المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتراضي الأصول الخمسة للمعتزلة و عقيدتهم في الصفات و الأسماء / العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله


الواثقة بالله
04-03-2016, 02:51 AM
قال المؤلف رحمه الله تعالى (وقاربهم) قارب الفلاسفة (طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن تبعهم) المعتزلة أتباع واصل بن عطاء ، ظهر واصل هذا كان تلميذا للحسن البصري في المئة الثانية يجلس في مجلسه ، فسئل الحسن سؤالا فبادر واصل فأجاب عن حكم صاحب الكبيرة ، سئل الحسن البصري رحمه الله عن حكم صاحب الكبيرة فبادر واصل فأجاب بأنه ليس بكافر ولا مسلم ، أي في منزلة بين المنزلتين ، واستنكر الحسن ، ولما أجاب بهذا الجواب قام من المجلس وانعزل في مكان آخر في داخل المسجد واجتمع عليه من أعجبه هذا الجواب فأصبح معتزليا اعتزل مجلس أهل السنة واعتزل عقيدتهم ومنهجهم ، الأصل اعتزال المجلس ثم أطلق عليهم معتزلة لأنهم اعتزلوا أهل السنة والجماعة في هذه العقيدة فقعدوا لهم قواعد وأصلوا لهم أصولا ، لهم أصول خمسة ، قد يختلفون في داخل المذهب في بعض المسائل ، لأبي الهاشم مذهب وللنظّام مذهب ، وهناك مذاهب شتى ولكن الذي يجمع المعتزلة ويجب أن يعتقد تلك العقيدة حتى يصير معتزليا الأصول الخمسة :

- الأصل الأول : التوحيد ، بعد أن فسروا التوحيد تفسيرا آخر غير تفسير المسلمين ، التوحيد عندهم نفي الصفات .

- ثم العدل ، العدل عندهم وجوب العقاب ، يجب على الله سبحانه وتعالى أن يفعل الأصلح فالأصلح للعباد ، هذا العدل ، يعني يوجبون على الله إيجابا .

- الأصل الثالث : تنفيذ الوعيد ، كما أنه ينفذ الوعد " لا يخلف الميعاد " كذلك يجب عليه تنفيذ الوعيد بأن يدخل العصاة النار ومن دخل النار لا يخرج من النار .

- الأصل الرابع : المنزلة بين المنزلتين ، أي من ارتكب الكبيرة يخرج من الإسلام ولا يدخل في الكفر ، فيبقى في الدنيا في منزلة بين المنزلتين وهي منزلة وهمية لا وجود لها إلا في أذهان المعتزلة ، فإذا مات دخل النار خالدا مخلدا ، أي يوافقون الخوارج في أحكام الآخرة ويخالفونهم في أحكام الدنيا .

- الأصل الخامس : وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، عندما يسمع الإنسان لأول وهلة أن المعتزلة يوجبون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستغرب كيف يكون هذا أصلا من أصولهم ، هذا واجب المسلمين ، لكن اعرف تفسير ذلك ، تفسير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندهم الخروج على السلطة وقتالهم ، يوافقون في هذا الخوارج .

هذه أصولهم وهذه هي المعتزلة .

(ومن تبعهم) قد يتبعهم في هذا - ليس في هذه الأصول ولكن في بعض المعتقدات - قد تتبعهم الأشاعرة والماتريدية .

من عقيدتهم أن (يثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات) من أصل عقيدة المعتزلة إثبات أسماء جامدة كالأعلام الجامدة التي لا تدل على المعاني ، فمعاني الأسماء هي الصفات ، أي نفي الصفات وإثبات أسماء جامدة مجردة لا تدل على المعاني .

(فمنهم من جعل العليم والقدير والسميع والبصير كالأعلام المحضة المترادفات) المعنى واحد ، هذه أعلام مترادفة تدل على مسمى واحد ولكن لا معنى لها ، كما أن للأسد مثلا أسماء مترادفة : الأسد والليث والغضنفر ، هذه أسماء للأسد تدل على عين واحدة ، على المسمى الواحد ، لكن ليس لها معاني تدل عليها هذه الأعلام ، جعلوا أسماء الله تعالى بمثابة هذه الأسماء المترادفة ، الأعلام المترادفة .

(ومنهم من قال عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بلا سمع) إلى آخره ، اختلاف في اللفظ فقط وإلا المعنى واحد .

(فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات) لهذا خالفوا الأشاعرة بالنسبة للصفات العقلية لأن الأشاعرة يثبتون الصفات العقلية التي أطلقوا عليها صفات المعاني والصفات المعنوية والصفة النفسية والصفات السلبية ، هذه صفات تثبتها الأشاعرة بالعقل لا بالنقل والنقل يذكر من باب الاعتضاد به والاستئناس به لا من باب الاعتماد عليه ، الاعتماد عندهم على الدليل العقلي ، بهذا خالفت الأشاعرة من أول الخط خالفوا أهل السنة أي حتى فيما أثبتوا ، أهل السنة يثبتون ما يثبتون بالأدلة النقلية ، الدليل النقلي أو السمعي أو الخبري هو الأصل عند أهل السنة والجماعة والعقل تبع للنقل ، العقل إن كان صريحا وسليما سوف لا يخالف النقل الصحيح ، إذن الاعتماد عند أهل السنة والجماعة على الدليل النقلي وعند الأشاعرة والماتريدية الذين هم كما قال من هو أعرف بهم هم أقرب إلى منهج أهل السنة والجماعة لكن العمدة عندهم الدليل العقلي حتى فيما أثبتوا ، وهم يثبتون هذه الصفات كما قلنا ولكن بالنسبة للصفات الخبرية المحضة كإثبات اليدين وإثبات الوجه والأصابع والقدم بالنسبة للصفات الذاتية الخبرية وإثبات النزول والاستواء والمجيء بالنسبة للصفات الخبرية الفعلية خالفوا أهل السنة مخالفة صريحة ، وهل نفوا كما نفت المعتزلة ؟

زعموا بأنهم لا ينفون ولكن يؤولون إلا أن ذلك التأويل يرجع في الحقيقة إلى النفي ، لأن من قال : الذي ينزل في آخر كل ليلة ليس الله ولكن ينزل أمره أو ينزل ملك أو تنزل رحمته سبحانه ، لم يثبت النزول ، والذي يقول : الذي يجيء يوم القيامة لفصل القضاء ليس الله ولكن يأتي أمره أو يأتي ملك ، لم يثبت المجيء ، إذن ما استفدنا شيئا من تأويلهم بل تأويلهم يؤول إلى النفي فيتفقون مع المعتزلة في الصفات الخبرية .


شرح التدمرية الشريط الثامن الدقيقة 12
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=44505