الواثقة بالله
07-11-2018, 12:47 AM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ ...
فإجابة على سؤال «من أين يُستمد العلم النافع؟» يقول العلامة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله تعالى:
”يُستمد العلم النافع من الكتاب والسُّنَّة؛ تفهُّمـًا وتدبُّـرًا، مع الاستعانة على ذلك بكتب التوحيد والتفسير وشروح الحديث وكتب الفقه وكتب النحو واللغة؛ فإنَّ قراءة هذه الكتب طريق لفهم الكتاب والسُّنَّة.
ولكن ينبغي التنبُّه لدسيسة خبيثة راجت عند كثيرين من الشباب على أيدي بعض المغرضين الذين يتسَمَّوْنَ بالموجِّهين وبالمفكِّرين، صرفوا بها أكثر الشباب عن الكتب النافعة، وتلك الدَّسيسة هي قولهم مثلًا عن كتب التوحيد التي تتضمَّن بيان مذهب السلف الصالح وأتباعهم في أسماء الله وصفاته، والرد على المعطِّلة من جهمية ومعتزلة وأفراخهم، والتي تتضمَّن بيان توحيد العبادة، وما يناقضه أو ينقصه من الشرك؛ يقولون: إنَّ هذه كتب قديمة تردُّ على قوم قد هلكوا، وتناقش شُبهًا قد انقرضت، فينبغي أنْ نتركَهَا ونشتغل برد المذاهب المنحرفة الجديدة؛ كالشيوعية، والبعثية . . . وما إليها، ويقولون عن كتب الفقه مثلًا: إنَّها كتب معقَّدة، وفيها افتراضات بعيدة الوقوع، نتركها ونستنبط من الكتاب والسُّنَّة حلولًا لمشاكلنا . . . إلى آخر ما يقولون.
والجــواب عن ذلك من وجـــوه:
1) أننا إذا تركنا هذه الكتب؛ ما استطعنا الردَّ على تلك المذاهب الجديدة؛ لأن هذه الكتب تعلِّمنا طريقة الرد، وكيفية الاستدلال، فإذا تركناها؛ كنا بمنزلة من يُلقي سلاحه ويَلقَى عدوَّه بلا سلاح، فماذا تكون نتيجته إذًا؟! إنَّها الهزيمة والقتل أو الأسر.
2) إنَّ الطوائف التي تردُّ عليها كتب التوحيد لم تنقرض، بل لها أتباع موجودون يعتنقون ما كانت عليه: مِن تعطيل الأسماء والصفات، وتأويلها، والإشراك في العبادة؛ يتكلمون بذلك وينشرونه في مؤلَّفاتهم وتعليقاتهم على الكتب المطبوعة، فكيف يُقال: إنَّ هذه الطوائف انقرضت؟!
3) وعلى فرض أنَّ هذه الطوائف الضالة انقرضت، ولم يبق لها أتباع؛ فالشُّبه والتأويلات التي ضلَّتْ بسببها موجودة في الكتب الموروثة عنها، والتي يُخْشى من وقوعها في أيدي مَنْ لا يعرف حقيقتها، فيضلُّ بسببها، أو تقع بأيدي مضللين يضلون بها الناس، فلابُدَّ من دراسة ما يضادُّها ويُبَيِّن بطلانها من كتب أهل السُّنَّة والجماعة.
4) أنَّ المذاهب المنحرفة الجديدة في الغالب منحدرة من مذاهب منحرفة قديمة، قد رَدَّ عليها العلماء السابقون في كتبهم، فإذا عرفنا بطلان القديم؛ عرفنا بطلان ما انحدر عنه.
5) على فرض أنَّ هذه المذاهب الجديدة ليس لها أصل في القديم؛ فلا منافاة بين رد الباطل القديم ورد الباطل الجديد؛ لئلا يغتر بهما، فالباطل يجب ردُّه حيث كان؛ قديمه وحديثه، والله تعالى ذكر في القرآن ما كان عليه الكفرة السابقون، وما كان عليه الكفرة المتأخرون، ورد على الجميع.
6) وأما قولهم عن كتب الفقه : "إنها معقَّدة الأسلوب، وفيها افتراضات غريبة"؛ فهذا إنْ صَحَّ إنما يصدق على بعض المتون لأجل الاختصار، وهي قد بُسِطَتْ في شروحها ووضحت، فزال التعقيد.
وأما الافتراضات؛ فهي حلول لمشاكل يُتَصَوَّر وقوعها، فهي رصيدٌ ثمينٌ للأمة، مستَنْبَطٌ من الكتاب والسُّنَّة، لا يستهان به.
فكتب أسلافنا هي ذخيرتنا التي يجب أن نحافظ عليها، وأن نستفيد منها، ولا ننخدع بدسائس الأعداء المغرضين الذين ساءهم ما في هذه الكتب من بيان الحق ورد الباطل الذي ورثوه عن أسلافهم من جهمية ومعتزلة، فراحوا يثيرون الشبه حولها، ويزهِّدون فيها؛ (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) [التوبة: 32] ولكن؛ لا يزال ــ ولله الحمد ــ من أهل الحق بقيَّةٌ لا تَنْطَلي عليهم هذه الدعايات الزائفة ضد تراثهم المجيد“. انتهى النقل والمقصود.
[البيان لأخطاء بعض الكتاب للشيخ صالح الفوزان: 1/11-14، ط. (3)، دار ابن الجوزي، 1427هـ، النسخة المصورة المنشورة على الشابكة]
نقلته أم سلمة المالكية
غفر الله تعالى لها ولوالديها ولجميع المسلمين الموحدين
السبت 8-2-1439هـ
شبكة سحاب
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ ...
فإجابة على سؤال «من أين يُستمد العلم النافع؟» يقول العلامة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله تعالى:
”يُستمد العلم النافع من الكتاب والسُّنَّة؛ تفهُّمـًا وتدبُّـرًا، مع الاستعانة على ذلك بكتب التوحيد والتفسير وشروح الحديث وكتب الفقه وكتب النحو واللغة؛ فإنَّ قراءة هذه الكتب طريق لفهم الكتاب والسُّنَّة.
ولكن ينبغي التنبُّه لدسيسة خبيثة راجت عند كثيرين من الشباب على أيدي بعض المغرضين الذين يتسَمَّوْنَ بالموجِّهين وبالمفكِّرين، صرفوا بها أكثر الشباب عن الكتب النافعة، وتلك الدَّسيسة هي قولهم مثلًا عن كتب التوحيد التي تتضمَّن بيان مذهب السلف الصالح وأتباعهم في أسماء الله وصفاته، والرد على المعطِّلة من جهمية ومعتزلة وأفراخهم، والتي تتضمَّن بيان توحيد العبادة، وما يناقضه أو ينقصه من الشرك؛ يقولون: إنَّ هذه كتب قديمة تردُّ على قوم قد هلكوا، وتناقش شُبهًا قد انقرضت، فينبغي أنْ نتركَهَا ونشتغل برد المذاهب المنحرفة الجديدة؛ كالشيوعية، والبعثية . . . وما إليها، ويقولون عن كتب الفقه مثلًا: إنَّها كتب معقَّدة، وفيها افتراضات بعيدة الوقوع، نتركها ونستنبط من الكتاب والسُّنَّة حلولًا لمشاكلنا . . . إلى آخر ما يقولون.
والجــواب عن ذلك من وجـــوه:
1) أننا إذا تركنا هذه الكتب؛ ما استطعنا الردَّ على تلك المذاهب الجديدة؛ لأن هذه الكتب تعلِّمنا طريقة الرد، وكيفية الاستدلال، فإذا تركناها؛ كنا بمنزلة من يُلقي سلاحه ويَلقَى عدوَّه بلا سلاح، فماذا تكون نتيجته إذًا؟! إنَّها الهزيمة والقتل أو الأسر.
2) إنَّ الطوائف التي تردُّ عليها كتب التوحيد لم تنقرض، بل لها أتباع موجودون يعتنقون ما كانت عليه: مِن تعطيل الأسماء والصفات، وتأويلها، والإشراك في العبادة؛ يتكلمون بذلك وينشرونه في مؤلَّفاتهم وتعليقاتهم على الكتب المطبوعة، فكيف يُقال: إنَّ هذه الطوائف انقرضت؟!
3) وعلى فرض أنَّ هذه الطوائف الضالة انقرضت، ولم يبق لها أتباع؛ فالشُّبه والتأويلات التي ضلَّتْ بسببها موجودة في الكتب الموروثة عنها، والتي يُخْشى من وقوعها في أيدي مَنْ لا يعرف حقيقتها، فيضلُّ بسببها، أو تقع بأيدي مضللين يضلون بها الناس، فلابُدَّ من دراسة ما يضادُّها ويُبَيِّن بطلانها من كتب أهل السُّنَّة والجماعة.
4) أنَّ المذاهب المنحرفة الجديدة في الغالب منحدرة من مذاهب منحرفة قديمة، قد رَدَّ عليها العلماء السابقون في كتبهم، فإذا عرفنا بطلان القديم؛ عرفنا بطلان ما انحدر عنه.
5) على فرض أنَّ هذه المذاهب الجديدة ليس لها أصل في القديم؛ فلا منافاة بين رد الباطل القديم ورد الباطل الجديد؛ لئلا يغتر بهما، فالباطل يجب ردُّه حيث كان؛ قديمه وحديثه، والله تعالى ذكر في القرآن ما كان عليه الكفرة السابقون، وما كان عليه الكفرة المتأخرون، ورد على الجميع.
6) وأما قولهم عن كتب الفقه : "إنها معقَّدة الأسلوب، وفيها افتراضات غريبة"؛ فهذا إنْ صَحَّ إنما يصدق على بعض المتون لأجل الاختصار، وهي قد بُسِطَتْ في شروحها ووضحت، فزال التعقيد.
وأما الافتراضات؛ فهي حلول لمشاكل يُتَصَوَّر وقوعها، فهي رصيدٌ ثمينٌ للأمة، مستَنْبَطٌ من الكتاب والسُّنَّة، لا يستهان به.
فكتب أسلافنا هي ذخيرتنا التي يجب أن نحافظ عليها، وأن نستفيد منها، ولا ننخدع بدسائس الأعداء المغرضين الذين ساءهم ما في هذه الكتب من بيان الحق ورد الباطل الذي ورثوه عن أسلافهم من جهمية ومعتزلة، فراحوا يثيرون الشبه حولها، ويزهِّدون فيها؛ (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) [التوبة: 32] ولكن؛ لا يزال ــ ولله الحمد ــ من أهل الحق بقيَّةٌ لا تَنْطَلي عليهم هذه الدعايات الزائفة ضد تراثهم المجيد“. انتهى النقل والمقصود.
[البيان لأخطاء بعض الكتاب للشيخ صالح الفوزان: 1/11-14، ط. (3)، دار ابن الجوزي، 1427هـ، النسخة المصورة المنشورة على الشابكة]
نقلته أم سلمة المالكية
غفر الله تعالى لها ولوالديها ولجميع المسلمين الموحدين
السبت 8-2-1439هـ
شبكة سحاب