محمد الفاريابي
09-30-2011, 08:07 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعملنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم باحسان وسلمَ تسليما.. (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وانتم مسلمون))يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ((النساء:1))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70) )يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:71)
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالىواشكروا نعمته عليكم بهذا الدين القويم الذي أكمله الله لكم وأتم به عليكم النعمة وبعثَ به اشرف خلقه محمداً صلى الله عليه وسلم ليُتمم به لكم مكارمَ الأخلاق فكان هذا الدين دينَ عبادة ودين أخلاق ودينَ معامله وإن من افضل الأخلاق آلتي جاء بها خلق الحياء الذي يمنع صاحبه من فعل ما يخالف الشريعة أو الخروج عن ما تقتضيه الفطرةُ السليمة خُلق الحياء الذي هو من شعب الإيمان ومن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم اكرم بنى الإنسان ، أيها المسلمون أيها الفخورون بدينِ محمد صلى الله عليه وسلم إن من البلاء المنكر الذي أصيب به بعض الناس أن نُزع منه الحياء فكانوا يرتكبون أيام الزواج ليلةَ الزفاف أمرا منكرا لا ترضاه الشريعة ولا تقره العادات الحميدة وهو ما يسمونه بالشرعة وهو ليس شرعةً ولكنه شر وشرعة شيطان يرتكبون أيام الزواج ليلة الزفاف يخرج الزوج فيلتقي بزوجته أمام حفل النساءِ المتجملات المتطيبات المتبرجات وربما يكشف بُعضهن وجوههن ليرين هذا الزوج في أول لقاء له مع زوجته يرينه جالساً إلى جنبها يلاطفها أو يقبلها أو يلقمها الحلوى أو التمرة أو غيرَ ذلك مما يستدعى تحرك الشهوةِ وحلول الفتنه فيا سبحان الله ، سبحانَ الله وبحمده سبحان الله العظيم إنني أنزه الله عز وجل عن كلِ ما لا يليق بجلاله ولكنى اعلم أن له الحكمة فيما يُقدره على عبادة وأرجو الله تعالى أن يقدرَ لنا كل خير أيها المسلمون كيف يبلغ بنا الحد إلى هذا التدهور وبهذهِ السرعة؟ كيفَ يليق بنا ونحن أمة الإسلام أمة الإيمان والحياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان اشد الناس حياءاً مع القوة والحق؟ كيف يليق بنا ونحن أمة نعتز بديننا ونفخر به ونعلم أن الحياء شعبةٌ من شعبِ الإيمان كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟ كيف يليق بنا أن نخلع جلبابَ الحياء لنعري أنفسنا بعاداتٍ وتقاليدَ وردت إلينا من أمم كافرة تشردت عبر أمم إسلامية؟ أيها العقلاء أخاطبكم أولاً بصفة العقل ثم أقول أيها المؤمنون فاخاطبكم ثانياً بصفة الإيمان ماذا تكون حال الزوج وزوجته حينئذ أمام النساء ، أمام نساء ينظرن أليهما ليظهرن الشماتة في الزوج أو زوجته إن كان قبيحين في نظرهم أو لتتحرك كوامن غرائزهن إن كان الزوج أو الزوجة جميلين في نظرهن؟ كيف تكون الحال حينئذ في غمرة الفرح بالعرس وتحت نشوة النكاح؟ بالله عليكم ماذا يحصل من الفتنه إنها لفتنةٌ كبيرة ومحنة عظيمة لمن كان له قلب أو ألقى السمعَ وهو شهيد ، ثم تصوروا ماذا تكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة وقد شاهد في هؤلاء النسوة من يفوق زوجته جمالاً وشباباً وهيئه قد يكون لدى الزوج رغبة لزوجته وشغفٌ بالاجتماع إليها ولكن إذا شاهد في هؤلاء النساء من يفوقها جمالاً وشبابا وهيئه فإنه قد يزهد بزوجته وتتحول رغبته ويزول شغفه بزوجته وتتعلق رغبته بما شاهد لا بمن تزوج وحينئذ تكونُ الكارثة بين الزوجين في الكراهيةِ والبغض ولقد بلغنا أن هذا المشهدَ المشين المحرم المنافي لخلقِ الحياء بلغنا انه يصحبه التقاط صورٌ له بالة التصوير التي يحملها بعض النساء فما أدرى ما الذي صورَ لهؤلاء النساء المعتديات أن يلتقطن صورَ الحفل لينشرَ بين الناس بقصدٍ أو بغيرِ قصد ، أيظن أولئك المعتديات الملتقطات للصور أن أحدا يرضى بفعلهن ، إنني أظن ظناً يقارب اليقين أن أحدا لا يمكن أن يرضى أن تؤخذَ صورة ابنته أو أخته أو زوجته لتكون بين أيدي أولئك المعتديات الملتقطات للصور اعتقدُ أن أحدا لا يرضى أن تكون صورةُ ابنته أو أخته أو زوجته أن تكون وسيلةَ عرض تعرض على الناس متى شاءوا ومتى أرادوا ، هل يرضى أحد منكم وآنا أخاطب قلوبكم وعقولكم لا أبصاركم هل يرضى احداً منكم ان تكون صورُ محارمه بين أيدى الناس لتكون محلً للسخرية إن كانت قبيحة أو مثار للفتنه ان كانت جميلة؟ ان الجواب منكم جميعاً ممن كان له عقل وإيمانٌ وغيره ان يقول لا لا لا أرضى أبدا بذلك ، ولقد بلغنا ما هو افدحُ من هذا واقبح ان بعضَ المعتدين يحضرون آلة الفيديو ليلتقطوا صورةَ الحفل حية فيعرضوها على أنفسهم وعلى غيرهم كلما ارادوا التمتع بالنظر الى هذا المشهد ما أعظم هذه الفادحة ما أكبر جرمها بين المجتمع وإننى لاتعجب ان ينقلبَ مجتمعنا بهذه السرعة حتى ينحدر الى مستوى البهائم أو أخبث ، واشد قبحاً من هذا واعظم ان بعض هؤلاء الملتقطين للصور بآلة التصوير أو بالفيديو قد يكونون من الشباب الذكور يدخلون مختلطينَ بالنساء أو منفردين بمكان ليلتقطوا صورَ هذا المشهد ولا يرتابُ عاقلٌ عارفٌ بمصادرِ الشريعة ومواردها انها هذا من الامرِ المنكر المحرم وانه انحدار الى الهاوية في تقاليدِ الكفار والمتشبهينَ بهم ، إيها المواطنون اننى اخاطبكم لاذكركم نعمةَ الله على بلادنا ولله الحمد حيث سلمها من استعمار الكفار بحلول الأوطان ولكني أناشدكم الله عز وجل اُناشدكم الله أن تستلموا لاستعمار القلوب بالاخلاق السافلة والافكار المنحرفه ، كيف نرضى وقد منَّ الله علينا بالتقدمِ بهذا الدين ان نرجع الى الوراء بالبعدِ عن تعاليمه كيف يليق بنا وقد اعطانا الله شهامة الرجولة وولاية العقل ان ننتكس فننقاد لسيطرة النساء والسفهاء فاربأوا أيها المسلمون عن السير وراء التيارات الجارفه بدون نظرٍ أو روية وفكروا فى العواقب والنتائج قبلَ حلولِ البليه ، اننا متى سرنا وراء كل مايرد الينا من اخلاقٍ وعادات بدون نظرٍ لموافقتها للشرع وبدون تأمل في نتائجها وثمراتها فسيحلُ بنا من البلاء ما لا يمكننا رفعه ، وانَّ علينا ايها المسلمون ايها العقلاء ايها السالمون من الاستعمار انَّ علينا ان نقابل هذه التيارات الجارفة والعادات القبيحة بقوة الايمان وشجاعة الحزم ومناعةِ الغيرة وان لا ندعَ لها مكاناً فى مجتمعنا لنكونَ امةً رفيعة منيعة تعتز بدينها وتلازم تقاليدها النابعة من شريعة الله ، اننا ولله الحمد فى بلادٍ محافظةٍ على دينها واخلاقها وتقاليدها المستمدة من شريعة الله فلنحذر ان تخرقَ هذه العادات القبيحةُ السيئة التى وردت الينا لنحذر أن تخرق سياجَ مجتمعنا وتفرقَ كلمتنا وتنشر بيننا فوضى الاخلاق ، أيها الناس اقول هل اخذُ صورة للزوجِ وزوجته عند أولِ لقاء لهما هل يزيدهما ايماناً بالله هل يزيدهما مودةً فى القلب هل يزيدهما صحةً فى الجسم هل يزيدهما سعادة فى الزواج هل خروجهما أمامَ النساء يكون سبباً للتقدم والرقى والإزدهار والأولاد الصالحين؟ لا قد يكون الامرُ على العكسِ من ذلك قد يبتلى هذا الفاعل بالمنكر بأن يقلبَ الله مودةَ زوجته ومودتها له بغضاً وعداء وقد يبتلون بذريةٍ غير صالحة وقد يبتلون بنكدٍ من العيش وقد يبتلون بالاقرار على المنكر واستدراجهم من حيثِ لايذكرون حتى تحلَ العقوبة فتعمَ الصالحَ والفاسد فاتقوا الله عباد الله وتناصحوا فيما بينكم وامنعوا هذه العادات القبيحة ان تنتشر بينكم فتحلَ بكم عقوبة الله واسمعوا قول الله عز وجل (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) اننى اقول ذلك لكم واُحملكم جميعاً ليس المسؤلينَ فقط ولكن اُحملُ كل فردٍ منكم مسؤلية هذه الفتنه وهذه البلية وهذه العادة القبيحة واسأل الله تعالى ان يجعلنا من المتفصلينَ في دين الله الباذلينَ لما يرد الينا من عباد الله وان يجعلنا جميعاً متعاونين على البر والتقوى مبتعدين عن الاثم والعدوان اقول قولى هذا واستغفرُ الله لى ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمداً كبيراً كما امر واشكرهُ وقد تاذن بالزيادة لمن شكر واشهد ان لا اله إلا الله وحده لاشريك له ولو كره ذلك من اشركَ به وكفر واشهدُ ان محمداً عبدهُ ورسوله سيدُ البشر الشافعُ المشفعُ فى المحشر صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ ما طلع الفجرُ وأنور وسلم تسليما..
أما بعد..
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن تقوى الله عز وجل هي فعل الطاعة هي طاعةُ الله تعالى بفعلِ أوامره واجتناب نواهيه لان بذلك تكونُ الوقايةُ من عذاب الله واعلموا أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بمصالح الأمة وانصحُ الخلقِ فيما يعود إلى النفعِ في الخلق قال (لا تنكح البكر حتى تستأذن) وقال (البكر يستأمرها أبوها) وفي هذين الحديثين دليلٌ واضح على انه لا يجوز للرجل أن يجبرَ أحدا من بناته أو أخواته أو من له ولاية عليهن لا يجوز له أن يجبرها على النكاح بمن لا تريدهُ فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تنكح) وقوله (يستامرها) خبرٌ بمعنى النهى في الجملة الأولى وبمعنى الأمر في الجملةِ الثانية فاجتمع في هذين الحديثين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يستأمر الرجل ابنته أي يأخذ أمرها بالنكاح ونهيه أن تُزوجُ المرأة بغير إذنها والعلةُ في ذلك واضحة فإنه لا يمكن للإنسان أن يعيش مع من لا يرضاه ويحبه فكيف يجبرُ هذه البنت أن تعيشَ مع زوج لا ترضاه ولا تحبه أفلا يتقى الله عز وجل حيث يرغمُ ابنتهُ أن تعيشَ مع من تكرهه كيف يليق به أن يراعى مصلحة نفسه بالمادة التي يعطاها أو بالمحاباة للزوج لقرابة أو شرف أو غيرَ ذلك فيرغم ابنته على أن تعيشَ معه وهى كاره كيف يقدم المال أو يقدم رغبة الخاطب على مصلحة ابنته وسعادتها هذا في الحقيقة من قطيعة الرحم فإن أولى الناس أن تصلهُ رحماً أولادك من ذكور وإناث فكيف ترغمُ ابنتك على أن تتزوج بمن لا ترضاه ولا تريده ، واقول إن من زَوجَ امرأة ولو كانت ابنته بغير رضاها وموافقتها فإن النكاحَ باطل لان ذلك على خلاف أمرِ الله ورسوله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد) أي مردودٌ على صاحبه وعلى هذا فإذا زوجت ابنتك وهى غير راضيةٌ بالزوج فالنكاح باطل وأنت تدخلها أي تدخلُ الرجلَ على امرأة لا تحل له وهى ومن في السوق سواءٌ بالنسبة إليه لان عقد النكاح هذا باطل لا أثرَ له فلا يُحل لهذه البنتُ محرماً ، فعلى المرء أن يتقى الله وإذا راجعَ ابنتهُ في رجل خطبها منه فليبيّن لها جميع صفاته الخُلقيه والخُلُقيه والدينيه والعلمية والمالية حتى تكونَ على بصيرةٍ من أمرها فتُقدم أو تُحجم وبذلك تبرأ ذمته ويكون قد أعطى الأمر على ظاهرهِ وصريحه ابنته، فاتقوا الله عباد الله وكونوا في دينكم على أمر الله ورسوله ولا تظلموا أنفسكم بظلمِ غيركم فإن الظلمَ ظلماتٍ يوم القيامة وليتذكر كل واحدٍ منا قول الله عز وجل (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)(وأمه وأبيه) (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (عبس:36) (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس:37)اللهم انا نسألكَ القيامَ بحقك والقيام بحق عبادك ونسالك اللهم أن تعصمنا من الذللِِ في عبادتك ومن الذللِ فى معاملة خلقك وان تعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا فى الإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم عباد الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون * وَأوفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) ) واذكروا الله العظيم الجليلَ يذكركم واشكروه على نعمه يزيدكم ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: من الآية45)
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالىواشكروا نعمته عليكم بهذا الدين القويم الذي أكمله الله لكم وأتم به عليكم النعمة وبعثَ به اشرف خلقه محمداً صلى الله عليه وسلم ليُتمم به لكم مكارمَ الأخلاق فكان هذا الدين دينَ عبادة ودين أخلاق ودينَ معامله وإن من افضل الأخلاق آلتي جاء بها خلق الحياء الذي يمنع صاحبه من فعل ما يخالف الشريعة أو الخروج عن ما تقتضيه الفطرةُ السليمة خُلق الحياء الذي هو من شعب الإيمان ومن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم اكرم بنى الإنسان ، أيها المسلمون أيها الفخورون بدينِ محمد صلى الله عليه وسلم إن من البلاء المنكر الذي أصيب به بعض الناس أن نُزع منه الحياء فكانوا يرتكبون أيام الزواج ليلةَ الزفاف أمرا منكرا لا ترضاه الشريعة ولا تقره العادات الحميدة وهو ما يسمونه بالشرعة وهو ليس شرعةً ولكنه شر وشرعة شيطان يرتكبون أيام الزواج ليلة الزفاف يخرج الزوج فيلتقي بزوجته أمام حفل النساءِ المتجملات المتطيبات المتبرجات وربما يكشف بُعضهن وجوههن ليرين هذا الزوج في أول لقاء له مع زوجته يرينه جالساً إلى جنبها يلاطفها أو يقبلها أو يلقمها الحلوى أو التمرة أو غيرَ ذلك مما يستدعى تحرك الشهوةِ وحلول الفتنه فيا سبحان الله ، سبحانَ الله وبحمده سبحان الله العظيم إنني أنزه الله عز وجل عن كلِ ما لا يليق بجلاله ولكنى اعلم أن له الحكمة فيما يُقدره على عبادة وأرجو الله تعالى أن يقدرَ لنا كل خير أيها المسلمون كيف يبلغ بنا الحد إلى هذا التدهور وبهذهِ السرعة؟ كيفَ يليق بنا ونحن أمة الإسلام أمة الإيمان والحياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان اشد الناس حياءاً مع القوة والحق؟ كيف يليق بنا ونحن أمة نعتز بديننا ونفخر به ونعلم أن الحياء شعبةٌ من شعبِ الإيمان كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟ كيف يليق بنا أن نخلع جلبابَ الحياء لنعري أنفسنا بعاداتٍ وتقاليدَ وردت إلينا من أمم كافرة تشردت عبر أمم إسلامية؟ أيها العقلاء أخاطبكم أولاً بصفة العقل ثم أقول أيها المؤمنون فاخاطبكم ثانياً بصفة الإيمان ماذا تكون حال الزوج وزوجته حينئذ أمام النساء ، أمام نساء ينظرن أليهما ليظهرن الشماتة في الزوج أو زوجته إن كان قبيحين في نظرهم أو لتتحرك كوامن غرائزهن إن كان الزوج أو الزوجة جميلين في نظرهن؟ كيف تكون الحال حينئذ في غمرة الفرح بالعرس وتحت نشوة النكاح؟ بالله عليكم ماذا يحصل من الفتنه إنها لفتنةٌ كبيرة ومحنة عظيمة لمن كان له قلب أو ألقى السمعَ وهو شهيد ، ثم تصوروا ماذا تكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة وقد شاهد في هؤلاء النسوة من يفوق زوجته جمالاً وشباباً وهيئه قد يكون لدى الزوج رغبة لزوجته وشغفٌ بالاجتماع إليها ولكن إذا شاهد في هؤلاء النساء من يفوقها جمالاً وشبابا وهيئه فإنه قد يزهد بزوجته وتتحول رغبته ويزول شغفه بزوجته وتتعلق رغبته بما شاهد لا بمن تزوج وحينئذ تكونُ الكارثة بين الزوجين في الكراهيةِ والبغض ولقد بلغنا أن هذا المشهدَ المشين المحرم المنافي لخلقِ الحياء بلغنا انه يصحبه التقاط صورٌ له بالة التصوير التي يحملها بعض النساء فما أدرى ما الذي صورَ لهؤلاء النساء المعتديات أن يلتقطن صورَ الحفل لينشرَ بين الناس بقصدٍ أو بغيرِ قصد ، أيظن أولئك المعتديات الملتقطات للصور أن أحدا يرضى بفعلهن ، إنني أظن ظناً يقارب اليقين أن أحدا لا يمكن أن يرضى أن تؤخذَ صورة ابنته أو أخته أو زوجته لتكون بين أيدي أولئك المعتديات الملتقطات للصور اعتقدُ أن أحدا لا يرضى أن تكون صورةُ ابنته أو أخته أو زوجته أن تكون وسيلةَ عرض تعرض على الناس متى شاءوا ومتى أرادوا ، هل يرضى أحد منكم وآنا أخاطب قلوبكم وعقولكم لا أبصاركم هل يرضى احداً منكم ان تكون صورُ محارمه بين أيدى الناس لتكون محلً للسخرية إن كانت قبيحة أو مثار للفتنه ان كانت جميلة؟ ان الجواب منكم جميعاً ممن كان له عقل وإيمانٌ وغيره ان يقول لا لا لا أرضى أبدا بذلك ، ولقد بلغنا ما هو افدحُ من هذا واقبح ان بعضَ المعتدين يحضرون آلة الفيديو ليلتقطوا صورةَ الحفل حية فيعرضوها على أنفسهم وعلى غيرهم كلما ارادوا التمتع بالنظر الى هذا المشهد ما أعظم هذه الفادحة ما أكبر جرمها بين المجتمع وإننى لاتعجب ان ينقلبَ مجتمعنا بهذه السرعة حتى ينحدر الى مستوى البهائم أو أخبث ، واشد قبحاً من هذا واعظم ان بعض هؤلاء الملتقطين للصور بآلة التصوير أو بالفيديو قد يكونون من الشباب الذكور يدخلون مختلطينَ بالنساء أو منفردين بمكان ليلتقطوا صورَ هذا المشهد ولا يرتابُ عاقلٌ عارفٌ بمصادرِ الشريعة ومواردها انها هذا من الامرِ المنكر المحرم وانه انحدار الى الهاوية في تقاليدِ الكفار والمتشبهينَ بهم ، إيها المواطنون اننى اخاطبكم لاذكركم نعمةَ الله على بلادنا ولله الحمد حيث سلمها من استعمار الكفار بحلول الأوطان ولكني أناشدكم الله عز وجل اُناشدكم الله أن تستلموا لاستعمار القلوب بالاخلاق السافلة والافكار المنحرفه ، كيف نرضى وقد منَّ الله علينا بالتقدمِ بهذا الدين ان نرجع الى الوراء بالبعدِ عن تعاليمه كيف يليق بنا وقد اعطانا الله شهامة الرجولة وولاية العقل ان ننتكس فننقاد لسيطرة النساء والسفهاء فاربأوا أيها المسلمون عن السير وراء التيارات الجارفه بدون نظرٍ أو روية وفكروا فى العواقب والنتائج قبلَ حلولِ البليه ، اننا متى سرنا وراء كل مايرد الينا من اخلاقٍ وعادات بدون نظرٍ لموافقتها للشرع وبدون تأمل في نتائجها وثمراتها فسيحلُ بنا من البلاء ما لا يمكننا رفعه ، وانَّ علينا ايها المسلمون ايها العقلاء ايها السالمون من الاستعمار انَّ علينا ان نقابل هذه التيارات الجارفة والعادات القبيحة بقوة الايمان وشجاعة الحزم ومناعةِ الغيرة وان لا ندعَ لها مكاناً فى مجتمعنا لنكونَ امةً رفيعة منيعة تعتز بدينها وتلازم تقاليدها النابعة من شريعة الله ، اننا ولله الحمد فى بلادٍ محافظةٍ على دينها واخلاقها وتقاليدها المستمدة من شريعة الله فلنحذر ان تخرقَ هذه العادات القبيحةُ السيئة التى وردت الينا لنحذر أن تخرق سياجَ مجتمعنا وتفرقَ كلمتنا وتنشر بيننا فوضى الاخلاق ، أيها الناس اقول هل اخذُ صورة للزوجِ وزوجته عند أولِ لقاء لهما هل يزيدهما ايماناً بالله هل يزيدهما مودةً فى القلب هل يزيدهما صحةً فى الجسم هل يزيدهما سعادة فى الزواج هل خروجهما أمامَ النساء يكون سبباً للتقدم والرقى والإزدهار والأولاد الصالحين؟ لا قد يكون الامرُ على العكسِ من ذلك قد يبتلى هذا الفاعل بالمنكر بأن يقلبَ الله مودةَ زوجته ومودتها له بغضاً وعداء وقد يبتلون بذريةٍ غير صالحة وقد يبتلون بنكدٍ من العيش وقد يبتلون بالاقرار على المنكر واستدراجهم من حيثِ لايذكرون حتى تحلَ العقوبة فتعمَ الصالحَ والفاسد فاتقوا الله عباد الله وتناصحوا فيما بينكم وامنعوا هذه العادات القبيحة ان تنتشر بينكم فتحلَ بكم عقوبة الله واسمعوا قول الله عز وجل (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) اننى اقول ذلك لكم واُحملكم جميعاً ليس المسؤلينَ فقط ولكن اُحملُ كل فردٍ منكم مسؤلية هذه الفتنه وهذه البلية وهذه العادة القبيحة واسأل الله تعالى ان يجعلنا من المتفصلينَ في دين الله الباذلينَ لما يرد الينا من عباد الله وان يجعلنا جميعاً متعاونين على البر والتقوى مبتعدين عن الاثم والعدوان اقول قولى هذا واستغفرُ الله لى ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمداً كبيراً كما امر واشكرهُ وقد تاذن بالزيادة لمن شكر واشهد ان لا اله إلا الله وحده لاشريك له ولو كره ذلك من اشركَ به وكفر واشهدُ ان محمداً عبدهُ ورسوله سيدُ البشر الشافعُ المشفعُ فى المحشر صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ ما طلع الفجرُ وأنور وسلم تسليما..
أما بعد..
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن تقوى الله عز وجل هي فعل الطاعة هي طاعةُ الله تعالى بفعلِ أوامره واجتناب نواهيه لان بذلك تكونُ الوقايةُ من عذاب الله واعلموا أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بمصالح الأمة وانصحُ الخلقِ فيما يعود إلى النفعِ في الخلق قال (لا تنكح البكر حتى تستأذن) وقال (البكر يستأمرها أبوها) وفي هذين الحديثين دليلٌ واضح على انه لا يجوز للرجل أن يجبرَ أحدا من بناته أو أخواته أو من له ولاية عليهن لا يجوز له أن يجبرها على النكاح بمن لا تريدهُ فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تنكح) وقوله (يستامرها) خبرٌ بمعنى النهى في الجملة الأولى وبمعنى الأمر في الجملةِ الثانية فاجتمع في هذين الحديثين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يستأمر الرجل ابنته أي يأخذ أمرها بالنكاح ونهيه أن تُزوجُ المرأة بغير إذنها والعلةُ في ذلك واضحة فإنه لا يمكن للإنسان أن يعيش مع من لا يرضاه ويحبه فكيف يجبرُ هذه البنت أن تعيشَ مع زوج لا ترضاه ولا تحبه أفلا يتقى الله عز وجل حيث يرغمُ ابنتهُ أن تعيشَ مع من تكرهه كيف يليق به أن يراعى مصلحة نفسه بالمادة التي يعطاها أو بالمحاباة للزوج لقرابة أو شرف أو غيرَ ذلك فيرغم ابنته على أن تعيشَ معه وهى كاره كيف يقدم المال أو يقدم رغبة الخاطب على مصلحة ابنته وسعادتها هذا في الحقيقة من قطيعة الرحم فإن أولى الناس أن تصلهُ رحماً أولادك من ذكور وإناث فكيف ترغمُ ابنتك على أن تتزوج بمن لا ترضاه ولا تريده ، واقول إن من زَوجَ امرأة ولو كانت ابنته بغير رضاها وموافقتها فإن النكاحَ باطل لان ذلك على خلاف أمرِ الله ورسوله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد) أي مردودٌ على صاحبه وعلى هذا فإذا زوجت ابنتك وهى غير راضيةٌ بالزوج فالنكاح باطل وأنت تدخلها أي تدخلُ الرجلَ على امرأة لا تحل له وهى ومن في السوق سواءٌ بالنسبة إليه لان عقد النكاح هذا باطل لا أثرَ له فلا يُحل لهذه البنتُ محرماً ، فعلى المرء أن يتقى الله وإذا راجعَ ابنتهُ في رجل خطبها منه فليبيّن لها جميع صفاته الخُلقيه والخُلُقيه والدينيه والعلمية والمالية حتى تكونَ على بصيرةٍ من أمرها فتُقدم أو تُحجم وبذلك تبرأ ذمته ويكون قد أعطى الأمر على ظاهرهِ وصريحه ابنته، فاتقوا الله عباد الله وكونوا في دينكم على أمر الله ورسوله ولا تظلموا أنفسكم بظلمِ غيركم فإن الظلمَ ظلماتٍ يوم القيامة وليتذكر كل واحدٍ منا قول الله عز وجل (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)(وأمه وأبيه) (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (عبس:36) (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس:37)اللهم انا نسألكَ القيامَ بحقك والقيام بحق عبادك ونسالك اللهم أن تعصمنا من الذللِِ في عبادتك ومن الذللِ فى معاملة خلقك وان تعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا فى الإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم عباد الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون * وَأوفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) ) واذكروا الله العظيم الجليلَ يذكركم واشكروه على نعمه يزيدكم ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: من الآية45)