المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القول الصحيح في عذاب من أفطر يوما من رمضان بالحديث الصحيح


طالب العلم
07-15-2015, 02:20 PM
القول الصحيح في عذاب من أفطر يوما من رمضان بالحديث الصحيح

إن من الموروث الفقهي في زماننا وخاصة عند من لا يهتمون بعلم الحديث صحيحه من ضعيفه أنك إذا سألتهم عن حكم من أفطر يوما في رمضان فالإجابة المعتادة : لا يجزئه ولو صام الدهر كله
واليك تخريجه:
مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ .
أخرجه البخاري في صحيحه معلقا ، كتاب الصوم ، باب إذا جامع في رمضان (4/194) .
وذكره البخاري بصيغة التمريض فقال : ويُذكر عن أبي هريرة رفعه : …فذكره .
قال الترمذي : حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وسمعت محمدا يقول : أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث .ا.هـ.
وقال ابن عبدالبر في التمهيد (7/173) : وهو حديث ضعيف ، لا يحتج بمثله .ا.هـ. .
وقال الحافظ ابن حجر في التغليق (3/171) والفتح (4/191) : وقال البخاري في التاريخ : تفرد أبو المطوس بهذا الحديث ، ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا . ـ.
وقال الألباني في تمام المنة (ص396) : الحديث ضعيف ، وقد أشار لذلك البخاري بقوله : " ويذكر " ، وضعفه ابن خزيمة في صحيحه والمنذري والبغوي والقرطبي والذهبي والدميري فيما نقله المناوي .ا.هـ.
وقال في الضعيفة (2/283) : فضعفه البخاري وغيره بجهالة أبي المطوس .ا.ه zugailam@yahoo.comرابط التخريج السابق : عبدالله زقيل
قلت:
وقد سئل العلامة ابن باز- رحمه الله -عمن أفطر في نهار رمضان عامداً متعمداً، هل يقضي ذلك اليوم، وهل هناك كفارة؟ فأجاب :
عليه التوبة إلى الله؛ لأنها جريمة ومنكر عظيم, وكبيرة من الكبائر عليه التوبة إلى الله، وعليه القضاء، وليس عليه كفارة. الكفارة في الجماع خاصة، الجماع في رمضان. أما الفطر بالأكل والشرب ونحو ذلك ليس فيه كفارة بل فيه التوبة إلى الله والندم والعزم أن لا يعود في ذلك، وكثرة الاستغفار, مع القضاء -قضاء اليوم الذي أفطره- أما حديث (من أفطر يوم من رمضان عمداً لم يقضه صيام الدهر وإن صامه) فهذا حديث ضعيف عند أهل العلم ليس بصحيح، حديث مضطرب ليس بصحيح، والصواب أنه يقضي يوماً فقط، مع التوبة إلى الله -عز وجل-.

قلت:
مع أن الحديث ضعيف الاأنه مدعاة للتهاون في حرمة الافطار في يوم من رمضان ناهيك عن رمضان كله والعياذ بالله.
وما هذا التهاون لدى المسلمين الا بسبب هذه الإحالة الى أحاديث ضعيفة ،ومعناها ليس فيه ذلك الترهيب، لذلك وباختصار
وجدت وجوب نشر هذا الحديث الذي يشفي الغليل صحة ومعناُ:

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ فَأَخْرَجَانِي ، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا ، وَقَالا لِيَ : اصْعَدْ . فَقُلْتُ : إِنِّي لا أُطِيقُهُ . فَقَالا : سَنُسَهِّلُهُ لَكَ . قَالَ : فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ . فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ ؟ فَقَالا : هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ . ثُمَّ انْطَلَقَا بِي ، وَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ دَمًا ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقَالَ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ مَحِلَّةِ إِفْطَارِهِمْ . ثُمَّ انْطَلَقَا بِي ، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا ، وَأَنْتَنَهُ رِيحًا ، وَأَسْوَأَهُ مَنْظَرًا ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ قَتْلَى الْكُفَّارِ . ثُمَّ انْطَلَقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا ، وَأَنْتَنَهُ رِيحًا ، كَأَنَّ رِيحَهُمُ الْمَرَاحِيضُ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي "
الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وقوله قبل تحلة صومهم معناه يفطرون قبل وقت الإفطار
نسأل الله العفو والعافية


وكتبه : ابو عبد الرحمن
نواف الحراحشه
سحاب السلفية

طالب العلم
07-15-2015, 02:21 PM
سُئِل الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله تبارك وتعالى-


في شرح معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "الذين يفطرون قبل تحلة صومهم"

السؤال: عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :«بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلاَنِ فَأَخَذَا بِضَبْعَىَّ فَأَتَيَا بِي جَبَلاً وَعْرًا فَقَالاَ لِيَ :اصْعَدْ فَقُلْتُ : إِنِّي لاَ أُطِيقُهُ فَقَالاَ : إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا أَنَا بأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ قَالُوا : هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ انْطُلِقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا قَالَ قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ». هل يمكن شرح الحديث؟

الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه رؤية مناميه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "بينا أنا نائم أتاني رجلان..." الحديث(١)، ورؤيته لا تكون إلا حقا، والوعيد الوارد في الحديث يلحق من يفطرون قبل وقت الإفطار أي قبل غروب الشمس وليس قبل الأذان وهو المقصود من قوله صلى الله عليه وآله وسلم" قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ".
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.


الجزائر في:20 ذي القعدة 1426ﻫ المـوافق ﻟ: 22 ديسمـبر 2005م

١- أخرجه ابن خزيمة (1865)، وابن حبان (7615)، والحاكم في مستدركه (2788)، والبيهقي (7537)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3951)، وصحيح الترغيب: 1/588 رقم: (1005)، ومقبل الوادعي في "الصحيح المسند" (483).



http://ferkous.com/site/rep/Bg10.php (http://ferkous.com/site/rep/Bg10.php)

طالب العلم
07-15-2015, 02:22 PM
قال الشيخ العلَّامة الألباني-رحمه الله-: (... (تنبيه!) : قلت في تعليقي على (صحيح موارد الظمآن) ما نصه: (أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة)، وذكرت هناك ما مفاده أن من شؤم الاعتماد على المؤذنين الذين يؤذنون على التوقيت الفلكي المذكور في (الروزنامات) ؛ أن بعض الناس سيفطر قبل الوقت؛ فإن بعضهم يؤذن قبل الوقت، وبعضهم بعد الوقت، وهذا أمر شاهدناه بأعيننا، وسمعناه بآذاننا، فعلى المسلمين أن يحافظوا على الأذان الشرعي الذي يختلف وقته من بلد إلى بلد آخر، وأن يؤدوا العبادات في مواقيتها الشرعية!...)أهـ(السلسلة الصحيحة/ ج:7/ ص: 1671، 1672).

طالب العلم
07-15-2015, 02:22 PM
تتمَّة للفائدة..........

قال الشيخ العلَّامة الألباني-رحمه الله-معلِّقًا على قول النبي-صلى الله عليه وسلَّم-: (...ثُمَّ انْطُلِقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا قَالَ قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ...).

قال: (...أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.

واعلم أن وقت الإفطار إنَّما هو غروب الشمس كما في الحديث الصحيح: (إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر الليل من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)(متفق عليه).

والأذان إنَّما هو إعلام بدخول الوقت، فقد يخطئ المؤذن فيؤذن قبل الوقت كما وقع لبلال-رضي الله عنه-لغلبة النوم، وكما يقع اليوم في كثير من البلاد الإسلامية بل وغيرها! اغترارًا منهم بالتوقيت الفلكي، وإهمالًا لمثل قوله-تعالى-: (...حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...) وللحديث المذكور، حتَّى صار المؤذنون-فضلًا عن غيرهم-لا يعرفون مواقيت الصلاة إلَّا بــ(المفكرات) أو الروزنامة! مع أنَّ المواقيت تختلف بين أرض وأرض في البلد الواحد، فبالأولى بين بلد وآخر كما هو معلوم بالمشاهدة (...فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)؟!...)أهـ.(صحيح موارد الظمئان إلى زوائد ابن حبان/ ج:2/ كتاب التعبير/ ص: 199)

طالب العلم
07-15-2015, 02:23 PM
فائدتان:

الأولى: قد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه نحو ما ورد في الحديث..


فقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف والطبراني في الكبير وغيرهما من طريق سفيان الثوري عَنْ وَاصِلٍ الأحدب، عَنْ مُغِيرَةَ بن عبد الله الْيَشْكُرِيِّ ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ المزني، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ، لَمْ يُجْزِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ.

وهذا إسناد صحيح متصل رجاله ثقات، وقد علقه البخاري في صحيحه مجزوماً به.

الثانية: قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار(4/ 173) : بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في أمره الذي أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا بقضاء يوم مع الكفارة التي أمره بها فيها قال أبو جعفر : كل ما يروى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة عنه في هذا الباب، ليس فيه ذكر قضاء يوم مكان اليوم الذي كان فيه ذلك الفطر، غير ما سنرويه في هذا الباب منها، إن شاء الله.
حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، هَكَذَا قَالَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلا، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي وَقَعْتُ بِأَهْلِي فِي رَمَضَانَ.
قالَ : " أَعْتِقْ رَقَبَةً ". قَالَ : مَا أَجِدُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ". قَالَ : مَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ : " فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا ".
قَالَ : مَا أَجِدُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِكْتَلٍ فِيهِ قَدْرُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا تَمْرًا، قَالَ : " فَخُذْ هَذَا، فَتَصَدَّقْ بِهِ ".
قَالَ : عَلَى أَحْوَجَ مِنِّي وَأَهْلِ بَيْتِي؟ قَالَ : " فَكُلْهُ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ، وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ، وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ عز وجل " .
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ فِيهِ : إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ : " اقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ ".
حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ، وَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم : " صُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ ".
حَدَّثَنَا فَهْدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : " وَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ ".
حَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ

فَقَالَ قَائِلٌ : كَيْفَ تَقْبَلُونَ هَذَا عَنْ مَنْ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَضَاءِ يَوْمٍ مَكَانَهُ؟ وَأَنْتُمْ تَرْوُونَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ ، قَالَ حَبِيبٌ : وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ لَهُ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ وَلَوْ صَوْمَ الدَّهْرِ " .
وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ حَبِيبٍ : وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا عَنْ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْمُطَوِّسِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ "
فَكَانَ جَوَابَنَا لَهُ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عز وجل وَعَوْنِهِ، أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ مُخَالِفٍ لِلْحَدِيثِ الأَوَّلِ ؛ لأَنَّ الْحَدِيثَ الأَوَّلَ فِيهِ ذِكْرُ الْقَضَاءِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ لا يُدْرِكُ صَوْمُ الدَّهْرِ عَنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ صَوْمَهُ لَوْ كَانَ صَامَهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، كَمَا يَكُونُ مَنْ تَرَكَ صَلاةً مِنَ الصَّلَوَاتِ فِي غَيْرِ عُذْرٍ حَتَّى فَاتَهُ وَقْتُهَا وَاجِبًا عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا، غَيْرَ مُصِيبٍ بِقَضَائِهَا مَا يُصِيبُهُ لَوْ كَانَ صَلاهَا فِي وَقْتِهَا، فَمِثْلُ ذَلِكَ الْمُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ مَأْمُورٌ بِالْقَضَاءِ، غَيْرُ مُدْرِكٍ بِذَلِكَ الْقَضَاءِ مَا كَانَ يُصِيبُهُ لَوْ صَامَهُ فِي عَيْنِهِ.
فَبَانَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ أَنْ لا تَضَادَّ فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ، وَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي مَعْنًى غَيْرِ الْمَعْنَى الَّذِي فِي صَاحِبِهِ.
وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ ". انتهى كلام الطحاوي

والله أعلم