المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وضع اليدين بين السجدتين و تحريك السبابة عند الدعاء


الجوهرة
08-21-2017, 09:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا



من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم



أما بعد ,







فقد سُئل الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن حكم تحريك الإصبع وضم أصابع اليد اليمنى بين السجدتين فأجاب - رحمة الله عليه - :





حكم تحريك الإصبع وضم أصابع اليد بين السجدتين كحكمه في التشهد، لما روى مسلم ص408 ج1 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في باب: "صفة الجلوس في الصلاة، وكيفية وضع اليدين على الفخذين" عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو"، وفي رواية: "إذا قعد في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بإصبعه السبابة، ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى، ويلقم كفه اليسرى ركبته"، وروي في نفس الصفحة عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها".



ففي حديث الزبير: "إذا قعد يدعو"، والقعود بين السجدتين قعود دعاء، وفي حديث ابن عمر: "إذا جلس في الصلاة" وهو عام في جميع الجلسات، فيشمل ما بين السجدتين لاسيما وأنه قال: "ورفع إصبعه اليمنى فدعا بها".



ويؤيد العموم ما رواه الإمام أحمـد في المسند ص317 ج4 عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر"، فذكر الحديث وفيه: "وسجد فوضع يديه حذو أذنيه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته، ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه"، وفي رواية في الصفحة التي تليها: "فحلق حلقة، ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها"، قال في الفتح الرباني ص147 ج3 سنده جيد.



وفي حديث ابن عمر ووائل دليل على أن تحريك الإصبع يكون عند الدعاء فقط وليس كما فهمه بعض الناس، من كونه يحرك دائماً كالعابث بها، فالإشارة بالإصبع وهي رفعه تكون في كل الجلسة، وأما التحريك فلا يكون إلا حال الدعاء، تقول: "رب اغفر لي". فتحرك، "وارحمني"، فتحرك، وتقول: "السلام عليكم أيها النبي"، فتحرك، "السلام علينا"، فتحرك، "اللهم صل على محمد"، فتحرك، وهكذا. (1)





وسُئل أيضاً - رحمه الله - إذا كان هناك أدلة شرعية على تحريك الإصبع في الجلسة بين السجدتين فأجاب - عليه الرحمة - :





نعم، هناك أدلة شرعية، كل الأدلة التي أثبت بها من أثبت تحريك الأصابع في التشهد فإنه يدخل فيها الجلوس بين السجدتين، فحديث عبد الله بن الزبير، وحديث عبد الله بن عمر في إثبات الإشارة يقول: "إذا قعد يدعو أشار بإصبعه" هذا لفظ حديث عبد الله بن الزبير، ومعلوم أننا لو سألناكم جميعاً ما هي القعدة التي فيها الدعاء، هل هي التشهد أو الجلوس بين السجدتين أو التشهد وحده أو هما جميعاً؟ والجواب: هما جميعاً، كل الجلستين محلٌ للدعاء، بل إن الجلسة بين السجدتين ليس فيها إلا دعاء، بينما الجلوس في التشهد فيه تشهد ودعاء، فعلى هذا يكون دخول الجلسة بين السجدتين دخولاً أولياً في الإشارة بالإصبع وقبض الخنصر والبنصر، والتحليق بالإبهام مع الوسطى.



ثم إنه قد روى الإمام أحمد من حديث وائل بن حجر حديثاً صريحاً في ذلك حيث ذكر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكر أنه يسجد، ثم يقعد ويقبض الخنصر والبنصر، ويحلق بالإبهام والوسطى، ويشير بسبابته، ثم يسجد ثم يصنع في صلاته كذلك ما بقي.



وهذا الحديث قال صاحب الفتح الرباني في ترتيب المسند إن إسناده جيد، وذكر الأرناؤوط الذي علق على زاد المعاد: أن سنده صحيح، وابن القيم ذكر ذلك أيضاً في زاد المعاد، وعلى هذا فالذي ينبغي للإنسان أن يصنع في الجلسة بين السجدتين كما يصنع في التشهد.



والفقهاء فرقوا بينهما فقالوا: إذا جلس بين السجدتين فإنه يبسط أصابع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأما في التشهد فإنه يقبض الخنصر والبنصر، ويحلق الإبهام مع الوسطى، ويشير بالسبابة، لكن مقتضى السنة هو ما ذكرنا من قبل.



فإن قيل: هل يحرك في جلسة الاستراحة؟ قلنا: لا يحركها لأن جلسة الاستراحة ليس فيها دعاء، والحديث يقول: "إذا قعد في الصلاة حرك إصبعه يدعو بها".



وعلى هذا فالتحريك في الدعاء فقط، أما تحريكها كما يفعل بعض الناس الذين يحركون دائماً كأنهم يلعبون بأصابعهم، فهذا ليس من السنة، إنما يحرك الإنسان إصبعه يدعو به، كلما قال مثلاً: "رب اغفر لي"، رفعه، "وارحمني"، رفعه، لأنه يدعو من في السماء تبارك وتعالى، فيشير، أما تحريكها سواء يحركها بتدوير أو بغير تدوير دائماً فهذا من العبث الذي تنزه الصلاة عنه. (2)





وبعد ذلك فهذا تحقيقٌ وطَرْحٌ علمي لمسألة وضعُ اليدينِ بينَ السجدتينِ, وهو مستلٌ من شرح الشيخ محمد سعيد رسلان - حفظه الله - لصفة الصلاة من الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - وإليكم الدرس:

اروى
11-02-2017, 12:44 AM
جزاكم الله خيرا