طالب العلم
11-14-2011, 04:44 PM
السؤال:
هل صحيح أن الدعاء يرد القضاء وخاصة في النصيب والزواج؟ فلو دعوت الله عز وجل أن يرزقني بشخص معين أراه على خلق ودين هل ذلك ممكن أن يرد القضاء؟ فإني أعرف أن كل شيء بقدر الله عز وجل ولكني سمعت عن القدر المعلق ، فأريد منك يا شيخ أن تفيدني في هذا الأمر.
الجواب:
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، كيف قدر معلق؟ أين سمعت هذا؟ قال السائل:يا شيخ لعلها تقصد أن الله قدَّر أشياء وقدَّر أن هذا الإنسان سيدعو.. فأجاب الشيخ: هل هذا يسمى قدرا معلقا؟! على كل،لاشك كل شيء بقدر، وأنت عندما تطلبين من الله تبارك وتعالى،سواء كانت مسألة زواج،أو دراسة، أوحصول الولد، أو الربح في التجارة،أي أمر كان،دعوت ودعوت..ودعوت،إما أن يُستجاب لعين الدعاء،وإما ألا يحصل لكِ عين الدعاء. الدعاء لا شك يكون بقدر الله تبارك وتعالى ، كل ما يقع في الدنيا من أمور تحصل أو خير يقع أو شر يقع أو شر يُدفع، كله بقدر ،صلاتك بقدر،هدايتك إلى الإسلام بقدر، دعاؤك بقدر،فهذا قدر وذاك قدر،والقدر يرد بعضه بعضاً،هذا معنى حديث النبي:"لا يرد القضاء إلا الدعاء"، فاجتهدي في الدعاء بما تحبين ،اجتهدي لإنك لا تعرفين ما قدر الله إلا بعد وقوعه ،فقبل الوقوع اجتهدوا في الدعاء، فلعل الله قدَر شيئاً،لعله قدر أن الدعاء يكون سبباً في رد ذلك الأمر أو ذلك الشر أو ذلك غير المراد عنك،فأنت لا تعلمين القدر إلا بعد وقوعه،والمراد بهذا الحديث أن الإنسان يجتهد ولا ييأس من الدعاء ،فلا يجلس ويقول أن الذي قد قدر لي سيحصل لي سواء دعوت أم لم أدع،فلن أدعو!! لا،اجتهدوا في الدعاء؛ لذلك عمر بن الخطاب كان يذكر أنه يحمل هم الدعاء وليس هم الإجابة ،فأنت الذي عليك هو الدعاء أما ماذا يحصل بعد ذلك ،هذا اتركيه لله ؛لأن الله لا يقدر لنا إلا ما هو خير لنا ، فنحن ندعو ونقول يا رب.. يا رب ،ولكن إذا حصل خلاف ما نريد فيجب علينا أن نرضى لأن هذا هو الذي قدره الله علينا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال :"احرص على ما ينفعك واستعن بالله...ولا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل"فالذي قدر الله هو الخير ،ونحن لا نعلم أين الخير،فأنت ترجين مثلاً الزواج من فلان،صحيح الذي يظهر من حاله الآن خير لكن ما تعرفين قد ينقلب هذا غداً شرا وماْئة شر،والذي اليوم لا نراه خيراً قد يكون هو الخير كما قال الله عز وجل:[وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم واللهُ يعلم وأنتم لا تعلمون] فالشاهد مجموع هذه النصوص كلها تدعونا إلى الإكثار من الدعاء،ثم إذا وقع الأمر سواء على ما أردنا أو على خلاف مرادنا أيضاً نحمد الله ، ونرضى بقضاء الله وقدره ، بل يجب أن نحسن الظن بالله،ونعتقد أن ما قدره الله هو الخير لنا،قد نعلم وقد نجهل،وإن لم يكن خيراً لنا في الدنيا صار خيراً لنا إن شاء الله في الآخرة؛ فلذلك نصبر على قضاء الله وعلى قدر الله مع الاجتهاد في الدعاء بما نريد ونرغب،ما في مانع،الذي نريده ونرغبه ندعو الله به ونكثر ولا نيأس ولا نعجز ولا نكسل عن الدعاء ثم إن حصل الموافق فالحمد لله ،وإن حصل غير الذي دعونا به،أيضاً نحاول أن نصبر أنفسنا ،ونقول:"قدر الله وما شاء فعل"ونرضى بقضاء الله تبارك وتعالى. قال السائل:يا شيخ هل يجوز للإنسان أن يدعو حتى ولو بشيء يظهر له أنه مستحيل؟ يعني عمر بن الخطاب ـ سمعت أنه كان يسأل الله أن يُستشهد في المدينة،فأنكروا عليه ،كيف في المدينة؟! ولا جهاد فيها ؟ صحيح يا شيخ؟ أجاب الشيخ: نعم القصة صحيحة ،عمر دائماً يدعو الله عز وجل ويقول:"اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك،وموتاً في بلد نبيك" وهذه تدل على فراسته،ولعله كما يذكر أهل العلم يستحضر حديث النبي لأنه في يوم من الأيام كان النبي على جبل أحد وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان فتحرك بهم الجبل قليلاً،فقال له :"اثبت أحد ،فإنما عليك نبي وصدَّيق وشهيدان" فعمر سمع وتيقن أنه شهيد وليس عنده شك،ولكن أحب أن تكون الشهادة في المدينة ،هو كان يحب أن يدفن عند النبي ،يحب أن يموت في مدينة النبي – صلى الله عليه وسلم- ،يحب أن يموت حيث مات النبي ومات أبو بكر الصديق،فجمع بين هذا وهذا ،فقالوا له:كيف؟!شهادة في مدينة النبي !! لأن كل الجيوش كان يرسلها خارج المدينة لأن المدينة صارت دولة إسلامية،ما فيها حرب وقتال واستشهاد ،كله كان غزو خارج المدينة،لكن كان يدعو بهذا الدعاء كثيراً حتى جاءه أبو لؤلؤة فطعنه فمات في مدينة النبي ومات شهيداً. قال السائل:يا شيخ ،هل يُستدل بهذا على جواز الدعاء بالمستحيل؟ أجاب الشيخ:هذا ليس مستحيلاً، لكن تحار فيه العقول ، والله أعلم .
منقول من موقع الشيخ حفظه الله
http://www.mandakar.com/FatawaDetails.asp?ID=232
هل صحيح أن الدعاء يرد القضاء وخاصة في النصيب والزواج؟ فلو دعوت الله عز وجل أن يرزقني بشخص معين أراه على خلق ودين هل ذلك ممكن أن يرد القضاء؟ فإني أعرف أن كل شيء بقدر الله عز وجل ولكني سمعت عن القدر المعلق ، فأريد منك يا شيخ أن تفيدني في هذا الأمر.
الجواب:
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، كيف قدر معلق؟ أين سمعت هذا؟ قال السائل:يا شيخ لعلها تقصد أن الله قدَّر أشياء وقدَّر أن هذا الإنسان سيدعو.. فأجاب الشيخ: هل هذا يسمى قدرا معلقا؟! على كل،لاشك كل شيء بقدر، وأنت عندما تطلبين من الله تبارك وتعالى،سواء كانت مسألة زواج،أو دراسة، أوحصول الولد، أو الربح في التجارة،أي أمر كان،دعوت ودعوت..ودعوت،إما أن يُستجاب لعين الدعاء،وإما ألا يحصل لكِ عين الدعاء. الدعاء لا شك يكون بقدر الله تبارك وتعالى ، كل ما يقع في الدنيا من أمور تحصل أو خير يقع أو شر يقع أو شر يُدفع، كله بقدر ،صلاتك بقدر،هدايتك إلى الإسلام بقدر، دعاؤك بقدر،فهذا قدر وذاك قدر،والقدر يرد بعضه بعضاً،هذا معنى حديث النبي:"لا يرد القضاء إلا الدعاء"، فاجتهدي في الدعاء بما تحبين ،اجتهدي لإنك لا تعرفين ما قدر الله إلا بعد وقوعه ،فقبل الوقوع اجتهدوا في الدعاء، فلعل الله قدَر شيئاً،لعله قدر أن الدعاء يكون سبباً في رد ذلك الأمر أو ذلك الشر أو ذلك غير المراد عنك،فأنت لا تعلمين القدر إلا بعد وقوعه،والمراد بهذا الحديث أن الإنسان يجتهد ولا ييأس من الدعاء ،فلا يجلس ويقول أن الذي قد قدر لي سيحصل لي سواء دعوت أم لم أدع،فلن أدعو!! لا،اجتهدوا في الدعاء؛ لذلك عمر بن الخطاب كان يذكر أنه يحمل هم الدعاء وليس هم الإجابة ،فأنت الذي عليك هو الدعاء أما ماذا يحصل بعد ذلك ،هذا اتركيه لله ؛لأن الله لا يقدر لنا إلا ما هو خير لنا ، فنحن ندعو ونقول يا رب.. يا رب ،ولكن إذا حصل خلاف ما نريد فيجب علينا أن نرضى لأن هذا هو الذي قدره الله علينا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال :"احرص على ما ينفعك واستعن بالله...ولا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل"فالذي قدر الله هو الخير ،ونحن لا نعلم أين الخير،فأنت ترجين مثلاً الزواج من فلان،صحيح الذي يظهر من حاله الآن خير لكن ما تعرفين قد ينقلب هذا غداً شرا وماْئة شر،والذي اليوم لا نراه خيراً قد يكون هو الخير كما قال الله عز وجل:[وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم واللهُ يعلم وأنتم لا تعلمون] فالشاهد مجموع هذه النصوص كلها تدعونا إلى الإكثار من الدعاء،ثم إذا وقع الأمر سواء على ما أردنا أو على خلاف مرادنا أيضاً نحمد الله ، ونرضى بقضاء الله وقدره ، بل يجب أن نحسن الظن بالله،ونعتقد أن ما قدره الله هو الخير لنا،قد نعلم وقد نجهل،وإن لم يكن خيراً لنا في الدنيا صار خيراً لنا إن شاء الله في الآخرة؛ فلذلك نصبر على قضاء الله وعلى قدر الله مع الاجتهاد في الدعاء بما نريد ونرغب،ما في مانع،الذي نريده ونرغبه ندعو الله به ونكثر ولا نيأس ولا نعجز ولا نكسل عن الدعاء ثم إن حصل الموافق فالحمد لله ،وإن حصل غير الذي دعونا به،أيضاً نحاول أن نصبر أنفسنا ،ونقول:"قدر الله وما شاء فعل"ونرضى بقضاء الله تبارك وتعالى. قال السائل:يا شيخ هل يجوز للإنسان أن يدعو حتى ولو بشيء يظهر له أنه مستحيل؟ يعني عمر بن الخطاب ـ سمعت أنه كان يسأل الله أن يُستشهد في المدينة،فأنكروا عليه ،كيف في المدينة؟! ولا جهاد فيها ؟ صحيح يا شيخ؟ أجاب الشيخ: نعم القصة صحيحة ،عمر دائماً يدعو الله عز وجل ويقول:"اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك،وموتاً في بلد نبيك" وهذه تدل على فراسته،ولعله كما يذكر أهل العلم يستحضر حديث النبي لأنه في يوم من الأيام كان النبي على جبل أحد وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان فتحرك بهم الجبل قليلاً،فقال له :"اثبت أحد ،فإنما عليك نبي وصدَّيق وشهيدان" فعمر سمع وتيقن أنه شهيد وليس عنده شك،ولكن أحب أن تكون الشهادة في المدينة ،هو كان يحب أن يدفن عند النبي ،يحب أن يموت في مدينة النبي – صلى الله عليه وسلم- ،يحب أن يموت حيث مات النبي ومات أبو بكر الصديق،فجمع بين هذا وهذا ،فقالوا له:كيف؟!شهادة في مدينة النبي !! لأن كل الجيوش كان يرسلها خارج المدينة لأن المدينة صارت دولة إسلامية،ما فيها حرب وقتال واستشهاد ،كله كان غزو خارج المدينة،لكن كان يدعو بهذا الدعاء كثيراً حتى جاءه أبو لؤلؤة فطعنه فمات في مدينة النبي ومات شهيداً. قال السائل:يا شيخ ،هل يُستدل بهذا على جواز الدعاء بالمستحيل؟ أجاب الشيخ:هذا ليس مستحيلاً، لكن تحار فيه العقول ، والله أعلم .
منقول من موقع الشيخ حفظه الله
http://www.mandakar.com/FatawaDetails.asp?ID=232