المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الثاني : كيفية الطلب و التلقي .


الواثقة بالله
10-01-2020, 11:06 PM
*📌 ❪ شرح ڪتاب «حِلْيَةُ طَالِبِ الْعِلْمِ» ❫*

*❐ شرح فَـضيلَـة الــشّيــخِ الـعـَـلّامَـة࠱*
*‏ مُـحـمَّـدُ بــــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين* ‏
‏- رَحِمَـہُ اللَّـہُ تَـعَـالَـےٰ -

ـ•┈┈┈┈┈•◈◉❒ (40) ❒◉◈┈┈┈┈┈•

*⧠ الفصل الثاني: ڪيفية الطلب والتلقي*

▣ تابع أموٌر لا بُّدَّ من مراعاتِهَا في كُلِّ فَنٍّ تطلبُهُ:

------------------------------------------------
*❍ قَالَ العـلامة العُثيمين غَفَـرَ اللهُ لَهُ :*

*⊙ « الخامس : اقتِنَاصُ الفَوَائِدِ والضَّوَابِطِ العِلْمِيَّة »؛* وهذا من أَهَمِّ ما يَكُونُ فهناك الفوائدُ التِّي لا تَكَادُ تَطْرَأُ على الذِّهْنِ، أو التي يَنْدُرُ ذِكْرُهَا والتَّعَرَّضُ لها، أو الفوائد المُسْتَجَدَّةُ التي تحتاج إلى بَيَانِ الحُكْمِ فيها، فهذه اقْتَنِصْهَا واضْبُطْهَا وقَيِّدْهَا بالكِتَابَةِ،

◄ ولا تَقُلْ: هذا أمرٌ مَعْلُومٌ عندي ولا حَاجَةَ أنْ أُقَيِّدُهَا؛ لأنها سُرْعَانُ ما تُنْسَى، وڪم من فائدةٍ تَمُـرُّ بالإنسانِ فيقولُ: هذه مَسْأَلَةٌ سهلةٌ لا تَحْتَاجُ إلى قَيْدٍ، ثُمَّ بعد مُدَّةٍ وَجِيزَةٍ يَتَذَكَّرُهَا ولا يَجِدُهَا، لذلك احرص على اقْتِنَاصِ الفَوَائدِ التي ينْدُرُ وقُوعُهَا، أو التي يتجدد وقوعها.

❍ أما الضوابطُ فيجب الحرصُ على الاهتِمَامِ بالضَّوَابِطِ، ومن الضَّوَابِطِ ما يَذْكُرُهُ الفُقَهَاءُ تَعْلِيلًا للأَحْكَامِ، فإنَّ كُلَّ التَّعْلِيلَاتِ للأَحْكَامِ الفِقْهِيَّةِ تُعْتَبَرُ ضوابط؛ لأنها تَنْبَنِي عليها الأَحْكَامُ، فهذه أيضًا احتَفِظْ بها، وقد تتبع بعضُ الطلبةِ هذه الضَّوَابِطِ الوَارِدَةِ في (الروض المربع) وحرَّرَهَا من أوله إلى آخره.

☜ فإن تَقْييِدَ كُلِّ عِلَّةٍ يَنْبَنِي عليهَا مَسَائِلُ كَثِيرَةٌ، إذ أن العِلَّةَ ضَابِطٌ يَدْخُلُ تَحْتَهُ جُزْئِيَّاتٌ كَثِيرَةٌ، فمثلًا: إذَا شَكَّ في طَهَارَةِ الماءِ أو نَجَاسَتِهِ فإنَّهُ يَبْنِي على الْيَقِينِ، وهذه تُعْتَبَرُ حُكْمًا وضَابِطًا يُعَلِّلُ؛

◄ لأنَّ الأصلَ بَقَاءُ ما ڪانَ، فإذَا شَكَّ في نَجَاسَةِ طَاهِرٍ فهو طاهرٌ، أو في طهارة نَجْسٍ فهو نَجِسٌ؛ فإنَّ الإنسانَ كُلَّمَا مَرَّ عليه مثل هذه التَّعْلِيلَاتِ حَرَّرَهَا وضَبَطَهَا، ثُمَّ حَاولَ في المُسْتَقْبَلِ أن يَبْنِيَ عليها مسائلَ جُزئِيَّةً، لكان فيه فائدةٌ كَبيرَةٌ لَهُ ولِغَيْرِهِ.

*⊙ « سادسًا : جَمْعُ النَّفْسِ للطَّلَبِ والترقِّي فيه، والاهتمامُ والتحرُّقُ للتحصيل، والبلوغ إلى ما فوقَه حتى تفيضَ إلى المطوَّلاتِ بسابلةٍ مُوَثَّقَةٍ »؛* هذا أيضًا مهمٌّ أن يجمعَ الإنسانُ نَفْسَهُ للطَّلَبِ، فلا يُشَتِّتُهَا يمينًا ويَسارًا، يومٌ يَطْلُبُ العلمَ، ويومٌ يُفَكِّرُ في أمورٍ أُخْرَى تَصْرِفُهُ عن الطَّلَبِ،

☜ بل اجمعِ النَّفْسَ على ذَلِكَ ما دُمْتَ مُقْتَنِعًا بأن هذا هو مَنْهَجُكَ وسَبِيلُكَ، واجمَعْ نَفْسَكَ على ا لتَّرَقِّي فيه، لا تَبْقَى سَاكِنًا، بل فَكِّرْ فيما وَصَلَ إليهِ عِلْمُكَ منَ المسائلِ والدَّلَائلِ؛ حَتَّى تَتَرَقَّى شيئًا فشيئًا، واسْتَعِنْ بِمَنْ تَثِقُ بِهِ من زمـلائك وإخـوانك إذا احتاجت المسألةُ إلى اسْتِعَانَةٍ، ولا تَسْتَحِي أن تقول: يا فلانُ سَاعِدْنِي على تحقيق هذه المسألة بمراجعة الكتب الفُلَانِيَّةِ أو الفلانية، الحياءُ لا يَنَالُ العلمَ بِهِ أَحَدٌ، فلا يَنَالُ العِلْمَ مُسْتَحِي ولا مستكبر.

⦁⦁ وقوله: «والاهتمامُ والتحرُّقُ للتحصيل، والبلوغ إلى ما فوقَه»؛ مَعْنَاهُ أن يكون عند الإنسان شَغَفٌ شَدِيدٌ تَتَحَرَّقُ نفسُهُ؛ لِيَنَالَ ما فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ التي هو فيها، حتى تَفِيضَ إلى المُطَوَّلَاتِ بِسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ.

ــــــــــــــ
❪📚❫ المصْــ☟ــدَرُ : ❪ شرح ڪتاب «حِلْيَةُ طَالِبِ الْعِلْمِ» صـ❨84 ـ 86❩ ❫

••----------••✬(✪)✬••----------••
✍ يُتْبَـعُ إن شَــاء اللهُ تـعالى **
➖➖➖➖➖➖➖➖➖ْ
منقول