محمد الفاريابي
10-07-2011, 06:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد قدر ما شاء بحكمته وهو الفعال لما يريد وقسم عباده إلى قسمين منيب إلى ربه وعاصي مريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الولي الحميد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الرسل وخلاصة العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان في هديهم الرشيد وسلم تسليما .
أما بعد
فقد قال الله سبحانه عن نفسه ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رقدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا) إن العالم نوعان عالم حسي مشهود أو مسموع أو مدرك بغير ذلك من قوى الحس فهذا يشترك بالإحاطة به كل من له قوة حاسة تدركه ولا ينكره إلا مكابر أو مجنون وعالم غيبي لا يعلمه إلا الله أو من أطلعه الله من رسوله على ما شاء منه لحكمة اقتضت ذلك فمن العلوم الغيبية التي أختص الله بها ولم يطلع عليها أحداً من خلقه لانتفاء الحكمة في إطلاع الخلق عليها من هذه العلوم علم الساعة إنه لا يدري أحد متى تقوم الساعة إلا الله عز وجل يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفيٌ عنها قل إنما علمها عند الله ) ولقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما المسئول عنها بأعلم من السائل فمن أدعى من أدعى أنه يعلم متى تقوم الساعة فهو كاذبٌ كافر ومن صدقه في ذلك فقد كذب الله ورسوله فهو كافر وإذا كنا لا نعلم متى تقوم الساعة فإننا لا نعلم بأي سبب تكون سواء أنها من آيات الله وقدرته (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله علي كل شئ قدير ) فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدة فيومئذٍ وقعت الواقعة ومن المعلوم الغيبية التي أطلع الله عليها رسله وبلغوها إلى الناس لمصلحتهم في ذلك ولا طريق إلى العلم بها إلا من طريق الرسل من هذه العلوم الغيبية علم ما يجري على الناس بعد موتهم ومفارقة أرواحهم لأجسادهم فإن الناس قد علموا ذلك عن طريق الوحي الذي نزل على الرسل من الخلاق العليم بكل شيء فقد أخبر الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بما يشفي ويكفي وتصلح به أمور ديننا ودنيانا أخبرنا عما يجري للمؤمن وما يجري للكافر فأما المؤمن الذي استقام على دين الله فله السرور والفرح والنعيم قال الله عز وجل ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها مما تدعون نزل من غفور رحيم) وقال تعالى (كذلك يجزئ الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يبشر عند موته فيقال لروحه أخرجي أيتها الروح الطيبة راضية مرضية أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان وأنه يفسح له في قبره مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفرش له من الجنة ويلبس منها فيكون ما أنتقل إليه من النعيم خير من الدنيا وما فيها أيها المؤمنون أن الناس يظنون أن الناس إذا انتقلوا إلى القبور فإنما ينتقلون إلى قبور ضيقة وهي وإن كانت ضيقة بحسب ما يراه الناس في الدنيا فإنها ليست ضيقة على المؤمن أنه يفسح له في قبره مد بصره ليس ذراعاً ولا ذراعين ولا متراً ولا مترين وإنما هو مد البصر يفسح له ويفتح له باب إلى الجنة أما الكافر الذي لا يدين بدين الإسلام سواء كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم وثنياً أم ملحداً لا يؤمن بدين أو مرتداً عن دين الإسلام ينتسب إلى الإسلام وهو يسخر بالإسلام أو يسخر بشعائر الإٍسلام فإن له الغم والحزن والعذاب عند موته وفي قبره أسمعوا قول الله عز وجل (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطي أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)فأما قوله (أخرجوا أنفسكم) إنه يدل على أنهم شحيح في أنفسهم لا يريدون أن تخرجوا من أبدانهم لأنهم يبشرون بالعذاب فلا يريدون العذاب ويقول الله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) ويقول تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم أتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه ) أتبعوا ما يسخط الله وكرهوا ما يرضيه وقال تعالى عن آل فرعون (وحاط بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٍ من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )) أستمع أيها الجاهل أستمع يا من تظن أن دين اليهودية والنصرانية باقي مرضي عنه استمع إلى جزاء من يتمسك بدين اليهود والنصارى بعد أن يسمع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به أستمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه إلا كان من أصحاب النار وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة )) وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الكـافر ( أنه إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة يجيئه ملك الموت فيبشره بالعذاب يقول لروحه أخرجي أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده لسوء ما بشرت به فينتزعها كما ينتزع الدبوس من الصوف المبلول المتشبث به ولا تفتح أبواب السماء لها وتعاد إلى جسده فيسأل عن ربه ودينه ونبيه فيحال بينه وبين الجواب وإن كان يعرفه في الدنيا ثم يضيق عليه القبر حتى تختلف عليه أضلاعه ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ) هذا أيها المؤمنون ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من عذاب الكافرين وحزنهم عند موتهم وفي قبورهم وإلى أبد الآبدين إنه لكل كافر سواء كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم وثنيا أم مرتداً عن الإسلام يسخر به أو بشئ من شعائره أو يأتي بشيء من أسباب الردة فليس له بعد الموت نعيم ولا سرور ولا تخفيف من العذاب ولا فتور ويقول الله عز وجل (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون ) وقال تعالى (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون ولياً ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ) وقال الذين في النار لخزنة جهنم أدعوا ربكم يخفف عنا يوم من العذاب أما النعيم والسرور والفرح والحبور بعد الموت فإنه للمؤمنين المستقيمين على أمر الله ورسوله (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنات نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين ) أسال الله أن يجعلني وأياكم منهم بمنه وكرمه أساله أن يجعلنا من المقربين الذين ينعمون بالروح والريحان وجنة النعيم فاتقوا الله عباد الله وأمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لأن لا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل لله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآياته والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس أتقوا الله تعالى وأعلموا أنكم تنتقلون من هذه الدنيا إلى دار الجزاء والثواب من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد إن الميت إذا مات أتبعه ثلاثة أتبعه أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والأهل ويبقى العمل العمل هو قعيدك في قبرك أنيسك في وحشتك فإن كنت من المؤمنين فأعمل يا أخي صالحاً لذلك اليوم لعلك تكون من السعداء ولا تكون من الأشقياء إن المؤمن من أسباب المغفرة أن يكثر المصلون عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات فقام عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) أي جعلهم شفعاء فقبل شفاعتهم به أو فقبل شفاعتهم له ولهذا ينبغي لمن يصلى على الميت أن يخلص له الدعاء والتكبيرات على الميت أربع وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كبر خمساً قال العلماء وله أن يكبر ستاً وسبعا لأن ذلك ورد عن الصحابة رضي الله عنهم والمعلوم للجميع أن التكبيرة الأولى تقرأ فيها الفاتحة وإن قرأ معها سورة فلا بأس وفي الثانية يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثالثة يدعوا بما ورد إن كان يعرف ما ورد وإلا دعا للمسلمين وللميت وبعد الرابعة قال بعض العلماء يسكت وقال بعض العلماء يدعو ثم إنه ينبغي لمن حمل الجنازة أن يحملوها على أعناقهم لأن ذلك هو السنة ولأن ذلك أبلغ في الموعظة فإن الناس إذا رأوا الميت محمولاً رقت قلوبهم وتذكروا الموت والآخرة ولأن ذلك قد يو قد يوجب لبعض الناس الذين يشاهدونه أن يتبعوه إلى المقبرة ويصلوا عليه ويشاركوا في دفنه وهذه مصلحة للميت وللمشيعين أيضاً أما ما زاده الناس اليوم من كونهم يحملون الأموات على السيارات ثم تتبعهم سيارات كثيرة كأنما هم في وليمة عرس فإن هذا خلاف السنة بلا شك ولهذا كرهه أهل العلم حتى إني رأيت بعض المعاصرين قال إن هذا موروث عن الكفار هم الذين يفعلون ذلك لأن لا يذكروا الناس بالموت فتتكدر عليهم دنياهم فيذهبون على هذا الوجه حتى لا يشعر بالجنازة ولا تشاهد وعلى هذا فالسنة أن تحمل الجنازة على الأعناق إلا أن يكون هناك حاجة لكونه مطراً أو برداً شديداً أو حراً شديداً أو كان المشيعين قليلين يتعبهم حملها إلى المقبرة ونحو ذلك من الحاجات فلا بأس أن تحمل حينئذٍ وينبغي أن يشارك الإنسان إذا حضر الدفن في الدفن فيحثوا ثلاثة حثايات على القبر وينبغي أن يرفع القبر عن الأرض قدر شبر وأن يكون مسنماً لا مسطحاً وكثيرٌ من الناس يظنون أن التسطيح أفضل ولكن هذا من جهلهم فالتسنيم بأن يكون له حد هذا هو الأفضل وهو الأولى وهو الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وهو أنفع حتى لا يبقى المطر على ظهر القبر فربما يروى من الماء ثم يتهدم اللبن على الميت أما إذا كان مسنماً فإن الأمطار تنحدر يميناً وشمالاً ولا تكون على نفس القبر ومن المؤسف أن كثيراً من الذين يدفنون الناس يكونوا جاهلين بهذا الأمر فيسطحونها ولا يسنمونها ولكني أعتقد أن كل إنسان يسمع بالحق من المؤمنين فإنه سوف يتبعه إنشاء الله وينبغي إذا فرغ الإنسان من دفن الميت أن يقف عنده وأن يسأل الله المغفرة له والتثبيت لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم وأسالوا له التثبيت فإنه الآن يسأل أن يسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه وأما العزاء فإنه يعزى من أصيب بالميت إي من حزن بموته سواء كان قريباً للميت أم بعيداً عنه لأن المقصود بالتعزية تقوية قلب المصاب حتى يصبر على المصيبة وليس لها لفظ معين وأحسن ما يعزى به ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته حين أرسلت إليه رسولاً تطلب منه أن يحضر لأن عندها طفلٌ محتضرٌ في سياق الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرسول مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شئ عنده بأجل مسمى هذه خمس جمل من أحسن ما يعزى به تقول له أصبر واحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شئ عند بأجل مسمى هذه تؤثر على قلب المصاب تأثيراً بالغاً أما العبارة التي يقولها الناس وهم لا يدرون عن معناها وإنما أخذوها كابر عن كابر عظم الله أجرك وأحسن عزاك وغفر لك ولميتك فهذه قالها بعض العلماء ولكنها لا تتعين بل أفضل ما يعزى به ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن التعزية لا يسن فيها التقبيل فإن التقبيل عند التعزية لا أصل له ولا ينبغي أن يقبل الناس بعضهم بعضاً عند التعزية لأن ذلك لم يرد أما المصافحة فارجوا أن لا بأس به لأن الإنسان إذا قابل أخاه المسلم فإنه يصافحه فيكون ذلك مصافحة من أجل المقابلة لا من أجل التعزية وأما الاجتماع للتعزية في البيت وانتظار من يأتي إلى البيت فإن هذا من المكروه وقد ذكر كثيرٌ من أهل العلم أنه من البدع ولذلك لا ينبغي لأهل الميت أن يصنعوه نعم لو أن أحدهم ألجأهم فقرع عليهم الباب فلا حرج أن يفتحوا له ويعزى ويمشي وأما الجلوس لاستقبال الناس فإن هذا لا أصل له من السنة فلا ينبغي أن يفعل المهم أنه ينبغي لنا أن نكون بصيرين في دين الله نتبع ما جاءت به السنة في كل أحوالنا لنعبد الله على بصيرة حتى لا نكون في أعمالنا مقلدين بلا دليل لأن المرجع كله كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم :عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة) أسال الله تعالى أن يرزقني وإياكم الاستقامة على دينه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب الحلال الوافر وأساله أن يتم علينا جمعياً نعمته وأن يزيدنا من فضلنا وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعل ما أنزل علينا من المطر في هذه الأيام مقدمة خير لأمطار غزيرة نافعة غير ضارة وأن يعم بها أوطان المسلمين وأن ينزل فيها البركة إنه على كل شئ قدير وبعباده رؤوف رحيم وأعلموا أيها المؤمنون أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلى وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم أصلح رعيتنا شبابها وشيوخها وكهولها وذكورها وإيناثها يا رب العالمين اللهم أصلح لنا جميع أمورنا في ديننا ودنيانا إنك على كل شئ قدير اللهم حقق لنا الخيرية في هذه الأمة حتى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وندعو إلى الحق ونتواصى به وبالصبر وبالمرحمة يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد قدر ما شاء بحكمته وهو الفعال لما يريد وقسم عباده إلى قسمين منيب إلى ربه وعاصي مريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الولي الحميد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الرسل وخلاصة العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان في هديهم الرشيد وسلم تسليما .
أما بعد
فقد قال الله سبحانه عن نفسه ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رقدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا) إن العالم نوعان عالم حسي مشهود أو مسموع أو مدرك بغير ذلك من قوى الحس فهذا يشترك بالإحاطة به كل من له قوة حاسة تدركه ولا ينكره إلا مكابر أو مجنون وعالم غيبي لا يعلمه إلا الله أو من أطلعه الله من رسوله على ما شاء منه لحكمة اقتضت ذلك فمن العلوم الغيبية التي أختص الله بها ولم يطلع عليها أحداً من خلقه لانتفاء الحكمة في إطلاع الخلق عليها من هذه العلوم علم الساعة إنه لا يدري أحد متى تقوم الساعة إلا الله عز وجل يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفيٌ عنها قل إنما علمها عند الله ) ولقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما المسئول عنها بأعلم من السائل فمن أدعى من أدعى أنه يعلم متى تقوم الساعة فهو كاذبٌ كافر ومن صدقه في ذلك فقد كذب الله ورسوله فهو كافر وإذا كنا لا نعلم متى تقوم الساعة فإننا لا نعلم بأي سبب تكون سواء أنها من آيات الله وقدرته (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله علي كل شئ قدير ) فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدة فيومئذٍ وقعت الواقعة ومن المعلوم الغيبية التي أطلع الله عليها رسله وبلغوها إلى الناس لمصلحتهم في ذلك ولا طريق إلى العلم بها إلا من طريق الرسل من هذه العلوم الغيبية علم ما يجري على الناس بعد موتهم ومفارقة أرواحهم لأجسادهم فإن الناس قد علموا ذلك عن طريق الوحي الذي نزل على الرسل من الخلاق العليم بكل شيء فقد أخبر الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بما يشفي ويكفي وتصلح به أمور ديننا ودنيانا أخبرنا عما يجري للمؤمن وما يجري للكافر فأما المؤمن الذي استقام على دين الله فله السرور والفرح والنعيم قال الله عز وجل ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها مما تدعون نزل من غفور رحيم) وقال تعالى (كذلك يجزئ الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يبشر عند موته فيقال لروحه أخرجي أيتها الروح الطيبة راضية مرضية أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان وأنه يفسح له في قبره مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفرش له من الجنة ويلبس منها فيكون ما أنتقل إليه من النعيم خير من الدنيا وما فيها أيها المؤمنون أن الناس يظنون أن الناس إذا انتقلوا إلى القبور فإنما ينتقلون إلى قبور ضيقة وهي وإن كانت ضيقة بحسب ما يراه الناس في الدنيا فإنها ليست ضيقة على المؤمن أنه يفسح له في قبره مد بصره ليس ذراعاً ولا ذراعين ولا متراً ولا مترين وإنما هو مد البصر يفسح له ويفتح له باب إلى الجنة أما الكافر الذي لا يدين بدين الإسلام سواء كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم وثنياً أم ملحداً لا يؤمن بدين أو مرتداً عن دين الإسلام ينتسب إلى الإسلام وهو يسخر بالإسلام أو يسخر بشعائر الإٍسلام فإن له الغم والحزن والعذاب عند موته وفي قبره أسمعوا قول الله عز وجل (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطي أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)فأما قوله (أخرجوا أنفسكم) إنه يدل على أنهم شحيح في أنفسهم لا يريدون أن تخرجوا من أبدانهم لأنهم يبشرون بالعذاب فلا يريدون العذاب ويقول الله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) ويقول تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم أتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه ) أتبعوا ما يسخط الله وكرهوا ما يرضيه وقال تعالى عن آل فرعون (وحاط بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٍ من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )) أستمع أيها الجاهل أستمع يا من تظن أن دين اليهودية والنصرانية باقي مرضي عنه استمع إلى جزاء من يتمسك بدين اليهود والنصارى بعد أن يسمع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به أستمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه إلا كان من أصحاب النار وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة )) وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الكـافر ( أنه إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة يجيئه ملك الموت فيبشره بالعذاب يقول لروحه أخرجي أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده لسوء ما بشرت به فينتزعها كما ينتزع الدبوس من الصوف المبلول المتشبث به ولا تفتح أبواب السماء لها وتعاد إلى جسده فيسأل عن ربه ودينه ونبيه فيحال بينه وبين الجواب وإن كان يعرفه في الدنيا ثم يضيق عليه القبر حتى تختلف عليه أضلاعه ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ) هذا أيها المؤمنون ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من عذاب الكافرين وحزنهم عند موتهم وفي قبورهم وإلى أبد الآبدين إنه لكل كافر سواء كان يهودياً أم نصرانياً أم مجوسياً أم وثنيا أم مرتداً عن الإسلام يسخر به أو بشئ من شعائره أو يأتي بشيء من أسباب الردة فليس له بعد الموت نعيم ولا سرور ولا تخفيف من العذاب ولا فتور ويقول الله عز وجل (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون ) وقال تعالى (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون ولياً ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ) وقال الذين في النار لخزنة جهنم أدعوا ربكم يخفف عنا يوم من العذاب أما النعيم والسرور والفرح والحبور بعد الموت فإنه للمؤمنين المستقيمين على أمر الله ورسوله (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنات نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين ) أسال الله أن يجعلني وأياكم منهم بمنه وكرمه أساله أن يجعلنا من المقربين الذين ينعمون بالروح والريحان وجنة النعيم فاتقوا الله عباد الله وأمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لأن لا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل لله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآياته والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس أتقوا الله تعالى وأعلموا أنكم تنتقلون من هذه الدنيا إلى دار الجزاء والثواب من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد إن الميت إذا مات أتبعه ثلاثة أتبعه أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والأهل ويبقى العمل العمل هو قعيدك في قبرك أنيسك في وحشتك فإن كنت من المؤمنين فأعمل يا أخي صالحاً لذلك اليوم لعلك تكون من السعداء ولا تكون من الأشقياء إن المؤمن من أسباب المغفرة أن يكثر المصلون عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات فقام عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) أي جعلهم شفعاء فقبل شفاعتهم به أو فقبل شفاعتهم له ولهذا ينبغي لمن يصلى على الميت أن يخلص له الدعاء والتكبيرات على الميت أربع وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كبر خمساً قال العلماء وله أن يكبر ستاً وسبعا لأن ذلك ورد عن الصحابة رضي الله عنهم والمعلوم للجميع أن التكبيرة الأولى تقرأ فيها الفاتحة وإن قرأ معها سورة فلا بأس وفي الثانية يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثالثة يدعوا بما ورد إن كان يعرف ما ورد وإلا دعا للمسلمين وللميت وبعد الرابعة قال بعض العلماء يسكت وقال بعض العلماء يدعو ثم إنه ينبغي لمن حمل الجنازة أن يحملوها على أعناقهم لأن ذلك هو السنة ولأن ذلك أبلغ في الموعظة فإن الناس إذا رأوا الميت محمولاً رقت قلوبهم وتذكروا الموت والآخرة ولأن ذلك قد يو قد يوجب لبعض الناس الذين يشاهدونه أن يتبعوه إلى المقبرة ويصلوا عليه ويشاركوا في دفنه وهذه مصلحة للميت وللمشيعين أيضاً أما ما زاده الناس اليوم من كونهم يحملون الأموات على السيارات ثم تتبعهم سيارات كثيرة كأنما هم في وليمة عرس فإن هذا خلاف السنة بلا شك ولهذا كرهه أهل العلم حتى إني رأيت بعض المعاصرين قال إن هذا موروث عن الكفار هم الذين يفعلون ذلك لأن لا يذكروا الناس بالموت فتتكدر عليهم دنياهم فيذهبون على هذا الوجه حتى لا يشعر بالجنازة ولا تشاهد وعلى هذا فالسنة أن تحمل الجنازة على الأعناق إلا أن يكون هناك حاجة لكونه مطراً أو برداً شديداً أو حراً شديداً أو كان المشيعين قليلين يتعبهم حملها إلى المقبرة ونحو ذلك من الحاجات فلا بأس أن تحمل حينئذٍ وينبغي أن يشارك الإنسان إذا حضر الدفن في الدفن فيحثوا ثلاثة حثايات على القبر وينبغي أن يرفع القبر عن الأرض قدر شبر وأن يكون مسنماً لا مسطحاً وكثيرٌ من الناس يظنون أن التسطيح أفضل ولكن هذا من جهلهم فالتسنيم بأن يكون له حد هذا هو الأفضل وهو الأولى وهو الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وهو أنفع حتى لا يبقى المطر على ظهر القبر فربما يروى من الماء ثم يتهدم اللبن على الميت أما إذا كان مسنماً فإن الأمطار تنحدر يميناً وشمالاً ولا تكون على نفس القبر ومن المؤسف أن كثيراً من الذين يدفنون الناس يكونوا جاهلين بهذا الأمر فيسطحونها ولا يسنمونها ولكني أعتقد أن كل إنسان يسمع بالحق من المؤمنين فإنه سوف يتبعه إنشاء الله وينبغي إذا فرغ الإنسان من دفن الميت أن يقف عنده وأن يسأل الله المغفرة له والتثبيت لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم وأسالوا له التثبيت فإنه الآن يسأل أن يسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه وأما العزاء فإنه يعزى من أصيب بالميت إي من حزن بموته سواء كان قريباً للميت أم بعيداً عنه لأن المقصود بالتعزية تقوية قلب المصاب حتى يصبر على المصيبة وليس لها لفظ معين وأحسن ما يعزى به ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته حين أرسلت إليه رسولاً تطلب منه أن يحضر لأن عندها طفلٌ محتضرٌ في سياق الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرسول مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شئ عنده بأجل مسمى هذه خمس جمل من أحسن ما يعزى به تقول له أصبر واحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شئ عند بأجل مسمى هذه تؤثر على قلب المصاب تأثيراً بالغاً أما العبارة التي يقولها الناس وهم لا يدرون عن معناها وإنما أخذوها كابر عن كابر عظم الله أجرك وأحسن عزاك وغفر لك ولميتك فهذه قالها بعض العلماء ولكنها لا تتعين بل أفضل ما يعزى به ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن التعزية لا يسن فيها التقبيل فإن التقبيل عند التعزية لا أصل له ولا ينبغي أن يقبل الناس بعضهم بعضاً عند التعزية لأن ذلك لم يرد أما المصافحة فارجوا أن لا بأس به لأن الإنسان إذا قابل أخاه المسلم فإنه يصافحه فيكون ذلك مصافحة من أجل المقابلة لا من أجل التعزية وأما الاجتماع للتعزية في البيت وانتظار من يأتي إلى البيت فإن هذا من المكروه وقد ذكر كثيرٌ من أهل العلم أنه من البدع ولذلك لا ينبغي لأهل الميت أن يصنعوه نعم لو أن أحدهم ألجأهم فقرع عليهم الباب فلا حرج أن يفتحوا له ويعزى ويمشي وأما الجلوس لاستقبال الناس فإن هذا لا أصل له من السنة فلا ينبغي أن يفعل المهم أنه ينبغي لنا أن نكون بصيرين في دين الله نتبع ما جاءت به السنة في كل أحوالنا لنعبد الله على بصيرة حتى لا نكون في أعمالنا مقلدين بلا دليل لأن المرجع كله كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم :عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة) أسال الله تعالى أن يرزقني وإياكم الاستقامة على دينه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب الحلال الوافر وأساله أن يتم علينا جمعياً نعمته وأن يزيدنا من فضلنا وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعل ما أنزل علينا من المطر في هذه الأيام مقدمة خير لأمطار غزيرة نافعة غير ضارة وأن يعم بها أوطان المسلمين وأن ينزل فيها البركة إنه على كل شئ قدير وبعباده رؤوف رحيم وأعلموا أيها المؤمنون أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلى وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم أصلح رعيتنا شبابها وشيوخها وكهولها وذكورها وإيناثها يا رب العالمين اللهم أصلح لنا جميع أمورنا في ديننا ودنيانا إنك على كل شئ قدير اللهم حقق لنا الخيرية في هذه الأمة حتى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وندعو إلى الحق ونتواصى به وبالصبر وبالمرحمة يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.