المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بدعة خلق القرآن


الواثقة بالله
10-03-2011, 02:35 AM
:: . من البدع الدخيلة على الإسلام و أهله ! وأول من قال بـ " أن القرآن مخلوق " ! . ::

بسم الله الرحمن الرحيم


:: - المقدمة .
:: - أصل بدعة خلق القرآن . و مقدمة مما زعم أهلها عنها !
:: - مواقف أئمة أهل السنة منها .
:: - مواقف بعض المسلمين منها من مذهبي أهل السنة و الجماعة و المذهب الأباضي .
:: - من لا يقول بكلا القولين هم الواقفة !
:: - الخاتمة .



:: - المقدمة .
ولا تك في القـرآن بالوقف قائلا ** كمـا قـال أتبـاع الجهم وأسجحوا
ولا تقـل القـرآن خـلق قراءتـه ** فـإن كـلام اللـه بـاللفظ يوضح



سأنقل لكم أيها الأخوة أقوال السلف الصالح في مسألة خلق القرآن؛ و بيان أصل هذا القول " أول من قال به " !
ثم .. من من الناس يقول به ؟! و كم فريقاً ينقسمون ؟؟!
رحم الله أئمة أهل السنة و الجماعة .. فقد نافحوا عن الدين و هلك من هلك منهم و جلد من جلد .. على أن يغيروا هذا الدين أو يزعموا بشيء ليس به لكنهم ما فعلوا .

:: - أصل بدعة خلق القرآن . و مقدمة مما زعم أهلها عنها !

جاء في صحيح البخاري بابُ أسماه رحمه الله ( الرد على الجهمية ) و هؤلاء -الجهمية- هم أتباع الجهم بن صفوان القائل بخلق القرآن متبعاً بذلك الجعد بن درهم لكنه لم يشتهر في أيام الجعد كما اشتهر عن الجهم, فإن الجعد لما أظهر القول بخلق القرآن تطلبه بنو أمية فهرب منهم فسكن الكوفة فلقيه الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه ولم يكن له كثير اتباع غيره.


قال أبو عبد الله (هو البخاري):
احتج هؤلاء -يعني الجهمية- بآيات وليس فيما احتجوا به أشد التباسا من ثلاث آيات:
قوله {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} فقالوا إن قلتم إن القرآن لا شيء كفرتم وإن قلتم إن القرآن شيء فهو داخل في الآية
والثانية قوله {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} قالوا: فأنتم قلتم بقول النصارى لأن المسيح كلمة الله وهو خلق فقلتم إن كلام الله ليس بمخلوق وعيسى من كلام الله
والثالثة {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وقلتم ليس بمحدث
قال أبو عبيدة:
أما قوله {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} فهو كما قال وقال في آية أخرى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فأخبر أن أول خلق خلقه بقوله وأول خلق هو من الشيء الذي قال وخلق كل شيء فأخبر أن كلامه قبل الخلق
وأما تحريفهم {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} فلو كان كما قالوا لكان ينبغي أن يكون بين الدفتين وكلمته ألقاها إلى مريم لأن عيسى مذكر والكلمة مؤنثة لا اختلاف بين العرب في ذلك وإنما خلق الله عيسى بالكلمة لا أنه الكلمة إلا تسمع إلى قوله {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} يعني جبريل عليه السلام كما قال في آية أخرى {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}وقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فخلق عيسى وآدم بقوله كن وليس بين هاتين الآيتين خلاف
وأما تحريفهم {من ذكر من ربهم محدث} فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما علم الله ما لم يكن يعلم
وقال أبو عبد الله: والقرآن كلام الله غير مخلوق لقول الله عز وجل {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} فبين أن الخلائق والطلب والحثيث والمسخرات بأمره شرح فقال: ** أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
قال ابن عيينة: قد بين الله الخلق من الأمر بقوله {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} فالخلق بأمره كقوله {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} وكقوله {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وكقوله {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} ولم يقل بخلقه .


( روى ذلك الإمام في كتابه خلق أفعال العباد، ورواه ابن أبي حاتم في كتاب السنة له وغيرهما وهو مشهور في كتب التواريخ وذلك سنة أربع وعشرين ومائة .)



لتنزيل الكتاب
http://www.sahab.org/books/book.php?id=1457



وقد أخذ الجعد بدعته هذه من بيان بن سمعان, وأخذها بيان عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم, وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى في ذلك سورة المعوذتين . ثم تقلد هذا المذهب المخذول عن الجهم بن غياث بن أبي كريمة المريسي المتكلم , شيخ المعتزلة وأحد من أضل المأمون وجدد القول بخلق القرآن ويقال أن أباه كان يهوديا صباغا بالكوفة وروى عنه أقوال شنيعة في الدين من التجهم وغيره مات سنة ثماني عشرة ومائتان. ثم تقلد عن بشر ذلك المذهب الملعون قاضي المحنة أحمد بن أبي داود , وأعلن مذهب الجهمية وحمل السلطان على امتحان الناس بالقول بخلق القرآن وعلى أن الله لا يرى في الآخرة وكان بسببه ما كان على أهل الحديث والسنة من الحبس والضرب والقتل وغير ذلك, وقد ابتلاه الله تعالى بالفالج قبل موته بأربع سنين حتى أهلكه الله تعالى سنة أربعين ومائتين. ومن أراد الاطلاع على ذلك وتفاصيله فليقرأ كتب التواريخ ير العجب .

و هنالك أقول أخرى عقلية لم يقل بها النبي أو أحد من أصحابه تجدها منتشرة في كتب بعض المدارس الإسلامية ذات الطابع الجهمي معاصرة لا تزال تقول بخلق القرآن رغم وضوح المسألة؛ و لا حول و لا قوة إلا بالله.
و الكلام في ذلك يطول حديثه و الأكتفاء بمضمون زعمهم أن القرآن مخلوق !

إذن ..

إنتهينا بأن القائلين بـ خلق القرآن هم أتباع الجهم بن صفوان ( جاء ذكره معنا فيما سبق ) .
و هنالك فريقان سيأتي ذكرهما و هما :
- المتبعين لسنة النبي و ما جاء به.

- الواقفين عن القول .
>> يتبع ..

الواثقة بالله
10-03-2011, 02:38 AM
الإمام الأكبر أبو حنيفة النعمان -رحمه الله -:


قال أبو حنيفة النعمان : وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا... [الفقه الأكبر ص302]


قال أبو حنيفة النعمان :
لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص 56]

و قال :
والقرآن غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]
و قال :
ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. [الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10]

الإمام مالك بن أنس - رحمه الله –


عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص249، ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص44]


عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب. [الانتقاء ص35]


الإمام محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله –


عن الجارودي قال: ذُكر عند الشافعي، إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّة [قال عنه الذهبي: جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن. ميزان الاعتدال ج1 ص20، وانظر ترجمته في لسان الميزان ج1 ص34، 35] فقال: أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول. أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلَّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا اللهُ الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب. [الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان ج1 ص35]


عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي: من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص252]


عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي، أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا، قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم، قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [سورة التوبة: الآية 6] {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء: الآية 164] قال الشافعي: فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟ أو كان الله، ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله، وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه. فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]



الإمام أحمد بن محمد بن حنبل – رحمه الله –

قال الإمام أحمد: لم يزل الله عزَّ وجلَّ متكلماً، والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، غير مخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيءٍ أكثر مما وصف به نفسه، عزَّ وجلَّ. [كتاب المحنة لحنبل ص68]

قال عبد الله بن أحمد: إن أحمد قال: من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر، إلاَّ أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص56]

عن عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم اللهُ موسى، لم يتكلم بصوت فقال أبي: تكلم اللهُ بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص185]

عن عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ... والقرآن كلام اللهِ، وليس بمخلوق، ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق؛ فإن كلام اللهِ منه، وليس منه شيء مخلوق. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص157]

و أكتفي بما صح عن الأئمة الأربعة فعليهم يعتمد مذهب أهل السنة و الجماعة و هكذا هو حال السلف جميعاً و لله الحمد و المنة .
و من يريد الزيادة على عقيدة أهل السنة و الجماعة فهنا رابط مفيد :
http://arabic.islamicweb.com/sunni/imams_creed.htm

منقول

الواثقة بالله
10-03-2011, 02:43 AM
إن من المعيب جداً أن يظن البعض أن أهل السنة والجماعة يخشون أهل البدع عند اللقاء ! فـ يزعمون أن أهل السنة و الجماعة يتهربون فيرفضون المناظرات !
لكن الحقيقة أن ما يخشاه أهل السنة و الجماعة هو أن تعلق تلك الشبهات في قلوبهم فلا يستطيعون إخراجها !
و إن في قصص الأئمة ما يدل على ذلك .. فـ قصة الإمام ابن سيرين مشهورة وتدل على ذلك ..

و كذلك قصة الإمام مالك رحمه الله .. و غيرها الكثير ..

و في المقابل .. هنالك من ناظر ورد من أهل السنة والجماعة على هؤلاء المتكلمين . ومن بين تلك القصص أخترت لكم التالي :

و حكى المسعودي عن علي بن صالح قال :
حضرت يوم من الأيام جلوس المهتدي للمظالم ، فرأيت من سهولة الوصول ونفوذ الكتب عنه إلى النواحي ، فيما يتظلم به إليه – ما استحسنته ، فأقبلت أرمُقه ببصري إذا نظر في القصص ، فإذا رفع طرفه إلي أطرقت ، فكأنه علِم ما في نفسي .


فقال لي : يا صالح أحسب أن في نفسك شيئاً تحب أن تذكره .
قال : قلت : نعم يا أمير المؤمنين .
فأمسك ، فلما فرغ من جلوسه أمر أن لا أبرح ، ونهض ، فجلست جلوساً طويلاً ،فقمت إليه ، وهو على حصير الصلاة.
فقال لي: أتحدثني بما في نفسك ، أم أحدثك؟فقلت : بل هو من أمير المؤمنين أحسن .
فقال : كأني بك وقد استحسنت مِن مجلسنا .
فقلت : أي خليفة خليفتنا ، إن لم يكن يقول بقول أبيه ، من القول بخلق القرآن !
فقال – أي الخليفة - :
قد كنت على ذلك برهة من الدهر ، حتى أُقدِم عَلَى الواثق شيخ من أهل الفقه والحديث من ((أذنه)) من الثغر الشامي ، مقيداً طوالاً ، حسن الشيبة ، فسلم غير هائب ، ودعا فأوجز ، فرأيت الحياء منه في حما ليقعينَي الواثق ، الرحمة عليه .
فقال : يا شيخ ، أجب أحمد بن أبي دؤاد عما يسألك عنه .
فقال : يا أمير المؤمنين ، أحمد يصغر ويضعف ، ويقل عند المناظرة .
فرأيت الواثق ، وقد صار مكان الرحمة ، غضباً عليه .
فقال : أبو عبد الله يصغر ويضعف عند مناظرتك ؟!
فقال : هوّن عليك يا أمير المؤمنين ، أتأذن لي في كلامه ؟فقال الواثق : قد أذنت لك .
فأقبل الشيخ على أحمد ، فقال : يا أحمد إلامَ دعوت الناس ؟فقال أحمد : إلى القول بخلق القرآن .
فقال له الشيخ : مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها ، من القول بخلق القرآن أداخله في الدين ، فلا يكون الدين تامًّا إَّلا بالقول بها ؟قال : نعم .
قال الشيخ : فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إليها أم تركهم ؟قال : لا .
قال له : يعلمها أم لم يعلمها ؟قال : عَلِمَهَا .
قال: فلم دعوت إلى ما لم يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، وتركهم منه ؟فأمسك.
فقال الشيخ : يا أميرالمؤمنين هذه واحدة .
ثم قال له : أخبرني يا أحمد ، قال الله في كتابه العزيز : <<الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ>> المائدة :3، فقلت أنت : الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن ، فالله تعالى – عز وجل – صدق في تمامه وكماله ، أم أنت في نقصانك ؟!
فأمسك .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين، هذه ثانية .
ثم قال بعد ساعة : أخبرني يا أحمد ، قال الله عز وجل : <<يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِنلَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ>> المائدة : 67فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها ، فيما بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أم لا؟فأمسك.
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، هذه الثالثة .
ثم قال بعد ساعة : خبرني يا أحمد ، لمّا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها ، أَتَّسع له أن أمسك عنها أم لا ؟قال أحمد : بل اتَّسع له ذلك .
فقال الشيخ : وكذلك لأبي بكر ، وكذلك لعمر ، وكذلك لعثمان ، وكذلك لعلي رحمة الله عليهم؟قال : نعم .
فصرف وجهه إلى الواثق ، وقال : يا أمير المؤمنين ، إذا لم يَّسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فلا وسع الله علينا.
فقال الواثق : نعم ، لا وسع الله علينا ، إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، فلا وسع الله علينا.
ثم قال الواثق : اقطعوا قيوده، فلما فُكَّت ، جاذب عليها .
فقال الواثق : دعوه ، ثم قال : يا شيخ لما جاذبت عليها ؟قال : لأني عقَدتُّ في نيتي أن أجاذب عليها ، فإذا أخذتها أوصيت أن تُجعل بين يدي كفني ، ثم أقول يا ربي ، سل عبدك : لِمَ قيدني ظلماً ، وارتاع بي أهلي ؟فبكى الواثق ، والشيخ ، كل من حضر .
ثم قال له : يا شيخ اجعلني فيحلٍّ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حلٍّ ، إعظاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقرابتك منه .
فتهلل وجه الواثق وسُرَّ .
ثم قال له : أَقم عندي آنس بك .


فقال له : مكاني في الثغر أنفع ، وأنا شيخ كبير ، ولي حاجة .

قال : سل ما بدا لك .
قال : يأذن لي أمير المؤمنين ، فيرجوعي إلى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم .
قال : قد أذنت لك . وأمر له بجائزة ، فلم يقبلها .
قال المهتدي : فرجعت من ذلك الوقت عن تلك المقالة ، وأحسب – أيضاً – أن الواثق رجع عنها )).

راجع هذا الرابط :
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&page=loma00056.Htm&docid=21

محب الدعوة
10-03-2011, 07:17 AM
جزاكم الله خيرا 0
ومن افضل الكتب التي ردت على بدعية هذا القول في اول ظهوره زمن المأمون والتي امتدت الى زمن الواثق بعد المعتصم ، وفرج الله عن العلماء باحياء السنة وقمع البدعة والرجوع الى القول بان القرآن منزل من عند الله في زمن المتوكل على الله ، هو كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني رحمه الله وهي مناظرة ببينه وبين رأس الاعتزال بشر المريسي بين يدي الخليفة المأمون ، وكانت الغلبة لعبد العزيز الكناني رحمه الله بما فتح الله عليه من اظهار الحق وتلقينه الحجة0

وهي رسالة جيدة يوجد تحقيق لها من افضل التحقيقات للشيخ اسماعيل الانصاري رحمه الله ، وكذا من افضل التحقيقات لها ايضا : تحقيق للشيخ علي ناصر فقيهي حفظه الله ووفقه