عيون المها
04-02-2016, 09:46 PM
💡إذا رُؤي الهلال في بلدٍ من بلدان المسلمين هل يلزم الصوم جميع المسلمين في البلدان الأخرى؟
....................
الصحيح في هذه المسألة: أن لكل بلدٍ رؤيته. ولهذا دليل من الأثر والنظر.
1. الأثر: ما جاء في صحيح مسلم:(( أن هلال رمضان رؤي في الشام في زمن معاوية_ رضي الله عنه_ ليلة الجمعة ، فصام الناس ، و رؤي الهلال في المدينة ليلة السبت فصام الناس ، فلمّا عَلِم ابن عباس_ رضي الله عنهما_ بما وقع في الشام قال: و لكنّا رأيناه ليلة السبت فصمنا و نُكمِل الثلاثين يوماً ، فقيل له :ألا نكتفي برؤية معاوية؟ قال:لا ، هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم)).ولم يُنقَل عن أحدٍ من الصحابة آنذاك مخالفة ابن عباس رضي الله عنه في هذا. ولم يبعث الخليفة معاوية رضي الله عنه إلى البلدان يخبرهم أن رمضان قد دخل يوم الجمعة مما يدل على أنه كان يرى أيضا أن لكلِّ بلدٍ رؤيته.
2. النظر: الزمن يتفاوت في البلدان، فالظهر هنا ليس الظهر في أمريكا مثلاً، والمغرب هنا ليس المغرب في بلدٍ آخر، بل تتفاوت الأزمان؛ وبالتالي تتفاوت الرؤية وتتفاوت المطالع لاختلاف الأزمان بين البلدان.
📍ولابد من معرفة أصلين مهمين في هذه المسألة:
الأصل الأول: أنّ البلدان المتقاربة تتحد مطالعُها؛ فمثلاً إذا رُؤي الهلال في المدينة فإن مكة وجدة والطائف ونحوها من البلدان المتقاربة تتبع المدينة في هذا، ويلزم أهل البلدان المتقاربة الصومُ لهذا.
الأصل الثاني:أنه إذا اختار وليّ أمر البلد اتّحادَ المطالع وأمر الناس بالصيام تبعا لرؤية بلد آخر للهلال، هنا وجب على جميع أهل البلد إتّباع الإمام والصوم، ولو لم يرَ المأمورُ هذا الرأي؛ فحُكم الحاكم المسلم يَرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية التي يكون فيها الخلاف معتبرًا، ويكون في المصالح العامة.
📍وأما القول باتحاد المطالع، فإن المشقة دافعة له.*
فالخبر فيما مضى لا يصلُ إلى المسلمين إلا بعد أيامٍ و أيام، ففي القول باتحاد المطالع مشقةً حيث يبقى المسلون مثلاً في المدينة في شك هل رؤي الهلال في البلد الفلاني أم لم يُرَ؟ و يبقى أولئك في البلد الآخر في شكٍّ هل رؤي الهلال في البلد الفلاني أم لم يُرَ؟ وكونه تيسّر اليوم تناقل الخبر فهذا لا ينفي الحرج؛ لأن الإسلام جاء للبشر منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أخطأ من قال أن في اتحاد المطالع تحقيقًا لمقصد اتحاد كلمة المسلمين على هذه العبادة.
فكما أنه لا يصح أن نوحّد وقت المغرب مثلا من أجل اتحاد الأمة الإسلامية على عبادة الصلاة؛ فكذا لا يصح أن نوحد وقت الصيام بحجة اتحاد كلمة المسلمين، فإن الصيام عبادةٌ مؤقتةٌ بزمنٍ إذا وقع وقعتْ؛ وهذا الزمن يُعرف بالرؤية.
.................
📍المصدر/ شرح الشيخ سليمان الرحيلي لكتاب الصيام من منار السبيل
....................
الصحيح في هذه المسألة: أن لكل بلدٍ رؤيته. ولهذا دليل من الأثر والنظر.
1. الأثر: ما جاء في صحيح مسلم:(( أن هلال رمضان رؤي في الشام في زمن معاوية_ رضي الله عنه_ ليلة الجمعة ، فصام الناس ، و رؤي الهلال في المدينة ليلة السبت فصام الناس ، فلمّا عَلِم ابن عباس_ رضي الله عنهما_ بما وقع في الشام قال: و لكنّا رأيناه ليلة السبت فصمنا و نُكمِل الثلاثين يوماً ، فقيل له :ألا نكتفي برؤية معاوية؟ قال:لا ، هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم)).ولم يُنقَل عن أحدٍ من الصحابة آنذاك مخالفة ابن عباس رضي الله عنه في هذا. ولم يبعث الخليفة معاوية رضي الله عنه إلى البلدان يخبرهم أن رمضان قد دخل يوم الجمعة مما يدل على أنه كان يرى أيضا أن لكلِّ بلدٍ رؤيته.
2. النظر: الزمن يتفاوت في البلدان، فالظهر هنا ليس الظهر في أمريكا مثلاً، والمغرب هنا ليس المغرب في بلدٍ آخر، بل تتفاوت الأزمان؛ وبالتالي تتفاوت الرؤية وتتفاوت المطالع لاختلاف الأزمان بين البلدان.
📍ولابد من معرفة أصلين مهمين في هذه المسألة:
الأصل الأول: أنّ البلدان المتقاربة تتحد مطالعُها؛ فمثلاً إذا رُؤي الهلال في المدينة فإن مكة وجدة والطائف ونحوها من البلدان المتقاربة تتبع المدينة في هذا، ويلزم أهل البلدان المتقاربة الصومُ لهذا.
الأصل الثاني:أنه إذا اختار وليّ أمر البلد اتّحادَ المطالع وأمر الناس بالصيام تبعا لرؤية بلد آخر للهلال، هنا وجب على جميع أهل البلد إتّباع الإمام والصوم، ولو لم يرَ المأمورُ هذا الرأي؛ فحُكم الحاكم المسلم يَرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية التي يكون فيها الخلاف معتبرًا، ويكون في المصالح العامة.
📍وأما القول باتحاد المطالع، فإن المشقة دافعة له.*
فالخبر فيما مضى لا يصلُ إلى المسلمين إلا بعد أيامٍ و أيام، ففي القول باتحاد المطالع مشقةً حيث يبقى المسلون مثلاً في المدينة في شك هل رؤي الهلال في البلد الفلاني أم لم يُرَ؟ و يبقى أولئك في البلد الآخر في شكٍّ هل رؤي الهلال في البلد الفلاني أم لم يُرَ؟ وكونه تيسّر اليوم تناقل الخبر فهذا لا ينفي الحرج؛ لأن الإسلام جاء للبشر منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أخطأ من قال أن في اتحاد المطالع تحقيقًا لمقصد اتحاد كلمة المسلمين على هذه العبادة.
فكما أنه لا يصح أن نوحّد وقت المغرب مثلا من أجل اتحاد الأمة الإسلامية على عبادة الصلاة؛ فكذا لا يصح أن نوحد وقت الصيام بحجة اتحاد كلمة المسلمين، فإن الصيام عبادةٌ مؤقتةٌ بزمنٍ إذا وقع وقعتْ؛ وهذا الزمن يُعرف بالرؤية.
.................
📍المصدر/ شرح الشيخ سليمان الرحيلي لكتاب الصيام من منار السبيل