الجوهرة
03-27-2016, 09:10 PM
السؤال:
كيف يتم تحقيق التوحيد الخالص لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وما الأسباب المعينة على ذلك ؟
الجواب:
بِسْمِ الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإن تحقيق التوحيد مرتبة عليا ، هي مرتبة السابقين والمقربين عند الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. وقد بين النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-صفاتهم فقال: (( هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )) (1)، مَن جمع هذه الصفات كان ممن حقق التوحيد وهذا كما في قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (5) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) } سورة المؤمنين: (57:61)، هذه صفاتهم أنهم يخلصون التوحيد لله -عَزَّ وَجَلَّ- ، ويتجنبون الشرك الأكبر والأصغر، ويتجنبون المعاصي، ويتجنبون البدع والمحدثات من بابٍ أولى، ولا يَتَّكِلون على أعمالهم بل هم مع ما يقدمونه من الأعمال الجليلة من خشية ربهم مشفقون ، ( يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا ) يعني من الأعمال الصالحة، العظيمة، و ( هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ) هذه صفاتهُم وهذه منزلتهم عند الله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- .
فَهُم لا يَسْتَرْقون؛ فَهُم يَسْتَغْنُونَ عن الناس لأن الإسْتِرْقاء حاجة، طلب الرُّقية مِن الناس هذه حاجة، فَهُم يَسْتَغْنُونَ عن الناس لكن يَرْقون أنفسهم ويَرْقُون غيرهم، لأن الرقية دواء شرعي وشفاء شرعي؛ لكنهم لا يطلبونها من النَّاس وإنما يَرْقون أنفسهم ويَرْقُون غيرهم، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَقَى ورُقِي -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
وَلَا يَكْتَوُون، لأن الكَيّْ مكروه هو تعذيب بالنار ولكنه جائز فَهُم تركوا المكروه –تركوا المكروه- وإلا فالكَيّْ دواء نبوي وشيء جائز لكنهم يتركونه لما فيه من آثار النار .
وأما التَّطَيُّر وَهو التشاؤم والإعتقاد في الأشياء أنها تضر وتنفع، فهذا شركٌ بالله كما في الحديث: (( الطِّيَرَةَ شِرْكٌ، الطِّيَرَةَ شِرْكٌ )) (2) .
فهؤلاء استغنوا عن الناس لا يَسْتَرْقون، وتجنبوا المكروه لَا يَكْتَوُون، وتجنبوا الشرك لا يَتَطَيَّرُون .
هذه صفاتهم التي مدحهم بها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. نعم
______________________
(1) السلسلة الصحيحة (1/844) .
(2) صحيح الجامع (3960) .
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=41782
كيف يتم تحقيق التوحيد الخالص لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وما الأسباب المعينة على ذلك ؟
الجواب:
بِسْمِ الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإن تحقيق التوحيد مرتبة عليا ، هي مرتبة السابقين والمقربين عند الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. وقد بين النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-صفاتهم فقال: (( هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )) (1)، مَن جمع هذه الصفات كان ممن حقق التوحيد وهذا كما في قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (5) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) } سورة المؤمنين: (57:61)، هذه صفاتهم أنهم يخلصون التوحيد لله -عَزَّ وَجَلَّ- ، ويتجنبون الشرك الأكبر والأصغر، ويتجنبون المعاصي، ويتجنبون البدع والمحدثات من بابٍ أولى، ولا يَتَّكِلون على أعمالهم بل هم مع ما يقدمونه من الأعمال الجليلة من خشية ربهم مشفقون ، ( يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا ) يعني من الأعمال الصالحة، العظيمة، و ( هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ) هذه صفاتهُم وهذه منزلتهم عند الله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- .
فَهُم لا يَسْتَرْقون؛ فَهُم يَسْتَغْنُونَ عن الناس لأن الإسْتِرْقاء حاجة، طلب الرُّقية مِن الناس هذه حاجة، فَهُم يَسْتَغْنُونَ عن الناس لكن يَرْقون أنفسهم ويَرْقُون غيرهم، لأن الرقية دواء شرعي وشفاء شرعي؛ لكنهم لا يطلبونها من النَّاس وإنما يَرْقون أنفسهم ويَرْقُون غيرهم، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَقَى ورُقِي -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
وَلَا يَكْتَوُون، لأن الكَيّْ مكروه هو تعذيب بالنار ولكنه جائز فَهُم تركوا المكروه –تركوا المكروه- وإلا فالكَيّْ دواء نبوي وشيء جائز لكنهم يتركونه لما فيه من آثار النار .
وأما التَّطَيُّر وَهو التشاؤم والإعتقاد في الأشياء أنها تضر وتنفع، فهذا شركٌ بالله كما في الحديث: (( الطِّيَرَةَ شِرْكٌ، الطِّيَرَةَ شِرْكٌ )) (2) .
فهؤلاء استغنوا عن الناس لا يَسْتَرْقون، وتجنبوا المكروه لَا يَكْتَوُون، وتجنبوا الشرك لا يَتَطَيَّرُون .
هذه صفاتهم التي مدحهم بها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. نعم
______________________
(1) السلسلة الصحيحة (1/844) .
(2) صحيح الجامع (3960) .
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=41782