المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدوية أمراض .


طالب العلم
07-04-2015, 10:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسليم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أدوية أمراض
جاء في تذكرة السامع والمتكلم وآداب العالم والمتعلم :
" يقال :
ومن أدوية الحسد الفكر بأنه اعتراض على الله سبحانه وتعالى في حكمته المقتضية تخصيص المحسود بالنعمة كما قال الشاعر العربي :
فلله إذ لم يرضكم كان أبصرا *** فإن تغضبوا من قسمة الله بيننا .
ومن أدوية العجب يذكر أن علمه وفهمه وجودة ذهنه وفصاحته وغير ذلك من النعم فضل من الله عليه وأمانة عنده ليرعاها حق رعايتها، وأن مُعْطِيه إياها قادر على سلبها منه في طرفة عين كما سلب بلعام ما علمه في طرفة عين وما ذلك على الله بعزيز " أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ " [ الأعراف: 99 ].
ومن أدوية الرئاء الفكر بأن الخلق كلهم لا يقدرون على نفعه بما يقضه الله له ولا على ضيره بما لم يقدره الله تعالى عليه فَلِمَ يُحْبِطُ عمله ويضير دينه ويُشْغِلُ نفسه بمراعاة من لا يملك له في الحقيقة نفعًا ولا ضرًا مع أن الله تعالى يطلعهم على نيته وقبح سريرته كما صح في الحديث: " من سمّع سمّع الله به ومن راءى راءى الله به ".
ومن أدوية احتقار الناس تدبر قوله تعالى: " لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ " الآية [ الحجرات: 11 ]، " إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " [ الحجرات: 13 ]، " فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى " [ النجم: 32 ]، وربما كان المحتقر أطهر عند الله قلبًا وأزكى عملاً وأخلص نية كما قيل : إن الله تعالى أخفى ثلاثة في ثلاثة ؛ وليه في عباده، ورضاه في طاعاته، وغضبه في معاصيه . "
والحمد لله رب العالمين .
سحاب السلفية