الواثقة بالله
05-16-2015, 09:30 PM
قال ابن رجب رحمه الله تعالى : واعلم أن العمل لغير الله أقسام : فتارة يكون رياء محضا كحال المنافقين كما قال تعالى : (( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )) النساء 142 ، وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر عن مؤمن في فرض الصلاة والصيام ،،
وقد يصدر في الصدقة أو الحج الواجب أو غيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها ، فإن الإخلاص فيها عزيز ، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط ،وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة
وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء ، فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه
فإن خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل أخذ أجرة للخدمة أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهاده ولم يبطل بالكلية
قال ابن رجب : وقال الإمام أحمد رحمه الله : التاجر والمستأجر والمكري أجرهم على قدر ما يخلص من نياتهم في غزواتهم ولا يكونون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره .
وروي عن مجاهد رحمه الله : أنه قال في حج الجمال وحج الأجير وحج التاجر (( هو تام لا ينقص من أجرهم شيء))) أي لأن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب
قال : وأما إن كان أصل العمل لله ، ثم طرأ عليه نية الرياء ، فإن كان خاطرا ثم دفعه فلا يضره بلا خلاف ، وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا ، فيجازى على أصل نيته ؟
في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف ، قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير ، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك ، وأنه يجازى بنيته الأولى ، وهو مروي عن الحسن وغيره
وهناك أحاديث عده في التحذير من الرياء منها
روى ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيد قال : (( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيها الناس ، إياكم وشرك السرائر ، قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر ؟ قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه ، فذلك شرك السرائر )) رواه أيضا البيهقي في سننه وهو حديث حسن
وعن شداد بن أوس قال : (( كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر )) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص وابن جرير في التهذيب
قال ابن القيم : وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله ، وقول الرجل للرجل : ما شاء الله وشئت وهذا من الله ومنك ، وأنا بالله وبك ، ومالي إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك ، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا أكبر بحسب حال قائله ومقصده . انتهى
ولا خلاف أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله وكذلك المتابعة كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى :( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) الملك 2 قال : ( أخلصه وأصوبه )
قيل يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ،وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا
فالخالص ما كان لله
والصواب ما كان على السنة )
من كتاب رااائع أنصح بقرائته ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد))
وقد يصدر في الصدقة أو الحج الواجب أو غيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها ، فإن الإخلاص فيها عزيز ، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط ،وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة
وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء ، فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه
فإن خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل أخذ أجرة للخدمة أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهاده ولم يبطل بالكلية
قال ابن رجب : وقال الإمام أحمد رحمه الله : التاجر والمستأجر والمكري أجرهم على قدر ما يخلص من نياتهم في غزواتهم ولا يكونون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره .
وروي عن مجاهد رحمه الله : أنه قال في حج الجمال وحج الأجير وحج التاجر (( هو تام لا ينقص من أجرهم شيء))) أي لأن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب
قال : وأما إن كان أصل العمل لله ، ثم طرأ عليه نية الرياء ، فإن كان خاطرا ثم دفعه فلا يضره بلا خلاف ، وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا ، فيجازى على أصل نيته ؟
في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف ، قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير ، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك ، وأنه يجازى بنيته الأولى ، وهو مروي عن الحسن وغيره
وهناك أحاديث عده في التحذير من الرياء منها
روى ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيد قال : (( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيها الناس ، إياكم وشرك السرائر ، قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر ؟ قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه ، فذلك شرك السرائر )) رواه أيضا البيهقي في سننه وهو حديث حسن
وعن شداد بن أوس قال : (( كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر )) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص وابن جرير في التهذيب
قال ابن القيم : وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله ، وقول الرجل للرجل : ما شاء الله وشئت وهذا من الله ومنك ، وأنا بالله وبك ، ومالي إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك ، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا أكبر بحسب حال قائله ومقصده . انتهى
ولا خلاف أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله وكذلك المتابعة كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى :( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) الملك 2 قال : ( أخلصه وأصوبه )
قيل يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ،وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا
فالخالص ما كان لله
والصواب ما كان على السنة )
من كتاب رااائع أنصح بقرائته ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد))