المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة: ختم القرآن في أقل من ثلاث خلاف السنة ، هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان


طالب العلم
08-09-2015, 12:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ختم القرآن في أقل من ثلاث خلاف السنة:
ومعه فوائد من كلام الإمامين الألباني وابن ا باز -رحمهما الله-
ومعه والجواب : عما روي عن بعض السلف مثل وكيع، والشافعي وغيرهما
1- قال الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (5 / 600 ):
ختم القرآن في أقل من ثلاث خلاف السنة
2466- " كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث " .
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 376 ) : أخبرنا يوسف بن الغرق أخبرنا الطيب بن سليمان حدثتنا عمرة قالت : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : فذكره . و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 280 - 281 ) من طريق أخرى عن يوسف بن الغرق به . قلت : و هذا إسناد فيه ضعف ، يوسف هذا ، قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 227 - 228 ) : " سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالقوي،سمعت أبي يقول : قال أحمد بن حنبل : رأيته ، و لم أكتب عنه شيئا " . و ضعفه غيره ، و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 9 / 279 ) ! و الطيب بن سليمان
خير منه ، فقد وثقه ابن حبان ( 8 / 328 ) و الطبراني أيضا ، و قال الدارقطني :
" ضعيف " . لكن يشهد للحديث نهيه صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، و قوله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه " . و هو ثابت صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ، و هو مخرج في "صفة الصلاة " ( ص 118 - 119 الطبعة السابعة ) . و انظر الحديث ( 1512 و 1513 )و ما ذكر تحتهما .
ولا يشكل على هذا ما ثبت عن بعض السلف مما هو خلاف هذه السنة الصحيحة ، فإن الظاهر أنها لم تبلغهم .
و ما أحسن ما قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة الحافظ وكيع بن الجراح ، في كتابه العظيم " سير أعلام النبلاء " ( 7 / 39 / 2 ) و قد روى عنه أنه كان يصوم الدهر و يختم القرآن كل ليلة : " قلت : هذه عبادة يخضع لها ، و لكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة ، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر ، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، و الدين يسر و متابعة السنة أولى ، فرضي الله عن وكيع ، و أين مثل وكيع ؟ و مع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه ، و كان متأولا في شربه ، و لو تركه تورعا لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه . و قد صح النهي و التحريم للنبيذ المذكور، و ليس هذا موضع هذه الأمور ، و كل أحد يؤخذ من قوله و يترك ، فلا قدوة في خطإ العالم ،نعم ، و لا يوبخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة " .(1)
2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
سؤال:ما أقل مدة يختم فيها القرآن؟
[ليس فيه حد محدود إلا أن الأفضل أن لا يقرأه في أقل من ثلاث كما في حديث عبد الله بن عمرو: ((لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث))(2)، فالأفضل أن يتحرى في قراءته الخشوع والترتيل والتدبر، وليس المقصود العجلة، بل المقصود أن يستفيد وينبغي أن يكثر القراءة في رمضان كما فعل السلف رضي الله عنهم ولكن مع التدبر والتعقل فإذا ختم في كل ثلاث فحسن، وبعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل وأنه لا بأس أن يختم كل ليلة أو في كل يوم كما ذكروا هذا عن الشافعي وعن غيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره وأنه ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال(إقرأه في سبع)) هذا آخر ما أمره به، وقال: ((لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث))(3)، ولم يقل إلا في رمضان، فحمل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر. والأقرب والله أعلم أن المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل والأفضل أن لا يختم في أقل من ثلاث هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان]اهـ.(*)
قلت (سلطان)يُستفاد مما تقدم:
1- ختم القرآن في أقل من ثلاث خلاف السنة ،هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان.
2- لا يشكل على هذا ما ثبت عن بعض السلف مما هو خلاف هذه السنة الصحيحة ، فإن الظاهر أنها لم تبلغهم .
3- ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره. فحمل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر.
4- الأفضل أن يتحرى في قراءته الخشوع والترتيل والتدبر، وليس المقصود العجلة، بل المقصود أن يستفيد.
5- ينبغي أن يكثر القراءة في رمضان كما فعل السلف رضي الله عنهم ولكن مع التدبر والتعقل فإذا ختم في كل ثلاث فحسن.
6- ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال(إقرأه في سبع)) هذا آخر ما أمره به، وقال: ((لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث)).ولم يقل إلا في رمضان،
7- الأقرب والله أعلم أن المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل
8- الأفضل أن لا يختم في أقل من ثلاث هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان
9- الجواب: عن بعض ما روي من آثار السلف:
أ- وكيع بن الجراج:
قال الحافظ الذهبي: و قد روى عنه أنه كان يصوم الدهر و يختم القرآن كل ليلة : " قلت : هذه عبادة يخضع لها ، و لكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة ، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر ، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، و الدين يسر و متابعة السنة أولى ، فرضي الله عن وكيع ، و أين مثل وكيع ؟ و مع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه ، و كان متأولا في شربه ، و لو تركه تورعا لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه . و قد صح النهي و التحريم للنبيذ المذكور، و ليس هذا موضع هذه الأمور ، و كل أحد يؤخذ من قوله و يترك ، فلا قدوة في خطإ العالم ،نعم ، و لا يوبخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة "
ب- الشافعي:
قال الشيخ ابن باز:
بعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل وأنه لا بأس أن يختم كل ليلة أو في كل يوم كما ذكروا هذا عن الشافعي وعن غيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره وأنه ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال(إقرأه في سبع)) هذا آخر ما أمره به، وقال: ((لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث))(3)، ولم يقل إلا في رمضان، فحمل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر.

حواشي:
1- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها...
للألباني/المجلد الخامس:حديث رقم(2466).
(2)رواه أبو داود في (الصلاة) برقم (1182) واللفظ له، والترمذي في (القراءات) برقم (2873) والإمام أحمد في (مسند المكثرين) برقم (6546).
(3)رواه أبو داود في (الصلاة) برقم (1182)، واللفظ له، والترمذي في (القراءات) برقم (2873) والإمام أحمد في (مسند المكثرين) برقم (6546).

من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
*موقع الشيخ ابن باز على الشبكة:فتاوى
وكتب: سلطان الجهني
الاثنين 16 شول 1436هـ.

سحاب السلفية