المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل التوبة


امل
03-11-2015, 02:51 PM
🌷 فضل التوبة 🌷
================
📌 عن أبي حمزة أنس بن مالك اﻷنصاري- خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم رضي الله عنه قال:

🌱 قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم: سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فﻼة)) (متفق عليه) .


⬅ وفي رواية لمسلم: ((لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فﻼة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها،

↩ فأتي شجرة فاضطجع في ظلها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)) .
==================
🌿 قال الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله

⏪ ذكر أنس- رضي الله عنه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال:

✅ (( لله أشد فرحا بتوبة عبده إذا تاب إليه)) من هذا الرجل الذي سقط على راحلته بعد أن أضلها

◽ ذكر القصة: رجل كان في أرض فﻼة، ليس حوله أحد، ﻻ ماء وﻻ طعام وﻻ أناس.. ضل بعيره: أي ضاع، فجعل يطلبه فلم يجده،

↙ فذهب إلي شجرة ونام تحتها ينتظر الموت ❗قد أيس من بعيره، وأيس من حياته؛ ﻷن طعامه وشرابه على بعيره، والبعير قد ضاع،

⤵ فبينما هو كذلك إذا بناقته عنده قد تعلق خطامها بالشجرة التي هو نائم تحتها. فبأي شيء يقدر هذا الفرح؟ هذا الفرح ﻻ يمكن أن يتصوره أحد إﻻ من وقع في مثل هذه الحال

🔵 ﻷنه فرح عظيم، فرح بالحياة بعد الموت، ولهذا أخذ بالخطام فقال: ((اللهم أنت عبدي وأنا ربك))

⚫ أراد أن يثني على الله فيقول: ((اللهم أنت ربي وأنا عبدك)) لكن من شدة فرحه أخطأ..فقلب القضية.. وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.


◽ في هذا الحديث من الفوائد:

1⃣ دليل على فرح الله - عز وجل- بالتوبة من عبده إذا تاب إليه، وأنه يحب ذلك- سبحانه وتعالي- محبة عظيمة،

⬅ ولكن ﻻ ﻷجل حاجته إلي أعمالنا وتوبتنا؛ فالله غني عنا، ولكن لمحبته سبحانه للكرم؛ فإنه يحب - سبحانه وتعالي يفرح، ويغضب، ويكره ويحب،

❎ لكن هذه الصفات ليست كصفاتنا؛ ﻷن الله يقول:) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى: من اﻵية11) بل هو

فرح يليق بعظمته وجﻼله وﻻ يشبه فرح المخلوقين.


2⃣ وفيه: دليل على أن اﻹنسان إذا أخطأ في قول من اﻷقوال ولو كان كفرا سبق لسانه إليه؛
فإنه ﻻ يؤاخذ فهذا الرجل قال كلمة كفر؛ ﻷن قول سبق اللسان لربه: أنت عبدي وأنا ربك هذا كفر ﻻ شك،


🔴 لكن لما صدر عن خطأ من شدة الفرح _ أخطأ ولم يعرف أن يتكلم-صار غير مؤاخذ به، فإذا أخطأ اﻹنسان في كلمة؛ كلمة كفر؛ فإنه ﻻ يؤاخذ بها،

✴ وكذلك غيرها من الكلمات؛ لو سب أحدا على وجه الخطأ بدون قصد، أو طلق زوجته على وجه الخطأ بدون قصد، أو أعتق عبده على وجه الخطأ بدون قصد، فكل هذا ﻻ يترتب عليه شيء؛

⬅ ﻷن اﻹنسان لم يقصده، فهو كاللغو في اليمين، وقد قال الله تعالي:) ﻻ يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)
(البقرة: من اﻵية225)

↩ بخﻼف المستهزئ فإن المستهزئ يكفر إذا قال كلمة الكفر، ولو كان مستهزئا؛ لقول الله سبحانه) ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) (ﻻ تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)

(التوبة: من اﻵية65/66) ،

↖ فالمستهزئ قصد الكﻼم، وقصد

معناه؛ لكن على سبيل السخرية والهزء؛ فلذلك كان كافرا، بخﻼف اﻹنسان الذي لم يقصده؛ فإنه ﻻ يعتبر قوله شيئا.
وهذا من رحمة الله - عز وجل- والله الموفق.


📚 المصدر / شرح رياض الصالحين ( 1 / 101 )

==========