المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام دين المعاملة ـ الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج


أبو ذر الفاضلي
09-20-2011, 05:49 PM
بن عثيمين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم اجعلنا ممن اتبعهم بإحسان اللهم اجعلنا ممن اتبعهم بإحسان..


أما بعد


فقد قال الله عز وجل )وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ) هكذا قال الله عز وجل خلق الإنسان ضعيفاالمراد كل إنسان فكل إنسان فهو ضعيف . ضعيف في نشأته كما قال عز وجل ( من أي شيء خلقه من نطفة خلقه ) والنطفة قطرة من الماء المهين فهو ضعيف في نشأته هو أيضا ضعيف في علمه قال الله عز وجل ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ولئن أردت أن يتبين لك نقص الإنسان في علمه فاسأله أتعرف روحك التي بها تحيا ؟ أتعرف روحك التي بها تحيا أتعرف روحك التي بها تحي إذا كانت في الجسم فهو إنسان وإذا خرجت منه فهو جثة والجواب لا قال الله عز وجل )وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) وهو ضعيف في علمه فهو جاهل لا يعلم وإذا علم فهو معرض للنسيان كما قال الله عز وجل (و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ولهذا قد يتصور الإنسان الشيء البعيد قريب والقريب بعيدا والمتحرك ساكنا والساكن متحركا وذلك لأن الإنسان ضعيف وخلق الإنسان ضعيفا ومن أجل هذا الضعف ومن أجل هذا القصور رحم الله العباد بإرسال الرسل وإنزال الكتب وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فيسيروا على صراط الله المستقيم ويستنيروا بهدى الله العليم الحكيم ولقد عمي قوم أو تعاموا عن الحق حيث ظنوا أو زعموا أن شرائع الله إنما جاءت لإصلاح العبادات والأخلاق دون المعاملات فاتبعوا أهواهم في معاملاتهم فشرعوا قوانين وتصرفوا كما يشاؤن أفلا يرجع هؤلاء إلى رشدهم أفلا يرجع هؤلاء إلى رشدهم ويتبعون سبيل ربهم ويلتزمون بشريعته ويقفون عند حدوده ويقولون سمعنا واطعنا ولا يقولون كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون أو قالوا سمعنا وعصينا عباد الله إن شريعة الله عز وجل نظمت للناس طرق معاملاتهم في ما بينهم كما نظمت طرق أخلاقهم وعباداتهم لربهم فالواجب على كل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يدين لله تعالى بالطاعة في عباداته وأخلاقه ومعاملاته وأن لا يكون كالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يتبعون الشرع في عبادات الله وأخلاقهم ويتبعون أهواءهم في معاملاتهم تجد الواحد منهم حريصا على الصلاة حريصا على الصدقة حريصا على الصيام حريصا على العمرة حريصا على الحج لكنه في معاملات البيع والشراء والتأجير والاستئجار غير مبال في ما حصل منه أحلال هو أم حرام فمن المحرم التعامل بالربا سواء كان ذلك صريحا أو بحيله ولقد حرم الله تعالى الربا في كتابه وفي سنة رسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأجمع على ذلك علماء المسلمين في كل عصر وفي كل مصر لم يختلف منهم في تحريمه اثنان قال الله عز وجل ( وأحل الله البيع وحرم الربا ) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وزروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لعلن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم آكل الربا وموكل الربا وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء) ومن الربا أن بعض الناس يشتري الذهب ولا يسلم ثمنه للبائع بل يؤخر تسليمه عن مجلس العقد وهذا حرام سواء جعل الثمن مقسط أم غير مقسط إذ الواجب أن يتقابضا قبل التفرق وأما الحيل على الربا فأنواع كثيرة قديمة وحديثة فمن أنواع الحيل الحديثة أن الرجل يحتاج إلى سيارة مثلا فيأتي إلى التاجر فيقول له التاجر اذهب إلى معرض إلى أي معرض أو إلى المعرض الفلاني واختر السيارة التي تريد وأتني بما يلزم من إجراءات البيع فإذا فعل المحتاج ذلك اشتراها التاجر من المعرض بثمن حاضر ثم باعها على المحتاج بأكثر من ثمنها من أجل التقسيط وهذه حيلة واضحة لا ينطلي فيها من تأملها ولقد صدرت من لجنة الإفتاء في المملكة العربية السعودية برئاسة مفتي عام المملكة صدرت فتوى برقم من اليمين ستة ثمانية اثنين واحد اثنين وتاريخ 18-1 سنة إحدى وعشرين وأربعمائة لتحريم هذه المعاملة وأنها هكذا قالت الفتوى وأنها ليست إلا حيلة للتوصل إلى الربا المحرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة فالواجب ترك التعامل بها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه فتوى هي عين الصواب فلا يحل لمؤمن أن يتعامل بها بل ومن المعاملات المحرمة ما يعرف بأسم التأجير المنتهي بالتمليك مثل أن يأتي الرجل إلى التاجر فيتفق معه على أخذ سيارة بأجرة معلومة زائدة على أجرتها المعتادة لمدة كذا وكذا فإذا أدى الأجرة في هذه المدة كانت السيارة له وإن لم يؤدها ولو في آخر قسط سحب التاجر السيارة ولم يرد من الأجرة التي أخذها شيئا بحجة إن المستأجر إنما سلم أجرة لا ثمن له وقد صدرت فتوى هيئة كبار العلماء في هذه المملكة صدرت فتوى علماء هذه المملكة بالأكثرية بتحريم هذه المعاملة فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل في نفسه وأن لا يتجرأ على محارم الله بحيل فإن الحيل لا تجعل الشيء الحرام مباحا ولا تسقط الواجب والحيل من صفات اليهود أفتريد أيها المسلم أن تكون مشابها لليهود أعتقد لو أن أحدا قال لك إنك شبيه اليهودي لانتفخت غضبا فكيف تفعل هذا بنفسك أيه الأخ المسلم إن التعامل بالحيلة أشد من التعامل بالربا الصريح أشد إثما لأن مفسدة الربا حصلت وزاد على ذلك خداع الله عز وجل فاتق الله في نفسك تجنب الأجرة المنتهية بالتمليك تجنب التقسيط على الوجه الذي ذكرناه أما لو كانت السيارة عند التاجر مملوكة من قبل لم يشترها من أجلك وأتيت إليه وأخذتها بثمن مقسط زائدا على ثمنها الحاضر فإن هذا لا بأس به فاتقي الله أيها الأخ المسلم واعلم أن المال إنما خلق لك ولم تخلق أنت للمال إنما خلقت لعبادة الله و المال إنما هو لمنفعتك ومصلحتك فلا تجعله سببا لضررك وإثمك . اللهم جنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأجواء اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئ الأخلاق والأعمال لا يصرف عنا سيئها إلا أنت برحمتك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد بني آدم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين...


أما بعد

فيا عباد الله إنكم الآن في آخر شهر رجب وهو أحد الأشهر الأربعة الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم هذا الشهر يعتقد كثير من المسلمين اليوم أن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمعراج به كان في هذا الشهر ولاشك أن الإسراء حق وأن المعراج حق وقد ثبتا في الكتاب والسنة قال الله عز وجل (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) وقال عز وجل ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى إلى قوله لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) والأحاديث في هذا كثيرة مشهورة ولاشك في هذا ومن أنكر ذلك مع العلم بثبوته صار مرتدا عن الإسلام ولكن هل كان الإسراء والمعراج في رجب ؟ الجواب لا ليس في رجب وليس هناك دليل تاريخي على أنه في رجب بل الأصح أن الإسراء والمعراج كان في ربيع الأول وهل ورد لليلة التي أسري فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هل ورد فيها عبادات مخصوصة أو احتفال فالجواب لا وإنما هذا من البدع المنكرة فلا يحل للإنسان أن يحتفل بليلة سبع وعشرين ولا أن يعتقد لها مزية والذي تدل عليه الأدلة الصحيحة من التاريخ أن الإسراء ليس في رجب ولكن اشتهر هذا من بعد عصر التابعين رضي الله عنهم وسار الناس عليه ولم يحققوا هذا فبقي إلى يومنا هذا وإني أقول لكم لعلكم تسمعون احتفالا في هذه الليلة وربما إجازة للموظفين وهذا غلط عظيم حيث جعلوا هذه البدعة بمنزلة العيد فنسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا إيمانا لا كفر معه وتوحيدا لا شرك معه واتباعا لا بدعة معه إنه على كل شيء قدير واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة و هي الاجتماع على السنة وإياكم والفرقة كونوا عباد الله إخوانا أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فإن هذا ما أمركم الله به اللهم ارزقنا استقامة على دينك واجتماعا عليه واتباعا لهدي نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأزل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ورعاتنا ومن هم تحت ولايتهم يا رب العالمين اللهم اصلح جميع ولاة المسلمين بمنك وكرمك يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الكريم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

محمد الفاريابي
09-21-2011, 01:32 AM
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

باغي الخير
09-21-2011, 01:34 AM
جزاك الله خيرا

أبو معاذ اليماني
09-22-2011, 05:15 PM
جزيت الفردوس الأعلى
وبارك الله فيك
وجعله في موازين حسناتك

أبو ذر الفاضلي
09-22-2011, 09:13 PM
http://www.sodfah.com/up/uploads/13038546236.gif

أبو مصعب الزهيري
09-22-2011, 10:05 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

اللهم أجعله في ميزآآن حسناتك

انس
09-22-2011, 11:30 PM
جزاك الله خيرواثابك

عقبة بن نافع
12-19-2011, 10:08 AM
http://up.3dlat.com/uploads/12887433253.gif