المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل العبادة في وقت الغفلة تدفع البلاء عن الناس كلهم


الواثقة بالله
01-21-2018, 07:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله .

فوائد إحياء الأوقات المغفول عنا بالطاعة :

1 منها: أنه يكون أخفى وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء ... ( فيسترون صومهم ) كما ستر الصادقون أحوالهم وريح الصدق ينم علهيم، و ريح الصيام أطيب من ريح المسك تستنشقه قلوب المؤمنين وإن خفي وكلما طالت عليه المدة ازدادت قوة ريحه.

2: ومنها: أنه أشق على النفوس: وأفضل الأعمال أشقها على النفوس وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم "للعامل منهم أجر خمسين منكم إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون... وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العبادة في الهرج كالهجرة إلي" وخرجه الإمام أحمد ولفظه: "العبادة في الفتنة كالهجرة إلي" وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به متبعا لأوامره مجتنبا لنواهيه.

3 أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم وفي حديث ابن عمر مرفوعا: "ذاكر الله في الغافلين كالذي يقاتل عن الفارين وذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي تحات ورقه من الصرير ـ والصرير: البرد الشديد ـ وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل رطب ويابس وذاكر الله في الغافلين يعرف مقعده في الجنة" قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس... وجاء في الأثر: أن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل: "أحب العباد إلي المتحابون بجلالي المشاؤن في الأرض بالنصيحة الماشون على أقدامهم إلى الجمعات" وفي رواية: "المتعلقة قلوبهم بالمساجد والمستغفرون بالأسحار فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس" وقال مكحول: ما دام في الناس خمسة عشر يستغفر كل منهم كل يوم خمسا وعشرين مرة لم يهلكوا بعذاب عامة والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا.

لابن رجب الحنبلي
لطائف المعارف باب وظائف شهر شعبان
__________________

الواثقة بالله
01-21-2018, 07:55 PM
قيمة للشيخ محمد بازمول حفظه الله ..

إنّ المؤمنَ ليتقلبُ في هذا الزمان، ويَمُدُ اللهُ له في الأجل، وكلُّ يوم يعيشُه في هذه الدنيا هو غنيمةٌ له ليتزودَ منه لآخرته، ويبذرَ فيه من الأعمال ما استطاعتُه نفسُه وتحملتُه. فحَريٌّ بالمؤمن الذي يرجو نجاة نفسه مما ستلقاه من المخاوف ألاَّ يَدَعَ فرصةً للطاعة وموسماً مِن مواسم الأعمال الصالحة إلا واغتنمه ليجد ذلك مكتوبا في صحيفة أعماله يوم القيامة .
...فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت: يا رسول الله ! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. رواه النسائي الترغيب : 1022 (حسن ). قال بعض العلماء: (إن أعمال الأسبوع تعرض على الله تعالى كل اثنين وخميس ، وأعمال السنة كلها تعرض في شعبان)

شرح النسائي.بتصرف.

اغتنام مواسم الخيرات
للشيخ محمد بازمول حفظه الله
منقول

الواثقة بالله
01-21-2018, 07:55 PM
العبادة في الهرج كهجرة إلي

الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :

... قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"العبادة في الهرج كهجرة إلي" أخرجه مسلم من حديث معقل بن يسار.
أي:إقبالك على عبادة الله في وقت الفتن والقتل والقتال، لك فيه أجر عظيم كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وليس معناه أن لك مثل أجر مصعب بن عمير، أو عبد الله بن مسعود، لأن المشبه لا يلزم أن يكون مثل المشبه به، لكن لك فضل عظيم إذا أقبلت على العبادة في وقت الفتن.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه :"تعوذوا بالله من شر الفتن ".
ويقول كما في "سنن أبي داود" من حديث المقداد بن الأسود:"إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن،ولمن ابتلي فصبر فواها". فالذي يبتلى ويصبر فله أجر عظيم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الفتن ويقول:" ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو مَعاذا فليعذ به" .
فنحن في زمن الفتن وكلما انقضت فتنة جاءت فتنة هي أعظم منها {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذّكرون} (1) ، ويقول تعالى{وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها}(2).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا،يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا."أخرجه مسلم.
وجاء في "صحيح مسلم" أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمان لايدري القاتل في أي شيء قتََل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل".
وهناك علاج لهذه الفتن:{واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة}(3) أي: اجعلوا بينكم وبينها وقاية، إما بالتمسك بهذا الدين:{ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}(4).
أوبالعزلة جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم:"يوشك أن يكون خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن".
وفي "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل يارسول الله؟ قال:"مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله " قال: ثم من ؟ قال:"ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه".
ونحن في زمن الفتن لا بنجينا منها إلا ربنا عز وجل ، والتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر عصمة من الفتن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ".


من كتاب :" تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" ص :279-281