أ/أحمد
11-10-2011, 04:56 PM
سُئل العلامة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه اللهُ تعالى:
ما حكمُ الامتحان بالأشخاصِ سواء بعلماء السنَّةِ أو برؤوس المبتدعة؟ وهل ينطبقُ ذلكَ على المعاصرين؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
لا شكَّ يا أخي أنَّ السلفَ الصالحَ كانوا يمتحنونَ النَّاسَ بالعلماءِ الذين عُرفوا بالصلابةِ بالسنَّة وسلامةِ العقيدةِ والمنهج, وعُرِفوا بالشدَّة على أهلِ الأهواءِ والبدعِ , وقد عثرتُ على بضعة عشر نصَّاً عن السلف؛ كلُّ نصٍّ فيه مثالٌ لبيانِ امتحانِ النَّاسِ بأهلِ السُنَّةِ , فمن عرفَ فضلَهم وأحبَّهم وذكرَهم بخيرٍ؛ فهو صاحبُ سُنَّة, ومن غَمَزَهم ووقع في أعراضِهم, فهو صاحبُ سوءٍ وبدعةٍ, وإليكَ نموذجاً يسيراً من نصوصٍ سلفيّةٍ كثيرة:
1- قال الإمامُ البربهاريُّ رحمه الله: «وإذا رأيتَ الرجلَ يحبُّ أبا هريرةَ وأنسَ بنَ مالكٍ وأسيدَ بنَ حضير فاعلم أنَّهُ صاحبُ سُنَّةٍ إن شاء الله»
2- وقال أيضا: «وإذا رأيتَ الرجلَ يحبُّ أيوبَ وابنَ عون وابنَ إدريس الأودي والشعبي- وذكرَ جماعةً من الفضلاءِ إلى أن قال:- فاعلم أنَّهُ صاحبُ سُنَّة».
3- كما قال أيضاً: «وإذا رأيتَ الرجلَ يحبُّ أحمدَ بنَ حنبل والحجَّاجَ بنَ المنهال وأحمدَ بنَ نصر وذكرهم بخيرٍ وقال قولَهم فاعلم أنَّهُ صاحبُ سُنَّة».اهـ (شرح السُنَّة: 117-118)
وقلتَ في سؤالكَ: وهل ينطبق ذلكَ على المعاصرينَ في زمننا هذا؟
والجواب: نعم يُمتحنُ النَّاسُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ بأهلِ السُنَّة عقيدةً وشريعةً, أي الذين نذروا أنفسهم لحفظِ السُنَّة, وفهمِ معاني نصوصها, والعملِ بها والذبِّ عنها.
وليس امتحانُ النَّاسِ بأهلِ السُنَّةِ مقصوراً على شخصٍ معيّن أو أشخاص, بل يُمتحنُ النَّاسُ بكلِّ صاحبِ سُنَّة في كلِّ زمانٍ ومكان على الوصفِ الذي ذكرتُم, وكذلك يُمتحنُ النَّاسُ بأهلِ البدعِ الداعين إليها؛ فعن عُقبةَ بنِ علقمة قال: كنتُ عند أرطأةَ بنِ المنذرِ فقالَ بعضُ أهلِ المجلسِ: ما تقولونَ في الرّجلِ يجالِسُ أهلَ السّنّةِ ويخالِطُهم ، فإذا ذُكِرَ أهلُ البدعِ قالَ: دعونَا مِن ذكرِهم ، لا تذكروهُم!
قالَ أرطأةُ : هوَ مِنهم ، لا يلَبِّس علَيكم أمرَه ، قالَ فأنكرتُ ذلكَ مِن قولِ أرطأةَ ، قالَ: فقدِمتُ علَى الأوزاعِيّ وكانَ كَشّافاً لهذهِ الأشياءِ إذا بلَغَته ، فقالَ:
«صدقَ أرطأةُ ، والقولُ ما قالَ ، هذا يَنهىَ عن ذكرِهم ، ومتَى يُحذَرُوا إذا لم يُشاد بذكرِهم؟!» (تاريخ دمشق 8/15)
وقال الأوزاعي رحمه الله: «مَنْ سَتَرَ عَلَيْنَا بِدْعَتَهُ, لَمْ تَخْفَ عَلَيْنَا أُلْفَتَهُ» (الإبانة لابن بطة: 2/479)
وقال العكبري-وهو ابن بطة-: لمّا قدم سفيانُ الثّوري البصرةَ جعلَ ينظرُ في أمرِ الرّبيعِ –يعني ابن صُبَيح- وقدرِه عند النّاس ، سأل أيّ شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبُه إلاّ السّنّة ، قالَ: من بطانتُه؟ قالوا: أهلُ القدرِ ، قالَ: هو قدرِيّ»اهـ
«الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية ص27-29»
ما حكمُ الامتحان بالأشخاصِ سواء بعلماء السنَّةِ أو برؤوس المبتدعة؟ وهل ينطبقُ ذلكَ على المعاصرين؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
لا شكَّ يا أخي أنَّ السلفَ الصالحَ كانوا يمتحنونَ النَّاسَ بالعلماءِ الذين عُرفوا بالصلابةِ بالسنَّة وسلامةِ العقيدةِ والمنهج, وعُرِفوا بالشدَّة على أهلِ الأهواءِ والبدعِ , وقد عثرتُ على بضعة عشر نصَّاً عن السلف؛ كلُّ نصٍّ فيه مثالٌ لبيانِ امتحانِ النَّاسِ بأهلِ السُنَّةِ , فمن عرفَ فضلَهم وأحبَّهم وذكرَهم بخيرٍ؛ فهو صاحبُ سُنَّة, ومن غَمَزَهم ووقع في أعراضِهم, فهو صاحبُ سوءٍ وبدعةٍ, وإليكَ نموذجاً يسيراً من نصوصٍ سلفيّةٍ كثيرة:
1- قال الإمامُ البربهاريُّ رحمه الله: «وإذا رأيتَ الرجلَ يحبُّ أبا هريرةَ وأنسَ بنَ مالكٍ وأسيدَ بنَ حضير فاعلم أنَّهُ صاحبُ سُنَّةٍ إن شاء الله»
2- وقال أيضا: «وإذا رأيتَ الرجلَ يحبُّ أيوبَ وابنَ عون وابنَ إدريس الأودي والشعبي- وذكرَ جماعةً من الفضلاءِ إلى أن قال:- فاعلم أنَّهُ صاحبُ سُنَّة».
3- كما قال أيضاً: «وإذا رأيتَ الرجلَ يحبُّ أحمدَ بنَ حنبل والحجَّاجَ بنَ المنهال وأحمدَ بنَ نصر وذكرهم بخيرٍ وقال قولَهم فاعلم أنَّهُ صاحبُ سُنَّة».اهـ (شرح السُنَّة: 117-118)
وقلتَ في سؤالكَ: وهل ينطبق ذلكَ على المعاصرينَ في زمننا هذا؟
والجواب: نعم يُمتحنُ النَّاسُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ بأهلِ السُنَّة عقيدةً وشريعةً, أي الذين نذروا أنفسهم لحفظِ السُنَّة, وفهمِ معاني نصوصها, والعملِ بها والذبِّ عنها.
وليس امتحانُ النَّاسِ بأهلِ السُنَّةِ مقصوراً على شخصٍ معيّن أو أشخاص, بل يُمتحنُ النَّاسُ بكلِّ صاحبِ سُنَّة في كلِّ زمانٍ ومكان على الوصفِ الذي ذكرتُم, وكذلك يُمتحنُ النَّاسُ بأهلِ البدعِ الداعين إليها؛ فعن عُقبةَ بنِ علقمة قال: كنتُ عند أرطأةَ بنِ المنذرِ فقالَ بعضُ أهلِ المجلسِ: ما تقولونَ في الرّجلِ يجالِسُ أهلَ السّنّةِ ويخالِطُهم ، فإذا ذُكِرَ أهلُ البدعِ قالَ: دعونَا مِن ذكرِهم ، لا تذكروهُم!
قالَ أرطأةُ : هوَ مِنهم ، لا يلَبِّس علَيكم أمرَه ، قالَ فأنكرتُ ذلكَ مِن قولِ أرطأةَ ، قالَ: فقدِمتُ علَى الأوزاعِيّ وكانَ كَشّافاً لهذهِ الأشياءِ إذا بلَغَته ، فقالَ:
«صدقَ أرطأةُ ، والقولُ ما قالَ ، هذا يَنهىَ عن ذكرِهم ، ومتَى يُحذَرُوا إذا لم يُشاد بذكرِهم؟!» (تاريخ دمشق 8/15)
وقال الأوزاعي رحمه الله: «مَنْ سَتَرَ عَلَيْنَا بِدْعَتَهُ, لَمْ تَخْفَ عَلَيْنَا أُلْفَتَهُ» (الإبانة لابن بطة: 2/479)
وقال العكبري-وهو ابن بطة-: لمّا قدم سفيانُ الثّوري البصرةَ جعلَ ينظرُ في أمرِ الرّبيعِ –يعني ابن صُبَيح- وقدرِه عند النّاس ، سأل أيّ شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبُه إلاّ السّنّة ، قالَ: من بطانتُه؟ قالوا: أهلُ القدرِ ، قالَ: هو قدرِيّ»اهـ
«الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية ص27-29»