سراج الدين الأثري
08-24-2011, 10:30 PM
الحمد لله الحمد لله الذي خلق كل شئ فقدره تقديرا وفاوت بين خلقه في الذوات والصفات والأعمال حكمة وتدبيرا وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وكان الله على كل شئ قديرا واشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بعثه الله إلى الخلق كافة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أما بعد فقد قال الله عز وجل ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) وقال تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) أيها الناس إن من هاتين الآيتين الكريمتين يتبين لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها ففي الآية الأولى بيان نقص عقلها وإدراكها وإحاطتها حتى فيما تستشهد عليه ويطلب منها رعايته وضبطه ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قالوا يا رسول الله وما نقص عقلها قال أليس شهادة الرجل بشهادة امرأتين) أما الآية الثانية ففيها بيان نقص تدبيرها وتصرفها وأنها بحاجة إلى مسئول يتولى القيام عليها الا وهو الرجل ولهذا وجب على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من نقص كما قال الله عز وجل ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) أيها الأخوة إنه كلما عظم الخطر عظمت المسئولية وكلما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة وإننا في عصرنا هذا لفي عصر عظم فيه الخطر وكثرت فيه أسباب الفتنة بما فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة أو بواسطة وسائل الإعلام وبسبب ذلك وسبب ضعف كثير من الرجال أو تهاونهم بالقيام بمسؤوليتهم تجاه نسائهم وقع أن يرى فكيف إذا كان يرى تجد المرأة تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال وربما خلع هذا الذي في قلبه مرض خلع جلباب الحياء فصار يلاحقها ويغازلها تجد المرأة تخرج من بيتها تمشي في السوق مشيا قويا كما يمشي أقوى الرجال وأشبهم كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها تجد المرأة تخرج من بيتها إلى السوق مع صاحبة لها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وربما تدافعها بتدافع منظور تجد المرأة تقف على صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن يديها وعن ذراعيها وربما تمازحه أن يمازحها أو يضحك إليها وتضحك إليه مما يفعله بعض النساء من أسباب الفتنة والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج عن توجيهات الإسلام وعن طريق أمة الإسلام يقول الله تعالى لنساء نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن أشرف النساء وأعفهن وأبعدهن عن الفتنة وهن الغدوة والأسوة يقول الله لهن( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية ) ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ) هكذا يقول الله عز وجل (وقرن في بيوتكن) وهكذا يقول نبيه صلى الله عليه وسلم( وبيوتهن خير لهن) ومع ذلك فهو يخاطب الرجال أن لا يمنعوا النساء المساجد فإذا كانت البيوت خيرا من المساجد فكيف بالخروج إلى الأسواق ويقول الله عز وجل ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ) فإذا كانت المرأة العجوز ممنوعة من التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة ويقول الله عز وجل ( وليضربن بخمورهن على جيوبهن فإذا كانت المرأة مأمورة بان تضرب بالخمار وهو ما تغطي به رأسها على جيبها ليستر ما قد يبدو من رقبتها أو يربو على صدرها من الثدي فكيف تخالف المرأة المسلمة المؤمنة بالله ورسوله إلى محاولة إبداء وجهها وهو محل الفتنة والتعلق بها ويقول الله تعالى (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) ويعني بذلك الخلخال الذي تلبسه برجلها وتخفيه بثوبها فإذا ضربت برجلها على الأرض سمع صوته فإذا كانت المرأة منهية أن تفعل ما يعلم به زينة الرجل المخفاة فكيف بمن تكشف عن ذراعيها حتى تشاهد زينة اليد ؟ أيها الأخوة إن فتنة المشاهدة أعظم من فتنة السماع ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) ويعني بذلك الظلمة من ذوي السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما من يضربون الناس بحق لتقويمهم وتأديبهم فليسو من هؤلاء وقد يكون المراد بالحديث كراهة هذا النوع من السياط أما الصنف الثاني فيقول فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من ميسرة كذا وكذا ) وصفهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهن كاسيات أي عليهن كسوة ولكنهن عاريات، عاريات من التقوى لأن هذه الكسوة لا تسترها أما لقصرها أو خفتها أو ضيقها وصفهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهن مميلات أي مميلات لغيرهن بما يحصل بهن من الفتنة مائلات أي مائلات عن طريق الحق رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعرهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل وصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة) فمنعها من حضور المسجد للصلاة لأنها أصابت بخورا فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) وإنما قال ذلك لأن آخر صفوف النساء أبعد عن الرجال والاختلاط بهم هذا في العبادة هذا في العبادة والصلاة فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق أيها المسلمون هذا قليل من كثير من توجيهات الله تعالى في كتابه وتوجيهات رسوله في سنته ولقد قال الله عز وجل ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وقال الله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) اللهم أجعلنا ممن يطيعون الله ورسوله ممن يرافقون من أنعم الله عليهم إنك جواد كريم أيها المسلمون هذه توجيهات الإسلام أما طريق أهل الإسلام فإنها الامتثال لامر الله ورسوله قالت أم سلمة رضي الله عنها (لما نزلت هذه الآية (يدنين عليهن من جلابيبهن ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن ألبسة سود يلبسنها) وهي العباءة التي كانت النساء تلبسها ليس لها أكمام لأن العباءة ذات الأكمام تصف شيئا من حجم الجسم ولهذا كان لباس النساء في الأول كان لباس النساء في الاول العباءة خيرا من اللباس أي خيرا من لباس العباءة التي لها أكمام أيها الأخوة المسلمون أفلا نأخذ بهذه التوجيهات الإسلامية ونعتبر بطريق أهل الإسلام أفلا نتق الله عز وجل أفلا نتدارك ما وقع فيه كثير من النساء من مخالفة طريق أهل الإسلام أفلا يجب علينا ونحن الرجال أن نلزم النساء بالطريق السليم والصراط المستقيم حتى يكون مجتمعنا مجتمعا إسلاميا في رجاله ونسائه في عباداته وأخلاقه إنه لجدير بنسائنا أن يلزمن بيوتهن والا يخرجن إلى الأسواق إلا لحاجة ملحة وسيجدن ذلك ثقيلا عليهن في أول الأمر ولكنهن سيألفن ذلك فيما بعد ويخف عليهن في النهاية فيصرن ذوات الخدور وربات الحياء وإن علينا أيها الأخوة أن نكون يقظين وأن نتفطن لكل ما يريده أعداؤنا بنا من انحراف عن الصراط المستقيم وأن نقوم بما أوجب الله علينا من حسن الرعاية وأداء الأمانة حتى يصلح الله لنا الأمور ويمنع شعبنا من الفتنة والبوار قال الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا له قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا اللهم أجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وأمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى واشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أيها المسلمون فان الواجب علينا أن نهتدي بهدي الله عز وجل وبما كان عليه السلف الصالح في معاملة نسائنا وقيادتهن إلى ما فيه الصلاح والإصلاح وإنني أنبه إضافة إلى ما نبهت عليه في الخطبة الأولى إلى نوعين من اللباس تتخذهما بعض النساء النوع الأول الحلي الذي فيه صورة الحيوان أما ثعبان وأما أسد وأما فراشة وأما غير ذلك من أنواع الصور هذا النوع من الحلي يحرم لبسه ومن لبسه فإن الملائكة لا تصحبه لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ولا يجوز شراؤه ولا يجوز بيعه الا أن يقص منه الرأس فإذا قص الرأس فلا صورة ولهذا يجب على تجار الذهب الذين عندهم من هذا النوع من الحلي يجب عليهم أن يمتنعوا عن بيعه ويجب عليهم أن يحولوه إلى حلي ليس فيه صورة أو أن يقصوا رؤوس الصور التي فيه أما الثانية فإنها لبس بعض النساء للبنطلون البنطلون الذي لا يلبسه الا الرجال فهو من خصائص الرجال فإذا لبسته المرأة كانت متشبهة بالرجال وقد لعن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم المتشبهات من النساء بالرجال وإذا لبسته المرأة فانه ينسلخ عنها ثوب الحياء لأن أفخاذها تبدو كل فخذ على حدة حينئذ يزول عنها الحياء الذي هو من شيمة النساء وإذا زال الحياء عن المرأة فناهيك بالهلاك والخسران ولقد اتفق أعيان العلماء من المفتين في هذه المملكة وعلى رأسهم مفتي المملكة العربية شيخنا عبد العزيز بن باز فقد صرح بأن لبس المرأة البنطلون محرم وليست العلة أنه يكشف العورة حتى يقال إنه جائز للمرأة عند زوجها ولكن هذه على وعلى أخرى وهي تشبهها بالرجال وانتزاع الحياء منها ويا سبحان الله كيف تختار المرأة هذا اللباس هذا اللباس الوارد علينا والذي جاءنا من نساء الكفار تختاره على لباس اعتادته النساء عندنا لباس الحشمة والحياء والموافق للزي الإسلامي إن على الرجال أن يمنعوا نساؤهم من لبس البنطلون منعا باتا ومن كانت عندها من هذا النوع فإنها تحوله إلى سروال منفصل وإلى صدرية تلبي منفصلة على الصدر حتى لا يكون بنطلونا أيها الأخوة إنه والله ليس لنا وليس علينا ولا يحل لنا أن نمنع لباسا أحله الله لعباده إلا إذا رأينا أن الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم تدل على منعه فانه يجب علينا أن نبين ذلك للناس أما كون الناس يهتدون بهذا أو لا يهتدون بذلك فان هذا على الله رب العالمين كما قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه (وسلم ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء )وإننا نسأل الله في مقامنا هذا نحن في انتظار فريضة من فرائض الله أن يهدي قومنا إلى قول الحق وإتباع الحق وترك ما لا خير فيه مما يرد علينا من عادات منكرة لدينا أيها الأخوة إنه يجب أن يكون الرجل في بيته رجلا بمعنى الكلمة يمنع ما لا يراه لائقا من عادات ولباس ومن أقوال وأفعال حتى يمثل الرجولة حقا في بيته انه لا ينبغي له أن يكون تابعا بل الواجب والموافق للطبيعة والفطرة أن يكون الرجل متبوعا وإن على الرجل ألا يشق على أهله بمنع ما كان جائزا ولا يحرمهم مما أحل الله لهم ولكن عليه أن يمنعهم مما لا يجوز شرعا أو لا يليق طبعا أيها الأخوة إن النساء فتن بتتبع الموضات الجديدة فتجد المرأة كلما ظهرت موضة جديدة ذهبت تتبعها وتخلع ثوبها الأول لتلبس الموضة الجديدة فتتكدس الثياب عند النساء كل سنة بل لك شهر أحيانا يكون لها لباس جديد ترهق زوجها بالنفقات أو إذا كانت ذات مال من أجل الراتب أو غيره أتلفت مالها في غير ما لا ينفع بل الإنسان يبقى على ما هو عليه حفظا لماله واعتزازا بنفسه وتقويما لشخصيته إلا إذا ورد ما هو أفضل منه شرعا أو عرفا فالخير مطلوبا على كل حال أيها الأخوة أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم فان الله أمركم أن تصلوا عليه وتسلموا تسليما قال الله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فاجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله لا تتفرقوا في ذلك ائتلفوا عليها وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا اللهم أصلح ولاة أمورنا وأصلح بطانتهم وسائر ولاة المسلمين يا رب العالمين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على بينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من موقع بن عثيمين
أما بعد
أما بعد فقد قال الله عز وجل ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) وقال تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) أيها الناس إن من هاتين الآيتين الكريمتين يتبين لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها ففي الآية الأولى بيان نقص عقلها وإدراكها وإحاطتها حتى فيما تستشهد عليه ويطلب منها رعايته وضبطه ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قالوا يا رسول الله وما نقص عقلها قال أليس شهادة الرجل بشهادة امرأتين) أما الآية الثانية ففيها بيان نقص تدبيرها وتصرفها وأنها بحاجة إلى مسئول يتولى القيام عليها الا وهو الرجل ولهذا وجب على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من نقص كما قال الله عز وجل ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) أيها الأخوة إنه كلما عظم الخطر عظمت المسئولية وكلما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة وإننا في عصرنا هذا لفي عصر عظم فيه الخطر وكثرت فيه أسباب الفتنة بما فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة أو بواسطة وسائل الإعلام وبسبب ذلك وسبب ضعف كثير من الرجال أو تهاونهم بالقيام بمسؤوليتهم تجاه نسائهم وقع أن يرى فكيف إذا كان يرى تجد المرأة تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال وربما خلع هذا الذي في قلبه مرض خلع جلباب الحياء فصار يلاحقها ويغازلها تجد المرأة تخرج من بيتها تمشي في السوق مشيا قويا كما يمشي أقوى الرجال وأشبهم كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها تجد المرأة تخرج من بيتها إلى السوق مع صاحبة لها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وربما تدافعها بتدافع منظور تجد المرأة تقف على صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن يديها وعن ذراعيها وربما تمازحه أن يمازحها أو يضحك إليها وتضحك إليه مما يفعله بعض النساء من أسباب الفتنة والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج عن توجيهات الإسلام وعن طريق أمة الإسلام يقول الله تعالى لنساء نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن أشرف النساء وأعفهن وأبعدهن عن الفتنة وهن الغدوة والأسوة يقول الله لهن( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية ) ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ) هكذا يقول الله عز وجل (وقرن في بيوتكن) وهكذا يقول نبيه صلى الله عليه وسلم( وبيوتهن خير لهن) ومع ذلك فهو يخاطب الرجال أن لا يمنعوا النساء المساجد فإذا كانت البيوت خيرا من المساجد فكيف بالخروج إلى الأسواق ويقول الله عز وجل ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ) فإذا كانت المرأة العجوز ممنوعة من التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة ويقول الله عز وجل ( وليضربن بخمورهن على جيوبهن فإذا كانت المرأة مأمورة بان تضرب بالخمار وهو ما تغطي به رأسها على جيبها ليستر ما قد يبدو من رقبتها أو يربو على صدرها من الثدي فكيف تخالف المرأة المسلمة المؤمنة بالله ورسوله إلى محاولة إبداء وجهها وهو محل الفتنة والتعلق بها ويقول الله تعالى (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) ويعني بذلك الخلخال الذي تلبسه برجلها وتخفيه بثوبها فإذا ضربت برجلها على الأرض سمع صوته فإذا كانت المرأة منهية أن تفعل ما يعلم به زينة الرجل المخفاة فكيف بمن تكشف عن ذراعيها حتى تشاهد زينة اليد ؟ أيها الأخوة إن فتنة المشاهدة أعظم من فتنة السماع ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) ويعني بذلك الظلمة من ذوي السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما من يضربون الناس بحق لتقويمهم وتأديبهم فليسو من هؤلاء وقد يكون المراد بالحديث كراهة هذا النوع من السياط أما الصنف الثاني فيقول فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من ميسرة كذا وكذا ) وصفهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهن كاسيات أي عليهن كسوة ولكنهن عاريات، عاريات من التقوى لأن هذه الكسوة لا تسترها أما لقصرها أو خفتها أو ضيقها وصفهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهن مميلات أي مميلات لغيرهن بما يحصل بهن من الفتنة مائلات أي مائلات عن طريق الحق رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعرهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل وصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة) فمنعها من حضور المسجد للصلاة لأنها أصابت بخورا فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) وإنما قال ذلك لأن آخر صفوف النساء أبعد عن الرجال والاختلاط بهم هذا في العبادة هذا في العبادة والصلاة فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق أيها المسلمون هذا قليل من كثير من توجيهات الله تعالى في كتابه وتوجيهات رسوله في سنته ولقد قال الله عز وجل ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وقال الله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) اللهم أجعلنا ممن يطيعون الله ورسوله ممن يرافقون من أنعم الله عليهم إنك جواد كريم أيها المسلمون هذه توجيهات الإسلام أما طريق أهل الإسلام فإنها الامتثال لامر الله ورسوله قالت أم سلمة رضي الله عنها (لما نزلت هذه الآية (يدنين عليهن من جلابيبهن ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن ألبسة سود يلبسنها) وهي العباءة التي كانت النساء تلبسها ليس لها أكمام لأن العباءة ذات الأكمام تصف شيئا من حجم الجسم ولهذا كان لباس النساء في الأول كان لباس النساء في الاول العباءة خيرا من اللباس أي خيرا من لباس العباءة التي لها أكمام أيها الأخوة المسلمون أفلا نأخذ بهذه التوجيهات الإسلامية ونعتبر بطريق أهل الإسلام أفلا نتق الله عز وجل أفلا نتدارك ما وقع فيه كثير من النساء من مخالفة طريق أهل الإسلام أفلا يجب علينا ونحن الرجال أن نلزم النساء بالطريق السليم والصراط المستقيم حتى يكون مجتمعنا مجتمعا إسلاميا في رجاله ونسائه في عباداته وأخلاقه إنه لجدير بنسائنا أن يلزمن بيوتهن والا يخرجن إلى الأسواق إلا لحاجة ملحة وسيجدن ذلك ثقيلا عليهن في أول الأمر ولكنهن سيألفن ذلك فيما بعد ويخف عليهن في النهاية فيصرن ذوات الخدور وربات الحياء وإن علينا أيها الأخوة أن نكون يقظين وأن نتفطن لكل ما يريده أعداؤنا بنا من انحراف عن الصراط المستقيم وأن نقوم بما أوجب الله علينا من حسن الرعاية وأداء الأمانة حتى يصلح الله لنا الأمور ويمنع شعبنا من الفتنة والبوار قال الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا له قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا اللهم أجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وأمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى واشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أيها المسلمون فان الواجب علينا أن نهتدي بهدي الله عز وجل وبما كان عليه السلف الصالح في معاملة نسائنا وقيادتهن إلى ما فيه الصلاح والإصلاح وإنني أنبه إضافة إلى ما نبهت عليه في الخطبة الأولى إلى نوعين من اللباس تتخذهما بعض النساء النوع الأول الحلي الذي فيه صورة الحيوان أما ثعبان وأما أسد وأما فراشة وأما غير ذلك من أنواع الصور هذا النوع من الحلي يحرم لبسه ومن لبسه فإن الملائكة لا تصحبه لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ولا يجوز شراؤه ولا يجوز بيعه الا أن يقص منه الرأس فإذا قص الرأس فلا صورة ولهذا يجب على تجار الذهب الذين عندهم من هذا النوع من الحلي يجب عليهم أن يمتنعوا عن بيعه ويجب عليهم أن يحولوه إلى حلي ليس فيه صورة أو أن يقصوا رؤوس الصور التي فيه أما الثانية فإنها لبس بعض النساء للبنطلون البنطلون الذي لا يلبسه الا الرجال فهو من خصائص الرجال فإذا لبسته المرأة كانت متشبهة بالرجال وقد لعن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم المتشبهات من النساء بالرجال وإذا لبسته المرأة فانه ينسلخ عنها ثوب الحياء لأن أفخاذها تبدو كل فخذ على حدة حينئذ يزول عنها الحياء الذي هو من شيمة النساء وإذا زال الحياء عن المرأة فناهيك بالهلاك والخسران ولقد اتفق أعيان العلماء من المفتين في هذه المملكة وعلى رأسهم مفتي المملكة العربية شيخنا عبد العزيز بن باز فقد صرح بأن لبس المرأة البنطلون محرم وليست العلة أنه يكشف العورة حتى يقال إنه جائز للمرأة عند زوجها ولكن هذه على وعلى أخرى وهي تشبهها بالرجال وانتزاع الحياء منها ويا سبحان الله كيف تختار المرأة هذا اللباس هذا اللباس الوارد علينا والذي جاءنا من نساء الكفار تختاره على لباس اعتادته النساء عندنا لباس الحشمة والحياء والموافق للزي الإسلامي إن على الرجال أن يمنعوا نساؤهم من لبس البنطلون منعا باتا ومن كانت عندها من هذا النوع فإنها تحوله إلى سروال منفصل وإلى صدرية تلبي منفصلة على الصدر حتى لا يكون بنطلونا أيها الأخوة إنه والله ليس لنا وليس علينا ولا يحل لنا أن نمنع لباسا أحله الله لعباده إلا إذا رأينا أن الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم تدل على منعه فانه يجب علينا أن نبين ذلك للناس أما كون الناس يهتدون بهذا أو لا يهتدون بذلك فان هذا على الله رب العالمين كما قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه (وسلم ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء )وإننا نسأل الله في مقامنا هذا نحن في انتظار فريضة من فرائض الله أن يهدي قومنا إلى قول الحق وإتباع الحق وترك ما لا خير فيه مما يرد علينا من عادات منكرة لدينا أيها الأخوة إنه يجب أن يكون الرجل في بيته رجلا بمعنى الكلمة يمنع ما لا يراه لائقا من عادات ولباس ومن أقوال وأفعال حتى يمثل الرجولة حقا في بيته انه لا ينبغي له أن يكون تابعا بل الواجب والموافق للطبيعة والفطرة أن يكون الرجل متبوعا وإن على الرجل ألا يشق على أهله بمنع ما كان جائزا ولا يحرمهم مما أحل الله لهم ولكن عليه أن يمنعهم مما لا يجوز شرعا أو لا يليق طبعا أيها الأخوة إن النساء فتن بتتبع الموضات الجديدة فتجد المرأة كلما ظهرت موضة جديدة ذهبت تتبعها وتخلع ثوبها الأول لتلبس الموضة الجديدة فتتكدس الثياب عند النساء كل سنة بل لك شهر أحيانا يكون لها لباس جديد ترهق زوجها بالنفقات أو إذا كانت ذات مال من أجل الراتب أو غيره أتلفت مالها في غير ما لا ينفع بل الإنسان يبقى على ما هو عليه حفظا لماله واعتزازا بنفسه وتقويما لشخصيته إلا إذا ورد ما هو أفضل منه شرعا أو عرفا فالخير مطلوبا على كل حال أيها الأخوة أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم فان الله أمركم أن تصلوا عليه وتسلموا تسليما قال الله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فاجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله لا تتفرقوا في ذلك ائتلفوا عليها وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا اللهم أصلح ولاة أمورنا وأصلح بطانتهم وسائر ولاة المسلمين يا رب العالمين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على بينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من موقع بن عثيمين