المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمور هامة عن الطهارة والجنابة


محمد الفاريابي
10-01-2011, 03:50 AM
الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تصح الصلاة على هذه الحال كما أن على العكس من ذلك أناس ابتلوا بالوسواس حتى يتوهموا أن البول أصابهم أو أصاب ثيابهم وهو لم يصبهم فتقلق نفوسهم وتشوش أفكارهم وهذا أمر لا ينبغي للإنسان العاقل أن يتبع نفسه إياه لأن من أتبع نفسه مثل هذه الوساوس فإنها تنكد عليه حياته وعبادته أيها المسلمون تطهروا من الحدث الأصغر بإسباغ الوضوء كما أمركم الله به وكما جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم استمعوا إلى قول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6) وجاءت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله مبينة إسباغ الوضوء على التمام فقولوا عند الوضوء بسم الله وأغسلوا أكفكم ثلاث مرات ثم تمضمضوا واستنشقوا واستنثروا ثلاث مرات بثلاث غرفات ثم أغسلوا وجوهكم ثلاث مرات من الأذن إلى الأذن عرضا ومن منحنى الجبهة نحو الرأس إلى أسفل اللحية ثم أغسلوا اليد اليمنى ثلاث مرات من أطراف الأصابع إلى المرفق وهو مفصل الذراع من العضد ثم اليد اليسرى مثل ذلك والمرفق داخل في الغسل ثم امسحوا جميع رؤوسكم من منحنى الجبهة مما يلي الوجه إلى منابت الشعر من القفا والأذنان من الرأس فيجب مسحهما يدخل المتوضأ سباحتيه في صماخيهما ويمسح بإبهامه ظاهرهما ثم اغسلوا الرجل اليمنى ثلاث مرات من أطراف أصابعها إلى الكعبين وهما العظمان البارزان في أسفل الساق ثم الرجل اليسرى مثل ذلك والكعبان داخلان في الغسل وخللوا بين الأصابع ولا سيما أصابع الرجلين وخللوا اللحية إن كانت كثيفة وانتبهوا لأمر يخل به كثير من الناس وذلك أن بعض الناس إذا غسل يديه بعد غسل وجهه بدأ بهما من طرف الذراع إلى المرفق ولا يغسل الكفين وهذا خطأ لأن غسل الكفين واجب لأن الكفين داخلان في مسمى اليد وعلى هذا فيجب أن تغسل يديك بعد غسل وجهك من أطراف الأصابع إلى المرفق كما أن بعض الناس في أيام الشتاء يكون عليه ثياب متعددة فيفثر كميه ولكن لا يفثرهما من فوق المرفق فلا يدخل المرفق في الغسل وهذا خطأ فإن الواجب أن يفسر الإنسان كميه حتى يتجاوزان المرفقين لأجل أن يدخل المرفقين في الغسل وإذا كان على الرأس عمامة أو كان عليه قبع فامسحوا عليه بدلاً عن مسح الرأس وامسحوا على الأذنين معه وما خرج من الرأس وإذا كان على الرجلين خف أو جورب والجورب هو الشراب أو نحوهما مما يلبس على الرجل سواء كان من القطن أو الصوف أو الجلود أو غيرها مما يجوز لبسه وسواء كان صفيقاً أو كان رقيقاً فامسحوا عليه وسواء كان مخرقاً أو سالماً من الخروق لأن النصوص الواردة في المسح على الخفين ليس فيها تفصيل في هذا الأمر والمقصود بجواز المسح على الخفين هو الرخصة على العباد وعدم المشقة عليهم بالخلع ثم اللبس لهذا كان ينبغي أن نطلق ما أطلقه الله ورسوله وأن لا نضيق على عباد الله ما وسعه الله عليهم كما اختار ذلك كثير من أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد حكى أصحاب الشافعي رحمهم الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه يجوز المسح على الجورب ولو كان رقيقا فامسحوا على ما تلبسون على أرجلكم امسحوا عليه بدلاً عن غسل الرجل لكن بثلاثة شروط الأول أن تلبسوها على طهارة فإن لبس الإنسان على غير طهارة لم يجز المسح لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه حين أراد أن ينزع خفي النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) الشرط الثاني أن يكون ذلك في الحدث الأصغر فإن أصابته جنابة لم يجز المسح ووجب غسل الرجلين الشرط الثالث أن يكون في المدة المحدودة وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر قال صفوان بن عسال رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم يعني في المسح على الخفين وإن بعض الناس يتوهم أن هذه مدة تعني خمس صلوات وليس الأمر كذلك بل هي تعني أربعاً وعشرين ساعة للمقيم واثنتين وسبعين ساعة للمسافر وقد يصلي الإنسان في هذه المدة أكثر من خمس صلوات وتبتدئ المدة من أول مرة مسح بعد الحدث فلا يحسب من المدة ما كان قبلها وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المسح ولا يكون المسح إلا بحقيقة فعل المسح فإذا تطهر الرجل لصلاة الفجر ولبس خفيه ولم ينتقض وضوءه إلا بعد صلاة العشاء ثم نام وتوضأ لصلاة الفجر من اليوم الثاني ومسح عند صلاة الفجر من اليوم الثاني فإن مدة المسح تبتدئ من ذلك الوقت من اليوم الثاني إلى تمام أربع وعشرين ساعة أو إلى تمام ثلاثة أيام إن كان مسافراً إلا أن تصيبه جنابة فإنه يخلعهما ويغسل رجليه مع سائر جسده وإذا تمت المدة وأنت على طهارة لم تنتقض طهارتك بذلك حتى يحصل لك حدث أو ناقض للوضوء ثابت بالسنة ومن مسح على شئ ثم خلعه فطهارته باقية لا تنتقض بالخلع ولكن إذا أراد أن يلبسه مرة ثانية فلا يلبسه حتى يتوضأ ويغسل رجليه وعلى هذا فإن الوضوء لا يبطل بخلع الخف أو الشرابه ولا يبطل بتمام المدة لأن بطلانه بتمام المدة أو بالخلع ليس عليه دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من إجماع أهل العلم بل إن القول الراجح الذي تقتضيه الأدلة الشرعية أن الوضوء لا ينتقض إلا بحدث أو بموجب للوضوء بنص من الشرع وذلك لأن اللابس إذا مسح قبل تمام المدة فقد تم وضوءه بمقتضى دليل شرعي وما تم بمقتضى الدليل الشرعي فإنه لا يرتفع إلا بدليل شرعي أيها المسلمون أسبغوا الوضوء رحمكم الله على الوجه المطلوب منكم فقد صح عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً ) وتطهروا من الجنابة وبادروا بالطهارة منها فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تقرب الملائكة جنباً إلا أن يتوضأ ) ولا تناموا على جنابة فإن تيسر لكم الاغتسال قبل النوم فهو أفضل وإن لم يتيسر فتوضئوا كما تتوضئون للصلاة ثم ناموا واغتسلوا إذا قمتم والواجب في الغسل أن يعم الإنسان بدنه بالماء مرة واحدة لكن الأفضل أن يغسل كفيه ثلاثاً ثم يغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً ثم يغسل رأسه فيخلل أصول شعره بالماء حتى يبلغ ثم يفيض عليه ثلاث مرات ثم يغسل سائر جسده ولا يحتاج بعد ذلك إلى إعادة الوضوء بعد الغسل لأن الغسل كافٍ عن الوضوء لقوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا)(المائدة: من الآية6) ولم يذكر الله وضوءاً ولم يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم بعد اغتساله ومن كان في أعضاء طهارته جرح لا يضره الماء وجب عليه غسله فإن كان يضره الغسل دون المسح وجب عليه مسحه فإن كان يضره حتى المسح تيمم عنه وإذا كان على أعضاء طهارته جبس مغلف على كسر أو لصقة مشدودة على جرح أو ألم مسح عليه حتى يبرأ سواء في الحدث الأصغر أم الجنابة والمريض الذي يتعذر عليه استعمال الماء لعجزه عنه أو تضرره باستعماله يجوز له أن يتيمم حتى يزول عذره والمسافر الذي ليس معه ماء زائد عن حاجته يجوز له أن يتيمم حتى يجد الماء لقول الله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة: من الآية6) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) ومن تيمم لصلاة وبقي على طهارته إلى الصلاة الأخرى فهو على طهارته ولا يحتاج إلى إعادة التيمم لأن التيمم مطهر كما سمعتم قول الله عز وجل (وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ )(المائدة: من الآية6) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا ) وإذا كان مطهراً فإن الطهارة لا تنتقض إلا بدليل يدل على الانتقاض فاشكروا الله أيها المسلمون على نعمه وتيسيره اللهم لك الحمد على نعمتك وتيسيرك اللهم كما مننت علينا بهذه النعمة والتيسير فمن علينا بالقيام بطاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين اللهم اجعلنا ممن إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة وقالوا سمعنا وأطعنا كما أمرتنا في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُون * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُون * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) (لأنفال:20-23) اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم فبشر عبادي (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18) أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم …
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا …
أما بعد
أيها المسلمون فإن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها فما فرضه الله علينا في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فواجب علينا أن نقوم به وما حرمه الله علينا في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فواجب علينا أن نجتنبه وما سكت عنه في كتابه أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه مما عفا الله عنه وكل من أوجب شيئاً ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يطالب بالدليل عليه وكل من حرم شيئاً ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يطالب بالدليل عليه لأننا لن نسأل يوم القيامة إلا عما أجبنا به المرسلين كما قال تعالى (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:65) إن علينا أيها الأخوة أن نستقي أحكام ديننا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وأن نستعين على استنباط ذلك وفهمه مما كتبه علماء هذه الأمة وأئمتها لأنهم بينوا لنا الطريق ووضحوه لنا جزاهم الله عنا خيراً ولكن إذا تبين لنا الحق من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الحجة قامت علينا وليس لنا أن نحتج بقول أحد على كتاب الله أو على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل الحجة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كل أحد ومن خالفهما من المجتهدين فإنه يلتمس له العذر ولا يجعل قوله حجة ولهذا قال أهل العلم إن أقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها أيها المسلمون إننا أشرنا قليلاً إلى موضوع الجنابة وإن كثيراً من الناس ولاسيما المتزوجون قريباً يخفاهم أمر مهم لا ينبغي أن يخفاهم لأنني أقول وقد قالها قبلي من قالها إنه لا ينبغي بل إنه يجب على كل من أراد ممارسة شئ من الأمور أن يعرف حكم الله فيه حتى يأتيه على بصيرة من أمره إني أقول إن بعض الناس يظنون أن الرجل إذا جامع زوجته ولم يحصل إنزال فإنه لا غسل عليهما وهذا ظن ليس بصواب بل إن الرجل إذا جامع زوجته وجب عليه وعليها الغسل سواء حصل الإنزال أم لم يحصل أما إذا حصل الإنزال بدون جماع فإن الغسل واجب على من أنزل فقط فلو قدر أن الرجل باشر زوجته بدون إيلاج ولكنه أنزل وهي لم تنزل فإن الغسل واجب عليه دونها وكذلك لو أنزلت هي ولم ينزل الرجل فإن الغسل واجب عليها دون الرجل أما إذا حصل الإيلاج وهو تغيب الحشفة فإن الواجب الغسل عليهما جميعاً سواء حصل الإنزال أم لم يحصل أيها الأخوة المستمعون أرجو أن تبلغوا ذلك لكل من تظنون انه يجهله لأنني أسأل عن هذا كثيراً والأمر خطير جداً قد يصلي الإنسان صلوات عديدة بل قد يصلي أشهراً أو سنوات وهو لا يعلم عن هذا الشئ فيصلي وعليه الجنابة وهو لا يدري أيها المسلمون بلغوا ذلك لإخوانكم أن من جامع فعليه الغسل وعلى المرأة سواء حصل الإنزال أم لم يحصل أما إذا حصل الإنزال بدون جماع فإن الغسل واجب على من أنزل وحده دون الثاني أسأل الله أن يرزقني وإياكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً وأن يزيدنا من فضله وكرمه وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم أيها المسلمون بالجماعة وهي الإجتماع على دين الله متآخين متآلفين متآمرين بالمعروف متناهيين عن المنكر ومن الجماعة أن تجتمعوا على هذه الصلوات الخمس في بيوت الله عز وجل التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً وتقديم قوله على كل قول وهديه على كل هدي يا رب العالمين اللهم احشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضا عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن أولاده الغر الميامين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضا عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح أمورنا اللهم أصلح أمورنا وأستر عيوبنا وسدد أقوالنا وأصلح لنا أعمالنا يا رب العالمين اللهم أصلح لنا ولاة الأمور صغيرهم وكبيرهم اللهم أصلح لنا ولاة الأمور صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا صغيرهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم اجعلنا وإياهم عوناً لك على الحق اللهم اجعلنا وإياهم عوناً على الحق يا رب العالمين مخلصين لك متبعين لرسولك اللهم إنا نسألك أن تصلح بطانة ولاة أمورنا اللهم أصلح بطانة ولاة أمرونا اللهم أصلح بطانة ولاة أمورنا اللهم من كان من بطانتهم ذا خير يدلهم على الحق ويبين لهم ويرشدهم لما فيه الخير اللهم فقربه منهم وسدده يا رب العالمين ومن كان من بطانتهم على خلاف ذلك فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين أيها المسلمون لقد قال الله تعالى في كتابه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) وقال الله عز وجل (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) وقال تعالى (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل:53) أيها الناس إنه ما من أحد إلا وقد يصاب بمصيبة ولكن الذي يجب علينا أن نلجأ في جميع أمورنا إلى الله عز وجل وأن نجعل جميع الأسباب المادية والمعنوية أن نجعلها أسباباً دون الخالق عز وجل أي أن تدبير الخالق فوق كل شئ إن كثيراً من الناس يعتمدون على الأسباب وينسون المسبب وهو الله عز وجل أيها المسلمون ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين اللهم إنا نسألك أن تسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …

محب الدعوة
10-01-2011, 08:33 AM
جزاك الله خيرا