المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لطيفة من لطائف الشيخ العثيمين رحمه الله


الواثقة بالله
06-21-2015, 02:21 AM
واعلم أن النية محلها القلب،ولا يُنطَق بها إطلاقاً، لأن تتعبد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله تعالى عليم بمافي قلوب عباده، ولست تريد أن تقوم بين يدي من لايعلم حتى تقول أتكلم بما أنوي ليعلم به،إنما تريد أن تقف بين يدي من يعلم ماتوسوس به نفسك ويعلم متقلبك وماضيك، وحاضرك.


ولهذا لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاعن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتلفظون بالنية، ولهذا فالنطق بها سراً أو جهراً بدعة ينهى عنها، خلافاً لمن قال من أهل العلم : إنه ينطق بها جهراً ، وبعضهم قال : ينطق بها سراًّ ، وعللوا ذلك من أجل أن يطابق القلب اللسان.
يا سبحان الله ، أين رسول الله عن هذا ؟لو كان هذا من شرع الرسول لفعله هو وبيَّـنه للناس.


**لطيفة:


ويذكر أن عامياً من أهل نجد كان في المسجد الحرام أراد أن يصلي صلاة الظهر، وإلى جانبه رجل لا يعرف إلا الجهر بالنية ، ولما أقيمت صلاة الظهر قال الرجل الذي كان ينطق بالنية: اللهم إني نويت أن أصلي صلاة الظهر أربع ركعات لله تعالى خلفإمام المسجد الحرام، ولما أراد أن يكبر قال له العامي : اصبر يا رجل بقي عليك التاريخ اليوم والشهر و السنة فتعجب الرجل .


وهنا مسألة: إذا قال قائل : قول الملبِّي : لبيك اللهم عمرةً و حجاًّ ولبيك الله عمرةً وحجاًّ ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟
فالجواب : لا، هذا إظهار شعيرة النُّسك، ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة، فإذا لم تلبِّ لم ينعقد الإحرام، كما أنه لو لم تكبر تكبيرة الإحرام للصلاة ما انعقدت صلاتك.
ولهذا ليس من السنة أن نقول ما قاله بعضهم : اللهم إني أريد نسك العمرة أو أريد الحج فيسره،
لأن هذا ذكر يحتاج إلى دليل ولا دليل.
إذ أُنْكِرُ على من نطق بها ولكن بهدوء، بأن أقول : يا أخي هذه ما قالها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه فدعها.
فإذا قال : قالها فلان في كتابه الفلاني؟
قل : القول ما قاله الله ورسوله.
المصدر
شرح الحديث الأول من الأربعين النووية
إنم الأعمال بالنيات
للشيخ صالح بن محمد العثيمين
رحمه الله تعالى