admin
09-21-2011, 01:21 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله تعالى بين يدي الطاعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أما بعد ...
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما على ما من به عليكم أن بعث فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياته ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة رسولا أخرجكم الله به من الظلمات إلى من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان ومن ظلمات الجور والإساءة إلى نور العدل والإحسان ومن ظلمات الفوضى الفكرية والاجتماعية إلى نور الاستقامة في الهدف والسلوك ومن ظلمات القلق النفسي وضيق الصدر إلى نور الطمأنينة وانشراح الصدر ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد ) لقد بعث الله نبيينا محمد صلى الله عليه وسلم والناس يتخبطون في الجهالات ففتح لهم أبواب العلم أبواب العلم في معرفة الله وما يستحقه من الأسماء والصفات وما له من الأفعال والحقوق وأبواب العلم في معرفة المخلوقات في ال في المبدأ والمنتهى والحساب والجزاء ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين *ثم جعلناه مضغة في غرار مكين *ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين* ثم إنكم بعد ذلك لميتون *ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) وفتح الله لعباده بما بعث به نبييهم محمد صلى الله عليه وسلم فتح الله لهم أبواب العلم في عبادة الله والسير إليه وأبواب العلم في السعي في مناكب الأرض وابتغاء الرزق بوجه حلال فما من شيء يحتاج الناس إلي معرفته من أمور الدين والدنيا إلا بين لهم ما يحتاجون إليه فيه حتى صاروا على طريقة بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتيه فيها إلا أعمى القلب لقد بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم والناس منغمسون في الشرك في شتى أنواعه فمنهم من يعبد المسيح ابن مريم ومنهم من يعبد الأصنام ينحتونها بأيديهم ثم يتخذونها إله يعبدونها من دون الله ومنهم من يعبد الأشجار ومنهم من يعبد الأحجار حتى كان الواحد منهم إذا سافر ونزل أرضاً أخذ منها أربعة أحجار فيضع ثلاثة منها تحت القدر وينصب الرابع إلهاً يعبده ما أتعس هذه العقول وما أعظم جهلها أحجار تنصب تحت القدور تعبد من دون الله عز وجل فأنقذهم الله تعالى وله الحمد والمنة أنقذهم الله برسوله من هذه الهوة الساحقة والسفه البالغ من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن خالق الأرض والسماوات فحقق التوحيد برب العالمين تحقيقاً بالغاً وذلك بأن يعبد الله وحده لا شريك له عبادة يتحقق فيها الإخلاص لله ذو القسط والمحبة والتعظيم فيكون العبد مخلصاً لله في قسطه مخلصاً لله في محبته مخلصاً لله في تعظيمه مخلصاً لله في ظاهره وباطنه لا يبتغي بعبادة الله سوى وجه الله والوصول إلى دار كرامته ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين* وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم* فإلهكم إله واحد فله أسلموا ) هكذا جاء كتاب الله وتلته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوحيد وإخلاصه وتخليصه من كل شائبة وسد كل طريق يمكن أن يوصل إلى شل هذا التوحيد أو إضعافه حتى إن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم قال له ماشاء الله وشئت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده) فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل أن يقرن مشيئة أن يقرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية بينهما وجعل ذلك من اتخاذ الند لله عز وجل واتخاذ الند لله إشراك به وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلف بغير الله وجعل ذلك من الشرك بالله فقال صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) وذلك لأن الحلف بغير الله تعظيم للمحلوف به بما لا يستحقه إلا الله عز وجل فلا يجوز للمسلم أن يقول عند الحلف والنبي أو وحياة النبي أو وحياتي أو وحياة فلان بل يحلف بالله وحده أو يصمت عن الحلف ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يلقى أخاه فيسلم عليه هل ينحني له قال لا فمنع النبي صلى الله عليه وسلم من الإنحناء عند التسليم لأن ذلك خضوع لا ينبغي إلا لله رب العالمين فهو سبحانه وحده الذي يركع له ويسجد وكان السجود عند التحية جائزاً في بعض الشرائع السابقة ولكن هذه الشريعة الكاملة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم منعت منه وحرمته إلا لله عز وجل فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وفي الحديث أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قدم الشام فوجدهم يسجد يسجدون لأساقفتهم لزعمائهم وذلك قبل أن يسلموا فلما رجع معاذ سجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا معاذ فقال رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق إن يسجد لك يا رسول الله يعني أحق من أساقفتهم بالسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) من عظم حقه عليها وروى النسائي بسند جيد عن انس بن مالك رضي الله عنه أن ناساً جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب إن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل ) هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب إن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل مع أنه صلى الله عليه وسلم خير الخلق وسيد الخلق بلا ريب ولا شك لكنه خاف أن يستهويهم الشيطان فيوقع في قلوبهم الغلو حتى يرفعوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فوق منزلته وهي العبودية والرسالة حماية لجانب التوحيد وسداً لطرقه الموصلة إليه قولية كانت أم فعلية و وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر على من قرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي المساواة فكيف بمن جعل المشيئة للمخلوق وحده دون الله غلواً ومدحاً حين قال يخاطب ممدوحه
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار
هكذا يقولها لبشر يقول له ما شئت يعني ما شئت كان لا ما شاءت الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار تعالى الله عن ما يقول الكافرون الظالمون علواً كبيرا جعل هذا الرجل حكم المخلوق فوق أقدار الله فسبحان الله رب العرش عن ما يصفون أيها الناس إن على المرء أن يراعي جانب التوحيد ويعرف للخالق حقه فلا ينقصه ولا يشرك فيه معه غيره لا باللفظ ولا بالفعل ولا بالقلب وإن عليه أن يعرف للمخلوق حقه ويقوم بما أوجب الله عليه منه ولا ينزله في منزلة الخالق لا باللفظ ولا بالفعل ولا ولا بالقلب فللخالق حقه المختص به لا يشاركه فيه غيره وللمخلوق حقه الواجب إعطاءه له ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ حين سجد له وأنكر على الرجل حين قال ما شاء الله و شئت وإننا سنسمع أن في بلاد المسلمين من ينطلقون إلى القبور إلى قبور من يزعمون أنهم أولياء فيدعونهم يدعونهم من دون الله ويسجدون لهم ويقبلون التراب ويمسحون به جباههم ويعركون وجوههم على عتبات صاحب القبر وكل هذا شرك بالله عز وجل لا ينفعهم معه لا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج حتى لو صلوا وصاموا وزكوا وحجوا واعتمروا فإنها لا تقبل منهم إذا كانوا منطوين على هذا الشرك لأن الله تعالى يقول لرسوله صلى لله عليه وسلم: ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) يخاطب الله من يخاطب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) مع إن الشرك لم يقع منه صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يقع صرعاً ولكن يخاطبه بذلك فكيف بمن دون رسول الله صلى عليه وسلم إن من أشرك بالله ولياً أو نبياً أو ملكاً فدعاه ورجاه كما يرجو الله ويدعوه فإنه كافر مشرك لا يقبل منه عمل ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أيها المسلمون أيها المستمعون لهذا القول إنه يجب عليكم بعد ذلك أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحاً مما صنعتم وأن تنصحوا إخوانكم الذين يصنعون هذا وهم جاهلون به وان تعظوا من كان عارفاً وتخوفوه من الله عز وجل وتقولوا له إنك إن مت على ذلك كنت خالداً مخلداً في نار جهنم إن على المرء أن يعلم أنه مسئول عن ما في ضميره ومسئول عن ما ينطق به لسانه ومسئول عن ما يفعله في جوارحه فاستمعوا قول الله تعالى ( يوم تبلى السرائر * فماله من قوة ولا ناصر ) واستمعوا قوله ( أفلا يعلموا إذا بعثر ما في القبور* وحصل ما في الصدور ) واستمعوا قوله ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) استمعوا هذه الآيات وتأملوا قوله من قول فإن أن نكرة في سياق النفي متأكدة بمن فتفيد العموم في كل قول ثم تأملوا ما أعقبه في قوله ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) لتذكروا سكرة الموت إذا أردتم القول وتذكروا يوم الوعيد فلا تقولوا ما يوقعكم في الوعيد وا واستمعوا قول الله ( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) واستمعوا قوله عز وجل ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) فيا عباد الله إن شأن التوحيد لعظيم وإن الإخلاص فيه لدقيق ولهذا قال بعض السلف ما عاندت نفسي في شيء معاندتها على الإخلاص فاجتهدوا رحمكم الله في تحقيق توحيدكم لله بإفر بإفراده بما ما هو أهله من صفات وبما يستحقه من تعظيم للعبادات واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ........
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد ...
أيها الناس فإن من أعظم منة منًها الله على عباده بل هي أعظم منًة منً بها على عباده لمن هداه إليها ( أن بعث فيهم رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس الأربعين من عمره الشريف فكان أول ما أول ما بعث كان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح وذلك ابتداءً من ربيع الأول ثم نزل عليه القرآن في رمضان فبقي ستة أشهر وكان الوحي يأتيه بصفة الرؤيا فكان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل مثل فلق الصبح أما ولادته فإنها كانت في ربيع الأول وكانت في الليلة التاسعة منه وليست في الليلة الثانية عشرة ولا يهمنا أن تكون في الليلة التاسعة أو الثانية عشرة من شهر ربيع الأول إنما الذي يهمنا ما أحدثه فيها بعض المسلمين من إقامة الصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذ تلك الليلة عيداً يحتفلون بها ويجتمعون صغاراً وكباراً رجالاً ونساء على صيغ صلوات يوردونها لم تكن مألوفة ولا معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه وينشدون ما كان غلواً في رسول الله صلى الله عليه وسلم غلواً يخرج به عن العبودية والرسالة إلي مرتبة الإلوهية والربوبية ينشدون ما قاله الشاعر يخاطب النبي صلي الله عليه وسلم قبل موته بأزمنة يقول :
يا أكرم الخلق مالي من ألوز به سواه عند حلول الحادث العمم
إن لن تكن آخذاً يوماً بيدي عفواً وآلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
هكذا يصفون رسول الله صلي الله عليه وسلم بهذه الصفات التي لا يجوز أن تكون أبداً إلا لله عز وجل وإن في قولهم وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم في هذا القول إنكار لربوبية الله لأنه إذا كان من علوم الرسول صلي الله عليه وسلم علم اللوح والقلم وكان من جوده الدنيا وضرتها وهي الآخرة فما الذي يكون لله عز وجل إنهم في هذا القول ينكرون أن تكون الدنيا لله أو أن الآخرة لله عز وجل وهذا كفرُ بواح لا شك فيه ومع ذلك يعتقدون أنهم بهذا القول يرضون الله ورسوله ويتقربون إلى الله عز وجل وهم والله بهذا القول مغضبون لله ورسوله وللمؤمنين جميعاً وهم لم يتقربوا إلى الله به فازدادوا به بعداً من الله عز وجل وإن الاحتفال بليلة المولد من البدع التي قال عنها رسول صلي الله عليه وسلم : (إياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) إذا كانت هذه بدعة وأقول إنها بدعة لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يقيمها وأقول إنها بدعه لأن الخلفاء الراشدين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعة لان الصحابة بعد الخلفاء الراشدين لم لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعه لأن التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعة لأن تابع التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها لقد مضت القرون المفضلة الثلاثة التي قال فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فأين تكون هذه العبادة إذا كان هؤلاء القرون لم يفعلوها أهم جاهلون بها أم هم عالمون ولكنهم استيقظوا عنها واستكبروا عنها كلا الاحتمالين باطل وبهذا يعلم بطلان هذه البدعة وأنها لا تزيد فاعلها من الله إلا بعداً فيا عباد الله يأيها المؤمنون بالله ورسوله إن كنتم تريدون حقاً محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله صلي الله عليه وسلم فلا تحدثوا في دينه ما ليس منه لا تشرعوا للناس أمراً لم يشرعه الله لهم لا في كتابه ولا علي لسان رسوله صلي الله عليه وسلم ولا من فعل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم إذا كنتم صادقين في محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله فتأكدوا بين يدي الله ورسوله لا تحدثوا في دين الله ما ليس منه فتكونوا ممن عصيتم الله فإن الله يقول( يأيها الذين أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) أيها المسلمون إن كل عبادة لا يمكن أن تكون مقبولة عند الله حتى يجتمع فيها مع الإخلاص لله ستة أمور وذلك بأن تكون موافقة لما جاء به الشرع في سببها وفي جنسها وفي مقدارها وفي كيفيها وفي زمانها وفي مكانها فإذا لم توافق الشرع في هذه الأمور الستة فإنها مردودة علي صاحبها غير مقبولة منه في قول النبي صلي الله عليه وسلم( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وإننا ولله الحمد في هذه البلاد بما منً الله به علينا من علماء مخلصين مبينين للشريعة وحكام يساعدونهم في ذلك لا نجد هذه البدعة في بلادنا ولله الحمد ولكننا نسمع بها في بلاد المسلمين وفي بلادنا الآن من الأمة الإسلامية كثير ولهذا كان واجب علينا أن نتكلم فيها ليتبين لإخواننا هؤلاء أنها أعني أنها الاحتفال بعيد ما بعيد ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم ليست من شرع الله وليسن من دين الله بل هي بدعة وكل بدعة ضلالة وأرجوا منهم أن يكونوا من الذين يتبعون القول فيتبعون أحسنه وأن يكونوا ممن دعا إلي الله وبلغ إخوانه في بلادهم بأنها من البدع حتى يكونوا داخلين في قول الله تعالى ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) واعلموا أيها المسلمون أن خير ما تعبدتم به وخير ما اتبعتموه كتاب الله عز وجل فإن خير الكتاب كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله علي الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا بأن الله أمركم بأمر بدأه فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما ( إن الله وملائكته يصلون علي النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلي وسلم وبارك علي عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم وبارك علي عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وبارك علي عبدك ونبيك محمد اللهم أرزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا علي ملته اللهم أحشرنا في زمرته
أما بعد ...
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما على ما من به عليكم أن بعث فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياته ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة رسولا أخرجكم الله به من الظلمات إلى من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان ومن ظلمات الجور والإساءة إلى نور العدل والإحسان ومن ظلمات الفوضى الفكرية والاجتماعية إلى نور الاستقامة في الهدف والسلوك ومن ظلمات القلق النفسي وضيق الصدر إلى نور الطمأنينة وانشراح الصدر ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد ) لقد بعث الله نبيينا محمد صلى الله عليه وسلم والناس يتخبطون في الجهالات ففتح لهم أبواب العلم أبواب العلم في معرفة الله وما يستحقه من الأسماء والصفات وما له من الأفعال والحقوق وأبواب العلم في معرفة المخلوقات في ال في المبدأ والمنتهى والحساب والجزاء ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين *ثم جعلناه مضغة في غرار مكين *ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين* ثم إنكم بعد ذلك لميتون *ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) وفتح الله لعباده بما بعث به نبييهم محمد صلى الله عليه وسلم فتح الله لهم أبواب العلم في عبادة الله والسير إليه وأبواب العلم في السعي في مناكب الأرض وابتغاء الرزق بوجه حلال فما من شيء يحتاج الناس إلي معرفته من أمور الدين والدنيا إلا بين لهم ما يحتاجون إليه فيه حتى صاروا على طريقة بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتيه فيها إلا أعمى القلب لقد بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم والناس منغمسون في الشرك في شتى أنواعه فمنهم من يعبد المسيح ابن مريم ومنهم من يعبد الأصنام ينحتونها بأيديهم ثم يتخذونها إله يعبدونها من دون الله ومنهم من يعبد الأشجار ومنهم من يعبد الأحجار حتى كان الواحد منهم إذا سافر ونزل أرضاً أخذ منها أربعة أحجار فيضع ثلاثة منها تحت القدر وينصب الرابع إلهاً يعبده ما أتعس هذه العقول وما أعظم جهلها أحجار تنصب تحت القدور تعبد من دون الله عز وجل فأنقذهم الله تعالى وله الحمد والمنة أنقذهم الله برسوله من هذه الهوة الساحقة والسفه البالغ من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن خالق الأرض والسماوات فحقق التوحيد برب العالمين تحقيقاً بالغاً وذلك بأن يعبد الله وحده لا شريك له عبادة يتحقق فيها الإخلاص لله ذو القسط والمحبة والتعظيم فيكون العبد مخلصاً لله في قسطه مخلصاً لله في محبته مخلصاً لله في تعظيمه مخلصاً لله في ظاهره وباطنه لا يبتغي بعبادة الله سوى وجه الله والوصول إلى دار كرامته ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين* وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم* فإلهكم إله واحد فله أسلموا ) هكذا جاء كتاب الله وتلته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوحيد وإخلاصه وتخليصه من كل شائبة وسد كل طريق يمكن أن يوصل إلى شل هذا التوحيد أو إضعافه حتى إن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم قال له ماشاء الله وشئت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده) فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل أن يقرن مشيئة أن يقرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية بينهما وجعل ذلك من اتخاذ الند لله عز وجل واتخاذ الند لله إشراك به وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلف بغير الله وجعل ذلك من الشرك بالله فقال صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) وذلك لأن الحلف بغير الله تعظيم للمحلوف به بما لا يستحقه إلا الله عز وجل فلا يجوز للمسلم أن يقول عند الحلف والنبي أو وحياة النبي أو وحياتي أو وحياة فلان بل يحلف بالله وحده أو يصمت عن الحلف ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يلقى أخاه فيسلم عليه هل ينحني له قال لا فمنع النبي صلى الله عليه وسلم من الإنحناء عند التسليم لأن ذلك خضوع لا ينبغي إلا لله رب العالمين فهو سبحانه وحده الذي يركع له ويسجد وكان السجود عند التحية جائزاً في بعض الشرائع السابقة ولكن هذه الشريعة الكاملة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم منعت منه وحرمته إلا لله عز وجل فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وفي الحديث أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قدم الشام فوجدهم يسجد يسجدون لأساقفتهم لزعمائهم وذلك قبل أن يسلموا فلما رجع معاذ سجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا معاذ فقال رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق إن يسجد لك يا رسول الله يعني أحق من أساقفتهم بالسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) من عظم حقه عليها وروى النسائي بسند جيد عن انس بن مالك رضي الله عنه أن ناساً جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب إن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل ) هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب إن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل مع أنه صلى الله عليه وسلم خير الخلق وسيد الخلق بلا ريب ولا شك لكنه خاف أن يستهويهم الشيطان فيوقع في قلوبهم الغلو حتى يرفعوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فوق منزلته وهي العبودية والرسالة حماية لجانب التوحيد وسداً لطرقه الموصلة إليه قولية كانت أم فعلية و وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر على من قرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي المساواة فكيف بمن جعل المشيئة للمخلوق وحده دون الله غلواً ومدحاً حين قال يخاطب ممدوحه
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار
هكذا يقولها لبشر يقول له ما شئت يعني ما شئت كان لا ما شاءت الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار تعالى الله عن ما يقول الكافرون الظالمون علواً كبيرا جعل هذا الرجل حكم المخلوق فوق أقدار الله فسبحان الله رب العرش عن ما يصفون أيها الناس إن على المرء أن يراعي جانب التوحيد ويعرف للخالق حقه فلا ينقصه ولا يشرك فيه معه غيره لا باللفظ ولا بالفعل ولا بالقلب وإن عليه أن يعرف للمخلوق حقه ويقوم بما أوجب الله عليه منه ولا ينزله في منزلة الخالق لا باللفظ ولا بالفعل ولا ولا بالقلب فللخالق حقه المختص به لا يشاركه فيه غيره وللمخلوق حقه الواجب إعطاءه له ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ حين سجد له وأنكر على الرجل حين قال ما شاء الله و شئت وإننا سنسمع أن في بلاد المسلمين من ينطلقون إلى القبور إلى قبور من يزعمون أنهم أولياء فيدعونهم يدعونهم من دون الله ويسجدون لهم ويقبلون التراب ويمسحون به جباههم ويعركون وجوههم على عتبات صاحب القبر وكل هذا شرك بالله عز وجل لا ينفعهم معه لا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج حتى لو صلوا وصاموا وزكوا وحجوا واعتمروا فإنها لا تقبل منهم إذا كانوا منطوين على هذا الشرك لأن الله تعالى يقول لرسوله صلى لله عليه وسلم: ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) يخاطب الله من يخاطب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) مع إن الشرك لم يقع منه صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يقع صرعاً ولكن يخاطبه بذلك فكيف بمن دون رسول الله صلى عليه وسلم إن من أشرك بالله ولياً أو نبياً أو ملكاً فدعاه ورجاه كما يرجو الله ويدعوه فإنه كافر مشرك لا يقبل منه عمل ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أيها المسلمون أيها المستمعون لهذا القول إنه يجب عليكم بعد ذلك أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحاً مما صنعتم وأن تنصحوا إخوانكم الذين يصنعون هذا وهم جاهلون به وان تعظوا من كان عارفاً وتخوفوه من الله عز وجل وتقولوا له إنك إن مت على ذلك كنت خالداً مخلداً في نار جهنم إن على المرء أن يعلم أنه مسئول عن ما في ضميره ومسئول عن ما ينطق به لسانه ومسئول عن ما يفعله في جوارحه فاستمعوا قول الله تعالى ( يوم تبلى السرائر * فماله من قوة ولا ناصر ) واستمعوا قوله ( أفلا يعلموا إذا بعثر ما في القبور* وحصل ما في الصدور ) واستمعوا قوله ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) استمعوا هذه الآيات وتأملوا قوله من قول فإن أن نكرة في سياق النفي متأكدة بمن فتفيد العموم في كل قول ثم تأملوا ما أعقبه في قوله ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) لتذكروا سكرة الموت إذا أردتم القول وتذكروا يوم الوعيد فلا تقولوا ما يوقعكم في الوعيد وا واستمعوا قول الله ( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) واستمعوا قوله عز وجل ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) فيا عباد الله إن شأن التوحيد لعظيم وإن الإخلاص فيه لدقيق ولهذا قال بعض السلف ما عاندت نفسي في شيء معاندتها على الإخلاص فاجتهدوا رحمكم الله في تحقيق توحيدكم لله بإفر بإفراده بما ما هو أهله من صفات وبما يستحقه من تعظيم للعبادات واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ........
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد ...
أيها الناس فإن من أعظم منة منًها الله على عباده بل هي أعظم منًة منً بها على عباده لمن هداه إليها ( أن بعث فيهم رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس الأربعين من عمره الشريف فكان أول ما أول ما بعث كان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح وذلك ابتداءً من ربيع الأول ثم نزل عليه القرآن في رمضان فبقي ستة أشهر وكان الوحي يأتيه بصفة الرؤيا فكان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل مثل فلق الصبح أما ولادته فإنها كانت في ربيع الأول وكانت في الليلة التاسعة منه وليست في الليلة الثانية عشرة ولا يهمنا أن تكون في الليلة التاسعة أو الثانية عشرة من شهر ربيع الأول إنما الذي يهمنا ما أحدثه فيها بعض المسلمين من إقامة الصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذ تلك الليلة عيداً يحتفلون بها ويجتمعون صغاراً وكباراً رجالاً ونساء على صيغ صلوات يوردونها لم تكن مألوفة ولا معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه وينشدون ما كان غلواً في رسول الله صلى الله عليه وسلم غلواً يخرج به عن العبودية والرسالة إلي مرتبة الإلوهية والربوبية ينشدون ما قاله الشاعر يخاطب النبي صلي الله عليه وسلم قبل موته بأزمنة يقول :
يا أكرم الخلق مالي من ألوز به سواه عند حلول الحادث العمم
إن لن تكن آخذاً يوماً بيدي عفواً وآلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
هكذا يصفون رسول الله صلي الله عليه وسلم بهذه الصفات التي لا يجوز أن تكون أبداً إلا لله عز وجل وإن في قولهم وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم في هذا القول إنكار لربوبية الله لأنه إذا كان من علوم الرسول صلي الله عليه وسلم علم اللوح والقلم وكان من جوده الدنيا وضرتها وهي الآخرة فما الذي يكون لله عز وجل إنهم في هذا القول ينكرون أن تكون الدنيا لله أو أن الآخرة لله عز وجل وهذا كفرُ بواح لا شك فيه ومع ذلك يعتقدون أنهم بهذا القول يرضون الله ورسوله ويتقربون إلى الله عز وجل وهم والله بهذا القول مغضبون لله ورسوله وللمؤمنين جميعاً وهم لم يتقربوا إلى الله به فازدادوا به بعداً من الله عز وجل وإن الاحتفال بليلة المولد من البدع التي قال عنها رسول صلي الله عليه وسلم : (إياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) إذا كانت هذه بدعة وأقول إنها بدعة لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يقيمها وأقول إنها بدعه لأن الخلفاء الراشدين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعة لان الصحابة بعد الخلفاء الراشدين لم لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعه لأن التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعة لأن تابع التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها لقد مضت القرون المفضلة الثلاثة التي قال فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فأين تكون هذه العبادة إذا كان هؤلاء القرون لم يفعلوها أهم جاهلون بها أم هم عالمون ولكنهم استيقظوا عنها واستكبروا عنها كلا الاحتمالين باطل وبهذا يعلم بطلان هذه البدعة وأنها لا تزيد فاعلها من الله إلا بعداً فيا عباد الله يأيها المؤمنون بالله ورسوله إن كنتم تريدون حقاً محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله صلي الله عليه وسلم فلا تحدثوا في دينه ما ليس منه لا تشرعوا للناس أمراً لم يشرعه الله لهم لا في كتابه ولا علي لسان رسوله صلي الله عليه وسلم ولا من فعل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم إذا كنتم صادقين في محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله فتأكدوا بين يدي الله ورسوله لا تحدثوا في دين الله ما ليس منه فتكونوا ممن عصيتم الله فإن الله يقول( يأيها الذين أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) أيها المسلمون إن كل عبادة لا يمكن أن تكون مقبولة عند الله حتى يجتمع فيها مع الإخلاص لله ستة أمور وذلك بأن تكون موافقة لما جاء به الشرع في سببها وفي جنسها وفي مقدارها وفي كيفيها وفي زمانها وفي مكانها فإذا لم توافق الشرع في هذه الأمور الستة فإنها مردودة علي صاحبها غير مقبولة منه في قول النبي صلي الله عليه وسلم( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وإننا ولله الحمد في هذه البلاد بما منً الله به علينا من علماء مخلصين مبينين للشريعة وحكام يساعدونهم في ذلك لا نجد هذه البدعة في بلادنا ولله الحمد ولكننا نسمع بها في بلاد المسلمين وفي بلادنا الآن من الأمة الإسلامية كثير ولهذا كان واجب علينا أن نتكلم فيها ليتبين لإخواننا هؤلاء أنها أعني أنها الاحتفال بعيد ما بعيد ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم ليست من شرع الله وليسن من دين الله بل هي بدعة وكل بدعة ضلالة وأرجوا منهم أن يكونوا من الذين يتبعون القول فيتبعون أحسنه وأن يكونوا ممن دعا إلي الله وبلغ إخوانه في بلادهم بأنها من البدع حتى يكونوا داخلين في قول الله تعالى ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) واعلموا أيها المسلمون أن خير ما تعبدتم به وخير ما اتبعتموه كتاب الله عز وجل فإن خير الكتاب كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله علي الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا بأن الله أمركم بأمر بدأه فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما ( إن الله وملائكته يصلون علي النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلي وسلم وبارك علي عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم وبارك علي عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وبارك علي عبدك ونبيك محمد اللهم أرزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا علي ملته اللهم أحشرنا في زمرته