الواثقة بالله
08-25-2021, 02:37 PM
.
🔗سلسلة منارات على الدرب💡
✳المنارة التاسعة9⃣
💡الغلو في قبور الصالحين💢
إنَّ النفوس مولعة بحب الصالحين، وما أدخل إبليس الشرك على بني آدم إلا بالغلو في محبة الصـالحين وتعظيم قبورهم، والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان، كالليل والنهار، فمتى وجد الشرك انتفى الإِسلام، ولذا خاف رسول صلى الله عليه وسلم أن يقع في أمته على قبره ما وقع من اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم من الغلو فيها حتى صارت أوثانًا تُعبد من دون الله، ولذا اشتد غضب الله عليهم،
فدعا ربه أن لا يجعل قبره وثنًا يعبد، فقال في الحديث الذي رواه مالك: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد».
وقد استجاب الله - سبحانه - دعاء نبيه وحمى قبره بثلاثة جدران فلا أحد يصل إليه يجعله وثنًا يُعبد، إذ ليس فيه شيء من صور الوثنية، فلا يُطاف حول قبره، ولا يذبح له، بل حفظه الله على مر التاريخ إلى يومنا هذا...
◽قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ [النجم: 19].
▪كان في الجاهلية رجل صالح يخلط الدقيق بالسمن وغيره، ليطعم به الحاج فسُمي باسم عمله، فلما مات غلا فيه الجهال وعظموه؛ لأجل عمله الصالح الذي كان يعمله، فعكفوا على قبره حتى عبدوه وصار قبره وثنًا من أكبر أوثان الجاهلية.
➖فالغلو في قبره كان سببًا في عبادته، وهذا هو السبب أيضًا في عبادة الصالحين من الأموات وغيرهم، فإنَّهم غلوا في تعظيم قبورهم ببناء المساجد عليها، وتشييد القباب ووضع الستور، وإضاءة السرج وبسط...
🔸قال السعدي رحمه الله :
↩ باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تُعبد من دون الله ما ذكر المصنف في البابين يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم.
↩وذلك أن ما يفعل عندها نوعان: مشروع وممنوع.
↩أما المشروع فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شدّ رحل، يزورها المسلم متّبعا للسنة فيدعو لأهلها عموما ولأقاربه ومعارفه خصوصا فيكون محسنا إليهم بالدعاء لهم وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم، ومحسنا إلى نفسه باتّباع السُنّة وتذكر الآخرة والاعتبار بها والاتّعاظ.
↩وأما الممنوع فإنه نوعان:⤵
⛔أحدهما:
محزم ووسيلة للشرك كالتمسح بها والتوسل إلى الله بأهلها، والصلاة عندها، وكإسراجها والبناء عليها، والغلو فيها وفي أهلها إذا لم يبلغ رتبة العبادة.
⛔والنوع الثاني:
شرك أكبر كدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم وطلب الحوائج الدنيوية والأخروية منهم، فهذا شرك أكبر، وهو عين ما يفعله عُبّاد الأصنام مع أصنامهم.
💢ولا فرق في هذا بين أن يعتقد الفاعل لذلك أنهم مستقلون في تحصيل مطالبه، أو متوسطون إلى الله، فإن المشركين يقولون:
⬜{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
⬅فمن زعم أنه لا يكفر من دعا أهل القبور حتى يعتقد أنهم مستقلون بالنفع ودفع الضرر، وأن من اعتقد أن الله هو الفاعل وأنهم وسائط بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم يكفر.
⬅من زعم ذلك فقد كذّب ما جاء به الكتاب والسنة، وأجمعت عليه الأمة من أن من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين سواء اعتقدهم مستقلين أو متوسطين.
📝وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام. فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل، ولم ينج من فتنته إلا من عرف الحق واتّبعه.
📘( القول السديد شرح كتاب التوحيد ج1 ص96)
💎💡✍🏻💡💎
🔗سلسلة منارات على الدرب💡
✳المنارة التاسعة9⃣
💡الغلو في قبور الصالحين💢
إنَّ النفوس مولعة بحب الصالحين، وما أدخل إبليس الشرك على بني آدم إلا بالغلو في محبة الصـالحين وتعظيم قبورهم، والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان، كالليل والنهار، فمتى وجد الشرك انتفى الإِسلام، ولذا خاف رسول صلى الله عليه وسلم أن يقع في أمته على قبره ما وقع من اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم من الغلو فيها حتى صارت أوثانًا تُعبد من دون الله، ولذا اشتد غضب الله عليهم،
فدعا ربه أن لا يجعل قبره وثنًا يعبد، فقال في الحديث الذي رواه مالك: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد».
وقد استجاب الله - سبحانه - دعاء نبيه وحمى قبره بثلاثة جدران فلا أحد يصل إليه يجعله وثنًا يُعبد، إذ ليس فيه شيء من صور الوثنية، فلا يُطاف حول قبره، ولا يذبح له، بل حفظه الله على مر التاريخ إلى يومنا هذا...
◽قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ [النجم: 19].
▪كان في الجاهلية رجل صالح يخلط الدقيق بالسمن وغيره، ليطعم به الحاج فسُمي باسم عمله، فلما مات غلا فيه الجهال وعظموه؛ لأجل عمله الصالح الذي كان يعمله، فعكفوا على قبره حتى عبدوه وصار قبره وثنًا من أكبر أوثان الجاهلية.
➖فالغلو في قبره كان سببًا في عبادته، وهذا هو السبب أيضًا في عبادة الصالحين من الأموات وغيرهم، فإنَّهم غلوا في تعظيم قبورهم ببناء المساجد عليها، وتشييد القباب ووضع الستور، وإضاءة السرج وبسط...
🔸قال السعدي رحمه الله :
↩ باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تُعبد من دون الله ما ذكر المصنف في البابين يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم.
↩وذلك أن ما يفعل عندها نوعان: مشروع وممنوع.
↩أما المشروع فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شدّ رحل، يزورها المسلم متّبعا للسنة فيدعو لأهلها عموما ولأقاربه ومعارفه خصوصا فيكون محسنا إليهم بالدعاء لهم وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم، ومحسنا إلى نفسه باتّباع السُنّة وتذكر الآخرة والاعتبار بها والاتّعاظ.
↩وأما الممنوع فإنه نوعان:⤵
⛔أحدهما:
محزم ووسيلة للشرك كالتمسح بها والتوسل إلى الله بأهلها، والصلاة عندها، وكإسراجها والبناء عليها، والغلو فيها وفي أهلها إذا لم يبلغ رتبة العبادة.
⛔والنوع الثاني:
شرك أكبر كدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم وطلب الحوائج الدنيوية والأخروية منهم، فهذا شرك أكبر، وهو عين ما يفعله عُبّاد الأصنام مع أصنامهم.
💢ولا فرق في هذا بين أن يعتقد الفاعل لذلك أنهم مستقلون في تحصيل مطالبه، أو متوسطون إلى الله، فإن المشركين يقولون:
⬜{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
⬅فمن زعم أنه لا يكفر من دعا أهل القبور حتى يعتقد أنهم مستقلون بالنفع ودفع الضرر، وأن من اعتقد أن الله هو الفاعل وأنهم وسائط بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم يكفر.
⬅من زعم ذلك فقد كذّب ما جاء به الكتاب والسنة، وأجمعت عليه الأمة من أن من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين سواء اعتقدهم مستقلين أو متوسطين.
📝وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام. فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل، ولم ينج من فتنته إلا من عرف الحق واتّبعه.
📘( القول السديد شرح كتاب التوحيد ج1 ص96)
💎💡✍🏻💡💎