله سالمون من ما وقع فيه أولئك مسلمون منه كلا فسنن الله في عباده واحدة ليس بين الله وبين أحد من الناس نسبا فيراعيه اسمعوا قول الله عز وجل ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) واسمعوا قول الله عز وجل (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) واسمعوا قول الله سبحانه في حكم شامل عام (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) أيها الناس أن كثيرا من المغفلين يظنون أن العقوبة إنما هي في الأمور المادية في زوال الرغد في زوال الأمن ولكن العقوبة في الحقيقة ليست في هذا فقط إنما العقوبة بشي آخر زائد على ذلك وهي أن يسلط على الناس ولاة ظلمه لا يحكمون بشريعة الله ولا يرجعون إلى دين الله ولا يحكمون بين الناس بالحق هذه من أعظم العقوبات ومن أشد العقوبات ونحن إذا رأينا إذا رأينا البلاد التي حولنا وجدنا في كل بلاد منها نوعا من هذه العقوبات فمنها مازال أمنه ومازال رغده أي أن أمنه قد زال ورغده قد زال وصارت أسواقهم تمشي دماء بعد أن كانت تمشي أنهارا ورأينا أيضا أناس عوقبوا بظلم الولاة وأعراضهم عن حكم الله عز وجل والحكم بين الناس بغير ما أنزل الله فضاعوا وأضاعوا من تحت أيديهم أننا أيها المسلمون يجب علينا أن لا ننظر إلى العقوبات من زاوية واحدة إن العقوبات في الدين وفي رفع شريعة الله وإحلال القوانين محلها إن هذا لهو أعظم عقوبة من أن تفوت من أن يفوت الناس النعيم المادي لأن النعيم المادي قد يستبدل ولكن المصيبة كل المصيبة ما كانت مصيبة في دين الله أيها المسلمون احذروا احذروا احذروا معاصي الله عز وجل أن يصيبكم ما أصاب غيركم من البلاء والفتن أنهار من الدماء تجري في الأسواق يضرب الناس بعضهم بعضا أيها الناس إن كثيرا من المغفلين يظنون أن العقوبة إنما هي في الأمور المادية في زوال الرغد في زوال الأمن ولكن العقوبة في الحقيقة ليست في هذا فقط إنما العقوبة بشي آخر زائد على ذلك وهي أن يسلط على الناس ولاة ظلمه لا يحكمون بشريعة الله ولا يرجعون إلا دين الله ولا يحكمون بين الناس بالحق هذه من أعظم العقوبات ومن أشد العقوبات ونحن إذا رأينا إذا رأينا البلاد التي حولنا وجدنا في كل بلاد منها نوعا من هذه العقوبات فمنها مازال أمنه ومازال رغده أي أن أمنه قد زال ورغده قد زال وصارت أسواقهم تمشي دماء بعد أن كانت تمشي أنهارا ورأينا أيضا أناس عوقبوا بظلم الولاة وأعراضهم عن حكم الله عز وجل والحكم بين الناس بغير ما أنزل الله فضاعوا وأضاعوا من تحت أيديهم أننا أيها المسلمون يجب علينا أن لا ننظر إلى العقوبات من زاوية واحدة أن العقوبات في الدين وفي رفع شريعة الله وإحلال القوانين محلها إن هذا لهو أعظم عقوبة من أن تفوت من أن يفوت الناس النعيم المادي لأن النعيم المادي قد يستبدل ولكن المصيبة كل المصيبة ما كانت مصيبة في دين الله أيها المسلمون احذروا احذروا احذروا معاصي الله عز وجل أن يصيبكم ما أصاب غيركم من البلاء والفتن أنهار من الدماء تجري في الأسواق يضرب الناس بعضهم بعضا بالسكاكين وفي غيرها من أدوات الهدم والتخريب أيها المسلمون أنني أذكركم ما أنعم الله به علينا في هذا العصر من السيارة التي ملأت البلاد والبر وقادها الكبير والصغير والعاقل والسفيه ويوشك أن تكثر أكثر من ذلك لما حصل من تسهيل من بعض الجهات بالبيع المؤجل لهذه السيارة وأنني أحذركم ، أحذركم أيها الأخوة من الوقوع في هذا الشرك أن تشغلوا ذممكم بالديون للناس من أجل التسهيل إنكم لا تدرون فلو أصيبت هذه السيارة بحادث لانشغلت ذمتك فات مقصودك فلا تتسرعوا في الأقدام على الشراء من هذه من هذه الشركات التي تؤجل عليكم لتصيدكم في فخ لا تدرون ما عاقبته إن الإنسان العاقل يعرف كيف يتصرف لا يتصرف إلا وهو يعلم أنه سوف يتخلص أما أولئك الذين يغترون بمثل هذه التسهيلات فيدع سيارته وهو يمكنه أن يستعملها لمدة سنوات ليأخذ سيارة جديدة من هذه الشركات التي تؤجل عليه أن هذا لسفه أنه لسفه في التصرف وقد يؤدي إلى شغل الذمة إلى شغل الذمة فيموت الإنسان وذمته مشغولة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن الميت إذا مات كانت ذمته كانت نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه) أنني أوجه إليكم من هذا المنبر نصيحة لله عز وجل ألا تغتروا في هذا التسهيل ليتمتع أحدكم بسيارته ما دام مادامت يمكن أن يتمتع بها فإذا لم يمكن وصارت تأخذ منه أكثر مما تعطيه فحين إذٍ لا باس أن يشترى أيها المسلمون وهاهنا آفة
أخرى في هذه السيارة وهي أن بعض الناس يستعملها في أغراضه السيئة والوصول إلى مآربه السافلة فصار يفر بها إلى البراري ليتناول ما تهواه نفسه بعيدا عن الناس وعن أيدي الإصلاح ويخرج بها عن البلد ليضيع ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة في وقتها أو مع الجماعة فهل يصح أن يقال لمثل هذا أنه شاكر لنعمة الله هل يصح أن نقول إنه سالم من عقوبة الله كلا فهو لم يشكر نعمة الله عليه ولم يسلم من عقوبته وليست العقوبة كما أسلفنا قريبا وليست العقوبة كما أسلفنا قريبا العقوبة الدنيوية المادية بل هناك عقوبة أشد وهي عقوبة قسوة القلب وكون الإنسان يرى ما هو عليه من انتهاك المحرمات وأضاعت الواجبات ورائه وكأنه لم يفعل شي يعاقب عليه فلا يكاد يقلع عنه أيها الناس ولقد أستعمل ولقد أستعمل بعض الناس هذه السيارة فلم يحسن التصرف فيها وكلها إلا قوم صغار السن أو صغار العقول تجده يقود السيارة وهو صغير السن لا يكاد يرى من نافذتها وتراه يسوق السيارة وهو كبير السن لكنه صغير العقل متهور لا يراعى الأنظمة ولا يبالي بالأرواح سرعة جنونية في البلد وخارج البلد ونعني بالسرعة الجنونية كل سرعة تزيد عن ما كان ينبغي أن يسير عليه وتختلف بحسب المكان و ازدحام السكان فليست السرعة في البلد كالسرعة خارج البلد وليست السرعة في مكان كثير المنعطفات والمنافذ الشارعة فيه كالسرعة في خط مستقيم ليس إلى جانبه منافذ وليست السرعة وليست السرعة في مكان يكثر فيه الناس كالسرعة قي مكان خالي وليست السرعة في السيارة في السيارة الضعيفة القوة كالسرعة في السيارة القوية أنها أن كل عاقل ليعجب أن تعطى قيادة السيارة السيارات لهؤلاء الصغار الذين لا يستطيعون التخلص في ساعة الخطر أن كل عاقل ليعجب من هؤلاء المتهورين الذين لا يراعون حرمة نظام الدولة ولا حرمة نفوس المسلمين مع أن الفرق في مراعاة النظام والسير المعتدل أمر بسيط لو قدرنا أن شخصا أراد أن يسير بسرعة تبلغ مائة كيلو في الساعة فسار بسرعة تبلغ ثمانين فمعناه أنه لن يتأخر إلا اثنتي عشرة دقيقة في سير ساعة كاملة وستة دقائق في سير نصف ساعة وثلاثة دقائق في سير ربع ساعة وما أيسر هذا التأخر الذي تكون به وقاية النفس والمال من الخطر والذي يمكن أن يزول بأن يتقدم في مشيه بمقدار هذا التأخر أي إذا كان يخرج من بيته في الساعة السابعة مثلا فليخرج في الساعة السابعة إلا ربع فيتقدم قليلا لأجل أن يسد ما يتأخر ببطء السير أيها الناس ولقد كثرت الحوادث من أجل هذه الأمور فأصبح المصابون بها ما بين كسير وجريح وميت ليس بالأفراد فحسب ولكن بالأفراد أحيانا وبالجماعات أحيانا ثم ماذا يترتب على هذه الحوادث يترتب على هذه الحوادث خسائر مالية وخسائر روحيه وندم وحسرة في قلوب مسببي هذه الحوادث إن كانت قلوبهم حية يخشون الله ويرحمون عباد الله إن النفس إذا قبضت بهذه الحوادث لزم من ذلك عدة مفاسد الأول الأولى إخراج هذا الميت من الدنيا وحرمانه من التزود بالعمل الصالح والإستعتاب من العمل السيئ ثانيا فقد أهله وأصحابه والتمتع معهم في الحياة ثالثا ترميل زوجته وتيتيم أولاده إن كان ذا زوجة وعيال رابعا غرامة ديته تسلم غرامة ديته تسلم إلى ورثته خامسا وجوب الكفارة حقا لله عز وجل فكل من قتل نفسا خطأ أو تسبب لذلك أو شارك فيه فعليه الكفارة فلو اشتراك اثنان في حادث وتلف به شخص فعلى كل واحد منهما كفارة كاملة والكفارة عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد كما هو الواقع فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما يوم واحد إلا من عذر شرعي فإن أفطر قبل إتمامهما ولو بيوم واحد من دون عذر وجب استئنافهما من جديد وهذه الكفارة حق لله عز وجل لا تسقط بعفو أهل الميت عن الدية فأهل الميت إذا عفو عن الدية إنما يملكون إسقاط الدية إذا راءوا في إسقاطها مصلحة وأما الكفارة فلا يملكون إسقاطها لأنها حق لله عز وجل وهذه الكفارة تتعدد بتعدد الأموات بسبب الحادث فإذا كان الميت واحد فالكفارة شهران وإن كان الميت اثنين فالكفارة أربعة أشهر وإن كان الميت ثلاثة فالكفارة ستة أشهر وإن كان الميت أربعة فالكفارة ثمانية أشهر وهكذا لكل نفس شهران كاملا متتابعان لا يجزئ عنها إطعام ولا صدقة فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله في أنفسكم اتقوا الله في إخوانكم المسلمين اتقوا الله تعالى بطاعته وطاعة ولاة الأمور بالمعروف وأعلموا أن مخالفة نظام الدولة ليس مخالفة لبشر فقط ولكنها مخالفة للبشر ومخالفة لخالق البشر فإن الله عز وجل أمر بطاعة ولاة الأمور في غير معصية الله قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) اللهم أنا نسألك أن توفقنا لطاعتك وطاعة رسولك اللهم وفقنا لطاعنك وطاعة رسولك وطاعة ولاة الأمور على ما يرضيك والتمشي على ما فيه خيرنا وصلحنا إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلا يوم الدين ...
الحمد لله أحمده وأستعينه و أستغفره وأتوب إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أما بعد ...
أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وأعلموا أن أنظمة الدولة التي ملكت التي كانت ولاية التي كانت ولاية أمركم على يديها إذا كانت لا تخالف الكتاب والسنة فأن الواجب علينا أن نقوم بهذه الأنظمة لأن الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) ولعل قائلا يقول أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم لماذا لم تكن الآية وأطيعوا أولى الأمر منكم والجواب على ذلك أن الله لو قال وأطيعوا أولى الأمر منكم لكانت طاعة ولاة الأمور مستقلة إذا أمروا بأمر وجبت طاعتهم بكل حال ولكن لما حذف الفعل صارت طاعة ولاة الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله فإذا أمروا بما يخالف أمر الله ورسوله فإنه فإنه لا تجوز طاعتهم في ذلك لأن طاعتهم تابعت لطاعة الله ورسوله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما الطاعة في المعروف ولكن بعض الناس يقولوا إذا كانت هذه القوانين ليست موجودة في كتاب الله و لا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجب علي طاعتها وجوابنا على ذلك نقول لو كانت هذه الأنظمة المعينة بعينها موجودة في الكتاب والسنة لكانت طاعة الناس لكانت طاعة الولاة فيها طاعة، طاعة الله ورسوله ولكن الله تعالى أمرنا أمر عام بأن نطيع ولاة أمورنا في غير معصية الله عز وجل والأنظمة المروريه يجب علينا أن نراعيها لأنها مما وضعه ولاة الأمور لمصالح الناس وكم من الناس وكم من مصلحة حصلت بهذه الأنظمة أرأيتم لو كان الناس فوضى كل يسير على ما يريد ماذا يحصل من المفاسد ولكن كان هذا النظام بلا شك نافع للعباد ومصلحا لهم فنسأل الله تعالى أن يمن على ولاة أمورنا أن يمن على ولاة أمورنا بما فيه خيرنا وصلاحنا في معادنا ومعاشنا وأن يبعد عنهم وأن يبعد عنهم كل بطانة سوء لا تنفعهم ولا ترحم من تولوا عليه أنه جواد كريم فاتقوا الله أيها المسلمون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم إن كنتم مؤمنين أيها الأخوة في الجمعة الماضية تلوت أية من كتاب الله وكنت أخطأت فيها نسياننا وكنت أود لو أحد من المأمومين من الحاضرين رد على لأن الرد على الخطيب إذا أخطأ في أية من كتاب الله لا يضر ولا يحصل به اللغو لأنه من مصلحة الجميع الآية هي قوله تعالى (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) هذا هو هذا هو النطق هذا هو الصحيح من هذه الآية إنما نبهت على ذلك لأنني أود إذا أخطأت في آية من كتاب الله أن يردها علي أحد منكم إذا كان متيقنا الصواب أسأل الله تعالى أن يعفو عنا جميعنا سهونا وخطأنا أنه جود كريم وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فأن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهر وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم يا رب العالمين يا أرحم الراحمين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن وزوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأحسن عاقبتنا جميعا واجعلنا من المتبعين لرسولك يا رب العالمين اللهم أنا نسألك أن تصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم من كان من بطانة ولاة أمور المسلمين غير ناصحا لهم ولا رعيتهم فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين يا أرحم الراحمين ربنا لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا وأغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
منقول من موقع بن عثيمين
أما بعد...
فيا أيها الناس يا أيها الناس يا أيها الناس اتقوا الله تعالى وقيدوا نعمه عليكم بشكرها وحسن التصرف فيها فإن بالشكر ازدياد النعم وبحسن التصرف فيها تتمخض نعما أما إذا كفرت النعم فإن ذلك سبب زوالها ومعول هدمها قال الله عز وجل (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ *فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيل*ٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) وقال جل ذكره (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) أيها الناس من أين تلونا هذه الآيات أننا تلونها من كلام ربنا وهو أصدق القائلين وأحكم الحاكمين أن الله قص علينا هذه القصة من أجل أن نعلم أن سنة الله تعالى في خلقه واحدة وأن نحذر مما وقع فيه هولا أنها أن هذين لمثلان لبلدين أنعم الله عليهما بنضارة الدنيا ورقد العيش بدلوا نعمة الله كفر فأعرضوا عن دين الله وارتكبوا محارم الله فأبدلهم الله بنعمه نغما وبرغد العيش نكدا أفتظنون، أفتظنون أنكم إذا كفرتم بنعم الله ناجون من عذاب الله سالمون من ما وقع فيه أولئك مسلمون منه كلا فسنن الله في عباده واحدة ليس بين الله وبين أحد من الناس نسبا فيراعيه اسمعوا قول الله عز وجل ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) واسمعوا قول الله عز وجل (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) واسمعوا قول الله سبحانه في حكم شامل عام (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) أيها الناس أن كثيرا من المغفلين يظنون أن العقوبة إنما هي في الأمور المادية في زوال الرغد في زوال الأمن ولكن العقوبة في الحقيقة ليست في هذا فقط إنما العقوبة بشي آخر زائد على ذلك وهي أن يسلط على الناس ولاة ظلمه لا يحكمون بشريعة الله ولا يرجعون إلى دين الله ولا يحكمون بين الناس بالحق هذه من أعظم العقوبات ومن أشد العقوبات ونحن إذا رأينا إذا رأينا البلاد التي حولنا وجدنا في كل بلاد منها نوعا من هذه العقوبات فمنها مازال أمنه ومازال رغده أي أن أمنه قد زال ورغده قد زال وصارت أسواقهم تمشي دماء بعد أن كانت تمشي أنهارا ورأينا أيضا أناس عوقبوا بظلم الولاة وأعراضهم عن حكم الله عز وجل والحكم بين الناس بغير ما أنزل الله فضاعوا وأضاعوا من تحت أيديهم أننا أيها المسلمون يجب علينا أن لا ننظر إلى العقوبات من زاوية واحدة إن العقوبات في الدين وفي رفع شريعة الله وإحلال القوانين محلها إن هذا لهو أعظم عقوبة من أن تفوت من أن يفوت الناس النعيم المادي لأن النعيم المادي قد يستبدل ولكن المصيبة كل المصيبة ما كانت مصيبة في دين الله أيها المسلمون احذروا احذروا احذروا معاصي الله عز وجل أن يصيبكم ما أصاب غيركم من البلاء والفتن أنهار من الدماء تجري في الأسواق يضرب الناس بعضهم بعضا أيها الناس إن كثيرا من المغفلين يظنون أن العقوبة إنما هي في الأمور المادية في زوال الرغد في زوال الأمن ولكن العقوبة في الحقيقة ليست في هذا فقط إنما العقوبة بشي آخر زائد على ذلك وهي أن يسلط على الناس ولاة ظلمه لا يحكمون بشريعة الله ولا يرجعون إلا دين الله ولا يحكمون بين الناس بالحق هذه من أعظم العقوبات ومن أشد العقوبات ونحن إذا رأينا إذا رأينا البلاد التي حولنا وجدنا في كل بلاد منها نوعا من هذه العقوبات فمنها مازال أمنه ومازال رغده أي أن أمنه قد زال ورغده قد زال وصارت أسواقهم تمشي دماء بعد أن كانت تمشي أنهارا ورأينا أيضا أناس عوقبوا بظلم الولاة وأعراضهم عن حكم الله عز وجل والحكم بين الناس بغير ما أنزل الله فضاعوا وأضاعوا من تحت أيديهم أننا أيها المسلمون يجب علينا أن لا ننظر إلى العقوبات من زاوية واحدة أن العقوبات في الدين وفي رفع شريعة الله وإحلال القوانين محلها إن هذا لهو أعظم عقوبة من أن تفوت من أن يفوت الناس النعيم المادي لأن النعيم المادي قد يستبدل ولكن المصيبة كل المصيبة ما كانت مصيبة في دين الله أيها المسلمون احذروا احذروا احذروا معاصي الله عز وجل أن يصيبكم ما أصاب غيركم من البلاء والفتن أنهار من الدماء تجري في الأسواق يضرب الناس بعضهم بعضا بالسكاكين وفي غيرها من أدوات الهدم والتخريب أيها المسلمون أنني أذكركم ما أنعم الله به علينا في هذا العصر من السيارة التي ملأت البلاد والبر وقادها الكبير والصغير والعاقل والسفيه ويوشك أن تكثر أكثر من ذلك لما حصل من تسهيل من بعض الجهات بالبيع المؤجل لهذه السيارة وأنني أحذركم ، أحذركم أيها الأخوة من الوقوع في هذا الشرك أن تشغلوا ذممكم بالديون للناس من أجل التسهيل إنكم لا تدرون فلو أصيبت هذه السيارة بحادث لانشغلت ذمتك فات مقصودك فلا تتسرعوا في الأقدام على الشراء من هذه من هذه الشركات التي تؤجل عليكم لتصيدكم في فخ لا تدرون ما عاقبته إن الإنسان العاقل يعرف كيف يتصرف لا يتصرف إلا وهو يعلم أنه سوف يتخلص أما أولئك الذين يغترون بمثل هذه التسهيلات فيدع سيارته وهو يمكنه أن يستعملها لمدة سنوات ليأخذ سيارة جديدة من هذه الشركات التي تؤجل عليه أن هذا لسفه أنه لسفه في التصرف وقد يؤدي إلى شغل الذمة إلى شغل الذمة فيموت الإنسان وذمته مشغولة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن الميت إذا مات كانت ذمته كانت نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه) أنني أوجه إليكم من هذا المنبر نصيحة لله عز وجل ألا تغتروا في هذا التسهيل ليتمتع أحدكم بسيارته ما دام مادامت يمكن أن يتمتع بها فإذا لم يمكن وصارت تأخذ منه أكثر مما تعطيه فحين إذٍ لا باس أن يشترى أيها المسلمون وهاهنا آفة
أخرى في هذه السيارة وهي أن بعض الناس يستعملها في أغراضه السيئة والوصول إلى مآربه السافلة فصار يفر بها إلى البراري ليتناول ما تهواه نفسه بعيدا عن الناس وعن أيدي الإصلاح ويخرج بها عن البلد ليضيع ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة في وقتها أو مع الجماعة فهل يصح أن يقال لمثل هذا أنه شاكر لنعمة الله هل يصح أن نقول إنه سالم من عقوبة الله كلا فهو لم يشكر نعمة الله عليه ولم يسلم من عقوبته وليست العقوبة كما أسلفنا قريبا وليست العقوبة كما أسلفنا قريبا العقوبة الدنيوية المادية بل هناك عقوبة أشد وهي عقوبة قسوة القلب وكون الإنسان يرى ما هو عليه من انتهاك المحرمات وأضاعت الواجبات ورائه وكأنه لم يفعل شي يعاقب عليه فلا يكاد يقلع عنه أيها الناس ولقد أستعمل ولقد أستعمل بعض الناس هذه السيارة فلم يحسن التصرف فيها وكلها إلا قوم صغار السن أو صغار العقول تجده يقود السيارة وهو صغير السن لا يكاد يرى من نافذتها وتراه يسوق السيارة وهو كبير السن لكنه صغير العقل متهور لا يراعى الأنظمة ولا يبالي بالأرواح سرعة جنونية في البلد وخارج البلد ونعني بالسرعة الجنونية كل سرعة تزيد عن ما كان ينبغي أن يسير عليه وتختلف بحسب المكان و ازدحام السكان فليست السرعة في البلد كالسرعة خارج البلد وليست السرعة في مكان كثير المنعطفات والمنافذ الشارعة فيه كالسرعة في خط مستقيم ليس إلى جانبه منافذ وليست السرعة وليست السرعة في مكان يكثر فيه الناس كالسرعة قي مكان خالي وليست السرعة في السيارة في السيارة الضعيفة القوة كالسرعة في السيارة القوية أنها أن كل عاقل ليعجب أن تعطى قيادة السيارة السيارات لهؤلاء الصغار الذين لا يستطيعون التخلص في ساعة الخطر أن كل عاقل ليعجب من هؤلاء المتهورين الذين لا يراعون حرمة نظام الدولة ولا حرمة نفوس المسلمين مع أن الفرق في مراعاة النظام والسير المعتدل أمر بسيط لو قدرنا أن شخصا أراد أن يسير بسرعة تبلغ مائة كيلو في الساعة فسار بسرعة تبلغ ثمانين فمعناه أنه لن يتأخر إلا اثنتي عشرة دقيقة في سير ساعة كاملة وستة دقائق في سير نصف ساعة وثلاثة دقائق في سير ربع ساعة وما أيسر هذا التأخر الذي تكون به وقاية النفس والمال من الخطر والذي يمكن أن يزول بأن يتقدم في مشيه بمقدار هذا التأخر أي إذا كان يخرج من بيته في الساعة السابعة مثلا فليخرج في الساعة السابعة إلا ربع فيتقدم قليلا لأجل أن يسد ما يتأخر ببطء السير أيها الناس ولقد كثرت الحوادث من أجل هذه الأمور فأصبح المصابون بها ما بين كسير وجريح وميت ليس بالأفراد فحسب ولكن بالأفراد أحيانا وبالجماعات أحيانا ثم ماذا يترتب على هذه الحوادث يترتب على هذه الحوادث خسائر مالية وخسائر روحيه وندم وحسرة في قلوب مسببي هذه الحوادث إن كانت قلوبهم حية يخشون الله ويرحمون عباد الله إن النفس إذا قبضت بهذه الحوادث لزم من ذلك عدة مفاسد الأول الأولى إخراج هذا الميت من الدنيا وحرمانه من التزود بالعمل الصالح والإستعتاب من العمل السيئ ثانيا فقد أهله وأصحابه والتمتع معهم في الحياة ثالثا ترميل زوجته وتيتيم أولاده إن كان ذا زوجة وعيال رابعا غرامة ديته تسلم غرامة ديته تسلم إلى ورثته خامسا وجوب الكفارة حقا لله عز وجل فكل من قتل نفسا خطأ أو تسبب لذلك أو شارك فيه فعليه الكفارة فلو اشتراك اثنان في حادث وتلف به شخص فعلى كل واحد منهما كفارة كاملة والكفارة عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد كما هو الواقع فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما يوم واحد إلا من عذر شرعي فإن أفطر قبل إتمامهما ولو بيوم واحد من دون عذر وجب استئنافهما من جديد وهذه الكفارة حق لله عز وجل لا تسقط بعفو أهل الميت عن الدية فأهل الميت إذا عفو عن الدية إنما يملكون إسقاط الدية إذا راءوا في إسقاطها مصلحة وأما الكفارة فلا يملكون إسقاطها لأنها حق لله عز وجل وهذه الكفارة تتعدد بتعدد الأموات بسبب الحادث فإذا كان الميت واحد فالكفارة شهران وإن كان الميت اثنين فالكفارة أربعة أشهر وإن كان الميت ثلاثة فالكفارة ستة أشهر وإن كان الميت أربعة فالكفارة ثمانية أشهر وهكذا لكل نفس شهران كاملا متتابعان لا يجزئ عنها إطعام ولا صدقة فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله في أنفسكم اتقوا الله في إخوانكم المسلمين اتقوا الله تعالى بطاعته وطاعة ولاة الأمور بالمعروف وأعلموا أن مخالفة نظام الدولة ليس مخالفة لبشر فقط ولكنها مخالفة للبشر ومخالفة لخالق البشر فإن الله عز وجل أمر بطاعة ولاة الأمور في غير معصية الله قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) اللهم أنا نسألك أن توفقنا لطاعتك وطاعة رسولك اللهم وفقنا لطاعنك وطاعة رسولك وطاعة ولاة الأمور على ما يرضيك والتمشي على ما فيه خيرنا وصلحنا إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلا يوم الدين ...
الحمد لله أحمده وأستعينه و أستغفره وأتوب إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أما بعد ...
أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وأعلموا أن أنظمة الدولة التي ملكت التي كانت ولاية التي كانت ولاية أمركم على يديها إذا كانت لا تخالف الكتاب والسنة فأن الواجب علينا أن نقوم بهذه الأنظمة لأن الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) ولعل قائلا يقول أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم لماذا لم تكن الآية وأطيعوا أولى الأمر منكم والجواب على ذلك أن الله لو قال وأطيعوا أولى الأمر منكم لكانت طاعة ولاة الأمور مستقلة إذا أمروا بأمر وجبت طاعتهم بكل حال ولكن لما حذف الفعل صارت طاعة ولاة الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله فإذا أمروا بما يخالف أمر الله ورسوله فإنه فإنه لا تجوز طاعتهم في ذلك لأن طاعتهم تابعت لطاعة الله ورسوله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما الطاعة في المعروف ولكن بعض الناس يقولوا إذا كانت هذه القوانين ليست موجودة في كتاب الله و لا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجب علي طاعتها وجوابنا على ذلك نقول لو كانت هذه الأنظمة المعينة بعينها موجودة في الكتاب والسنة لكانت طاعة الناس لكانت طاعة الولاة فيها طاعة، طاعة الله ورسوله ولكن الله تعالى أمرنا أمر عام بأن نطيع ولاة أمورنا في غير معصية الله عز وجل والأنظمة المروريه يجب علينا أن نراعيها لأنها مما وضعه ولاة الأمور لمصالح الناس وكم من الناس وكم من مصلحة حصلت بهذه الأنظمة أرأيتم لو كان الناس فوضى كل يسير على ما يريد ماذا يحصل من المفاسد ولكن كان هذا النظام بلا شك نافع للعباد ومصلحا لهم فنسأل الله تعالى أن يمن على ولاة أمورنا أن يمن على ولاة أمورنا بما فيه خيرنا وصلاحنا في معادنا ومعاشنا وأن يبعد عنهم وأن يبعد عنهم كل بطانة سوء لا تنفعهم ولا ترحم من تولوا عليه أنه جواد كريم فاتقوا الله أيها المسلمون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم إن كنتم مؤمنين أيها الأخوة في الجمعة الماضية تلوت أية من كتاب الله وكنت أخطأت فيها نسياننا وكنت أود لو أحد من المأمومين من الحاضرين رد على لأن الرد على الخطيب إذا أخطأ في أية من كتاب الله لا يضر ولا يحصل به اللغو لأنه من مصلحة الجميع الآية هي قوله تعالى (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) هذا هو هذا هو النطق هذا هو الصحيح من هذه الآية إنما نبهت على ذلك لأنني أود إذا أخطأت في آية من كتاب الله أن يردها علي أحد منكم إذا كان متيقنا الصواب أسأل الله تعالى أن يعفو عنا جميعنا سهونا وخطأنا أنه جود كريم وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فأن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهر وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم يا رب العالمين يا أرحم الراحمين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن وزوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأحسن عاقبتنا جميعا واجعلنا من المتبعين لرسولك يا رب العالمين اللهم أنا نسألك أن تصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم من كان من بطانة ولاة أمور المسلمين غير ناصحا لهم ولا رعيتهم فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين يا أرحم الراحمين ربنا لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا وأغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
منقول من موقع بن عثيمين