المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأيام والليالي خزائن أعمالكم


الجوهرة
10-08-2011, 11:46 PM
فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى إلى الخلق إلى الإنس والجن إلى العالمين بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا


أما بعد


فقد قال الله عز وجل: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) فإن الله عز وجل جعل هذا الزمان مرتباً على شهور وأيام وعلى سنين وأعوام هذه الأيام والليالي مراحل يقطعها الخلق مرحلة مرحله إلى الدار الآخرة إلى دار القرار إلى الدار الأبدية إما في جنة وإما في نار إن هذه الأيام مراحل ترحلون من يوم إلى آخر حتى تنتهوا إلى أخر سفركم وإن كل يوم يمر بكم بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة أيها الأخوة المسلمين إن هذه الأيام والليالي ليست أيام وليالي جوفاء ولكنها خزائن للأعمال المحفوظة إنها شاهدة عليكم بما عملتم فيها من خير وشر فطوبى لإنسان أغتنم فرصها بما يقرب إلى الله عز وجل حتى تكون خاتمته حسنى وعاقبته حميدة طوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب المعاصي وطوبى لعبد أتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال فأستدل بذلك على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار أيها الأخوة ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها فإن في ذلك أعظم اعتبار إن طلوع الشمس ثم غروبها آذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غروب وأدبار ألم تروا إلى القمر يبدوا هلالاً صغيراً كما يبدوا الأطفال ثم ينموا رويداً رويدا كما تنموا الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال وهكذا جسم الإنسان وحياته تماماً: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) أيها المسلمون أيها الأخوة إننا هذه الأيام في أخر العام وقد كنا نتطلع إلى هذه الأيام إلى أخر هذا العام تطلع البعيد فإذا بنا وقد جاء كلمح البصر وهكذا حياتنا كلها نتطلع إلى آخر يوم من أيامنا في هذه الدنيا ونرى أنه بعيد فإذا بحبل الأمل قد أنصرم وببناء الأماني قد أنهدم وإذا بالإنسان يقضي حياته العملية ثم ينتقل إلى الحياة الجزائية فيزور القبور ثم يرحل منها إلى دار القرار فنسأل الله عز وجل أن يختم لنا ولكم حياتنا بالسعادة والشهادة وأن يختم لنا بالإيمان والتوحيد إنه جواد كريم أيها المسلمون إنكم في هذه الأيام تودعون عاماً ماضياً شهيدا وتستقبلون عاماً مشرقاً جديداً فيا ليت شعري يا ليت شعري يا ليتني أشعر ماذا أودعنا في العام الماضي وماذا نستقبل به العام الجديد فليحاسب كل إنسان منا نفسه ولينظر في أمره فإن كان قد فرط في شئ من الواجبات فليتب إلى الله وليستدرك ما فات وإن كان ظالماً لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات وإن كان ممن مَن الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات أخواني ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ليس الإيمان بالدعوة ولا بالقول باللسان وإنما الإيمان ما حل في القلب وصدقته الأعمال الإيمان ما حل في القلب حتى يكون عند الإنسان ما أخبر الله به من الغيب كأنه مشاهد يراه بعينه ويسمعه بأذنه ثم بعد ذلك تصدق الأعمال هذا الإيمان وليست التوبة أيها المسلمون مجرد قول باللسان ليست التوبة أن يقول الإنسان أتوب إلى الله وهو مصر على المعاصي ولكنها ندم على ما فعل من الذنوب وترك ما كان عليه من المعاصي والعيوب وإنابة إلى الله بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب أيها المسلمون إنني أقول لكم ذلك وإنني أكثركم تفريطا ولكنني أستغفر الله وأتوب إليه أيها المسلمون فكروا في أنفسكم حققوا إيمانكم أخلصوا توبتكم مادمتم في زمن الإمكان وعظ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال(اغتنم خمس قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) هكذا وعظ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل وإن موعظته لرجل واحد من أمته موعظة لجميع الأمة إن في الشباب عزيمة وقوة فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وفترت القوة ولم يستطيع التخلص من ما شب عليه من خير أو شر إلا أن يعينه الله على ذلك حين يعلم منه صدق النية والعزيمة وفي الصحة انشراح ونشاط فإذا مرض الإنسان ضاقت نفسه وأنحط نشاطه وثقلت عليه أعماله وصار لا يأنس بأحب الناس إليه لأنه مشغول بنفسه وفي الغنى راحة وفراغ فإذا أفتقر الإنسان قلق فكره وأنشغل بطلب العيش لنفسه وعياله وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال فإذا مات الإنسان أنقطع عنه أوقات العمل وفات زمن الإمكان فاعتبروا أيها الأخوة المسلمون بهذه الموعظة وقيسوا ما بقي من أعمالكم بما مضى منها وإنني لو سألت إي واحد منكم ماذا تقدر في ما فات من عمره إنني لأقدره وكأنه ساعة من ليل أو نهار كأنه لم يمضي عليه شهور ولا أعوام وهكذا ما بقي من العمر سوف ينفرط جميعا وسوف يمضي سريعا كما مضى ما سبق وأعلموا أن كل أتي قريب وكل شئ من الدنيا زائل: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) وتذكروا أيها الأخوة تذكروا إخواننا لكم كانوا معكم في مثل هذه الأيام من سالف الأعوام ثم انتقلوا من القصور إلى القبور ومن الأهل والأموال إلى الجزاء على الأعمال فاصبحوا مرتهنين بأعمالهم في قبورهم يتمنون زيادة حسنة واحدة في أعمالهم فلا يستطيعون يتمنون أن يتوبوا من سيئات أعمالهم وهم عن التوبة بعد الموت محجوبون رؤى بعض المنام فقال قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل وأنتم تعملون ولا تعلمون إي لا تعلمون ما حل بنا من الندم لأننا وإن كنا نتصور ذلك ولكننا لم نذقه بعد وهناك فرق بين علم اليقين وحق اليقين قالوا والله لتسبيحه أوتسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا أحب من الدنيا وما فيها فبادروا عباد الله بالتوبة بادروا بالتوبة إلى الله من كان عنده مظالم للخلق فليؤديها إليهم من كان قد أغتاب أحد من الناس وعلم به فليستحلل منه من كان قد جحد حق إنسان فليقر به وليوصله إليه من كان قد عق والديه فليبر بهما من كان قد قطع رحمه فليصل الرحم من كان قد فرط في الصلاة أو الزكاة أو غيرها من الواجبات إلى الله فليقم به قبل أن يفوت الأوان واعرفوا أيها الأخوة المسلمون اعرفوا قدر ما أنتم فيه اليوم وما ستقدمون عليه غدا إنكم اليوم في الدنيا التي لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء إنكم اليوم في الدنيا التي لا يخلو صفوها من كدر ولا سرورها من حزن وإنكم ستقدمون على دار الآخرة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( لموضع صوت أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم موضع الصوت في الجنة خير من الدنيا وما فيها ليست الدنيا التي هي دنيا عصرك ولا دنياك وحدك بل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها ما كان لك وما كان لغيرك يقول الله عز وجل(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) ويقول تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) ويقول تعالى: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ) (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا مِن من أتيته في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقيتنا عذاب النار يا ذا الجلال والإكرام اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ...


الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما طلع الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا


أما بعد


أيها الناس فأسمعوا قول الله عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ما خلق الله الجن والإنس ليتمتعوا فيما خلقهم فيه ما خلقهم ليعمروا القصور ولا ليركبوا الفاخر من المركوبات ولا ليلبسوا الزينة ويتحلوا بأنواع الحلي ولكنه خلقهم لعبادته وخلق لهم ما في الأرض جميعاً ليتمتعوا بما أحل الله لهم وليستعينوا به على طاعته استمع إلى قول الله عز وجل في حكمة خلقك وفي حكمة خلق ما سواك يقول الله عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ويقول فيما سواك: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ) ويقول: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ) فالمخلوقات مسخرة لك ما في السماوات وما في الأرض مسخر لك سخر لك الليل والنهار سخر لك الشمس والقمر سخر لك الأرض والأنهار سخر لك كل شئ حتى الملائكة الكرام وكلهم الله بك: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه) كل شئ خلقه الله تعالى من أجلك ولكنه خلقك أنت لعبادة الله على أن المخلوقات الأخرى قائمة أيضا بعبادة الله عز وجل: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ ومن في َالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) الحصى يسبح بحمد الله والمدر يسبح بحمد الله والشجر يسبح بحمد الله وكل من في السماوات والأرض يسبح بحمد الله والطير صافات تسبح بحمد الله وهكذا ما ذكره الله عز وجل في كتابه ومع ذلك فإن الله يقول(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) أفلا يستحي الإنسان من هذه الحقيقة فلا يقوم بعبادة الله عز وجل تجد بعض الناس لا يهتم بعبادة الله ولا يرعوا لأمر الله ولا يبتعدوا عن محارم الله ومع ذلك فقد أنعم الله على الإنسان هذه النعمة الكبيرة فاستحي أيها الإنسان من ربك وقم بما أمرك به واجتنب ما نهاك عنه سواء كان هذا في حقوق الله الخاصة أو في حقوق عباده التي أوجبها عليك ولاحظ مسألة هامة بدأ الله بها قبل العبادة وهي الاستعانة بالله عز وجل كما قال الله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فاستعن بالله أولا واستعن بالله تعالى حين تتلبس بالعبادة واستغفر الله عز وجل إذا فعلت العبادة فإن الإنسان لا يخلو من التقصير فعبادة الإنسان محفوفة بأمرين أمر سابق وهو الاستعانة وهو أيضاً مقارن للعبادة وأمر لاحق للعبادة وهو الاستغفار لله عز وجل فاكثروا أيها المسلمون من عبادة الله واكثروا من استغفار الله ولهذا شرع للإنسان إذا فرغ من الصلاة مباشرة أن يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا لك مخلصين ولنبيك محمد صلى الله عليه وسلم متبعين وأعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة اجتمعوا على دين الله لا تتفرقوا في دين الله: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) إن يد الله على الجماعة ومن شذ عن الجماعة شذ في النار وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم ولا سيما في يوم الجمعة فإن من صلى عليه في أي وقت كان مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلى أفضل أتباع المرسلين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأجعل بلدنا هذا أمناً وسائر بلاد المسلمين اللهم إنا نسألك أن تنصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم ثبت أقدامهم اللهم شدد العقوبة على أعدائهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم يا منان يا بديع السماوات والأرض نسألك أن تدمر الصرب والكروات اللهم دمر الصرب والكروات اللهم إنهم نصارى أعداء لك وأعداء لعبادك المسلمين اللهم دمرهم تدميرا اللهم أحصهم عددا اللهم فرقهم بددا اللهم لا تبقي منهم أحدا اللهم أكتب ذلك لمن عاونهم من الشرق أو الغرب إنك على كل شئ قدير اللهم من أعانهم من دول الغرب أو من دول الشرق فأفسد أمورهم وشتت شملهم وأجعل بأسهم بينهم إنك على كل شئ قدير اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب أهزم النصارى الصرب والكروات و دمرهم تدميرا اللهم أمنح المسلمين رقابهم اللهم أورثهم ديارهم وأموالهم ونسائهم وذرياتهم إنك على كل شئ قدير أيها الأخوة المسلمين لقد جاءنا أمر من ولاة أمورنا أن نقنت لإخواننا في البوسنة والهرسك وعلى أعدائهم من الصرب والكروات من الخامس عشرة من ذي القعدة إلى الخامس عشرة من ذي الحجة أي شهراً كاملاً وقد انتهي الشهر ولكن الأزمة مازالت باقية بل هي شديدة وتزداد شدة ولكن دعاء الله عز وجل له مواطن كثيرة غير القنوت في الصلوات ادعوا الله تعالى في السجود ادعوا الله في آخر الليل ادعوا الله تعالى بين الآذان والإقامة ادعوا الله تعالى من قلب صادق من قلب موقن بالإجابة ادعوا الله تعالى دعاء محتاج مفتقر إليه أن ينصر إخوانكم في البوسنة والهرسك فإنهم والله في ضيق عظيم، عظيم، عظيم لا يتصوره إلا من حل فيه ذلك الضيق نسأل الله أن يفرج عنهم كروباتهم إنه على كل شئ قدير اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .