امل
09-18-2015, 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مسائل في عشر ذي الحجة
قال الله تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} .
الأيام المعلومات :عشر ذي الحجة .
بيَّن ربُّنا سبحانه في هذه الآيةأنَّ هذه الأيامَ أيامُ ذكر وعبادة .
وأقسم ربنا سبحانه بليالي هذه الأيام فقال {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وهذا يدل على شرفها وفضلها .
وأخرج البخاري في صحيحه (969) عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» .
وهذا من فضل الله وإحسانه أنه كلما انتهى موسم من مواسم الخير والعبادة تلاه موسم آخر.
وهي أيام معدودات تنتهي في طرفة عين.
فلا نكن من الغافلين عن قدر هذه الأيام ، الخاسرين لهذه التجارة وهذا الربح العظيم .
فالمبادرة قبل الفوات فنندم ولات حين مناص.
فهذه فرصة وغنيمة لِمن يسابق إلى الجنة والدرجات العُلى.
فلنكثر فيها من قراءة القرآن ومن الذكر والدعاءوالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والتوبة والتضرع والإنابة إلى ربنا خوفاً وطمعاً .
ولنعمر أوقاتنا بالخيرات والقُرُبات وكل ما به يُنالُ رضا الله واتقاء سخطه سبحانه وعذابه .
كما نذكِّر أنفسَنا أننا لا نسى والِدَينا وشيوخَنا وعلماءَنا من الدعاء لهم لما لهم من الحق علينا وهكذا سائرالمسلمين الأحياء منهم والأموات فإن الله عزوجل يقول {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.
مع ما يعود من الخير على الذي يدعو فهو في عبادة عظيمة(الدعاء هو العبادة ).
والملَك يقول للذي يدعو لأخيه بظهر الغيب :ولك بمثل .كما في الصحيح .
(العشر الأواخرمن رمضان أفضل أوالعشر الأول من ذي الحجة)
في المسألة حديث ابن عباس المتقدم .
ولهذا الحديث قرَّر شيخُ الإسلام أن عشر ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان .
وأن ليالي العشر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة .
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(3/162) وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل فأجاب فيها بالتفصيل الشافي فمنها: أنه سئل عن تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر أو العكس؟ فأجاب بما يشفي الصدور فقال: "أفضلهما أتقاهما لله تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة".
ومنها أنه سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فقال: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة"
قال ابن القيم :وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية .
وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.
وأفاد الشيخ ابن عثيمين أيضاً بأن العشر من ذي الحجة أفضل فقال في مجموع فتاواه (25/191).. حتى إن العمل في هذه الأيام أيام عشر ذي الحجة الأولى أفضل وأحب إلى الله من العشر الأواخر من رمضان.
قال: وهذا شيء غفل عنه الناس وأهملوه، حتى إن عشر ذي الحجة تمر بالناس وكأنها أيام عادية ليس لها فضل وليس للعمل فيها مزية اهـ.
وقال ابن رجب في فتح الباري(9/15) لكن فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار، ونوافلهأفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر فليست أفضل من فرائض غيره .
وحينئذ؛ فصيام عشر رمضان أفضل من صيام عشر ذي الحجة؛ لأن الفرض أفضل من النفل.
وأما نوافل عشر ذي الحجة فأفضل من نوافل عشر رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره.اهـ .
وعلَّق ابن رجب في فتح الباري على حديث ابن عباس(مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ..) .
قال: فيدخل في ذلك تفضيل العمل في عشر ذي الحجة على العمل في جميع أعشار الشهور كلها، ومن ذلك عشر رمضان، لكن فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار، ونوافله أفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر فليست أفضل من فرائض غيره، وحينئذ؛ فصيام عشر رمضان أفضل من صيام عشر ذي الحجة؛ لأن الفرض أفضل من النفل، وأما نوافل عشر ذي الحجة فأفضل من نوافل عشر رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره"
الحاصل من كلام ابن رجب : أن فرائض العشر الأول من ذي الحجة أفضل من فرائض العشر في كل الشهور رمضان وغيره . ونوافله أفضل من نوافلها لحديث ابن عباس المذكور .
وأن نوافل عشر ذي الحجة ليست أفضل من فرائض العشر من كل الشهور رمضان ولاغيره لأن الفريضة أفضل وأحب إلى الله من النافلة كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه (وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إليَّ مما افترضته عليه ).
استعداد من عنده أضحية قبل دخول العشر
أخرج مسلم في صحيحه (1977) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» .وفي رواية له ( فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا، وَلَا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا ).
وهذا النهي للكراهة عند الشافعي وأصحابه قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :وَاحْتَجَّ من قال بالكراهة بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يقلده ويبعث به ولايحرم عَلَيْهِ شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ حَتَّى يَنْحَرَ هَدْيَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ :الْبَعْثُ بِالْهَدْيِ أَكْثَرُ مِنْ إِرَادَةِ التَّضْحِيَةِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لايحرم ذَلِكَ وَحَمَلَ أَحَادِيثَ النَّهْيِ عَلَى كَرَاهَةِ التَّنْزِيهِ.
قلت :وهو قول الوالد الشيخ مقبل رحمه الله أن النهي نهيُ تنزيه .
وبعضهم قال : يجمع بين الحديثين فيؤخذ بحديث أم سلمة فيمن يريد أن يضحي في مصره وبحديث عائشة فيمن أرسل بهديه مع غيره وأقام في بلده كذا في "لطائف المعارف "ص 272.
وأفادنا الوالد رحمه الله أنَّ هذا النهي عام سواء ضَحَّى أو ضُحِّي عنه لِما أخرج الترمذي في سننه (1505)عن أبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى» .
فكان يرى والدي رحمه الله أن الأسرة التي لديها أُضحية تجتنب ما دلَّ عليه حديث أم سلمة من عدم الأخذ من الشعر ومن الأظفار.
وكان أيضاً يأمرنا بذلك.
والمسألة خلافية بين علمائنا .
نفعنا الله وإياكم وجنبنا فتنة المحيا والممات .
أختكم أم عبدالله ابنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله 1436/11/28.
مسائل في عشر ذي الحجة
قال الله تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} .
الأيام المعلومات :عشر ذي الحجة .
بيَّن ربُّنا سبحانه في هذه الآيةأنَّ هذه الأيامَ أيامُ ذكر وعبادة .
وأقسم ربنا سبحانه بليالي هذه الأيام فقال {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وهذا يدل على شرفها وفضلها .
وأخرج البخاري في صحيحه (969) عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» .
وهذا من فضل الله وإحسانه أنه كلما انتهى موسم من مواسم الخير والعبادة تلاه موسم آخر.
وهي أيام معدودات تنتهي في طرفة عين.
فلا نكن من الغافلين عن قدر هذه الأيام ، الخاسرين لهذه التجارة وهذا الربح العظيم .
فالمبادرة قبل الفوات فنندم ولات حين مناص.
فهذه فرصة وغنيمة لِمن يسابق إلى الجنة والدرجات العُلى.
فلنكثر فيها من قراءة القرآن ومن الذكر والدعاءوالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والتوبة والتضرع والإنابة إلى ربنا خوفاً وطمعاً .
ولنعمر أوقاتنا بالخيرات والقُرُبات وكل ما به يُنالُ رضا الله واتقاء سخطه سبحانه وعذابه .
كما نذكِّر أنفسَنا أننا لا نسى والِدَينا وشيوخَنا وعلماءَنا من الدعاء لهم لما لهم من الحق علينا وهكذا سائرالمسلمين الأحياء منهم والأموات فإن الله عزوجل يقول {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.
مع ما يعود من الخير على الذي يدعو فهو في عبادة عظيمة(الدعاء هو العبادة ).
والملَك يقول للذي يدعو لأخيه بظهر الغيب :ولك بمثل .كما في الصحيح .
(العشر الأواخرمن رمضان أفضل أوالعشر الأول من ذي الحجة)
في المسألة حديث ابن عباس المتقدم .
ولهذا الحديث قرَّر شيخُ الإسلام أن عشر ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان .
وأن ليالي العشر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة .
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(3/162) وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل فأجاب فيها بالتفصيل الشافي فمنها: أنه سئل عن تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر أو العكس؟ فأجاب بما يشفي الصدور فقال: "أفضلهما أتقاهما لله تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة".
ومنها أنه سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فقال: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة"
قال ابن القيم :وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية .
وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.
وأفاد الشيخ ابن عثيمين أيضاً بأن العشر من ذي الحجة أفضل فقال في مجموع فتاواه (25/191).. حتى إن العمل في هذه الأيام أيام عشر ذي الحجة الأولى أفضل وأحب إلى الله من العشر الأواخر من رمضان.
قال: وهذا شيء غفل عنه الناس وأهملوه، حتى إن عشر ذي الحجة تمر بالناس وكأنها أيام عادية ليس لها فضل وليس للعمل فيها مزية اهـ.
وقال ابن رجب في فتح الباري(9/15) لكن فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار، ونوافلهأفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر فليست أفضل من فرائض غيره .
وحينئذ؛ فصيام عشر رمضان أفضل من صيام عشر ذي الحجة؛ لأن الفرض أفضل من النفل.
وأما نوافل عشر ذي الحجة فأفضل من نوافل عشر رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره.اهـ .
وعلَّق ابن رجب في فتح الباري على حديث ابن عباس(مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ..) .
قال: فيدخل في ذلك تفضيل العمل في عشر ذي الحجة على العمل في جميع أعشار الشهور كلها، ومن ذلك عشر رمضان، لكن فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار، ونوافله أفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر فليست أفضل من فرائض غيره، وحينئذ؛ فصيام عشر رمضان أفضل من صيام عشر ذي الحجة؛ لأن الفرض أفضل من النفل، وأما نوافل عشر ذي الحجة فأفضل من نوافل عشر رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره"
الحاصل من كلام ابن رجب : أن فرائض العشر الأول من ذي الحجة أفضل من فرائض العشر في كل الشهور رمضان وغيره . ونوافله أفضل من نوافلها لحديث ابن عباس المذكور .
وأن نوافل عشر ذي الحجة ليست أفضل من فرائض العشر من كل الشهور رمضان ولاغيره لأن الفريضة أفضل وأحب إلى الله من النافلة كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه (وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إليَّ مما افترضته عليه ).
استعداد من عنده أضحية قبل دخول العشر
أخرج مسلم في صحيحه (1977) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» .وفي رواية له ( فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا، وَلَا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا ).
وهذا النهي للكراهة عند الشافعي وأصحابه قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :وَاحْتَجَّ من قال بالكراهة بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يقلده ويبعث به ولايحرم عَلَيْهِ شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ حَتَّى يَنْحَرَ هَدْيَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ :الْبَعْثُ بِالْهَدْيِ أَكْثَرُ مِنْ إِرَادَةِ التَّضْحِيَةِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لايحرم ذَلِكَ وَحَمَلَ أَحَادِيثَ النَّهْيِ عَلَى كَرَاهَةِ التَّنْزِيهِ.
قلت :وهو قول الوالد الشيخ مقبل رحمه الله أن النهي نهيُ تنزيه .
وبعضهم قال : يجمع بين الحديثين فيؤخذ بحديث أم سلمة فيمن يريد أن يضحي في مصره وبحديث عائشة فيمن أرسل بهديه مع غيره وأقام في بلده كذا في "لطائف المعارف "ص 272.
وأفادنا الوالد رحمه الله أنَّ هذا النهي عام سواء ضَحَّى أو ضُحِّي عنه لِما أخرج الترمذي في سننه (1505)عن أبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى» .
فكان يرى والدي رحمه الله أن الأسرة التي لديها أُضحية تجتنب ما دلَّ عليه حديث أم سلمة من عدم الأخذ من الشعر ومن الأظفار.
وكان أيضاً يأمرنا بذلك.
والمسألة خلافية بين علمائنا .
نفعنا الله وإياكم وجنبنا فتنة المحيا والممات .
أختكم أم عبدالله ابنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله 1436/11/28.