ابو حمزة
12-05-2011, 02:58 PM
الشيخ الفاضل محمد صالح العثيمين
الحمد لله العلي الكبير اللطيف الخبير يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يقضي بالحق ويبين المجهول ويكشف المستور أنزل في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73) وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له ؛ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم النشور وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى أيها المؤمنون بالله ورسوله احذروا المنافقين احذروا النفاق فإنه بئس البضاعة واحذروا المنافقين فإنهم هم العدو المؤمنين إلى قيام الساعة إن النفاق مرض وبيئ فتاك قاتل إن النفاق طمس للحقائق وبث للخيانة والخداع وتلبيس للأمور إن النفاق أن يتظاهر المرء بالخير وقلبه منطو على الشر يتظاهر بالإيمان وهو كافر يتظاهر بالعفاف وهو فاجر يتظاهر بالصدق وهو كاذب يتظاهر بالوفاء وهو غادر يتظاهر بالنصح وهو ماكر يتظاهر بالصداقة وهو عدو وهو عدو لك يتظاهر بالصلاح وهو فاسد يتظاهر بالإصلاح وهو مفسد (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14) قال الله عز وجل (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15) يملي لهم يتمادون في الطغيان ويرفلون فيما هم فيه من النعم حتى إذا جاءهم الموت ندموا ولاة ساعة مندم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة:11) فقال الله عز وجل (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة:12) تأمل يا أخي هذه الجملة التي أكدها الله عز وجل أكدها بقوله إنهم هم المفسدون فهذان مؤكدان وصدرها بألا التي تفيد التنبيه والاستيقاظ لما سيذكر (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) لقد كشف الله تعالى أستار المنافقين وفضحهم وبين صفاتهم وأعمالهم ليكون المؤمن منها ومنهم على حذر بين الله جزاءهم في الآخرة وأنهم في نار جهنم حتى أن الله عز وجل إذا ذكر جزاءهم وجزاء الكافرين وهي النار قدم ذكرهم على ذكر الكافرين استمع إلى قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (التوبة:68) فبدأ بالمنافقين والمنافقات قبل الكفار واستمع إلى قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)(النساء: من الآية140)فبدأ بالمنافقين واستمع إلى قوله تعالى (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ) (الأحزاب:73) فبدأ بالمنافقين والمنافقات قبل المشركين والمشركات وفي هذه الآية دليل على أن النفاق كما يكون في الذكور يكون كذلك في الإناث ولقد عقد ابن القيم رحمه الله أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه عقد فصلا نافعا في المنافقين في كتابه مدارج السالكين في الجزء الأول من صفحة (347) إلى صفحة (358) ننقل منه ما تيسر لكم ما تيسر لنا لتستمعوا إليه قال رحمه الله وقد هتك الله أستار المنافقين وكشف اسرارهم في القرآن وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر فذكر طوائف العالم الثلاث في أول سورة البقرة فذكر في المؤمنين أربعة آيات وفي الكفار آيتين وفي المنافقين ثلاث عشرة آية وذلك لعموم البلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله فإن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة لأنهم منسوبون إلى الإسلام وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة فكم من معقل للإسلام هدموه وكم من حصن قلعوا أساسه وخربوه فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولأجل ذلك اتخذوا هذا القرآن مهجورا لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران فالظواهر ظواهر الأنصار والبواطن قد تحيزت إلى الكفار ألسنتهم ألسنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين رأسمالهم الخديعة والمكر وبضاعتهم الكذب والختر لكل منهم وجهان وجه يلقي به المؤمنين ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين لهم علامات يعرفون بها مبينة في السنة والقرآن بائنة لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن أوامرهم التي يأمرون بها اتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد ولنواهيهم عما فيه صلاحهم لما في المعاش والمعاد وأحدهم تلقاه بين جماعة أهل الإيمان في الصلاة والذكر والزهد والاجتهاد (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة:205)
إن حاكمتهم يعني المنافقين إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين وإن دعوتهم إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رأيتهم عن ذلك معرضين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (النساء:61) تبا لهم ما أبعدهم عن حقيقة الإيمان وما أكذب دعواهم للتحقيق والعرفان فالقوم في شأن واتباع الرسول في شأن لقد أقسم الله تعالى في كتابه بنفسه المقدسة قسما عظيما فقال (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) أحسن الناس أجساما وأخلبهم لسانا وألطفهم بيانا واخبثهم قلوبا وأضعفهم جنانا فهم كالخشب المسندة التي لا ثمر لها قد قلعت من مغارسها فتساندت إلى حائط يقيمها لئلا يطأها السالكون (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4) أسروا سرائر النفاق فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان ووسمهم لأجلها بسيما لا يخفون على أهل البصائر والإيمان (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:30) أنتهي ما أردنا نقله من كتاب ابن القيم رحمه الله فمن أراد البسط فليراجعه فإنه مفيد يستفيد منه المؤمن ويحذر أعمال المنافقين ويحذر المنافقين أيضا فيا أيها المسلمون عباد الله المؤمنين احذروا النفاق وأحذروا المنافقين لا تركبوا ركابهم لا تلهثوا وراءهم فلقد أنزل الله في ذمهم وبيان صفاتهم وأعمالهم آيات كثيرة في سور عديدة حتى أنزل فيهم سورة كاملة قال فيها ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(المنافقون: من الآية4) وشرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن تقرأ هذه السورة في صلاة يوم الجمعة التي يجتمع الناس فيها في مكان واحد من أجل أن يعرفوا صفاتهم فيحذروا منها ويحزروا منهم وأنزل الله فيهم آيات في سورة البقرة وفي آل عمران وفي النساء وفي الأنفال وفي سورة التوبة آيات كثيرة حتى سماها بعض السلف السورة الفاضحة وفي سورة العنكبوت وفي سورة الأحزاب وفي سورة الفتح وفي سورة التحريم ففكر أيها المسلم في نفسك هل فيك شيء من صفاتهم واعمالهم هل كنت تحب أحدا من هؤلاء المنافقين إن كان الجواب بالإثبات فعليك أن تتوب إلى الله أن تتوب إلى الله من ذلك قبل أن يفجأك الموت قبل أن تلاقي ربك قبل أن يحال بينك وبين التوبة قبل أن تقول في جواب الملكين في القبر ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قبل أن يحق عليك قول الله عز وجل ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)(التوبة: من الآية101) أيها الأخ المؤمن أحذر النفاق وأحذر أهله لا ترتكب ما ارتكبوه لا تغتر بزخارف القول الذي قالوه فو الله ليس عندهم إلا وحي الشياطين يعارضون به وحي الله عز وجل فكن أيها المؤمن منهم على حذر أيها المسلمون كونوا صادقين مع الله بالإخلاص له كونوا صادقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق متابعته كونوا صادقين مع المسلمين بمحبتهم والنصح لهم وأن لا تخالف بواطنكم ظواهركم اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة من فرائضك أن تجعلنا من عبادك المؤمنين اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين المخلصين اللهم اجعلنا من المتبعين لرسولك الناصحين لعبادك اللهم ارزقنا الحذر من المنافقين ونفاقهم يا رب العالمين اللهم أكشفهم لعبادك ؛ لعبادك المؤمنين حتى يتبن أمرهم وحتى يندحر شرهم يا رب العالمين اللهم ربنا آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد..
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الحمد لله منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب الحمد لله الذي صدق وعده الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وأصحابه ومن لهديه متبعون .
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله تعالى هو الذى يعطي ما يشاء لحكمة ويمنع ما يشاء لحكمة وإننا وقد تم وقد تمت أيام الوسم لم ينزل علينا هذه السنة المطر وما ذلك إلا بأسباب ذنوبنا وغفالنا عما وغفلتنا عما أوجب الله علينا وغفلتنا عما أوجب الله علينا وتهالكنا على الدنيا ونسياننا للآخرة وكون مجالسنا معمورة بالقيل والقال بل بأكل لحوم الناس بغير حق فعلينا أيها الأخوة أن نرجع إلى الله تعالى رجوعا حقيقيا أن نتوب إليه من المعاصي أن نقوم بما أوجب الله علينا في أنفسنا أن نقوم بما أوجب الله علينا في أهلينا أن نقوم بما أوجب الله علينا في من جعلنا الله رعاة عليهم من الطلاب وغيرهم أيها المسلمون إن الواجب علينا أن نفكر في الأمر تفكيرا جديا فهذه المصائب الكونية وهذه المصائب الأرضية التي ابتلينا بها ما هي إلا بسبب ذنوبنا فنستغفر الله ونتوب إليه نستغفر الله ونتوب إليه نستغفر الله ونتوب إليه اللهم أغفر لنا وتب علينا يا رب العالمين وقد أمرنا ولاة الأمر أن تقام صلاة الاستسقاء للمرة الثانية هذا العام في يوم الاثنين المقبل وإنا إن شاء الله لفاعلون وستكون أقامة الصلاة في الساعة السابعة والربع أي بعد طلوع الشمس بنحو اثنين وأربعين دقيقة وإنما أخرنا ذلك من أجل أن الوقت صار باردا من أجل أن الوقت صار باردا وأن الشمس قد تأخر طلوعها عن المرة الأولى فالموعد إذا في الساعة السابعة والربع من صباح يوم الاثنين إن شاء الله فأخرجوا إلى مصلي العيد أخرجوا لذلك اغتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وترغبا ورجاء من الله عز وجل أن ينزل عليكم الغيث وامتثالا لمن أمركم الله بطاعتهم من ولاة الأمور (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء:59) أيها المسلمون أخرجوا بإنابة وخشوع وتذلل وتضرع لله عز وجل وأدوا الصلاة وأنتم على أكمل ما يكون خشوعا لله ووقوفا بين يديه واستحضروا ما تقولونه في صلاتكم وفي دعائكم فإن الله عز وجل يقول في كتابه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) اسألوا الله تعالى وأنتم محسنون الظن به تحسنون الظن بربكم فإنه عند فإن الله تعالى عند حسن ظن عبده به أحسنوا الظن بأن يجيب الله دعائكم ويغيثكم من هذه الشدة التي كان فيها موعظتكم إن كنتم مؤمنين وأعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي الاجتماع على دين الله بالقيام بما أوجب الله عليكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالجدال بالتي هي أحسن فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شُذ في النار وأعلموا إن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرا فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي على محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم واحشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارزقنا اتباع هديهم وأرض عنا كما رضيت عنهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم دمر أعداء الدين من الكفرة والملحدين والمنافقين يا رب العالمين اللهم دمر أعداء الدين من الكفرة والملحدين والمنافقين يا رب العالمين اللهم دمرهم جميعا وأنصر المؤمنين عليهم يا رب العالمين اللهم أنصر المؤمنين عليهم نصرا مؤزرا وفتحا مبينا إنك على كل شيء قدير اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شر أشرا ربنا واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجللا عاما نافعا غير ضار اللهم اسقنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم سقيا رحمه اللهم سقيا رحمه اللهم سقيا رحمه لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام إنك على كل شيء قدير اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد .
الحمد لله العلي الكبير اللطيف الخبير يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يقضي بالحق ويبين المجهول ويكشف المستور أنزل في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73) وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له ؛ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم النشور وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى أيها المؤمنون بالله ورسوله احذروا المنافقين احذروا النفاق فإنه بئس البضاعة واحذروا المنافقين فإنهم هم العدو المؤمنين إلى قيام الساعة إن النفاق مرض وبيئ فتاك قاتل إن النفاق طمس للحقائق وبث للخيانة والخداع وتلبيس للأمور إن النفاق أن يتظاهر المرء بالخير وقلبه منطو على الشر يتظاهر بالإيمان وهو كافر يتظاهر بالعفاف وهو فاجر يتظاهر بالصدق وهو كاذب يتظاهر بالوفاء وهو غادر يتظاهر بالنصح وهو ماكر يتظاهر بالصداقة وهو عدو وهو عدو لك يتظاهر بالصلاح وهو فاسد يتظاهر بالإصلاح وهو مفسد (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14) قال الله عز وجل (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15) يملي لهم يتمادون في الطغيان ويرفلون فيما هم فيه من النعم حتى إذا جاءهم الموت ندموا ولاة ساعة مندم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة:11) فقال الله عز وجل (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة:12) تأمل يا أخي هذه الجملة التي أكدها الله عز وجل أكدها بقوله إنهم هم المفسدون فهذان مؤكدان وصدرها بألا التي تفيد التنبيه والاستيقاظ لما سيذكر (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) لقد كشف الله تعالى أستار المنافقين وفضحهم وبين صفاتهم وأعمالهم ليكون المؤمن منها ومنهم على حذر بين الله جزاءهم في الآخرة وأنهم في نار جهنم حتى أن الله عز وجل إذا ذكر جزاءهم وجزاء الكافرين وهي النار قدم ذكرهم على ذكر الكافرين استمع إلى قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (التوبة:68) فبدأ بالمنافقين والمنافقات قبل الكفار واستمع إلى قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)(النساء: من الآية140)فبدأ بالمنافقين واستمع إلى قوله تعالى (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ) (الأحزاب:73) فبدأ بالمنافقين والمنافقات قبل المشركين والمشركات وفي هذه الآية دليل على أن النفاق كما يكون في الذكور يكون كذلك في الإناث ولقد عقد ابن القيم رحمه الله أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه عقد فصلا نافعا في المنافقين في كتابه مدارج السالكين في الجزء الأول من صفحة (347) إلى صفحة (358) ننقل منه ما تيسر لكم ما تيسر لنا لتستمعوا إليه قال رحمه الله وقد هتك الله أستار المنافقين وكشف اسرارهم في القرآن وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر فذكر طوائف العالم الثلاث في أول سورة البقرة فذكر في المؤمنين أربعة آيات وفي الكفار آيتين وفي المنافقين ثلاث عشرة آية وذلك لعموم البلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله فإن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة لأنهم منسوبون إلى الإسلام وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة فكم من معقل للإسلام هدموه وكم من حصن قلعوا أساسه وخربوه فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولأجل ذلك اتخذوا هذا القرآن مهجورا لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران فالظواهر ظواهر الأنصار والبواطن قد تحيزت إلى الكفار ألسنتهم ألسنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين رأسمالهم الخديعة والمكر وبضاعتهم الكذب والختر لكل منهم وجهان وجه يلقي به المؤمنين ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين لهم علامات يعرفون بها مبينة في السنة والقرآن بائنة لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن أوامرهم التي يأمرون بها اتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد ولنواهيهم عما فيه صلاحهم لما في المعاش والمعاد وأحدهم تلقاه بين جماعة أهل الإيمان في الصلاة والذكر والزهد والاجتهاد (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة:205)
إن حاكمتهم يعني المنافقين إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين وإن دعوتهم إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رأيتهم عن ذلك معرضين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (النساء:61) تبا لهم ما أبعدهم عن حقيقة الإيمان وما أكذب دعواهم للتحقيق والعرفان فالقوم في شأن واتباع الرسول في شأن لقد أقسم الله تعالى في كتابه بنفسه المقدسة قسما عظيما فقال (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) أحسن الناس أجساما وأخلبهم لسانا وألطفهم بيانا واخبثهم قلوبا وأضعفهم جنانا فهم كالخشب المسندة التي لا ثمر لها قد قلعت من مغارسها فتساندت إلى حائط يقيمها لئلا يطأها السالكون (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4) أسروا سرائر النفاق فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان ووسمهم لأجلها بسيما لا يخفون على أهل البصائر والإيمان (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:30) أنتهي ما أردنا نقله من كتاب ابن القيم رحمه الله فمن أراد البسط فليراجعه فإنه مفيد يستفيد منه المؤمن ويحذر أعمال المنافقين ويحذر المنافقين أيضا فيا أيها المسلمون عباد الله المؤمنين احذروا النفاق وأحذروا المنافقين لا تركبوا ركابهم لا تلهثوا وراءهم فلقد أنزل الله في ذمهم وبيان صفاتهم وأعمالهم آيات كثيرة في سور عديدة حتى أنزل فيهم سورة كاملة قال فيها ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(المنافقون: من الآية4) وشرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن تقرأ هذه السورة في صلاة يوم الجمعة التي يجتمع الناس فيها في مكان واحد من أجل أن يعرفوا صفاتهم فيحذروا منها ويحزروا منهم وأنزل الله فيهم آيات في سورة البقرة وفي آل عمران وفي النساء وفي الأنفال وفي سورة التوبة آيات كثيرة حتى سماها بعض السلف السورة الفاضحة وفي سورة العنكبوت وفي سورة الأحزاب وفي سورة الفتح وفي سورة التحريم ففكر أيها المسلم في نفسك هل فيك شيء من صفاتهم واعمالهم هل كنت تحب أحدا من هؤلاء المنافقين إن كان الجواب بالإثبات فعليك أن تتوب إلى الله أن تتوب إلى الله من ذلك قبل أن يفجأك الموت قبل أن تلاقي ربك قبل أن يحال بينك وبين التوبة قبل أن تقول في جواب الملكين في القبر ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قبل أن يحق عليك قول الله عز وجل ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)(التوبة: من الآية101) أيها الأخ المؤمن أحذر النفاق وأحذر أهله لا ترتكب ما ارتكبوه لا تغتر بزخارف القول الذي قالوه فو الله ليس عندهم إلا وحي الشياطين يعارضون به وحي الله عز وجل فكن أيها المؤمن منهم على حذر أيها المسلمون كونوا صادقين مع الله بالإخلاص له كونوا صادقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق متابعته كونوا صادقين مع المسلمين بمحبتهم والنصح لهم وأن لا تخالف بواطنكم ظواهركم اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة من فرائضك أن تجعلنا من عبادك المؤمنين اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين المخلصين اللهم اجعلنا من المتبعين لرسولك الناصحين لعبادك اللهم ارزقنا الحذر من المنافقين ونفاقهم يا رب العالمين اللهم أكشفهم لعبادك ؛ لعبادك المؤمنين حتى يتبن أمرهم وحتى يندحر شرهم يا رب العالمين اللهم ربنا آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد..
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الحمد لله منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب الحمد لله الذي صدق وعده الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وأصحابه ومن لهديه متبعون .
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله تعالى هو الذى يعطي ما يشاء لحكمة ويمنع ما يشاء لحكمة وإننا وقد تم وقد تمت أيام الوسم لم ينزل علينا هذه السنة المطر وما ذلك إلا بأسباب ذنوبنا وغفالنا عما وغفلتنا عما أوجب الله علينا وغفلتنا عما أوجب الله علينا وتهالكنا على الدنيا ونسياننا للآخرة وكون مجالسنا معمورة بالقيل والقال بل بأكل لحوم الناس بغير حق فعلينا أيها الأخوة أن نرجع إلى الله تعالى رجوعا حقيقيا أن نتوب إليه من المعاصي أن نقوم بما أوجب الله علينا في أنفسنا أن نقوم بما أوجب الله علينا في أهلينا أن نقوم بما أوجب الله علينا في من جعلنا الله رعاة عليهم من الطلاب وغيرهم أيها المسلمون إن الواجب علينا أن نفكر في الأمر تفكيرا جديا فهذه المصائب الكونية وهذه المصائب الأرضية التي ابتلينا بها ما هي إلا بسبب ذنوبنا فنستغفر الله ونتوب إليه نستغفر الله ونتوب إليه نستغفر الله ونتوب إليه اللهم أغفر لنا وتب علينا يا رب العالمين وقد أمرنا ولاة الأمر أن تقام صلاة الاستسقاء للمرة الثانية هذا العام في يوم الاثنين المقبل وإنا إن شاء الله لفاعلون وستكون أقامة الصلاة في الساعة السابعة والربع أي بعد طلوع الشمس بنحو اثنين وأربعين دقيقة وإنما أخرنا ذلك من أجل أن الوقت صار باردا من أجل أن الوقت صار باردا وأن الشمس قد تأخر طلوعها عن المرة الأولى فالموعد إذا في الساعة السابعة والربع من صباح يوم الاثنين إن شاء الله فأخرجوا إلى مصلي العيد أخرجوا لذلك اغتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وترغبا ورجاء من الله عز وجل أن ينزل عليكم الغيث وامتثالا لمن أمركم الله بطاعتهم من ولاة الأمور (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء:59) أيها المسلمون أخرجوا بإنابة وخشوع وتذلل وتضرع لله عز وجل وأدوا الصلاة وأنتم على أكمل ما يكون خشوعا لله ووقوفا بين يديه واستحضروا ما تقولونه في صلاتكم وفي دعائكم فإن الله عز وجل يقول في كتابه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) اسألوا الله تعالى وأنتم محسنون الظن به تحسنون الظن بربكم فإنه عند فإن الله تعالى عند حسن ظن عبده به أحسنوا الظن بأن يجيب الله دعائكم ويغيثكم من هذه الشدة التي كان فيها موعظتكم إن كنتم مؤمنين وأعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي الاجتماع على دين الله بالقيام بما أوجب الله عليكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالجدال بالتي هي أحسن فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شُذ في النار وأعلموا إن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرا فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي على محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم واحشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارزقنا اتباع هديهم وأرض عنا كما رضيت عنهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم دمر أعداء الدين من الكفرة والملحدين والمنافقين يا رب العالمين اللهم دمر أعداء الدين من الكفرة والملحدين والمنافقين يا رب العالمين اللهم دمرهم جميعا وأنصر المؤمنين عليهم يا رب العالمين اللهم أنصر المؤمنين عليهم نصرا مؤزرا وفتحا مبينا إنك على كل شيء قدير اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شر أشرا ربنا واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجللا عاما نافعا غير ضار اللهم اسقنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم سقيا رحمه اللهم سقيا رحمه اللهم سقيا رحمه لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام إنك على كل شيء قدير اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد .