الجوهرة
10-24-2016, 10:33 PM
يا من لست من السبعين ألفا إن يضحك الله إليك فلا حساب عليك!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
إن لم تكن من السبعين ألفا فلن تعدم من رب يضحك خيرا بأن تعمل أعمالا فتكون ممن يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ومن كانت هذه حاله "فلا حساب عليه"
يكثر بين طلاب العلم عند ذكر السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب الخلاف حول مسألة "لا يسترقون" وبعض من أعرف ترك التطبب بالرقية لأهله فضلا عن نفسه بزعم الاحتياط، وبعضهم تمسك برواية "لا يرقون" التي تكلم عليها أههل العلم، ،وبعضهم يأتي ويسأل عن الاكتواء مع شدة حاجته إليه، وبعض الناس يسرف في أمور كثيرة ويتشدد في هتين المسألتين الاسترقاء والاكتواء، أخذوا ظاهر هذه الخصال وتركوا ما يرمي إليه الحديث مما قام بقلوب أولئك حتى جعلهم يفوزون بهذه البشائر، ومع هذا هذه الطائفة الموعودة بفضل دخول الجنة بلاحساب معدودة بسبعين ألفا فهل هناك غيرهم؟ وهل هناك أعمال غير ما ذكرت في هذا الحديث فيها الفضل أن يكون المرء لا حساب عليه؟
روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الأَلُوَّة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً)) (
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر)).
ومع كل واحد من السبعين ألف سبعون ألفا:
ففي (مسند أحمد) بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً)) (
وفي رواية ممعهم ثلاث حثيات من حثيات الله عز وجل:
وفي (مسند أحمد) و(سنن الترمذي) و(صحيح ابن حبان) عن أبي أمامة بإسناد صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بلا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون، وثلاث حثيات من حثيات ربي)) فذكر هذا الحديث زياد ثلاث حثيات.
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم السبعين ألفاً الأوائل وبيَّن علاماتهم،
ففي (صحيح البخاري) عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عُرضت عليّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير. قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: سبقك بها عكاشة))
والخلاف في روايتي: (لا يرقون ولا يسترقون)، مبني على هذا التساؤل, هل هذان العملين قادحان في التوكل الذي من أجله كان استحقاق أهل البشارة لهذا الفضل العظيم والذي عد العلماء ذكره إما مفسرا لما قبله أو من قبيل ذكر العام بعد الخاص؟ وهل تفضيل هؤلاء السبعون ألفا بهذه البشارة يعني أنهم أفضل من غيرهم أم إن هناك ممن سيحاسبون أفضل منهم؟
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله وعلى ربهم يتوكلون يحتمل أن تكون هذه الجملة مفسرة لما تقدم من ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص لأن صفة واحدة منها صفة خاصة من التوكل وهو أعم من ذلك. ا.ه رحمه الله
وقد نقل ابن حجر رحمه الله الخلاف في ذلك فقال:
قوله كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اتفق على ذكر هذه الأربع معظم الروايات في حديث ابن عباس وإن كان عند البعض تقديم وتأخير وكذا في حديث عمران بن حصين عند مسلم وفي لفظ له سقط " ولا يتطيرون " هكذا في حديث ابن مسعود وفي حديث جابر اللذين أشرت إليهما بنحو الأربع ووقع في رواية سعيد بن منصور عند مسلم " ولا يرقون " بدل " ولا يكتوون " وقد أنكر الشيخ تقي الدين بن تيمية هذه الرواية وزعم أنها غلط من راويها واعتل بأن الراقي يحسن إلى الذي يرقيه فكيف يكون ذلك مطلوب الترك ؟ وأيضا فقد رقى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - ورقى النبي أصحابه وأذن لهم في الرقى وقال : من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل والنفع مطلوب قال وأما المسترقي فإنه يسأل غيره ويرجو نفعه وتمام التوكل ينافي ذلك . قال وإنما المراد وصف السبعين بتمام التوكل فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يكويهم ولا يتطيرون من شيء وأجاب غيره بأن الزيادة من الثقة مقبولة وسعيد بن منصور حافظ وقد اعتمده البخاري ومسلم واعتمد مسلم على روايته هذه وبأن تغليط الراوي مع إمكان تصحيح الزيادة لا يصار إليه والمعنى الذي حمله على [ ص: 417 ] التغليط موجود في المسترقي لأنه اعتل بأن الذي لا يطلب من غيره أن يرقيه تام التوكل فكذا يقال له والذي يفعل غيره به ذلك ينبغي أن لا يمكنه منه لأجل تمام التوكل وليس في وقوع ذلك من جبريل دلالة على المدعى ولا في فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - له أيضا دلالة ؛ لأنه في مقام التشريع وتبين الأحكام ويمكن أن يقال : إنما ترك المذكورون الرقى والاسترقاء حسما للمادة لأن فاعل ذلك لا يأمن أن يكل نفسه إليه وإلا فالرقية في ذاتها ليست ممنوعة وإنما منع منها ما كان شركا أو احتمله ومن ثم قال - صلى الله عليه وسلم - اعرضوا علي رقاكم ولا بأس بالرقى ما لم يكن شرك ففيه إشارة إلى علة النهي كما تقدم تقرير ذلك واضحا في كتاب الطب
وقد نقل القرطبي عن غيره أن استعمال الرقى والكي قادح في التوكل بخلاف سائر أنواع الطب وفرق بين القسمين بأن البرء فيهما أمر موهوم وما عداهما محقق عادة كالأكل والشرب فلا يقدح قال القرطبي وهذا فاسد من وجهين أحدهما أن أكثر أبواب الطب موهوم والثاني أن الرقى بأسماء الله - تعالى - تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه فلو كان ذلك قادحا في التوكل لقدح الدعاء إذ لا فرق بين الذكر والدعاء وقد رقي النبي - صلى الله عليه وسلم - ورقى وفعله السلف والخلف فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء وفيهم من هو أعلم وأفضل ممن عداهم
وتعقب بأنه بنى كلامه على أن السبعين المذكورين أرفع رتبة من غيرهم مطلقا وليس كذلك لما سأبينه وجوز أبو طالب بن عطية في " موازنة الأعمال " أن السبعين المذكورين هم المراد بقوله - تعالى - والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم فإن أراد أنهم من جملة السابقين فمسلم وإلا فلا ، وقد أخرج أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث رفاعة الجهني قال " أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا وفيه " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة فهذا يدل على أن مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا يستلزم أنهم أفضل من غيرهم بل فيمن يحاسب في الجملة من يكون أفضل منهم وفيمن يتأخر عن الدخول ممن تحققت نجاته وعرف مقامه من الجنة يشفع في غيره من هو أفضل منهم وسأذكر بعد قليل من حديث أم قيس بنت محصن أن السبعين ألفا ممن يحشر من مقبرة البقيع بالمدينة وهي خصوصية أخرى
و قال أبو عبد الرحمان مقبل الوادعي رحمه الله في الشفاعة:
81- قال الترمذي -رحمه الله- (ج4 ص540): حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثياته».
هذا حديث حسن غريب.
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج2 ص1433)، وأحمد (ج5 ص268)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ص(329).
وهو حديث حسن كما قال الترمذي لأن شيخ إسماعيل بن عياش حمصي، ورواية إسماعيل عن أهل الشام مقبولة. وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (ج1 ص394): وهذا إسناد جيد.
وقال الحافظ ابن القيم في «حادي الأرواح» ص(100): وإسماعيل بن عياش إنما يخاف من تدليسه وضعفه، فأما تدليسه فقد قال الطبراني حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسين بن إسحاق التستري قالا: حدثنا هشام ابن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: أخبرني محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة فذكره.
وأما ضعفه فإنما هو في غير حديث الشاميين، وهذا من روايته عن الشاميين، وأيضا فقد جاء من غير طريقه، ثم ذكره من طريق أبي اليمان الهوزني الآتي:
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج5 ص250): ثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري(1) وأبي اليمان الهوزني عن أبي أمامة أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إن الله عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب» فقال يزيد بن الأخنس السلمي: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «كان ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث حثيات» قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال: «كما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع -يشير بيده- قال: فيه مثعبان(2) من ذهب وفضة» قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال: «أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها ولم يسود وجهه أبدا».
قال عبدالله: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده وقد ضرب عليه، فظننت أنه قد ضرب عليه لأنه خطأ، إنما هو عن زيد عن أبي سلام عن أبي أمامة.
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره»: وهذا أيضا إسناد حسن. وقال الحافظ الهيثمي (ج10 ص363): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح.
فائدة: أبواليمان الهوزني، لم يذكر الحافظ في «تعجيل المنفعة» راويا عنه سوى صفوان بن عمرو، وقال الحافظ الذهبي في «الميزان»: عامر بن عبدالله ابن يحيي أبواليمان الهوزني عن أبي أمامة، ما علمت له راويا سوى صفوان ابن عمرو، وثقه ابن حبان. اهـ
أقول: وقاعدة ابن حبان معروفة أنه يوثق المجهولين كما ذكره الحافظ في مقدمة «لسان الميزان»، والحافظ ابن عبدالهادي في «الصارم المنكي» ص(84 -85)، وذكر أمثلة لمن يوثقه ابن حبان ثم يقول: لا أدري من هو.
ولا تضر الحديث جهالة أبي اليمان لأنه مقرون ومتابع كما في «مسند أحمد». وأخرجه الطبراني في «الكبير» (ج8 ص181) فقال: حدثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وذكر الحديث.
82- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج4 ص16): ثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء ابن يسار عن رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى إذا كنا بالكديد -أو قال: بقديد- فجعل رجال منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم، فقام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال رجال يكون شق الشجرة التي تلي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أبغض إليهم من الشق الآخر فلم نر عند ذلك من القوم إلا باكيا» فقال رجل): إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه. فحمد الله وقال حينئذ: «أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقا من قلبه، ثم يسدد إلا سلك في الجنة». قال: «وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة». وقال: «إذا مضى نصف الليل -أو قال: ثلثا الليل- ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحدا غيري، من ذا يستغفرني فأغفر له؟ من الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الصبح».
الحديث أخرجه الطيالسي (ج1 ص27) من «ترتيب المسند»، وابن خزيمة ص(132)، وابن المبارك في «الزهد» ص(548)، ويعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص318)، وابن حبان (ج1 ص253) من «ترتيب الصحيح»، والطبراني في «الكبير» (ج5 ص43).
والحديث على شرط الشيخين، ويحيى بن أبي كثير وإن كان مدلسا فقد صرح بالتحديث عند أحمد في بعض الطرق، وعند ابن خزيمة، ويعقوب الفسوي، وهذا الحديث من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلما أن يخرجاها.
وقال الحافظ ابن كثير في «النهاية» (ج2 ص108): قال الحافظ الضياء: هذا عندي على شرط الصحيح.
83- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص359): حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «سألت ربي عز وجل فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، فقلت: أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي. قال: إذن أكملهم لك من الأعراب».
الحديث رجاله رجال الصحيح، وفي زهير بن محمد كلام إذا روى عنه أهل الشام، ويحيى بن أبي بكير كوفي ليس بشامي.
وقد رمز السيوطي في «الجامع الصغير» لحسنه، وقال المناوي: قال ابن حجر: سنده جيد.
فتأمل ما أورداه رحمهما الله من رواية أحمد "وقدوعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" وما تقتضيه عبارة: " وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" من تمني النبي صلى الله عليه وسلم من دخول من خاطبهم ممن كان معه قبل دخول السبعين ألفا، وفضل الصحبة لا يعدله شيء. وتأمل ما ختم به الحافظ ابن حجر تعليقه على هذه العبارة من الحديث. وقد صحح الأمامان الحديث.وتأمل ما ذكراه من الحديث الآخر من عبارة: " فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، فقلت: أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي. قال: إذن أكملهم لك من الأعراب" وما توحي به عبارة: "أكملهم لك من الأعراب. وقد مضى نقل الكلام على صحة الحديث من كلام الإمام مقبل رحمه الله وسيأتي في النقل الآتي لابن حجر تصحيح للحديث الثاني.. وتأمل كذلك نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في حكاية الخلاف بين العلماء في مسألة كون الرقية والاسترقاء قادحين في التوكل أم لا.
أما ما أشار إليه ابن حجر رحمه الله من كون السبعين ألفا من البقيع فقد ذكر في آخر شرح حديث أبي هريرة ما أخرجه الطبراني ومحمد بن سنجر في مسنده وعمر بن شيبة في " أخبار المدينة " من طريق نافع [ ص: 421 ] مولى حمنة عن أم قيس بنت محصن وهي أخت عكاشة أنها " خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البقيع فقال يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأن وجوههم القمر ليلة البدر فقام رجل فقال يا رسول الله وأنا ؟ قال وأنت فقام آخر فقال أنا ؟ قال سبقك بها عكاشة قال قلت لها لم لم يقل للآخر فقالت : أراه كان منافقا
قال عن هذا الحديث في شرح الحديث الذي يليه: وإن ثبت حديث أم قيس ففيه تخصيص آخر بمن يدفن في البقيع من هذه الأمة وهي مزية عظيمة لأهل المدينة . ا.ه رحمه الله
وقال الحافظ ابن حجر في كون العدد مقصودا:
الظاهر أن العدد المذكور على ظاهره فقد وقع في حديث أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وصفهم بأنهم تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر ومضى في بدء الخلق من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رفعه أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة وأخرجه مسلم من طرق عن أبي هريرة : منها رواية أبي يونس وهمام عن أبي هريرة " على صورة القمر " وله من حديث جابر فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون وقد وقع في أحاديث أخرى أن مع السبعين ألفا زيادة عليهم ففي حديث أبي هريرة عند أحمد والبيهقي في البعث من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : سألت ربي فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي ، فذكر الحديث نحو سياق حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وزاد فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا وسنده جيد وفي الباب عن أبي أيوب عند الطبراني وعن حذيفة عند أحمد وعن أنس عند البزار وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم فهذه طرق يقوي بعضها بعضا وجاء في أحاديث أخرى من ذلك فأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة رفعه وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي . ا.ه رحمه الله
والسؤال هنا: ذكر معية السبعين ألفا مع كل واحد من السبعين ألفا المتقدمين هل هي معية مطلقة وهل يعني هذا أنهم يماثلون في الأعمال السبعين ألفا المتقدمين؟ وهل معنى المعية دخولهم معهمأولا؟؟:
قال ابن حجر رحمه الله:
قوله هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب في رواية سعيد بن منصور " معهم " بدل قدامهم وفي رواية حصين بن نمير " ومع هؤلاء " وكذا في حديث ابن مسعود والمراد بالمعية المعنوية فإن السبعين ألفا المذكورين من جملة أمته لكن لم يكونوا في الذين عرضوا إذ ذاك فأريد الزيادة في تكثير أمته بإضافة السبعين ألفا إليهم وقد وقع في رواية ابن فضيل ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب وفي رواية عبثر بن القاسم هؤلاء أمتك ومن هؤلاء من أمتك سبعون ألفا والإشارة بهؤلاء إلى الأمة لا إلى خصوص من عرض ويحتمل أن تكون مع بمعنى من فتأتلف الروايات. ا.ه رحمه الله
وقال أيضا:
ومعنى المعية في قوله في الروايات الماضية مع كل ألف سبعون ألفا أو مع كل واحد منهم سبعون ألفا " ويحتمل أن يدخلوا بدخولهم تبعا لهم وإن لم يكن لهم مثل أعمالهم كما مضى حديث المرء مع من أحب ويحتمل أن يراد بالمعية مجرد دخولهم الجنة بغير حساب وإن دخلوها في الزمرة الثانية أو ما بعدها وهذه أولى . ا.ه رحمه الله
وهل لمن فاته فضل أن يكون من السبعين ألفا أن يكون بإذن الله ممن لا حساب عليه؟
في صحيح الترغيب والترهيب:
- ( حسن )
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم
الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله عز وجل ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه ؟
والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد
والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
630 - ( حسن لغيره )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
عجب ربنا تعالى من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جل وعلا انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي
ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه وعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه
ورواه الطبراني موقوفا بإسناد حسن ولفظه ( صحيح لغيره موقوف )
إن الله ليضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز وجل لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول فإني قد أعطيته ما رجا وآمنته مما يخاف
وذكر بقيته
وقال أيضا:
1371 - ( صحيح )
وعن نعيم بن عمار رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل قال الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلا من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه
رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما ثقات
1372 - ( حسن صحيح )
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم
رواه الطبراني بإسناد حسن
فاستعن بالله يا عبد الله ولا تعجز، ودل على ذلك فاللدال على الخير له مثل أجر فاعله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
هوامش:
1. في الأصل: (الخبائزي)، والصواب ما أثبتناه، نسبة إلى (الخبائر)، وهو بطن من (الكلاع) كما في التعليق على «الخلاصة».
2. ثعبت الماء: فجرته. والثعب: سبيل الماء في الوادي وجمعه ثعبان.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
إن لم تكن من السبعين ألفا فلن تعدم من رب يضحك خيرا بأن تعمل أعمالا فتكون ممن يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ومن كانت هذه حاله "فلا حساب عليه"
يكثر بين طلاب العلم عند ذكر السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب الخلاف حول مسألة "لا يسترقون" وبعض من أعرف ترك التطبب بالرقية لأهله فضلا عن نفسه بزعم الاحتياط، وبعضهم تمسك برواية "لا يرقون" التي تكلم عليها أههل العلم، ،وبعضهم يأتي ويسأل عن الاكتواء مع شدة حاجته إليه، وبعض الناس يسرف في أمور كثيرة ويتشدد في هتين المسألتين الاسترقاء والاكتواء، أخذوا ظاهر هذه الخصال وتركوا ما يرمي إليه الحديث مما قام بقلوب أولئك حتى جعلهم يفوزون بهذه البشائر، ومع هذا هذه الطائفة الموعودة بفضل دخول الجنة بلاحساب معدودة بسبعين ألفا فهل هناك غيرهم؟ وهل هناك أعمال غير ما ذكرت في هذا الحديث فيها الفضل أن يكون المرء لا حساب عليه؟
روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الأَلُوَّة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً)) (
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر)).
ومع كل واحد من السبعين ألف سبعون ألفا:
ففي (مسند أحمد) بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً)) (
وفي رواية ممعهم ثلاث حثيات من حثيات الله عز وجل:
وفي (مسند أحمد) و(سنن الترمذي) و(صحيح ابن حبان) عن أبي أمامة بإسناد صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بلا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون، وثلاث حثيات من حثيات ربي)) فذكر هذا الحديث زياد ثلاث حثيات.
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم السبعين ألفاً الأوائل وبيَّن علاماتهم،
ففي (صحيح البخاري) عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عُرضت عليّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير. قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: سبقك بها عكاشة))
والخلاف في روايتي: (لا يرقون ولا يسترقون)، مبني على هذا التساؤل, هل هذان العملين قادحان في التوكل الذي من أجله كان استحقاق أهل البشارة لهذا الفضل العظيم والذي عد العلماء ذكره إما مفسرا لما قبله أو من قبيل ذكر العام بعد الخاص؟ وهل تفضيل هؤلاء السبعون ألفا بهذه البشارة يعني أنهم أفضل من غيرهم أم إن هناك ممن سيحاسبون أفضل منهم؟
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله وعلى ربهم يتوكلون يحتمل أن تكون هذه الجملة مفسرة لما تقدم من ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص لأن صفة واحدة منها صفة خاصة من التوكل وهو أعم من ذلك. ا.ه رحمه الله
وقد نقل ابن حجر رحمه الله الخلاف في ذلك فقال:
قوله كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اتفق على ذكر هذه الأربع معظم الروايات في حديث ابن عباس وإن كان عند البعض تقديم وتأخير وكذا في حديث عمران بن حصين عند مسلم وفي لفظ له سقط " ولا يتطيرون " هكذا في حديث ابن مسعود وفي حديث جابر اللذين أشرت إليهما بنحو الأربع ووقع في رواية سعيد بن منصور عند مسلم " ولا يرقون " بدل " ولا يكتوون " وقد أنكر الشيخ تقي الدين بن تيمية هذه الرواية وزعم أنها غلط من راويها واعتل بأن الراقي يحسن إلى الذي يرقيه فكيف يكون ذلك مطلوب الترك ؟ وأيضا فقد رقى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - ورقى النبي أصحابه وأذن لهم في الرقى وقال : من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل والنفع مطلوب قال وأما المسترقي فإنه يسأل غيره ويرجو نفعه وتمام التوكل ينافي ذلك . قال وإنما المراد وصف السبعين بتمام التوكل فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يكويهم ولا يتطيرون من شيء وأجاب غيره بأن الزيادة من الثقة مقبولة وسعيد بن منصور حافظ وقد اعتمده البخاري ومسلم واعتمد مسلم على روايته هذه وبأن تغليط الراوي مع إمكان تصحيح الزيادة لا يصار إليه والمعنى الذي حمله على [ ص: 417 ] التغليط موجود في المسترقي لأنه اعتل بأن الذي لا يطلب من غيره أن يرقيه تام التوكل فكذا يقال له والذي يفعل غيره به ذلك ينبغي أن لا يمكنه منه لأجل تمام التوكل وليس في وقوع ذلك من جبريل دلالة على المدعى ولا في فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - له أيضا دلالة ؛ لأنه في مقام التشريع وتبين الأحكام ويمكن أن يقال : إنما ترك المذكورون الرقى والاسترقاء حسما للمادة لأن فاعل ذلك لا يأمن أن يكل نفسه إليه وإلا فالرقية في ذاتها ليست ممنوعة وإنما منع منها ما كان شركا أو احتمله ومن ثم قال - صلى الله عليه وسلم - اعرضوا علي رقاكم ولا بأس بالرقى ما لم يكن شرك ففيه إشارة إلى علة النهي كما تقدم تقرير ذلك واضحا في كتاب الطب
وقد نقل القرطبي عن غيره أن استعمال الرقى والكي قادح في التوكل بخلاف سائر أنواع الطب وفرق بين القسمين بأن البرء فيهما أمر موهوم وما عداهما محقق عادة كالأكل والشرب فلا يقدح قال القرطبي وهذا فاسد من وجهين أحدهما أن أكثر أبواب الطب موهوم والثاني أن الرقى بأسماء الله - تعالى - تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه فلو كان ذلك قادحا في التوكل لقدح الدعاء إذ لا فرق بين الذكر والدعاء وقد رقي النبي - صلى الله عليه وسلم - ورقى وفعله السلف والخلف فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء وفيهم من هو أعلم وأفضل ممن عداهم
وتعقب بأنه بنى كلامه على أن السبعين المذكورين أرفع رتبة من غيرهم مطلقا وليس كذلك لما سأبينه وجوز أبو طالب بن عطية في " موازنة الأعمال " أن السبعين المذكورين هم المراد بقوله - تعالى - والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم فإن أراد أنهم من جملة السابقين فمسلم وإلا فلا ، وقد أخرج أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث رفاعة الجهني قال " أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا وفيه " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة فهذا يدل على أن مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا يستلزم أنهم أفضل من غيرهم بل فيمن يحاسب في الجملة من يكون أفضل منهم وفيمن يتأخر عن الدخول ممن تحققت نجاته وعرف مقامه من الجنة يشفع في غيره من هو أفضل منهم وسأذكر بعد قليل من حديث أم قيس بنت محصن أن السبعين ألفا ممن يحشر من مقبرة البقيع بالمدينة وهي خصوصية أخرى
و قال أبو عبد الرحمان مقبل الوادعي رحمه الله في الشفاعة:
81- قال الترمذي -رحمه الله- (ج4 ص540): حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثياته».
هذا حديث حسن غريب.
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج2 ص1433)، وأحمد (ج5 ص268)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ص(329).
وهو حديث حسن كما قال الترمذي لأن شيخ إسماعيل بن عياش حمصي، ورواية إسماعيل عن أهل الشام مقبولة. وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (ج1 ص394): وهذا إسناد جيد.
وقال الحافظ ابن القيم في «حادي الأرواح» ص(100): وإسماعيل بن عياش إنما يخاف من تدليسه وضعفه، فأما تدليسه فقد قال الطبراني حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسين بن إسحاق التستري قالا: حدثنا هشام ابن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: أخبرني محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة فذكره.
وأما ضعفه فإنما هو في غير حديث الشاميين، وهذا من روايته عن الشاميين، وأيضا فقد جاء من غير طريقه، ثم ذكره من طريق أبي اليمان الهوزني الآتي:
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج5 ص250): ثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري(1) وأبي اليمان الهوزني عن أبي أمامة أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إن الله عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب» فقال يزيد بن الأخنس السلمي: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «كان ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث حثيات» قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال: «كما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع -يشير بيده- قال: فيه مثعبان(2) من ذهب وفضة» قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال: «أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها ولم يسود وجهه أبدا».
قال عبدالله: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده وقد ضرب عليه، فظننت أنه قد ضرب عليه لأنه خطأ، إنما هو عن زيد عن أبي سلام عن أبي أمامة.
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره»: وهذا أيضا إسناد حسن. وقال الحافظ الهيثمي (ج10 ص363): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح.
فائدة: أبواليمان الهوزني، لم يذكر الحافظ في «تعجيل المنفعة» راويا عنه سوى صفوان بن عمرو، وقال الحافظ الذهبي في «الميزان»: عامر بن عبدالله ابن يحيي أبواليمان الهوزني عن أبي أمامة، ما علمت له راويا سوى صفوان ابن عمرو، وثقه ابن حبان. اهـ
أقول: وقاعدة ابن حبان معروفة أنه يوثق المجهولين كما ذكره الحافظ في مقدمة «لسان الميزان»، والحافظ ابن عبدالهادي في «الصارم المنكي» ص(84 -85)، وذكر أمثلة لمن يوثقه ابن حبان ثم يقول: لا أدري من هو.
ولا تضر الحديث جهالة أبي اليمان لأنه مقرون ومتابع كما في «مسند أحمد». وأخرجه الطبراني في «الكبير» (ج8 ص181) فقال: حدثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وذكر الحديث.
82- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج4 ص16): ثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء ابن يسار عن رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى إذا كنا بالكديد -أو قال: بقديد- فجعل رجال منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم، فقام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال رجال يكون شق الشجرة التي تلي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أبغض إليهم من الشق الآخر فلم نر عند ذلك من القوم إلا باكيا» فقال رجل): إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه. فحمد الله وقال حينئذ: «أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقا من قلبه، ثم يسدد إلا سلك في الجنة». قال: «وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة». وقال: «إذا مضى نصف الليل -أو قال: ثلثا الليل- ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحدا غيري، من ذا يستغفرني فأغفر له؟ من الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الصبح».
الحديث أخرجه الطيالسي (ج1 ص27) من «ترتيب المسند»، وابن خزيمة ص(132)، وابن المبارك في «الزهد» ص(548)، ويعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص318)، وابن حبان (ج1 ص253) من «ترتيب الصحيح»، والطبراني في «الكبير» (ج5 ص43).
والحديث على شرط الشيخين، ويحيى بن أبي كثير وإن كان مدلسا فقد صرح بالتحديث عند أحمد في بعض الطرق، وعند ابن خزيمة، ويعقوب الفسوي، وهذا الحديث من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلما أن يخرجاها.
وقال الحافظ ابن كثير في «النهاية» (ج2 ص108): قال الحافظ الضياء: هذا عندي على شرط الصحيح.
83- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص359): حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «سألت ربي عز وجل فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، فقلت: أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي. قال: إذن أكملهم لك من الأعراب».
الحديث رجاله رجال الصحيح، وفي زهير بن محمد كلام إذا روى عنه أهل الشام، ويحيى بن أبي بكير كوفي ليس بشامي.
وقد رمز السيوطي في «الجامع الصغير» لحسنه، وقال المناوي: قال ابن حجر: سنده جيد.
فتأمل ما أورداه رحمهما الله من رواية أحمد "وقدوعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" وما تقتضيه عبارة: " وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" من تمني النبي صلى الله عليه وسلم من دخول من خاطبهم ممن كان معه قبل دخول السبعين ألفا، وفضل الصحبة لا يعدله شيء. وتأمل ما ختم به الحافظ ابن حجر تعليقه على هذه العبارة من الحديث. وقد صحح الأمامان الحديث.وتأمل ما ذكراه من الحديث الآخر من عبارة: " فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، فقلت: أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي. قال: إذن أكملهم لك من الأعراب" وما توحي به عبارة: "أكملهم لك من الأعراب. وقد مضى نقل الكلام على صحة الحديث من كلام الإمام مقبل رحمه الله وسيأتي في النقل الآتي لابن حجر تصحيح للحديث الثاني.. وتأمل كذلك نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في حكاية الخلاف بين العلماء في مسألة كون الرقية والاسترقاء قادحين في التوكل أم لا.
أما ما أشار إليه ابن حجر رحمه الله من كون السبعين ألفا من البقيع فقد ذكر في آخر شرح حديث أبي هريرة ما أخرجه الطبراني ومحمد بن سنجر في مسنده وعمر بن شيبة في " أخبار المدينة " من طريق نافع [ ص: 421 ] مولى حمنة عن أم قيس بنت محصن وهي أخت عكاشة أنها " خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البقيع فقال يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأن وجوههم القمر ليلة البدر فقام رجل فقال يا رسول الله وأنا ؟ قال وأنت فقام آخر فقال أنا ؟ قال سبقك بها عكاشة قال قلت لها لم لم يقل للآخر فقالت : أراه كان منافقا
قال عن هذا الحديث في شرح الحديث الذي يليه: وإن ثبت حديث أم قيس ففيه تخصيص آخر بمن يدفن في البقيع من هذه الأمة وهي مزية عظيمة لأهل المدينة . ا.ه رحمه الله
وقال الحافظ ابن حجر في كون العدد مقصودا:
الظاهر أن العدد المذكور على ظاهره فقد وقع في حديث أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وصفهم بأنهم تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر ومضى في بدء الخلق من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رفعه أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة وأخرجه مسلم من طرق عن أبي هريرة : منها رواية أبي يونس وهمام عن أبي هريرة " على صورة القمر " وله من حديث جابر فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون وقد وقع في أحاديث أخرى أن مع السبعين ألفا زيادة عليهم ففي حديث أبي هريرة عند أحمد والبيهقي في البعث من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : سألت ربي فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي ، فذكر الحديث نحو سياق حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وزاد فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا وسنده جيد وفي الباب عن أبي أيوب عند الطبراني وعن حذيفة عند أحمد وعن أنس عند البزار وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم فهذه طرق يقوي بعضها بعضا وجاء في أحاديث أخرى من ذلك فأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة رفعه وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي . ا.ه رحمه الله
والسؤال هنا: ذكر معية السبعين ألفا مع كل واحد من السبعين ألفا المتقدمين هل هي معية مطلقة وهل يعني هذا أنهم يماثلون في الأعمال السبعين ألفا المتقدمين؟ وهل معنى المعية دخولهم معهمأولا؟؟:
قال ابن حجر رحمه الله:
قوله هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب في رواية سعيد بن منصور " معهم " بدل قدامهم وفي رواية حصين بن نمير " ومع هؤلاء " وكذا في حديث ابن مسعود والمراد بالمعية المعنوية فإن السبعين ألفا المذكورين من جملة أمته لكن لم يكونوا في الذين عرضوا إذ ذاك فأريد الزيادة في تكثير أمته بإضافة السبعين ألفا إليهم وقد وقع في رواية ابن فضيل ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب وفي رواية عبثر بن القاسم هؤلاء أمتك ومن هؤلاء من أمتك سبعون ألفا والإشارة بهؤلاء إلى الأمة لا إلى خصوص من عرض ويحتمل أن تكون مع بمعنى من فتأتلف الروايات. ا.ه رحمه الله
وقال أيضا:
ومعنى المعية في قوله في الروايات الماضية مع كل ألف سبعون ألفا أو مع كل واحد منهم سبعون ألفا " ويحتمل أن يدخلوا بدخولهم تبعا لهم وإن لم يكن لهم مثل أعمالهم كما مضى حديث المرء مع من أحب ويحتمل أن يراد بالمعية مجرد دخولهم الجنة بغير حساب وإن دخلوها في الزمرة الثانية أو ما بعدها وهذه أولى . ا.ه رحمه الله
وهل لمن فاته فضل أن يكون من السبعين ألفا أن يكون بإذن الله ممن لا حساب عليه؟
في صحيح الترغيب والترهيب:
- ( حسن )
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم
الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله عز وجل ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه ؟
والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد
والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
630 - ( حسن لغيره )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
عجب ربنا تعالى من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جل وعلا انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي
ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه وعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه
ورواه الطبراني موقوفا بإسناد حسن ولفظه ( صحيح لغيره موقوف )
إن الله ليضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز وجل لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول فإني قد أعطيته ما رجا وآمنته مما يخاف
وذكر بقيته
وقال أيضا:
1371 - ( صحيح )
وعن نعيم بن عمار رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل قال الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلا من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه
رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما ثقات
1372 - ( حسن صحيح )
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم
رواه الطبراني بإسناد حسن
فاستعن بالله يا عبد الله ولا تعجز، ودل على ذلك فاللدال على الخير له مثل أجر فاعله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
هوامش:
1. في الأصل: (الخبائزي)، والصواب ما أثبتناه، نسبة إلى (الخبائر)، وهو بطن من (الكلاع) كما في التعليق على «الخلاصة».
2. ثعبت الماء: فجرته. والثعب: سبيل الماء في الوادي وجمعه ثعبان.