طالب العلم
06-27-2015, 11:38 AM
بعض فوائد أثر خالد بن الوليد رضي الله عنه في انشغاله بالجهاد عن كثرة قراءة القرآن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالمجاهد البطل، الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيري المخزومي رضي الله عنه، سيف سلَّهُ الله على المشركين، وله إسهامات عظيمة في الجهاد في سبيل الله؛ لا سيما في غزوة مؤتة، وفتح مكة، وغزوة حنين وغير ذلك من المشاهد، وله في جهاد المرتدين يد طُولى، وكذا في فتوحات العراق والشام، حتى أنه قال رضي الله عنه وهو يحدث القوم بالحيرة: «لقد رأيتني يوم مؤتة اندق بيدي تسعة أسياف، وصبرت بيدي صفيحة لي يمانية» رواه البخاري.
وقال خالد بن الوليد رضي الله عنه: «ما ليلة تهدى إلي فيها عروس أنا لها مُحِبٌّ، أو أُبَشَّر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد، في سرية من المهاجرين أُصَبِّحُ بها العدو»[1].
وكان لانشغاله بالجهاد أثر في عدم إكثاره من قراءة القرآن.
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه لقيس بن أبي حازم رحمه الله: «لقد شغلني الجهاد في سبيل الله عن كثير من قراءة القرآن»[2]، وفي لفظ: «لقد منعني كثيرا من القراءة-وفي لفظ: من القرآن- الجهادُ في سبيل الله»[3].
وقد روي هذا الأثر عن خالد رضي الله عنه من طريق ضعيف بلفظ آخر.
عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني رجل، أثق به قال: أم الناس خالد بن الوليد بالحيرة فقرأ من سورٍ شَتَّى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: «شغلني الجهاد عن تعلم القرآن». وسنده ضعيف لجهالة الرجل[4].
فالجهاد لا يشغل عن العلم والتعليم، وإن كان قد يشغل عن كثرة قراءة القرآن، وهذا يدل على عظم فضل الجهاد الشرعي الذي يكون موافقاً للكتاب والسنة، وليس الجهاد البدعي الذي يقوم به الدواعش والخوارج وأضرابهم من المفسدين في الأرض.
ويستفاد منه أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من أهل الشر والفساد والبدع لكونه من الجهاد، وهو أفضل من نوافل الطاعات الخاصة، لكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله من النفع المتعدي، وهذا لشرف العلم وتعليمه.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل البصيرة في دينه، وأهل التقوى المسارعين إلى الخيرات، بجميع سبلها ووجوهها على ما ييسره الله، ويوفقنا له، ونسأله التوفيق لما هو خير لنا في ديننا ودنيانا.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
10/ رمضان/ 1436 هـ
سحاب السلفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالمجاهد البطل، الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيري المخزومي رضي الله عنه، سيف سلَّهُ الله على المشركين، وله إسهامات عظيمة في الجهاد في سبيل الله؛ لا سيما في غزوة مؤتة، وفتح مكة، وغزوة حنين وغير ذلك من المشاهد، وله في جهاد المرتدين يد طُولى، وكذا في فتوحات العراق والشام، حتى أنه قال رضي الله عنه وهو يحدث القوم بالحيرة: «لقد رأيتني يوم مؤتة اندق بيدي تسعة أسياف، وصبرت بيدي صفيحة لي يمانية» رواه البخاري.
وقال خالد بن الوليد رضي الله عنه: «ما ليلة تهدى إلي فيها عروس أنا لها مُحِبٌّ، أو أُبَشَّر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد، في سرية من المهاجرين أُصَبِّحُ بها العدو»[1].
وكان لانشغاله بالجهاد أثر في عدم إكثاره من قراءة القرآن.
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه لقيس بن أبي حازم رحمه الله: «لقد شغلني الجهاد في سبيل الله عن كثير من قراءة القرآن»[2]، وفي لفظ: «لقد منعني كثيرا من القراءة-وفي لفظ: من القرآن- الجهادُ في سبيل الله»[3].
وقد روي هذا الأثر عن خالد رضي الله عنه من طريق ضعيف بلفظ آخر.
عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني رجل، أثق به قال: أم الناس خالد بن الوليد بالحيرة فقرأ من سورٍ شَتَّى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: «شغلني الجهاد عن تعلم القرآن». وسنده ضعيف لجهالة الرجل[4].
فالجهاد لا يشغل عن العلم والتعليم، وإن كان قد يشغل عن كثرة قراءة القرآن، وهذا يدل على عظم فضل الجهاد الشرعي الذي يكون موافقاً للكتاب والسنة، وليس الجهاد البدعي الذي يقوم به الدواعش والخوارج وأضرابهم من المفسدين في الأرض.
ويستفاد منه أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من أهل الشر والفساد والبدع لكونه من الجهاد، وهو أفضل من نوافل الطاعات الخاصة، لكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله من النفع المتعدي، وهذا لشرف العلم وتعليمه.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل البصيرة في دينه، وأهل التقوى المسارعين إلى الخيرات، بجميع سبلها ووجوهها على ما ييسره الله، ويوفقنا له، ونسأله التوفيق لما هو خير لنا في ديننا ودنيانا.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
10/ رمضان/ 1436 هـ
سحاب السلفية