الواثقة بالله
03-25-2021, 03:36 PM
«اعْلم أَنَّ مَنْ لَمْ يَصُنْ نَفسَهُ بوِقَايِتَهَا عنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَمُخِلِّ الْمُرُؤاتِ لَمْ يَنْفَعْهُ عَلمُهُ؛ لأَنَّ الْعِلْمَ للعَملِ؛ فَكَما لا ينفعُ السلاحُ للمجاهِدِ مَا لَمْ يَسْتَعْمِلْهُ، ولا الكتُبُ النَّافِعَةُ الْمُستَمَدَّةُ من الكِتَابِ ما لَمْ يُطَالعها وَيَتَعَلَّمْ مِنها، ولا الأطْعمَةُ النَّفِيسَةُ الْمُدَّخَرَةُ لِلْجائِعِ مَا لَمْ يَأْكلْ مِنْهَا، فَكَذَلِكَ الْعِلْمُ؛ وَقَديمًا قيلَ:
يُحَاوِلُ نَيْلَ الْمَجْدِ والسَّيف مُغْمَدٌ
وَيَأمَلُ إِدْرَاكَ العُلَى وَهُوَ نَائِمُ!
...فصِيانةُ النفسِ أصْلُ الفضائِلِ؛ لأنَّ مَنْ أَهْمَلَ نَفْسَهُ ثِقَةً بِما مَنَحَهُ اللهُ مِنْ فَضيلةِ عِلْمِهِ، وَتَوَكّلاً على ما يلزَمُ الناسَ مِنْ صِيانَتِهِ، سَلَبُوهُ فضيلةَ عِلمِهِ وَوَسَمُوهُ بقبيحِ تَبَذُّلِهِ؛ فلم يَفِ ما أُعْطِي مِنَ العِلْمَ بما سَلَبَهُ منُه التبذّل!
لأنّ القبيحَ أشْيَعُ منَ الْجَمِيلِ، والرذيلةُ مَشْهُورَةٌ تُنقَلُ وتُذَاع بسُرْعَةٍ لِمَا في طِباعِ الناس مِن الحسدِ والبُغْضِ والحِقدِ ونِزاعِ المنافَسَةِ!
فَتَنْصَرِف عُيونُهُمْ عن المحاسِنِ إلى المَسَاوِي؛ فلا يُنْصِفُونَ مُحْسِنًا، ولا يجاملون ولا يُسامحونَ مُسيئًا، يَذكُرون المَسَاوِي كُلَّها غالِبًا!
لاسِيَّما إذا كان المَرْموقُ عالما؛ فإنّ زَلّتَهُ عِندَهُم لا تُقَالَ، وَهَفْوَتَهُ لا تُعْذَرُ، لأنَّ العيْبَ الصغيرَ يَعْظُمُ في حَقِّ أَهْلِ المُرْوَآت، والعَيْبَ في الجاهلِ المغمورِ مَغْمورٌ!
ولهذا يَنْبَغِي للعالِمِ أنْ يُحْسِّنَ أخلاقَهُ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَيَسْلَمَ عِرضُهُ مِن الطعنِ والاعتراضاتِ».
[«موارد الظمآن لدروس الزمان» للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله (161/1) بتصرف يسير]
يُحَاوِلُ نَيْلَ الْمَجْدِ والسَّيف مُغْمَدٌ
وَيَأمَلُ إِدْرَاكَ العُلَى وَهُوَ نَائِمُ!
...فصِيانةُ النفسِ أصْلُ الفضائِلِ؛ لأنَّ مَنْ أَهْمَلَ نَفْسَهُ ثِقَةً بِما مَنَحَهُ اللهُ مِنْ فَضيلةِ عِلْمِهِ، وَتَوَكّلاً على ما يلزَمُ الناسَ مِنْ صِيانَتِهِ، سَلَبُوهُ فضيلةَ عِلمِهِ وَوَسَمُوهُ بقبيحِ تَبَذُّلِهِ؛ فلم يَفِ ما أُعْطِي مِنَ العِلْمَ بما سَلَبَهُ منُه التبذّل!
لأنّ القبيحَ أشْيَعُ منَ الْجَمِيلِ، والرذيلةُ مَشْهُورَةٌ تُنقَلُ وتُذَاع بسُرْعَةٍ لِمَا في طِباعِ الناس مِن الحسدِ والبُغْضِ والحِقدِ ونِزاعِ المنافَسَةِ!
فَتَنْصَرِف عُيونُهُمْ عن المحاسِنِ إلى المَسَاوِي؛ فلا يُنْصِفُونَ مُحْسِنًا، ولا يجاملون ولا يُسامحونَ مُسيئًا، يَذكُرون المَسَاوِي كُلَّها غالِبًا!
لاسِيَّما إذا كان المَرْموقُ عالما؛ فإنّ زَلّتَهُ عِندَهُم لا تُقَالَ، وَهَفْوَتَهُ لا تُعْذَرُ، لأنَّ العيْبَ الصغيرَ يَعْظُمُ في حَقِّ أَهْلِ المُرْوَآت، والعَيْبَ في الجاهلِ المغمورِ مَغْمورٌ!
ولهذا يَنْبَغِي للعالِمِ أنْ يُحْسِّنَ أخلاقَهُ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَيَسْلَمَ عِرضُهُ مِن الطعنِ والاعتراضاتِ».
[«موارد الظمآن لدروس الزمان» للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله (161/1) بتصرف يسير]