الجوهرة
11-20-2016, 02:25 AM
مدار الخلاف في جواز عبارة (توكلت على الله ثم عليك)
قال الإمام أحمد بن قدامة المقدسي :
قد يظن بعض الناس أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن، وترك التدبير بالقلب، والسقوط على الأرض كالخرقة، وكلحم على وضم، وهذا ظن الجهال، فإن ذلك حرام في الشرع.والشرع قد أثنى على المتوكلين، وإنما يظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه إلى مقاصده، وسعى العبد إما أن يكون لجلب نفع مفقود كالكسب، أو حفظ موجود كالادخار، وإما لدفع ضرر لم ينزل، كدفع الصائل، أو لإزالة ضرر قد نزل، كالتداوي من المرض، فحركات العبد لا تعدو هذه الفنون الأربعة:
الفن الأول : في جلب المنافع ، فنقول : الأسباب التي بها تجلب المنافع على ثلاث درجات:
أحدها : سبب مقطوع به كالأسباب التي ارتبطت بها المسببات بتقدير الله تعالى ومشيئته ارتباطاً مطرداً لا يختلف، مثاله: أن يكون الطعام بين يديك وأنت جائع، فلا تمد يدك إليه وتقول: أنا متوكل، وشرط التوكل ترك السعي، ومد اليد إلى الطعام سعى، وكذلك مضغه وابتلاعه، فهذا جنون محض، وليس من التوكل في شيء، فإنك إذا انتظرت أن يخلق الله فيك شبعاً دون أكل الطعام، أو يخلق في الطعام حركة إليك، أو يسخر ملكاً ليمضغه ويوصله إلى معدتك، فقد جهلت سنة الله.وكذلك لو لم تزرع، وطمعت أن يخلق الله تعالى نباتاً من غير بذر، أو تلد الزوجة من غير وقاع، فكل ذلك جنون، وليس التوكل في هذا المقام ترك العمل، بل التوكل فيه بالعلم والحال.أما العلم : فهو أن تعلم أن الله تعالى خلق الطعام، واليد، والأسباب، وقوة الحركة، وأنه الذي يطعمك ويسقيك.وأما الحال، فهو أن يكون قلبك واعتمادك على فضل الله تعالى، لا على اليد والطعام، لأنه ربما جفت يدك، وبطلت حركتك، وربما سلط الله عليك من يغلبك على الطعام، فمد اليد إلى الطعام لا ينافي التوكل.
الدرجة الثانية : الأسباب التي ليست متيقنة، لكن الغالب أن المسببات لا تحصل دونها. مثاله: من يفارق الأمصار، ويخرج مسافرا إلى البوادي التي لا يطرقها الناس إلا نادراً، ولا يستصحب معه شيئاً من الزاد، فهذا كالمجرب على الله تعالى، وفعله منهي عنه، وحمله للزاد مأمور به، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سافر تزود واستأجر دليلاً إلى المدينة.
الدرجة الثالثة : ملابسة الأسباب التي يتوهم إفضاؤها إلى المسببات من غير ثقة ظاهرة، كالذي يستقصي في التدبيرات الدقيقة في تفصيل الاكتساب ووجوهه، فمتى كان قصده صحيحاً وفعله لا يخرج عن الشرع، لم يخرج عن التوكل، لكنه ربما دخل في أهل الحرص إذا طلب فضول العيش. وترك التكسب ليس من التوكل في شئ، إنما هو من فعل البطالين الذين آثروا الراحة، وتعللوا بالتوكل. قال عمر رضي الله عنه: “المتوكل الذي يلقى حبه في الأرض ويتوكل على الله”.
الفن الثاني :في التعرض للأسباب بالادخار، ومن وجد قوتاً حلالاً يشغله كسب مثله عن جمع همه، فادخاره إياه لا يخرجه عن التوكل، خصوصاً إذا كان له عائلة. وفى”الصحيحين” من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، « أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ » [البخاري: 5357]. فإن قيل: فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلالاً أن يدخر، فالجواب: أن الفقراء كانوا عنده كالضيف، فما كان ينبغي أن يدخر فيجوعون، بل الجواب: أن حال بلال وأمثاله من أهل الصفة كان مقتضاها عدم الادخار، فإن خالفوا كان التوبيخ على الكذب في دعوى الحال لا على الادخار الحلال.
الفن الثالث :مباشرة الأسباب الدافعة للضرر . ليس من شرط التوكل ترك الأسباب الدافعة للضرر، فلا يجوز النوم في الأرض المسبعة أو مجرى السيل، أو تحت الجدار الخراب، فكل ذلك منهي عنه.وكذلك لا ينقض التوكل لبس الدرع، وإغلاق الباب، وشد البعير بالعقال. وقال الله تعالى ﴿ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ﴾ [ النساء : 102 ] .وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: « اعقلها وتوكل ».ويتوكل في ذلك كله على المسبب لا على السبب، ويكون راضيا بكل ما يقضى الله عليه ومتى عرض له إذا سرق متاعه أنه لو احترز لم يسرق، أو أخذ يشكو ما جرى عليه، فقد بان بعده عن التوكل.وليعلم أن القدر له كالطبيب، فإن قدم إليه الطعام فرح، وقال: لولا أنه علم أن الغذاء ينفعني ما قدمه، وإن منعه فرح، وقال: لولا أنه علم أن الغذاء يؤذيني لما منعني.واعلم : أن كل من لا يعتقد في لطف الله تعالى ما يعتقده المريض في الطبيب الحاذق الشفيق، لم يصح توكله، فإن سرق متاعه رضي بالقضاء، وأحلّ الآخذ، شفقة على المسلمين. فقد شكا بعض الناس إلى بعض العلماء أنه قطع عليه الطريق، وأخذ ماله، فقال: إن لم يكن غمك كيف صار في المسلمين من يفعل هذا أكثر من غمك بمالك، فما نصحت المسلمين.
الفن الرابع :السعي في إزالة الضرر، كمداواة المريض ونحو ذلك .اعلم : أن الأسباب المزيلة للضرر تنقسم إلى ثلاثة أقسام :إلى مقطوع به ، كالماء المزيل لضرر العطش، والخبز المزيل لضرر الجوع، فهذا القسم ليس تركه من التوكل في شئ .القسم الثاني : أن يكون مظنوناً، كالفصد، والحجامة، وشرب المسهل، ونحو ذلك. فهذا لا يناقض التوكل، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تداوى وأمر بالتداوى.وقد تداوى خلق كثير من المسلمين، وامتنع عنه أقوام توكلاً، كما روى عن أبى بكر الصديق رضي الله عنه أنه قيل له: ألا ندعو لك طبيباً ؟ فقال: رآني الطبيب. قيل: فما قال لك؟ قال: إني فعال لما أريد.والذي ننصره أن التداوي أفضل، وتحمل حال أبى بكر رضي الله عنه أنه قد تداوى ثم أمسك بعد انتفاعه بالدواء، أو يكون قد علم قرب أجله بأمارات.واعلم : أن الأدوية أسباب مسخرة بإذن الله تعالى .القسم الثالث : أن يكون السبب موهوماً، كالكي، فيخرج عن التوكل، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف المتوكلين بأنه لا يكتوون. وقد حمل بعض العلماء الكي المذكور في قوله : « لاَ يَكْتَوُونَ » على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، فإنهم كانوا يكتوون ويسترقون في زمن العافية لئلا يمرضوا، فان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرقى الرقية بعد نزول المرض، وقد كوى أسعد بن زرارة رضي الله عنه.وأما شكوى المريض، فهي مخرجة عن التوكل، وقد كانوا يكرهون أنين المريض، لأنه يترجم عن الشكوى، فكان الفضيل يقول: أشتهي مرضا بلا عواد.وقال رجل للإمام أحمد : كيف أنت ؟ قال: بخير. قال حممت البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا بخير، فلا تخرجني إلى ما أكره.فأما إذا وصف المريض للطبيب ما يجده، فإنه لا يضره. وقد كان بعض السلف يفعل ذلك، ويقول: إنما أصف قدرة الله في، ويتصور أن يصف ذلك لتلميذ يقويه على الضراء ويرى ذلك نعمة، فيصف ذلك كما يصف النعمة شكراً لها، ولا يكون ذلك شكوى.وقد روينا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ » [البخاري: 5648].
من كتاب: “مختصر منهاج القاصدين ص 317 – 321
http://www.sahab.net/home/?p=816 (http://www.sahab.net/home/?p=816)
قال الشيخ محمد بن صالح العثمين -رحمه الله- في كتاب (شرح العقيدة الواسطية):
"ولهذا فإن من توكل على غير الله لا يخلو من ثلاثة أقسام:
أولاً: أن يتوكل توكل اعتماد وتعبد فهذا شرك أكبر، كأن يعتقد بأن هذا المتوكل عليه هو الذي يجلب له كل خير ويدفع عنه كل شر فيفوض أمره إليه تفويضاً كاملاً في جلب المنافع ودفع المضار مع اقتران ذلك بالخشية والرجاء ولا فرق بين أن يكون المتوكل عليه حيّاً أو ميّتاً لأن هذا التفويض لا يصح إلا لله.
ثانياً: أن يتوكل على غير الله بشيء من الاعتماد لكن فيه إيمان بأنه سبب، وأن الأمر إلى الله، كتوكّل كثير من الناس على الملوك والأمراء في تحصيل معاشهم، فهذا نوع من الشرك الأصغر.
ثالثاً: أن يتوكل على شخص على أنه نائب عنه، وأن هذا المتوكّل فوقه، كتوكل الإنسان على الوكيل في بيع وشراء ونحوهما مما تدخله النيابة، فهذا جائز ولا ينافي التوكل على الله، وقد وكل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في البيع والشراء ونحوهما."
http://m-noor.com/showthread.php?t=13879 (http://m-noor.com/showthread.php?t=13879)
السؤال:
من أنواع العبادة: «التوكُّل»، فهل يجوز أن أقولَ لأحدٍ «توكَّلتُ عليك»؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فلا يجوز أن يقولَ: «توكَّلتُ عليك»، وإنما يقول: «وكَّلتُك، وتوكَّلتُ على اللهِ»؛ لأنَّ التوكُّلَ هو اعتمادُ القلب على الله في جَلْبِ المنافع ودفعِ المضارِّ مع الثقة بالله وفعلِ الأسباب، والتوكُّلُ بهذا الاعتبار خاصٌّ بالله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾ [المائدة: ٢٣]، وقال تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُم آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين﴾ [يونس: ٨٤]، فجعل اللهُ التوكُّلَ عليه في الآيتين شرطًا في الإيمان والإسلام.
أمَّا المسائلُ التي تدخل تحت قدرة العبد فتجوز نيابتُه فيها كالبيع والشراء ونحوهما لكونها من جملة الأسباب، لكنَّه لا يعتمد على وكيله في حصول ما وكَّله به، وإنما يتوكَّل على الله في تحصيل المراد وتيسيرِ أمره أو أمرِ نائبه.
وعليه، فإنَّ الوكالةَ تُعَدُّ من جُملة الأسباب، والأسبابُ لا يُعتمَد عليها، وإنما يُعتمَد على مسبِّب الأسباب وخالقِ السبب والمسبَّب وهو اللهُ جلَّ وعلا.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
http://ferkous.com/home/?q=fatwa-8 (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-8)
هل يصح أن يقال توكلت على الله ثم عليك ؟ لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
سؤال :
هل يصح أن يقال توكلت على الله ثم عليك ؟
الجواب :
أن هذا لا يصلح ؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب .
ما معنى التوكل ؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب ؛ إذا بذل السبب فوض العبد أمره إلى الله ، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعهما التوكل ، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد .
ولهذا سئل الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال : لا تصح لأن التوكل عمل القلب ، لا يقبل لأن يقال فيه ( ثم ) ؛ توكلت على الله ثم عليك . إنما الذي يقال فيه ( ثم ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر .
بعض أهل العلم في وقتنا قالوا : إن هذه العبارة لا بأس بها ؛ توكلت على الله ثم عليك ؛ ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب ، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء ، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك ، ومثل وكلتك ونحو ذلك ، فسهلوا فيها باعتبار مايجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله ؛ لا يصلح إلا لله ، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد ، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة ، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا ، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف ، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد ، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه ، ينبغي وصد الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له .
المصدر :
شرح كتاب ثلاثة الأصول لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله .
وقال الشيخ محمد أمان الجامي في شرح التدمرية :" ومن صفات المسلمين التوكل على الله والاعتماد عليه اعتمادا كليا لا يقال (توكلت على الله ثم عليك) لا ، توكلت على الله وحده (ثم) هنا لا تأتي ، التوكل وهو الاعتماد القلبي لا يكون إلا على الله "
http://www.alwaraqat.net/showthread....5-%C7%E1%E1%E5 (http://www.alwaraqat.net/showthread....5-%C7%E1%E1%E5)
المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة
موضوع الفتوى : العقيدة
السؤال :
إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإسلام, وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي؟
الجواب :
يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك, فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه, فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون, والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه, فالله له مشيئة والعبد له مشيئة, ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى, قال تعالى: لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين
وقال تعالى: إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك, فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت, وتقولون: والكعبة, فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة, وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان, ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به, لأن القوي من أسماء الله عز وجل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.elforqane.net/fatawa-330.html (http://www.elforqane.net/fatawa-330.html)
إني متوكل على الله ثم عليك، أن تنجز لي هذه المعاملة، ما رأيكم بهذه العبارة يا الشيخ؟
متوكل على الله ثم عليك لا بأس بثم، أما وعليك ما يصلح، لكن لو قال وكلتك أحسن من توكلت؛ لأن بعض أهل العلم يمنعوها، يمنعوا متوكل، فيقول وكلتك على كذا، أو أنت وكيلي، أو اعتمدت على الله ثم عليك، أو أنا ..... بالله ثم بك، وما أشبه ذلك، إذا جاءت ثم زال المحذور، لكن متوكل لو ترك متوكل أحسن، وإلا فالمعنى صحيح، متوكل يعني أنت معتمدي في هذا الأمر، يعني يعتمد على الله ثم عليك بعد الله -جل وعلا-.
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/015914.mp3 (http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/015914.mp3)
قال الإمام أحمد بن قدامة المقدسي :
قد يظن بعض الناس أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن، وترك التدبير بالقلب، والسقوط على الأرض كالخرقة، وكلحم على وضم، وهذا ظن الجهال، فإن ذلك حرام في الشرع.والشرع قد أثنى على المتوكلين، وإنما يظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه إلى مقاصده، وسعى العبد إما أن يكون لجلب نفع مفقود كالكسب، أو حفظ موجود كالادخار، وإما لدفع ضرر لم ينزل، كدفع الصائل، أو لإزالة ضرر قد نزل، كالتداوي من المرض، فحركات العبد لا تعدو هذه الفنون الأربعة:
الفن الأول : في جلب المنافع ، فنقول : الأسباب التي بها تجلب المنافع على ثلاث درجات:
أحدها : سبب مقطوع به كالأسباب التي ارتبطت بها المسببات بتقدير الله تعالى ومشيئته ارتباطاً مطرداً لا يختلف، مثاله: أن يكون الطعام بين يديك وأنت جائع، فلا تمد يدك إليه وتقول: أنا متوكل، وشرط التوكل ترك السعي، ومد اليد إلى الطعام سعى، وكذلك مضغه وابتلاعه، فهذا جنون محض، وليس من التوكل في شيء، فإنك إذا انتظرت أن يخلق الله فيك شبعاً دون أكل الطعام، أو يخلق في الطعام حركة إليك، أو يسخر ملكاً ليمضغه ويوصله إلى معدتك، فقد جهلت سنة الله.وكذلك لو لم تزرع، وطمعت أن يخلق الله تعالى نباتاً من غير بذر، أو تلد الزوجة من غير وقاع، فكل ذلك جنون، وليس التوكل في هذا المقام ترك العمل، بل التوكل فيه بالعلم والحال.أما العلم : فهو أن تعلم أن الله تعالى خلق الطعام، واليد، والأسباب، وقوة الحركة، وأنه الذي يطعمك ويسقيك.وأما الحال، فهو أن يكون قلبك واعتمادك على فضل الله تعالى، لا على اليد والطعام، لأنه ربما جفت يدك، وبطلت حركتك، وربما سلط الله عليك من يغلبك على الطعام، فمد اليد إلى الطعام لا ينافي التوكل.
الدرجة الثانية : الأسباب التي ليست متيقنة، لكن الغالب أن المسببات لا تحصل دونها. مثاله: من يفارق الأمصار، ويخرج مسافرا إلى البوادي التي لا يطرقها الناس إلا نادراً، ولا يستصحب معه شيئاً من الزاد، فهذا كالمجرب على الله تعالى، وفعله منهي عنه، وحمله للزاد مأمور به، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سافر تزود واستأجر دليلاً إلى المدينة.
الدرجة الثالثة : ملابسة الأسباب التي يتوهم إفضاؤها إلى المسببات من غير ثقة ظاهرة، كالذي يستقصي في التدبيرات الدقيقة في تفصيل الاكتساب ووجوهه، فمتى كان قصده صحيحاً وفعله لا يخرج عن الشرع، لم يخرج عن التوكل، لكنه ربما دخل في أهل الحرص إذا طلب فضول العيش. وترك التكسب ليس من التوكل في شئ، إنما هو من فعل البطالين الذين آثروا الراحة، وتعللوا بالتوكل. قال عمر رضي الله عنه: “المتوكل الذي يلقى حبه في الأرض ويتوكل على الله”.
الفن الثاني :في التعرض للأسباب بالادخار، ومن وجد قوتاً حلالاً يشغله كسب مثله عن جمع همه، فادخاره إياه لا يخرجه عن التوكل، خصوصاً إذا كان له عائلة. وفى”الصحيحين” من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، « أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ » [البخاري: 5357]. فإن قيل: فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلالاً أن يدخر، فالجواب: أن الفقراء كانوا عنده كالضيف، فما كان ينبغي أن يدخر فيجوعون، بل الجواب: أن حال بلال وأمثاله من أهل الصفة كان مقتضاها عدم الادخار، فإن خالفوا كان التوبيخ على الكذب في دعوى الحال لا على الادخار الحلال.
الفن الثالث :مباشرة الأسباب الدافعة للضرر . ليس من شرط التوكل ترك الأسباب الدافعة للضرر، فلا يجوز النوم في الأرض المسبعة أو مجرى السيل، أو تحت الجدار الخراب، فكل ذلك منهي عنه.وكذلك لا ينقض التوكل لبس الدرع، وإغلاق الباب، وشد البعير بالعقال. وقال الله تعالى ﴿ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ﴾ [ النساء : 102 ] .وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: « اعقلها وتوكل ».ويتوكل في ذلك كله على المسبب لا على السبب، ويكون راضيا بكل ما يقضى الله عليه ومتى عرض له إذا سرق متاعه أنه لو احترز لم يسرق، أو أخذ يشكو ما جرى عليه، فقد بان بعده عن التوكل.وليعلم أن القدر له كالطبيب، فإن قدم إليه الطعام فرح، وقال: لولا أنه علم أن الغذاء ينفعني ما قدمه، وإن منعه فرح، وقال: لولا أنه علم أن الغذاء يؤذيني لما منعني.واعلم : أن كل من لا يعتقد في لطف الله تعالى ما يعتقده المريض في الطبيب الحاذق الشفيق، لم يصح توكله، فإن سرق متاعه رضي بالقضاء، وأحلّ الآخذ، شفقة على المسلمين. فقد شكا بعض الناس إلى بعض العلماء أنه قطع عليه الطريق، وأخذ ماله، فقال: إن لم يكن غمك كيف صار في المسلمين من يفعل هذا أكثر من غمك بمالك، فما نصحت المسلمين.
الفن الرابع :السعي في إزالة الضرر، كمداواة المريض ونحو ذلك .اعلم : أن الأسباب المزيلة للضرر تنقسم إلى ثلاثة أقسام :إلى مقطوع به ، كالماء المزيل لضرر العطش، والخبز المزيل لضرر الجوع، فهذا القسم ليس تركه من التوكل في شئ .القسم الثاني : أن يكون مظنوناً، كالفصد، والحجامة، وشرب المسهل، ونحو ذلك. فهذا لا يناقض التوكل، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تداوى وأمر بالتداوى.وقد تداوى خلق كثير من المسلمين، وامتنع عنه أقوام توكلاً، كما روى عن أبى بكر الصديق رضي الله عنه أنه قيل له: ألا ندعو لك طبيباً ؟ فقال: رآني الطبيب. قيل: فما قال لك؟ قال: إني فعال لما أريد.والذي ننصره أن التداوي أفضل، وتحمل حال أبى بكر رضي الله عنه أنه قد تداوى ثم أمسك بعد انتفاعه بالدواء، أو يكون قد علم قرب أجله بأمارات.واعلم : أن الأدوية أسباب مسخرة بإذن الله تعالى .القسم الثالث : أن يكون السبب موهوماً، كالكي، فيخرج عن التوكل، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف المتوكلين بأنه لا يكتوون. وقد حمل بعض العلماء الكي المذكور في قوله : « لاَ يَكْتَوُونَ » على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، فإنهم كانوا يكتوون ويسترقون في زمن العافية لئلا يمرضوا، فان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرقى الرقية بعد نزول المرض، وقد كوى أسعد بن زرارة رضي الله عنه.وأما شكوى المريض، فهي مخرجة عن التوكل، وقد كانوا يكرهون أنين المريض، لأنه يترجم عن الشكوى، فكان الفضيل يقول: أشتهي مرضا بلا عواد.وقال رجل للإمام أحمد : كيف أنت ؟ قال: بخير. قال حممت البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا بخير، فلا تخرجني إلى ما أكره.فأما إذا وصف المريض للطبيب ما يجده، فإنه لا يضره. وقد كان بعض السلف يفعل ذلك، ويقول: إنما أصف قدرة الله في، ويتصور أن يصف ذلك لتلميذ يقويه على الضراء ويرى ذلك نعمة، فيصف ذلك كما يصف النعمة شكراً لها، ولا يكون ذلك شكوى.وقد روينا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ » [البخاري: 5648].
من كتاب: “مختصر منهاج القاصدين ص 317 – 321
http://www.sahab.net/home/?p=816 (http://www.sahab.net/home/?p=816)
قال الشيخ محمد بن صالح العثمين -رحمه الله- في كتاب (شرح العقيدة الواسطية):
"ولهذا فإن من توكل على غير الله لا يخلو من ثلاثة أقسام:
أولاً: أن يتوكل توكل اعتماد وتعبد فهذا شرك أكبر، كأن يعتقد بأن هذا المتوكل عليه هو الذي يجلب له كل خير ويدفع عنه كل شر فيفوض أمره إليه تفويضاً كاملاً في جلب المنافع ودفع المضار مع اقتران ذلك بالخشية والرجاء ولا فرق بين أن يكون المتوكل عليه حيّاً أو ميّتاً لأن هذا التفويض لا يصح إلا لله.
ثانياً: أن يتوكل على غير الله بشيء من الاعتماد لكن فيه إيمان بأنه سبب، وأن الأمر إلى الله، كتوكّل كثير من الناس على الملوك والأمراء في تحصيل معاشهم، فهذا نوع من الشرك الأصغر.
ثالثاً: أن يتوكل على شخص على أنه نائب عنه، وأن هذا المتوكّل فوقه، كتوكل الإنسان على الوكيل في بيع وشراء ونحوهما مما تدخله النيابة، فهذا جائز ولا ينافي التوكل على الله، وقد وكل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في البيع والشراء ونحوهما."
http://m-noor.com/showthread.php?t=13879 (http://m-noor.com/showthread.php?t=13879)
السؤال:
من أنواع العبادة: «التوكُّل»، فهل يجوز أن أقولَ لأحدٍ «توكَّلتُ عليك»؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فلا يجوز أن يقولَ: «توكَّلتُ عليك»، وإنما يقول: «وكَّلتُك، وتوكَّلتُ على اللهِ»؛ لأنَّ التوكُّلَ هو اعتمادُ القلب على الله في جَلْبِ المنافع ودفعِ المضارِّ مع الثقة بالله وفعلِ الأسباب، والتوكُّلُ بهذا الاعتبار خاصٌّ بالله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾ [المائدة: ٢٣]، وقال تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُم آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين﴾ [يونس: ٨٤]، فجعل اللهُ التوكُّلَ عليه في الآيتين شرطًا في الإيمان والإسلام.
أمَّا المسائلُ التي تدخل تحت قدرة العبد فتجوز نيابتُه فيها كالبيع والشراء ونحوهما لكونها من جملة الأسباب، لكنَّه لا يعتمد على وكيله في حصول ما وكَّله به، وإنما يتوكَّل على الله في تحصيل المراد وتيسيرِ أمره أو أمرِ نائبه.
وعليه، فإنَّ الوكالةَ تُعَدُّ من جُملة الأسباب، والأسبابُ لا يُعتمَد عليها، وإنما يُعتمَد على مسبِّب الأسباب وخالقِ السبب والمسبَّب وهو اللهُ جلَّ وعلا.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
http://ferkous.com/home/?q=fatwa-8 (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-8)
هل يصح أن يقال توكلت على الله ثم عليك ؟ لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
سؤال :
هل يصح أن يقال توكلت على الله ثم عليك ؟
الجواب :
أن هذا لا يصلح ؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب .
ما معنى التوكل ؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب ؛ إذا بذل السبب فوض العبد أمره إلى الله ، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعهما التوكل ، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد .
ولهذا سئل الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال : لا تصح لأن التوكل عمل القلب ، لا يقبل لأن يقال فيه ( ثم ) ؛ توكلت على الله ثم عليك . إنما الذي يقال فيه ( ثم ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر .
بعض أهل العلم في وقتنا قالوا : إن هذه العبارة لا بأس بها ؛ توكلت على الله ثم عليك ؛ ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب ، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء ، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك ، ومثل وكلتك ونحو ذلك ، فسهلوا فيها باعتبار مايجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله ؛ لا يصلح إلا لله ، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد ، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة ، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا ، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف ، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد ، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه ، ينبغي وصد الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له .
المصدر :
شرح كتاب ثلاثة الأصول لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله .
وقال الشيخ محمد أمان الجامي في شرح التدمرية :" ومن صفات المسلمين التوكل على الله والاعتماد عليه اعتمادا كليا لا يقال (توكلت على الله ثم عليك) لا ، توكلت على الله وحده (ثم) هنا لا تأتي ، التوكل وهو الاعتماد القلبي لا يكون إلا على الله "
http://www.alwaraqat.net/showthread....5-%C7%E1%E1%E5 (http://www.alwaraqat.net/showthread....5-%C7%E1%E1%E5)
المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة
موضوع الفتوى : العقيدة
السؤال :
إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإسلام, وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي؟
الجواب :
يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك, فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه, فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون, والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه, فالله له مشيئة والعبد له مشيئة, ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى, قال تعالى: لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين
وقال تعالى: إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك, فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت, وتقولون: والكعبة, فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة, وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان, ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به, لأن القوي من أسماء الله عز وجل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.elforqane.net/fatawa-330.html (http://www.elforqane.net/fatawa-330.html)
إني متوكل على الله ثم عليك، أن تنجز لي هذه المعاملة، ما رأيكم بهذه العبارة يا الشيخ؟
متوكل على الله ثم عليك لا بأس بثم، أما وعليك ما يصلح، لكن لو قال وكلتك أحسن من توكلت؛ لأن بعض أهل العلم يمنعوها، يمنعوا متوكل، فيقول وكلتك على كذا، أو أنت وكيلي، أو اعتمدت على الله ثم عليك، أو أنا ..... بالله ثم بك، وما أشبه ذلك، إذا جاءت ثم زال المحذور، لكن متوكل لو ترك متوكل أحسن، وإلا فالمعنى صحيح، متوكل يعني أنت معتمدي في هذا الأمر، يعني يعتمد على الله ثم عليك بعد الله -جل وعلا-.
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/015914.mp3 (http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/015914.mp3)