المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موعظة لكل مفرط فلتسارع بالتوبة قبل فوات الاوان


عيون المها
09-07-2016, 07:10 AM
🍂موعظة لكل مفرط ؛ فلتسارع بالتوبة قبل فوات الأوان🍂

💎 قال الإمام الشنقيطي - رحمه الله تعالى- في تفسيره 《أضواء البيان》:

قوله تعالى : {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا } :
الظاهر عندي : أن {حتى} في هذه الآية : هي التي يبتدأ بعدها الكلام ، ويقال لها : حرف ابتداء ، كما قاله ابن عطية ، خلافا للزمخشري ... ، بل الأظهر عندي : هو ما قدمته وهو قول ابن عطية .
▫وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من أن الكافر والمفرط في عمل الخير إذا حضر أحدهما الموت طلبا الرجعة إلى الحياة ، ليعملا العمل الصالح الذي يدخلهما الجنة ، ويتداركا به ما سلف منهما من الكفر والتفريط وأنهما لا يجابان لذلك ، كما دل عليه حرف الزجر والردع الذي هو {كلا } جاء موضحا في مواضع أخر :
● كقوله تعالى :
{ وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها } الآية [ 63 \ 10 - 11 ] ، ● وقوله تعالى :
{ وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال } [ 14 \ 44 ] إلى غير ذلك من الآيات .
▫وكما أنهم يطلبون الرجعة عند حضور الموت ، ليصلحوا أعمالهم فإنهم يطلبون ذلك يوم القيامة ، ومعلوم أنهم لا يجابون إلى ذلك .
▫ومن الآيات الدالة على ذلك :
● قوله تعالى :
{ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل } [ 7 \ 53 ] .
● وقوله تعالى :
{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون } [ 32 \ 12 ] .
● وقوله تعالى :
{ ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون} [ 6 \ 27 - 28 ] .
● وقوله تعالى :
{وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل} [ 42 \ 44 ] .
● وقوله تعالى :
{ قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل } [ 40 \ 11 ] .
● وقوله تعالى :
{ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } [ 35 \ 37 ] .
● وقوله تعالى :
{ ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد وقد كفروا به من قبل} الآية [ 34 \ 51 - 53 ] .
● وقد تضمنت هذه الآيات التي ذكرنا ، وأمثالها في القرآن : أنهم يسألون الرجعة فلا يجابون عند حضور الموت ، ويوم النشور ووقت عرضهم على الله تعالى ، ووقت عرضهم على النار ...
● وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة {لعلي أعمل صالحا} ؛ الظاهر أن لعل فيه للتعليل ، أي : ارجعون ؛ لأجل أن أعمل صالحا ، وقيل : هي للترجي والتوقع ؛ لأنه غير جازم ، بأنه إذا رد للدنيا عمل صالحا ، والأول أظهر .
● والعمل الصالح يشمل جميع الأعمال : من الشهادتين ، والحج الذي كان قد فرط فيه ، والصلوات ، والزكاة ونحو ذلك ، والعلم عند الله تعالى .
● وقوله { كلا } : كلمة زجر : وهي دالة على أن الرجعة التي طلبها لا يعطاها كما هو واضح . انتهى باختصار .

📘 《أضواء البيان》للعلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله-.
(الجزء الخامس) تفسير [سورة المؤمنون] .
🌱اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه🌱
✅https://goo.gl/C0H5IY

اروى
09-07-2016, 07:19 AM
جزاك الله خيرا